برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr
 

french

English

 

 
 

 علي التميمي

الحكومة الكويتية وحقوق الإنسان

الى اللجنة العربية لحقوق الأنسان

 

نشكر لكم جهودكم في رعاية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بصورة عامة وفي دول العالم الثالث ومن ضمنها العالم العربي بصورة خاصة حيث أن حقوق الإنسان في الدول العربية متدنية جدا وخاصة في دول الخليج العربي حيث أن طبيعة نظم الحكم في دول مجلس التعاون الخليجي تعارض ديمقراطية الشعوب وحرية الرأي والمساواة أمام العدالة وحرية الملكية الخاصة حيث أن  جميع الأسر المالكة في دول مجلس التعاون الخليجي تتعامل مع  كل من الوطن والمواطن بأنهما ملك لها ولها كامل حرية التصرف المطلق في حاضر ومستقبل الوطن والمواطن  لذلك فأن هذه الأسر الحاكمة تستولي على جميع الثروات الطبيعية في بلدانها وخاصة النفط والغاز الطبيعي كما أن هذه الأسر الحاكمة تورث السلطة المطلقة لأبنائها وأبناء أبنائها كما أن هذه الأسر الحاكمة في دول الخليج  تعتبر الولاء والإخلاص والتبعية لها هو المقياس الوحيد للوطنية كما أن هذه الأسر الحاكمة سنت قوانين توجب أن شخصية الأمير وولي العهد فيها مصانة ومعصومة من الخطأ وعدم التطاول عليها أي أن منزلة هؤلاء  أكبر من منزلة الرسل والأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية البشر كما أن هذه الأسر الحاكمة تعتبر أبنائها أعلى مرتبة وشأن من أبناء المواطنين الآخرين أي أن هناك تمييز وتفرقة بالتعامل وعدم المساواة أمام العدالة كما أن هذه الأسر الحاكمة أنشأت أجهزة أمن قمعية متسلطة  ذات صلاحيات مطلقة لا تحترم  مفاهيم حقوق الإنسان أو بالقوانين التي أصدرتها حكوماتها أو بمفاهيم الشرائع السماوية أو بدساتير البشر.

ولكن مع الأسف الشديد فأن المجتمع الدولي يتجاهل تصرفات هذه الأسر الحاكمة في دول الخليج وذلك نتيجة المصالح الاقتصادية والمتمثلة في أن دول الخليج تعتبر أكبر مصدر للنفط والغاز كما أن دول الخليج تعتبر أكبر مستورد للأسلحة من الدول الصناعية كما أن هذه الأسر الحاكمة لها استثمارات مالية ضخمة في الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية ونتيجة لذلك فأن الولايات المتحدة وجميع دول أوروبا الغربية لم يهتم أي منهما بانتهاكات حقوق الإنسان في دول الخليج العربي لذلك فأن هذه الأسر الحاكمة في دول الخليج استفردت في ظلم وانتهاك الحقوق الإنسانية لكثير من مواطنيها لأن الولايات المتحدة وجميع دول أوروبا الغربية يدعمون الحكم الاستبدادي لهذه الأسر الحاكمة ويعقدون معها معاهدات أمنية واقتصادية

وفيما يلي سوف  نتطرق ولو بصورة مختصرة عن حقوق الإنسان في دولة الكويت حيث أن هناك أكثر من 350 ألف إنسان بين طفل وامرأة ورجل يتعرضون لأبشع صور انتهاك حقوق الإنسان وقبل أن نتطرق الى ذلك بالتفصيل يجب علينا الرجوع إلى التاريخ السياسي والاجتماعي لدولة الكويت

