الفيروس التاجي
بماذا يُنبيْ ؟
فيوليت
داغر
أطلّ علينا الفيروس التاجي المُستحدَث، كوفيد 19، نهايات 2019
مُحْدثاً هلعاً كبيراً وفوضى دولية عارِمة، رغم أن كثيرين
بشّروا به منذ سنوات. من ذلك كتاب صدر عام 2016 في فرنسا
بعنوان: "تقرير جديد لسي آي إيه، كيف سيكون عالم الغد"،
لكاتبه الكسندر إدلر، يتناول فيه (الصفحة 250)، ظهور
مُحتَمل حتى 2025 لمرض جديد يجتاح العالم، يكون فتّاكاً
ومُعدياً، ويضرب الجهاز التنفّسي بغياب علاج مناسب له.
ويتوقع أن يخلّف ذلك احتقاناً وتوتّراً داخلياً وصراعات
عابرة للحدود بفعل محاولة السلطات السيطرة على تحرّكات
البشر التي تبحث عن ما يجنّبها المرض أو يؤمّن محافظتها
على مواردها الطبيعية.
وحيث يشير الكتاب إلى أنواع مُحدَّدة من الفيروسات المعروفة التي
يتحوّل منها هذا الفيروس، يقول إن منشأ الجائِحة سيكون في
منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة فيها تجاور بين الإنسان
والحيوان لا يخضع لقوانين ناظمة، كما في الصين وجنوب شرق
آسيا. ويضيف أن بلد المنشأ لا يمتلك ما يتيح التعرّف عليه،
لذا سيلزم أسابيع لتقدّم المختبرات النتائج النهائية التي
تؤكّد وجود المرض الذي يتحوّل إلى جائِحة. يتحدّث الكتاب
كذلك عن التنقّلات العابرة للحدود والتي رغم التشديدات
يمكن أن تنقل معها الفيروس، وبأسوأ التوقّعات يُصاب بين 10
إلى عدّة مئات من ملايين الأوروبيين ويموت عشرات الملايين.
وفي باقي العالم، سيكون لعدم أهلية البنية التحتية
والخسائر الاقتصادية تداعياتها على إصابة ثلث البشرية
ووفاة مئات الملايين.
لنطرح بعض الأسئلة: ألم يطلُع أحد، أقلّه من الذين يديرون السياسات
الدولية، على هكذا منشورات عن وكالة المخابرات الأميركية؟
ألم يكونوا في أسرار الآلهة، أم تجاهلوا وغضّوا الطرف
طالما هم ينفّذون ولا يوجهّون ويقرّرون؟ ثم لماذا تأخّرت
البلدان الأوروبية والولايات المتحدة في الاتّعاظ من
التجربة الصينية بتحضير ما يلزم من مستشفيات ومستلزمات
لليوم الكبير؟
ألم يشاهدوا أفلاماً هوليوودية عُرِضت في الصالات تُحاكي هذه
السيناريوهات الرهيبة وكأن المُخرجين استدعوا لوكالة
المخابرات بقصد بَرْمَجة استباقية لعقول البشر، أم أن هذا
ما يعملون له؟
ثم ألم يكونوا هم مَن أخرجوا براءات الاختراع ووقّعوا اتفاقيات
التعاون بين المختبرات العابِرة للحدود ليأتوا اليوم
ويلقون التِهم جزافاً ويحمّلون المسؤولية لمَن عداهم كفرقة
موسيقية تعزف المعزوفة ذاتها وراء قائد أوركسترا يؤشّر لها
عما يجب؟
المختبر الذي أشير إليه في ووهان يعمل بدعمٍ من فرنسا والولايات
المتحدة وكندا على الأقل، فماذا كانوا يفعلون إذن هناك
ليأتوا اليوم ويبتزّون ويجادلون في مَن نشر الفيروس؟
الكثير طبعاً قيل أيضاً عن الصين وعن استعمال الفيروس في حربها
الاقتصادية ضمن حرب عالمية ثالثة صامتة، وإخفائها لمعلومات
هامة وعدم شفافيّة تتساوق مع عمل حثيث لنشر الجيل الخامس.
لكن نحن هنا لنحاول طرح ما يجب من أسئلة وعرض ما لدينا من مُعطيات
وما يُمليه توسيع آفاق الذِهن. فمَن يسعى لكشف ولو جزء من
الحقيقة يكون قد احترم ذكاء البشر وأسدى خدمة لضميره. أما
المُتآمِر فهو ذلك الذي يُخفيها أو يعتقد أن رأيه هو
الأصوَب ولا يقبل بتوسيع مداركه لما يُخالفه الرأي. لعلّ
بذلك شيئاً من الحقيقة التي هي ضالّة المؤمن.
