لم يعد التحليل الجزئي للظواهر والأحداث يكفي المتتبع للإحاطة بموضوع اهتمامه. والعولمة رغم مصائبها المختلفة، فتحت المجال أكثر من ذي قبل للتصور المتعدد الميادين ليحتل ما شغله التخصص من أجل التخصص في الثقافة البشرية المعاصرة. من هنا، اخترنا تركيز هذه الملاحظات على الجانب النفسي دون غيره كبعد هام من أبعاد لا تكتمل الواحدة منها بمعزل عن الأخرى.
خلال المرحلة السابقة للحرب، أطلقت حملات إعلامية هادفة روجت لشعارات بغت التأثير على الرأي العام العالمي وتأليبه ضد شعوب المنطقة العربية والدين الإسلامي باستغلال أحداث 11 أيلول والاستفادة من الصدمة التي أحدثتها للأمريكيين وللعالم. لكن بالرغم من أن هذه الحملات لم تنطلِ هذه المرة على الكثيرين، لا بد من إلقاء الضوء على بعض ما تنم عنه هذه السلوكيات، تاركين جانبا أغراض ودوافع جماعات الضغط المؤثرة في القرار والمحاور الأخرى التي تم تناولها في غير مكان. لقد كشفت الحرب النفسية هذه التعاطي التبسيطي مع ما يمس الثقافات الإسلامية والعربية وما سببه من ردود فعل حاقدة على من ينتمي لها بمن فيهم مواطنون أمريكيون. أضف لذلك تلك السهولة في تعميم الجزء على الكل والتعامل بالأحكام المسبقة والسقوط في منطق صراع الحضارات وكل ما تفتقت به ذهنية أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها غير موضوعية وأحادية النظرة تنطلق من الأنا في تقييم العالم.
إذا ما أوغلنا في التحليل، وجدنا أن هذه الرؤى والسلوكيات نابعة من ذهنية باثولوجية (من نوع الفصامية أو بشكل أعم الذهانية حسب معطيات علم النفس التحليلي). بمعنى أن رؤية الشيء أو الآخر لا تخضع لمعطيات الواقع وإنما لآليات محددة، لا واعية في غالبها، تقضي بالفصل ما بين وجهي الخير والشر والجيد والسيء للموضوع نفسه. فيعزى العنصر الإيجابي للنفس ويتم إسقاط ما في هذه النفس من نوازع سلبية وغير مقبولة على الآخر المختلف والذي لا ينتمي للجماعة. أكثر من ذلك، تذهب هذه الآليات الدفاعية لحد تجريد الآخر من صفاته الإنسانية وإضفاء قيمة إيجابية إلى الأنا ولكل من ترتبط به ممن يشكل جزءا من النحن. بذلك يتاح الانتماء لهوية جماعية مطمئنة، وتلبية الرغبة اللاواعية بالاتحاد مع من كان يشكل مصدر قوة واطمئنان مهمته دفع القلق عن النفس. وكلما ازدادت المسافة بين النحن والآخر كلما اطمأنت الأنا وخفّ قلقها، خاصة عندما يشكل هذا الآخر بما يمتلكه من صفات وميزات تهديدا للأنا.
لكن اللجوء غير العادي لمثل هذه الآليات الدفاعية يمكن أن يصبح مرضيا، خاصة عندما يعفي النفس من الشعور بالذنب إزاء ما ترتكبه من آثام بحق هذا الآخر الذي يحمّل المسؤولية فيما يتعرض له من سلوكات مهينة له. وحيث من ميزات النحن في المثل الذي يهمنا هنا الحضارة والشرعية والقانون والحرية والديمقراطية، يغدو الآخر متوحشا وليس مستبسلا للدفاع عن نفسه. وهو قاطع الألسنة، الشيطاني الصفات والخطر المحدق بالإنسانية لاستعماله أسلحة الدمار الشامل التي لا تتوفر لمن عداه (في حين أن قوات "الخير" الأمريكية التي استعملت حتى اللحظة القنابل العنقودية والقنابل التي تنفجر جوا والقنابل الالكترو مغناطيسية واليورانيوم المنضب والممنوعة دوليا تعمل لصالح البشرية).