أن دولة الكويت كانت قبل اكتشاف النفط  عبارة عن أمارة صغيرة المساحة, معدومة الموارد, قليلة السكان تتقاذفها النزاعات القبلية حيث كانت ليس ملك لأحد فلقد تعاقب على حكم هذه الأمارة عدد من القبائل العربية مثل بني خالد ثم بني أعريعر ومن ثم أسرة الصباح التي قام مؤسس هذه الأسرة مبارك الكبير بتوقيع اتفاقية وصاية وانتداب مع حكومة المملكة المتحدة في سنة 1889 وبذلك أصبحت أمارة الكويت تحت الانتداب البريطاني ولقد كانت أمارة الكويت في ذلك الوقت عبارة عن ممر صحراوي تسلكه القبائل العربية في تنقلاتها من الجزيرة العربية متجهة الى كل من بلاد الرافدين والشام وعند ظهور الحدود السياسية لهذه الدول المحيطة بأمارة الكويت فلقد تشكل سكان هذه الأمارة من خليط من قوميات مختلفة نزحت إلى هذه المنطقة من المناطق المجاورة في الجزيرة العربية والعراق والشام وأقليات من مناطق أخرى يضاف إليهم أعداد من النازحين من الشاطئ الشرقي للخليج من عرب وعجم بلاد إيران ولقد عاش الجميع في ذلك الوقت عيشة البداوة والفقر وكانت الأمية منتشرة بين أغلب فئات السكان وكانت أسرة الصباح في ذلك الوقت تنظر إلى جميع سكان الأمارة نظرة واحدة وتعتبرهم أبناء هذه الوطن لأنها كانت في حاجة إلى خدماتهم  ووجودهم للدفاع عن الأمارة حيث كانت هناك بعض القبائل العربية في الجزيرة العربية وذات الفكر الوهابي المتطرف تطمع بالسيطرة على هذه الأمارة الصغيرة الضعيفة ولكن تعاون جميع سكان الأمارة وصدوا غزوات هذه القبائل ولكن عندما بدأت عملية تسويق النفط بصورة تجارية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي فأن حكومة أمارة الكويت بدأت تتبرأ من الكثير من مواطنيها لذلك فأن هذه الحكومة أصدرت قانون الجنسية رقم 15 لسنة 1959 والذي نصت أحد بنوده على شرط التواجد بالأمارة قبل سنة 1920 كشرط الحصول على حق المواطنة في حين أن حكومة الأمارة تعلم أن هذا الشرط مجحف وغير أنساني لأن جميع سكان الأمارة في ذلك الوقت يعيشون حياة صحراوية بدائية وكانت الأمية منتشرة ولا توجد هوية أو وثائق ثبوتي ولكن الحكومة كانت تهدف من هذا القانون الى حرمان أكثر من نصف سكان الأمارة من الحصول على الجنسية لكي لا يشاركونها في عائدات النفط وان حكومة المملكة المتحدة تتحمل المسئولية القانونية والإنسانية عن هذا القانون لأن هذا القانون أصدرته حكومة إمارة الكويت خلال الانتداب البريطاني ولقد بدأت الحكومة الكويتية تتبرأ أكثر وأكثر من شريحة واسعة من  سكان الأمارة وبدأت  عملية مشكلة  التفرقة بالتعامل بين المواطنين تظهر على السطح عند البدء بتنفيذ قانون الجنسية في أواخر سنة 1961 أي بعد الاستقلال حيث تعمدت الحكومة إلى عدم الإعلان عن العمل بقانون الجنسية كما أنها لم تقوم بحملة توعية وإرشاد للمواطنين أي أن الكثير من سكان بادية الكويت لم يكن لديهم علم بموضوع بدأ العمل بقانون الجنسية وأن الكثير منهم لا يعرف معنى الجنسية لأن الأمية كانت منتشرة وأن أكثر من 90% من سكان البادية أميين وغير مدركين لمفهوم الجنسية وفائدة الحصول عليها.. كما أن الحكومة تعمدت على فتح عدد محدود جدا من لجان التجنيس وجعلت مدة عملها قصيرة جدا كما أن الحكومة اختارت أعضاء هذه اللجان من ذوي النزعات الطائفية والقبلية كما أن الحكومة قررت عدم منح حق المواطنة لكل إنسان تعود أصوله العرقية إلى قبائل معينة بذاتها كانت قد نزحت إلى الكويت قبل عشرات السنين من بلاد الرافدين  حيث أن الحكومة الكويتية نهجت هذا المنهج الغير أنساني نتيجة للتهديدات التي كان يطلقها عبدالكريم قاسم الرئيس العراقي في ذلك الوقت بضم الكويت وبذلك تم حرمان نصف المجتمع الكويتي من حق الحصول على الجنسية رغم أن أفراد هذه الفئة يمثلون أكثر من 80% من قوات الجيش والشرطة وأن الكثير منهم يملكون المستندات والوثائق وشهادات الميلاد والإحصاءات السكانية التي تعود تواريخها إلى عشرات السنين وبعضها صادرة قبل تاريخ الاستقلال في سنة 1961 وأن أفراد هذه الفئة الكبيرة من المجتمع الكويتي يعيشون الآن عيشة الحرمان حيث أصبحوا مسلوبو الإرادة لاحول لهم ولا قوة لأن قيودا فرضت عليهم تحول دون حصولهم على أبسط الحقوق المدنية التي كفلتها لهم شريعة السماء ناهيك عن دساتير البشر.
ومن مآسي القدر أن تعيش تلك الفئة عيشة الحرمان بكل ما تعني تلك الكلمة من معنى, فئة من المواطنين الذين لم يسعفهم القدر في الحصول على هوية إثبات مواطنة، فصبت عليهم كل أنواع الظلم والمسكنة.
فها هم يعانون الحرمان من حق السفر حيث لا يسمح لهم باقتناء وثيقة سفر، وها هم يعانون الحرمان من حق العمل فلا يسمح لهم بالتوظيف في القطاع الخاص ناهيك عن العمل في القطاع الحكومي.
وها هم يعانون الحرمان من حق التعليم فلا يسمح لأبنائهم بالدراسة في المدارس الحكومية مما أدى هذا القرار الظالم الى تفشي الأمية بين عشرات الآلاف من أبنائهم, وها هم يعانون الحرمان من حق الملكية، وها هم يعانون الحرمان من حق توثيق الزواج والطلاق الشرعيين، فلا توثق المحاكم عقود زواجهم، وإذا تزوج احدهم من دون توثيق في المحكمة يحاكم كمرتكب جريمة زنا، كما أن طلاقه لا يوثق.
وها هم يعانون الحرمان من حق العلاج، ، كما أن الكثير من حالات الولادة عند أفراد هذه الفئة تتم بواسطة الطرق البدائية لأنهم لا يستطيعون تحمل مصاريف الولادة بالمستشفيات , وها هم يعانون من حرمان مواليدهم من حق الحصول على شهادة ميلاد، والطامة الكبرى أن أمواتهم يعانون الحرمان أيضا، فلا يحق لهم الحصول على شهادة وفاة وها هم يعانون الحرمان من حق الحصول على رخصة قيادة سيارة، وكل هذه مخالفة لأبسط مقررات المنظمات الدولية وحقوق الإنسان التي وقعت عليها الحكومة الكويتية
أن الحكومة  الكويتية تمارس سياسة الضغط ضد أفراد هذه الشريحة الواسعة من المجتمع الكويتي مما تسبب في تفاقم معاناة تلك الفئة المظلومة وازدياد الآثار الاجتماعية السلبية والانعكاسات الأمنية الخطرة. فقد استشرى الفقر المفروض عليهم كنتيجة طبيعية للمنع من العمل، رغم أن  أكثرهم يملكون الطاقات والكفاءات, هذا المنع من العمل في القطاعين الخاص والعام، جعلهم عرضة للاستغلال، إذ يقوم بعض أصحاب الإعمال باستغلال وضعهم المتردي عبر تشغيلهم في اغلب الأحيان بربع الراتب الطبيعي تقريبا، وليس إمامهم خيار للامتناع.
كما أن انتشار الأمية جاء لصعوبة تعليم أبناء هذه الفئة، لان تعليمهم في المدارس الخاصة - بعد حرمانهم من التعليم في المدارس الحكومية - يتطلب مبالغ كبيرة لا تستطيع العائلة توفيرها، وهي الممنوعة من العمل أصلا، فاضطرت أكثر الأسر إلى التوقف عن تدريس بناتهم في بداية الأمر، وآثرت تدريس أولادهم فقط، ثم تطور الأمر الى التوقف عن تعليم كل الأبناء واختصر على دخول بعضهم سنة وبعضهم الآخر في السنة الأخرى، مما أدى إلى التأخر العلمي والإحباط وارتفاع نسبة الانحراف, فالإنسان الجاهل الممنوع من الدراسة والعمل والمحتاج للعيش في الوقت نفسه، سيضطر إلى اللجوء إلى مختلف الوسائل لتوفير لقمة العيش. كما أن ارتفاع تكاليف مراجعة الأطباء أدى إلى إحجام الكثير من أفراد هذه الفئة المظلومة في كثير من الأحيان عن مراجعة الأطباء، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الأمراض وانتشارها، والتأخر في علاجها، وبالتالي يهدد بكوارث صحية.
ومن الآثار الطبيعية للجهل والفقر والضغوط النفسية، انتشار المخدرات والعنف، فالإنسان الذي يرى نفسه قادرا على العمل، ولكن القانون يحرمه ظلما وجورا بلا سبب ولا ذنب، سيصل إلى مرحلة يتمرد فيها على القانون وبالتالي يلجأ إلى الجريمة والعنف كأسلوب وحيد لأخذ حقه. ونتيجة لذلك، فانه من الطبيعي أن يفقد المجتمع الأمن، وتزداد جرائم القتل والسطو والسرقات والمخدرات وتتفاقم الأمراض وتتفشى الممارسات الغير أخلاقية,كما أن الحكومة الكويتية أخيرا شجعت أفراد هذه الفئة على ظاهرة تزوير جوازات لدول أجنبية لكي توافق لهم على الإقامة في بلدهم الكويت  ولقد بلغ تعداد أفراد هذه الفئة قبل الغزو العراقي للكويت سنة 1990 إلى أكثر من 350ألف  وهذا العدد يمثل نصف تعداد السكان الكويتيون وأن الحكومة الكويتية تعمدت عدم حل هذه المشكلة ولم تضع لها الحلول المناسبة وإنما ركزت جميع جهودها على سن مجموعة من القوانين الجائرة والغير إنسانية ضد هذه الشريحة الواسعة من المجتمع الكويتي واستمرت هذه الحالة المزرية والغير إنسانية لهؤلاء الناس إلى  تاريخ 2/8/1990 وهو التاريخ الذي اجتاحت فيه القوات العراقية الكويت وسيطرت عليه خلال ستة ساعات مما دفع الحكومة الكويتية إلى اتخاذ قرار واحد وهو قرار الهروب في الساعات الأولى من الاجتياح ( وهذا يؤكد أن أمارة الكويت ليس ملك لأحد) حيث كان يجب على الحكومة الكويتية من إعلان حالة الطوارئ وإعلان التعبئة العامة لجميع القوات المسلحة من جيش وشرطة وحرس وطني ودفاع مدني للوقوف أمام القوات الغازية ووقف تقدمها إلى أن يتحرك المجتمع الدولي ولكن مع الأسف فأن الحكومة الكويتية وجميع أركانها وكبار ضباطها العسكريين قرروا الهروب في الساعات الأولى من الغزو