بسبب تدخّل الإنسان في الطبيعة باتت الفيروسات تنتقل إليه من
الحيوانات بنسبة تتعدّى 60% وذلك بتغيير حوامِضها النووية.
كما تتطوّر وتتأقلم مع تغيير تركيبتها الجينية والمواد
البروتينية المشكّلة لها. لكن، بات معروفاً أن هذا الفيروس
مُستحدّث من سارس 2003 وميرس 2013 والأتش أي في، وبفعل
فاعل هرَب أو خرج بالخطأ من مختبر في ووهان. لكن ليس من
سوق الحيوانات كما سبق وأعلن، حيث أجريت فحوصات مُبكرة ولم
تثبت هذه الفرضيّة.
هذا ما أكّده مؤخّراً الحائِز جائزة نوبل للطب لسنة 2008، البرفسور
وطبيب السرطان الفرنسي المعروف، لوك مونتانييه. فقد صرَّح
قبل أيام أن الفيروس يحتوي على جزئيّات من فيروس الأتش أي
في، بما يفترض أن الفِرَق المخبرية كانت تعمل على تطوير
لقاح ضد السيدا.
ญญญنحن اليوم نعيش كذبة كبيرة. مختّصون من دولٍ عدّةٍ يعلنون أن أرقام
المتوّفين المُعلَنة تعود لعدّة أسباب وليس فقط الكورونا،
في حين أن نسبة الوفيات المُتسبّب بها الفيروس ليست أكثر
من 1%، وأن الأمراض الأخرى تتعدّى ذلك. البرفسور راوول،
أخصائي الأمراض المُعدية في مرسيليا، أعلن مؤخّراً أنه
لاحظ انخفاضاً كبيراً في عدد الاختبارات الإيجابية ويتوقّع
أن يختفي الفيروس خلال الربيع بناء على ما يحصل بأمراض
الجهاز التنفّسي. وهذا التوجّه في الانحسار مؤكَّد في
البلدان التي سجّلت أعلى الإصابات، في حين أن مَن تأخّر
وصول الفيروس إليه كروسيا، لم تصل الإصابات الذروة بعد.
ويبقى السؤال المُحيّر هو كيف نفسّر أن 940 قبطاناً من أصل 2300
وجدوا مُصابين بالفيروس على حاملة الطائرات شارل ديغول، في
الوقت الذي كانت موجودة فيه ومنذ زمن طويل في عُمق البحر
ومن دون أيّ تواصل مع الخارج. خبراء يذهبون إلى أن هذا
الفيروس قد انتشر بشكلٍ واسعٍ قبل الإعلان عنه رسمياً
بوقتٍ طويل، ما قد يساهم في تفسير اللغز.
السويد لم تطبّق الحَظْر المفروض في بلدان أخرى، كونها لم تجد
بالدليل العلمي أن الحَظْر يمنع انتشار الفيروس، فاكتفت
بحَظْر مَن هم فوق الـ70 سنة حفاظاً عليهم، حيث من الثابت
أن الفيروس يصيب مَن يشكون من ضعف مناعة كبير كالمُسنّين
والمُصابين بأمراض السمنة والقلب والضغط والسكري والسرطان
والذين يتناولون بعض أنواع الأدوية. كذلك، مُقارنة بدولٍ
أوروبية أخرى، ألمانيا التي تتحلّى بثقافةٍ طبيةٍ تهتمّ
بمناعة البشر، لم تتشدّد في الحَظْر المنزلي وأجرت الفحوص
الطبية والمخبرية بشكلٍ أشمل، فلم تسجّل عدد وفيات كبير
وبقيت نسبتها ست مرات أقل من فرنسا.
عالِم الفيروسات الألماني هندريك شتريك، صرّح مؤخّراً أن الفيروس لا
يعيش على الأسطح في منازل المُصابين ولا ينتقل باللمس
والمُصافحة، وإنما فقط من المُصاب إلى السليم هوائياً عبر
السعال والعطاس أو بالاقتراب منه كثيراً.
وزير الصحة الفرنسي السابق والباحث في الأمراض المُعدية، فيليب دوست
بلازي، صرَّح في وقتٍ مُبكِرٍ بأن كوفيد 19 سلاح بيولوجي
تمّت برمَجته لتدمير أعضاء معيّنة في الجسم ولدى أشخاص ذوي
فصائل دم معيّنة، بحيث أن فصيلة - أ- أكثر عرضة للإصابة به
من ب- أو أب-. بات من المعلوم أن الجيوش وأجهزة
المخابرات في الدول المُتقدّمة وعلى رأسها الأميركية تصنع
الفيروسات خدمة لمشاريعها العسكرية.