إذا ما اعتبرنا أن الهوية الشخصية تتكون بجزء منها من تكييف الفرد وفق نموذج ثقافي محدد وبعلاقة مع الجماعة- المرجع، لا يمكننا بالمقابل أن نسلم مع من يذهب للقول أن من ينتمون للمجتمعات العصرية المتطورة صناعيا وتقنيا واقتصاديا هم مؤهلون أكثر من غيرهم أن يكونوا نقديين بخصوص ما يقدم لهم من نماذج وتصورات وتفسيرات. فالفرد وإن أصبح بإمكانه أن يكون أكثر تفردا في هذه المجتمعات لا يعني أن حسه النقدي بات بالضرورة ناضجا لدرجة تتوافق فيها أفعاله واعتقاداته مع تطوره التكنولوجي. فالنموذج الثقافي المسؤول عن تكييف الفرد هو الذي يقدم فحوى المفاهيم والرؤية للعالم، بحيث يجعل هذه الرؤية أحيانا كثيرة نمطية ومغايرة لواقع الآخر. ومن المعروف إننا نرى في هذا الواقع ما نريده منه وليس كما هو حقيقة.
عدم الرغبة هذه في الانفتاح على الآخر واكتشاف حقيقته بكل ما تحمله من تعقيدات وغنى وتنوع تتأتى من تربية عائلية تسلطية لا تؤخذ فيها بالاعتبار الحاجات الأساسية للفرد. مما يعزز الإنغلاق على النفس واللجوء لقيم الجماعة والتقيد بأعرافها بدلا من تحقيق الذات والقبول بالحق بالتفرد انطلاقا من احترام الآخر والاعتراف بحقه بالاختلاف.
مثل بسيط نستقيه من الإعلام الأنجلو أمريكي والفضائيات الإقليمية لندلل على توقع أكثر من محلل لبداية الحرب من ملاحظة التحول في الخطاب الإعلامي البريطاني 48 ساعة قبل نهاية الإنذار. وفي حين نشهد تقييدا إعلاميا كبيرا على من يرافق القوات الأمريكية والبريطانية ومن يعمل من الكويت، نجد أن محطات عربية وإيرانية من المنطقة أو أوربة تعطي هامشا واسعا للتحليلات المباشرة لأوسع قدر ممكن من الآراء. مع ذلك يجري التهجم عليها باعتبارها تظهر الأسرى والجثث، في حين تعطي القوات الأمريكية الحق لنفسها في قصف مراكز الإعلام لهذا الآخر وتغييب صوته نهائيا. فالحرية لا تمنح للبربري وإنما هي من مزايا المتحضر الذي يفصّلها على مقاس مشاعر جمهوره وحلفائه.
يتيح لنا الغوص في نوازع النفس البشرية فهم سلوكيات أولئك الذين يعتبرون أن قوتهم هي المرجع الأساسي لعلاقتهم بحق الآخرين في الوجود والسيادة على أرضهم والتمتع بخيراتها. فمن يرسم سياسات الشعوب والأمم هم بالنهاية بشر كغيرهم ولهم ماضيهم وتربيتهم الحافلة بعجرها وبجرها. والخطر كل الخطر عندما تختل موازين القوى لصالح أشخاص ذوي بنى نفسية مشوهة أو ضعيفة لا يتحملون وجود قوى مضادة تسائلهم فيما يفعلون أو تطالب بالاقتصاص منهم عندما يخالفون الأعراف والقوانين ويرتكبون الجرائم. أشخاص يعتبرون أن العدوانية هي القانون الأهم والأكثر تأثيرا في العلاقات بين البشر. لقد رأينا في التاريخ القريب إلى أين وصل بشعوبهم وشعوب العالم أشخاص من أمثال هتلر أو ستالين وما شاكل.