أن فترة احتلال الكويت كانت تمثل أكبر انتهاك لحقوق الإنسان وخاصة عندما تم تعين علي حسن المجيد كحاكم عسكري مطلق للكويت حيث أصدر عدة قرارات وإجراءات ذات طابع أجرامي وغير أنساني فلقد تم إصدار قرار حكم بالإعدام على كل عسكري كويتي يتم اعتقاله أو ألقاء القبض عليه أذا هذا العسكري لم يسجل أسمه فيما يسمى بالجيش الشعبي كما اصدر قرار بمنع تعبئة السيارات بالوقود أذا لم يتم تبديل لوحاتها المعدنية ثم أصدر قرار بمصادرة أي سيارة تحمل لوحات معدنية كويتية وأصدر قرار بمنع أي مواطن من مراجعة المستشفيات والأسواق وأفران الخبز أذا لم يقوم هذا المواطن بتبديل هويته الشخصية كما أصدر قرار لاحق باعتقال جميع العسكريين الكويتيين وإلقاء القبض عليهم ونقلهم إلى الخطوط الخلفية للقوات العراقية في الأراضي العراقية وبالفعل تم نقل هؤلاء على العسكريين بواسطة حافلات عسكرية وتحت حراسة مشددة ووضعوا في مراكز اعتقال وتحت حراسة مشددة من قبل عناصر حزب البعث ولقد واجه هؤلاء المعتقلون معاملة غير إنسانية وسوء تغذية وتفشي الأمراض بينهم مما أدى ذلك الى وفاة بعضهم واستمرت هذه الحالة الصعبة لهؤلاء المعتقلين إلى أن تم تحرير الكويت وقيام انتفاضة عارمة في جميع المحافظات العراقية الجنوبية مما أدى الى تحرير هؤلاء المعتقلين وأخلاء سبيلهم والذين بدورهم رجعوا إلى بلدهم الكويت وأستطاع البعض منهم دخول الكويت ولكن البعض الآخر تم احتجازهم في مخيمات نصبت في العبدلي من أجل ذلك وأستمر احتجازهم في هذه المخيمات إلى أن وافقت بعض دول أوربا الغربية على استقبالهم كلاجئين