الغموض يتعلّق بكيفيّة نشوء عاصفة من الفيروسات تدمّر الخلايا
السليمة. وما زال التركيز حالياً على علاج عوارض الفيروس
بشكلٍ ناجعٍ وسريعٍ قبل حصول "الهبَّة" الفيروسية
وانتشارها في الأجهزة التنفّسية بشكلٍ حادِ يُعطّل وظيفتها
لفترةٍ من الزمن إن لم يقضِ على المريض.
قيل إن الانفلونزا الإسبانية تزامنت مع إطلاق الرادار حول العالم،
والآسيوية مع بدء الأنترنت، والكورونا تفشّت مع بدء
اتصالات الجيل الخامس. فهل يمكن الاستمرار بتجاهل الدراسات
التي بحثت في أخطار الجيل الخامس الأكثر سرعة- والسادس على
الباب- والموجات الكهرومغناطيسية التي تلفّ الأرض؟
سبق لـ 180 عالِماً أن طالبوا بكشف أخطار هذه الموجات كونها تُحدِث
خللاً في الجينات والحيوانات المنوية والبويضات وبالتالي
تحدث تشويهاً للأطفال الذين يولَدون. وهذه الموجات تتسبّب
بتغيير كهرباء الرأس وضعف القدرة على التركيز، كما وتُحدِث
اكتئاباً وتشنّجاً بفعل تأثيراتها على الدم الذي يصبح
لًزِجاً وعلى الميكروبيوت في الأمعاء المسؤولة عن كثير من
الأمراض.
لقد قيل الكثير حول تأثيرات هذه الموجات حين انطلقت حملة مُضادّة في
فرنسا عند تركيب أجهزة اللينكي
Linky
لاستبدال عدّادات الكهرباء، المؤهّلة لاستقبال الجيل الخامس،
والمتابعة عن بُعد للأدوات المنزلية الكهربائية التي ستربط
بها كما غيرها من أشياء عديدة. طبعاً الحملة الرافِضة لها
وتوقيع العرائِض لم تُسفر عن نتائج هامة لأن الشركة
المعنية كانت ترسل طواقمها في أوقاتٍ معينةٍ لإنجاز المهمة
بالقوّة وبسرعةٍ. فما زلنا لم نستوعب بعد القدرات
التدميرية للتقدّم المُتسارِع الذي تخفي حسناته شروره،
والذي قد يحوّلنا إلى أميّين إن لم نطوّر خبراتنا وكيفيّة
التعامُل معه.
إذا كان حَبْسُ الناس سيتراجع بعد أيام أو أسابيع، ففي المرات
القادمة سيتم من دون تمهيد له. تبدو هذه المرة كبروفةٍ
لتحضير الناس على الامتثال والخضوع من دون الاحتجاج وطرح
الأسئلة المُجدية، وبمُطلق الأحوال هناك المُخالفات
المالية لتثنيهم.
خلال هذا الوقت تحضر أدوية ولقاحات وكأنها الترياق الشافي لمصائبنا.
حالياً هناك 7 منها قيد التطوير والدراسة، مُموّلة من بيل
غيتس، الذي وصفه روبرت كنيدي جنيور بأنه مهووس باللقاحات
التي يودّ تجربتها على فقراء الهند وإفريقيا. تحت غطاء
أعماله الخيرية، يعمل غيتس للسيطرة ليس فقط على سياسة
منظمة الصحة العالمية، بل اليونيسيف والتحالف العالمي
للقاح
GAVI
وجمعية
PATH
الصحية وغيرها الكثير. باللقاحات التي باعها للهند باسم تحصين
الأطفال، تسبّب بوباء الشلل الرخو الحاد لنصف مليون طفل ما
بين 2000 و2017. وحين طُلِب إليه وفريقه مُغادرة البلد
انخفضت مُعدّلات وباء الشلل بنحوٍ سريع.
اعترفت منظمة الصحة العالمية بمسؤولية سلالة اللقاح المعتمد والتي
ارتبطت بأوبئةٍ مُخيفةٍ في الكونغو وأفغانستان والفيليبين.
كذلك تجارب في أفريقيا على لقاح الملاريا كانت قد أجريت في
2010 وتسبّبت بأضرارٍ كبرى للأطفال، مثلما تمّ تطعيم أطفال
بالقوَّة في جنوب الصحراء في أفريقيا ضد التهاب السحايا.
وكلها تركت آثاراً جسيمة على هذه الفئة العُمرية.
صرَّح غيتس، بعدما منح منظمة الصحة العالمية 10 مليارات دولار
لتعميم لقاحات، أن اللقاحات يمكن أن تقلّل من عدد السكان،
وهذا ما يبدو أنهم يسعون إليه. في 2014، وردت اتهامات ضد
منظمة الصحة العالمية من تنزانيا وكينيا ونيكاراغوا
والمكسيك والفيليبين على خلفيّة حملة تطعيم للنساء، واضطرت
المنظمة للاعتراف بأنها بالفعل تطوّر لقاحات للعُقم. كما
بان في 2017 أن لقاح DTP الذي
أطلقته المنظمة يقتل أطفالاً أفارقة أكثر من الأمراض التي
يمنعها. وكانت نسبة الوفيات بينهم 10 مرات أكثر من الذين
لم يتلقّوها.