تخلق عنجهية وجبروت القوة العظمى في العالم حالة تعطي صاحب القرار "صلاحية" الاعتداء باعتباره عملا تأديبيا للعصاة. وبالاستناد لقائمة المؤرخ وليام بلوم، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت منذ الحرب العالمية الثانية بقصف العديد من الدول مع ما حمله ذلك من ويلات ودمار للشعوب المستهدفة : الصين (45-46)، الصين وكوريا (50-53)، غواتمالا (54)، اندونيسيا (58)، كوبا (59-60)، غواتمالا (60)، كونغو (64)، البيرو (65)، لاوس (64-73)، فيتنام (61-73)، كمبوديا (69-70)، غواتمالا (67-69)، جزرغرناد (83)، ليبيا (86)، السلفادور ونيكاراغوا(الثمانينات)، بنما (89)، العراق (91- 99)، السودان وأفغانستان (98)، يوغسلافيا السابقة (99)، والعراق اليوم من جديد. ولنا أن نتساءل معه إن كان بإمكان بلد من هذا النوع أن يحمل الديمقراطية للعالم، موثّقين جوابه: "إحلال الديمقراطية لم يتم في أي بلد من هذه البلدان".
مع ذلك يبدو أن هناك من يصر بالتعويل على ديمقراطية هذه الإدارة الأمريكية الأكثر تطرفا ويمينية وعلى إنسانية السيد بوش وأعوانه من محافظين متصلبين (أمثال رامسفيلد وإيفانس ورايس واشكروفت وفولف وتنت وبيرل قبل أن يستقيل وغيرهم). قد يجهل هؤلاء (ومنهم الحالمون والمغرر بهم والذين أوصلهم العنف الممارس بحقهم لحالة عصاب شديدة انعدمت معها إمكانية التفكير الموضوعي) أن هذا الرئيس عندما انتخب حاكما لولاية تكساس في 94 و98 كان ذلك بفضل قانون يسمح باستعمال البندقية في الأماكن العامة بما فيها المدارس والمستشفيات. كما وأن في ظل حكمه تعدت في هذه الولاية نسبة الأحكام بالإعدام النسب الأخرى لبقية الولايات. أضف لذلك أن موقفه كان قمعيا من المحكومين بالإعدام حيث لم يكن لهم أي أمل بالعفو عنهم، رغم أن بينهم من كان براء من التهم الموجهة له. منهم المدعوة كارلا توكر التي بقي مصرا على رفضه العفو عنها رغم تدخل زعامات العالم بشأنها ومنهم البابا يوحنا بولس الثاني. لقد وصلت به الصلافة لحد السخرية منها بتقليد صوتها عندما استغاثت به كي لا يعدمها. مما يعطي صورة عن شخص مضطرب إن لم نقل عديم الإحساس بالمسؤولية والحساسية لمشاكل الآخرين. وهو عندما أصبح رئيسا لبلده لم يتردد البتة بتعيين اشكروفت المحافظ جدا والناشط من أجل تطبيق حكم الإعدام وزيرا للعدل. كذلك لم يتوان عن العمل لمنع الإجهاض حتى في حالات الاغتصاب والسفاح. وهذه المسلكيات ليست سوى غيض من فيض لرؤية للعالم وللعدالة لا تعرف للعفو مكانا.
المعطيات المتوفرة لدينا عن سيرته تدلل على شخص عابث بكل شئ، شبه معدوم الاطلاع والثقافة. لم يكن يكترث بالتعرف على العالم وكان غباءه واضحا للعيان عندما كان الصحفيون يطرحون عليه الأسئلة خلال حملاته الانتخابية. تحت تأثير جرعات الكحول الكبيرة كان يظهر عصبية وغضبا جارفا ويصبح عدوانيا وفظا تجاه محيطه مستعملا كلمات نابية. يترافق ذلك بسلوكيات من نوع عدم الاهتمام بالغير وتقلص الشعور بالمسؤولية والخلل في الحكم وانعدام القدرة على النقد الذاتي وقلة التركيز والانتباه ونقص الذاكرة.