بهذا الصَدَد يعترف أحد عملاء وكالة الاستخبارات الأميركية السابقين
أنه ومجموعته كانوا ينشرون مرض السيدا في أفريقيا، منها
موزمبيك وأنغولا، عبر عمليات سرّية ومن خلال إحداث
انقلابات لإخضاع الناس. كانوا يتظاهرون بإجراء حملات تطعيم
تقي من الأمراض، لكن فعلياً تتسبَّب بمرض السيدا للقضاء
على السود بالطريقة الأسرع والأنجع كما يقول.
البروفسور ديديه راوول، الذي حمل لواء دواء الكلوروكين لمُعالجة
الفيروس التاجي وتعرَّض جرَّاء ذلك لحملةٍ شعواء في فرنسا،
توجّه للشعب الأفريقي ونصحهم بتجنّب لقاح بيل غيتس الذي
سيوضَع في الأسواق قريباً لأنه يحتوي على سمٍّ قاتِل.
وتساءل لماذا لا يبدأ الأوروبيون بأنفسهم ما دامت إصابات
الفيروس في أفريقيا أقل منها في أوروبا؟
أما تود روس، رئيس منظمة الصحة العالمية، الذي كان قد تستَّر ثلاث
مرات على نشر الكوليرا في أثيوبيا عندما كان وزيراً للصحة
لديها، فقد دعا إلى عدم لمس النقود بل استعمال البطاقات
المصرفية. وكأننا به يوجّه نحو العملة الرقمية التي يعمل
أسياده لنشرها بسرعة أكبر من خلال تخريب النظام الدولي
القائم حالياً والتضحية بالقليل لجني الأرباح الكبيرة.
وهؤلاء هم من أشير لهم بفئة 1% القابعين في قمَّة الهرم.
بيل غيتس المُنتمي إلى فئة أسياد العالم، كان موجوداً حيث جرت
محاكاة لوباء كورونا قبل 6 أسابيع من الإعلان عن المرض،
وتم التداول حول كيفية التصرّف حيال مَن يرفض اللقاح. فعبر
الخضوع للقاحات، بإمكانهم أن يجيزوا الخروج من المنزل من
عدمه كما السفر، بحجّة عدم تهديد حياة الغير. وكما تُنصَب
كاميرات لتعقّب البشر والتعرّف على وجوههم، وتُطوّر برامج
وتطبيقات في الهواتف الذكيّة للاستدلال منها على تحرّكات
الناس وسرقة معلومات عنهم، تُحفَظ في سجلات وتمنحهم رصيداً
اجتماعياً من النقاط إن تصرّفوا كما يُراد لهم، وإن انخفض
المعدّل تبدأ التتبّعات والعقوبات. فليس مُستغرباً ما
يُشاع من فيديوهات لأناسٍ يتحدّثون عن شرائح صغيرة جداً
تعرف بالوَشم زرعت في أجسادهم عبر اللقاحات وغيرها
لمتابعتهم. وبذلك تنتفي حقوق البشر في ظل أنظمة فاشية
يُديرها أصحاب البدل السود وليس الذين يحكمون في الظاهر.
وما حدث في يووهان هو ما يخطّط له في الغرب. وما خدعة وباء
كورونا إلا لتسريع قيام ما يُسمّى بالسلطة المركزية
العالمية. فرضية علينا أخذها بعين الاعتبار وإن كان هناك
مَن يسخر منها.
لكن مَن قال إن أسياد العالم سيبقون مُتسيّدين لتدميره واستغلاله
لمصالحهم الأنانية المتوحّشة في ظل نظام نيوليبرالي معولَم
جاز له أن ينقرض بعد كل ما ارتكبه من موبقات ضد الطبيعة
والإنسان، وكأن البشر قطعان ماشية يجرّون لحتفهم بيدهم
وبموافقتهم؟
الأمل يبقى مشروعاً ومقاومة ما يُخطّط مطلوباً، بتحصين المناعة
بالمعرفة والعمل والاتحاد بدل التجزئة، كما بالتضامن بين
شعوب العالم التوّاقة للخلاص من الظلم ولإحقاق الحق والعدل
بين البشر. أما الإنسان الواثق من نفسه ومن كونه جزءاً من
خلق الله الذي في ذاته، له أن يرى في وجوده على هذه الأرض
رسالة يؤدّيها لخالقه عبر العمل لخير البشر. والعمل على
الذات هو البداية لخلاص البشرية من التهديد الذي تعيشه.
نشر في الميادين نت، 20 نيسان/أبريل 2020
|