عندما أصبح فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة، تم ذلك بفضل قرار المحكمة وليس أصوات الناخبين. مما زاد من أزمة الثقة بالنفس عنده، إلى أن أتت أحداث 11 أيلول لتجعل منه بين ليلة وضحاها الرئيس الأمريكي دون منازع. لقد لعب عامل الخوف من هذا الآخر الشيطاني فعله بين مواطنيه، خاصة وأنه عرف كيف يستغل ذلك لأبعد الحدود. كان من شأن مواضيع مثل محاربة الإرهاب وتعقب القاعدة وشيطنة العراق ما أحرز تقدم حزبه في انتخابات الكونغرس، حيث من الأربعين نائبا الذين دعمهم 35 منهم فازوا بها.
من الواضح أن شخصا كهذا يفتقد للإمكانيات الذاتية التي تؤهله لتحمل مسؤوليات كبيرة من هذا النوع. لكن فضل عائلته عليه كبير وبالأخص أبيه الذي كان يمدّه بالدعم اللازم، حتى عندما أصبح مدير أعمال للشركات النفطية التي أنشأها. وكونه إداري فاشل، لم يستطع أن يجني منها أرباحا إلا بالطرق الملتوية وغير الشريفة وعن طريق الصفقات غير النظيفة والتسريبات التي يمكن أن يحاكم عليها لو فتحت ملفاته.
إذا ما عدنا للوراء وتقصينا ماضيه نجد صبيا يفضل لعب البوكر وشرب البيرة ورفقة الفتيات على الاهتمام بالفضاء السياسي. ذلك رغم أنه منحدر من عائلة سياسية حيث جده كان سيناتورا وأبيه سفيرا ثم مدير مخابرات ونائب رئيس قبل أن يصبح رئيسا لبلده. لقد كان بوش الابن فاشلا في الدراسة ومدمنا مزمنا على الكحول حتى سن الأربعين. ولا يبدو أن علاجا نفسيا جديرا بالاسم قد استعمل لتخليصه من هذه الآفة بشكل سليم، بل أنه سرعان ما التجأ للإيمان تعويضا عن الكحول.
إنه لشئ إيجابي أن يتمتع الإنسان بجانب روحي في شخصيته. لكن إذا ما ناقشنا هذه المسألة بشكل تحليلي أبعد مما تنم عنه الظواهر نكتشف أشياء أخرى. في الواقع، إن الإيمان بالله يعني ترسيخ مبادئ العفو والتسامح ومحبة الآخر والتسامي الوجداني. لكن في هذه الحالة التي نتناولها هناك استعمال للدين واجتزاء له بما يترك المجال لإطلاق المكبوتات الغريزية العدوانية الموجهة للآخر بقصد تحطيمه عندما يعزى له نوايا عدوانية. ذلك ضمن آلية تعفيه من المسؤولية إزاء ما يقترفه بحقه من جرائم.
لن أتناول الإدمان على الكحول من الزاوية الأخلاقية، فما يعنيني هنا هو نتائج سلوكية من هذا النوع على الغير أو بالأحرى ما تنم عنه خاصة عندما يكون المعني في موقع قرار ومسؤولية بهذه الضخامة. انطلاقا من المعطيات المتوفرة لدي لا أملك تحديد طبيعة البناء السيكولوجي للرئيس بوش بشكل مؤكد (وأحتفظ لنفسي بفرضيتي). فتعاطي الكحول المزمن يمكن أن نجده لدى أنواع عدة من الشخصيات. يتراوح ذلك بين طرفي نقيض: من العصابية إلى الذهانية مرورا بما بينهما أي ما يسمى بالحدّية، كما ويرافق الشخصية السيكوباتية.
لكن أستطيع القول أن الإدمان على الكحول مسلك ينتج عن علاقة غير سليمة بين الأهل والطفل، خاصة الأم وذلك في مراحل الطفولة الأولى. أي عندما يمر الطفل بمرحلة محددة من نموه أشد ما يكون فيها بحاجة للإشباع العاطفي الذي لم يتوفر له كما يجب. فعندما يكبر يبقى ذلك الطفل قابعا في أعماقه يستفيق عند كل اهتزاز عاطفي مطالبا بما لم يلقاه خلال نشأته الأولى. مما ينتج عنه عدم ثقة بالنفس وعدم رغبة في الانفتاح والإطلاع على العالم من حوله، وبالتالي عدم القدرة على محبة الآخرين والنظرة المتفائلة للوجود وإلى ما هنالك من نتائج سلبية عديدة.
فالمسلكيات التي نعرفها عنه في صغره تؤكد هذا التحليل الذي يدعمه الالتجاء بعد ترك الكحول للإيمان. فمع انتفاء الإمكانيات الذاتية (الداخلية) التي لم يتح لها أن تتشكل أو أن تتقوى، هناك حاجة ماسة للاعتماد على وسيلة خارجية تشد إزر النفس وتعطيها مؤقتا القوة التي تنقصها. وظيفة هذه الوسيلة أو هذا القرين ليس فقط تأمين الإعتماد عليها وإنما أيضا توفير إمكانية الاتحاد معها تجاوبا مع نوازع تكمن في اللاوعي والتي منها الدفاع عن النفس في مواجهة الاكتئاب والإعياء النفسي.
من ناحية أخرى، تبدو صورة الأب قوية في ذهن الإبن. ولا بد أن الحرب التي أطلقها على العراق تؤمّن في جانب منها منفعة ذاتية بعلاقة مع هذه النقطة. أعني الرغبة في التأكيد على الذات بمواجهة صورة الأب الذي بات بإمكانه أن يفخر من ابنه الذي ذهب لحد إنجاز ما لم يكمله هو. وبذلك منفعة أخرى برد جزء من الدين له. قد لا تكون صدفة أن نجد الأب يشغل اليوم منصبا في الشركة المسماة carlyle والتي يظهر أن عقودا قد أبرمت معها لشراء أسلحة تستعملها القوات الأمريكية المنتشرة في العراق.
هذا الضوء على بعض النقاط المتعلقة بالجانب النفسي لأحد المسؤولين عن قرار العدوان يجعلنا لا نستغرب أن يستطيع بوش وإدارته بقراراتهم المتطرفة تعطيل مكتسبات عشرات السنوات من القوانين الدولية. هذه الترسانة التي عملت البشرية إثر خروجها من الحرب العالمية الثانية على وضعها لحماية الشعوب من نتائج الحروب التي يمكن أن تشنها زمرة حاكمة في هذا العالم الذي ما زال رغم كل شيء يخضع لشريعة الغاب ولهمجية الغرائز البشرية عندما تفلت من عقالها دون رادع أو حسيب. ولهذا، لا بد من تصعيد وتيرة تحركات القوى المضادة لوقف امتداد أخطار المسؤولين عن هذه الحرب. ومن ثم الشروع بتوفير كل مستلزمات محاكمتهم على جرائمهم وعدم فلاتهم من قبضة العدالة وقضاء القوانين الدولية المتعلقة والتي يفترض أن تطبق على جميع البشر دون استثناء أو تمييز.
للأسف، لا ينفرد هذا الشخص بمساوئ كان بالإمكان تجنب نتائجها لو وجدت الشعوب آليات تضمن حمايتها من أولئك الذين يملكون زمام أمورها عندما لا تؤهلهم طاقاتهم لذلك. ونتساءل لماذا عندما يتعلق الأمر مثلاً باختيار موظف في مؤسسة ما تعمد هذه قبل كل شيء لمعرفة جوانب معينة من شخصيته تدلل على مطابقة هذه للعمل المطلوب؟ هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن هذا وذاك، خاصة أولئك الموجودين في منطقتنا العربية الذين نصبوا لقيادة شؤونها رغما عن أنف هذه الشعوب. ولهذا الموضوع عودة.
|