وعندما قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بتحرير الكويت بعد هزيمة القوات العراقية وإخراجها من الكويت فأن الحكومة الكويتية قامت بإعلان حالة الطوارئ وأعلنت تطبيق الأحكام العرفية وعلقت العمل بجميع القوانين وذلك من اجل انتهاك حقوق الإنسان حيث أن هذه الحكومة قامت بأكبر عملية تطهير عرقي حيث أصدرت حكم مسبق بالإعدام على كل عسكري كويتي لا يحمل الجنسية الكويتية (البدون) وألصقت فيهم تهمة التعاون مع قوات الاحتلال ونشرت خبر حكم الإعدام بجريدة الفجر الجديد وقامت أجهزة الحكومة الكويتية بعملية اعتقال عشوائية وعملية تهجير قسري حيث أن الحكومة الكويتية استغلت سقوط النظام العراقي في المحافظات الجنوبية فقامت بأبعاد 250ألف من مواطنيها بين طفل وامرأة ورجل بحجة إنهم من أصول عرقية تعود أصولهم إلى قبائل عربية كانت نزحت إلى الكويت قبل عشرات السنين من بلاد الرافدين رغم أن هؤلاء كانوا يشكلون أكثر من 80% من قوات الجيش والشرطة في الكويت وأن الكثير منهم يحمل مستندات ووثائق وهويات شخصية وإحصاءات سكانية وشهادة ميلاد كويتية تعود تواريخها الى عشرات السنين بل تعود تواريخها إلى قبل استقلال الكويت سنة 1961 ومع كل ذلك ألا أن الحكومة الكويتية قد صادرت جميع ممتلكات هؤلاء وسلبت مستحقاتهم  وطردتهم من وظائفهم وكذلك طردت أطفالهم من المدارس وأخرجت مرضاهم من المستشفيات ورمت فيهم عبر الحدود الكويتية العراقية ولقد حدثت كل هذه الإجراءات والممارسات الغير إنسانية والغير قانونية أمام أنظار قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة

أن هؤلاء النازحين والبالغ عددهم أكثر من 250ألف إنسان استطاعوا الوصول إلى المحافظات العراقية الجنوبية ولكن بعد فترة وجيزة من وصولهم أستطاع صدام بسط نفوذ نظامه مرة أخرى على جميع محافظات العراق وبذلك بدأت المأساة الحقيقية لهؤلاء النازحين حيث أن أجهزة صدام الأمنية القمعية عندما علمت بوجود هؤلاء النازحين وبهذه الأعداد الكبيرة فأن هذه الأجهزة القمعية اعتبرت هؤلاء النازحين عبارة عن عناصر زجت بهم الحكومة الكويتية من أجل زعزعت أركان النظام العراقي في المحافظات الجنوبية كما أن هذه الأجهزة القمعية اعتبرت هؤلاء النازحين بأنهم شاركوا في الانتفاضة التي أدت إلى سقوط نظام صدام في الجنوب ولقد بدأت هذه الأجهزة القمعية تتعامل مع هؤلاء النازحين على هذا الأساس لذلك فأن هذه الأجهزة القمعية كانت أول خطوة قامت فيها ضد هؤلاء النازحين هي وضعهم تحت المراقبة الشديدة ووضعهم تحت التحقيق المستمر ومنعهم من الانخراط في المجتمع العراقي ومنعهم من تملك العقار في المدن ومنعهم من الحصول على فرص عمل ولم تمنح العاجزين منهم على معاش تقاعدي أو ضمان صحي واستخدمت ضدهم عدة إجراءات وممارسات أخرى غير إنسانية  أي أن هؤلاء النازحين قد وقعوا بين فكي كماشة  كل منهما أشد قسوة من الآخر فمن جهة قامت الحكومة الكويتية بتهجير هؤلاء قسرا بعد أن صادرت ممتلكاتهم وسلبت مستحقاتهم واعتبرتهم متعاونين مع قوات الاحتلال ومن جهة أخرى أجهزة النظام العراقي القمعية والتي اعتبرت هؤلاء النازحين من العناصر التي قامت بالانتفاضة وأنهم عناصر زجت فيهم الحكومة الكويتية من أجل زعزعة أركان النظام العراقي في الجنوب وتم التعامل مع هؤلاء النازحين على هذا الأساس مما أضطر الكثير من هؤلاء النازحين الى اللجوء للعيش بصورة سرية في المزارع المنتشرة على الحدود بين العراق والكويت والبعض الآخر منهم أستطاع اللجوء الى الدول الأوروبية وأستراليا وعندما قامت الولايات المتحدة بإسقاط النظام العراقي السابق ألا أن الحكومة العراقية الحالية مع الأسف تسير على نفس الخطط والأنظمة والقوانين التي كانت متبعة أيام النظام السابق لذلك فأن هذه الحكومة إلى الآن لم توفر أي فرصة عمل لهؤلاء النازحين رغم وجود الكثير من الكفاءات بينهم ولم تمنح العاجزين منهم معاش تقاعدي أو ضمان صحي ولم تشملهم بالامتيازات التي يحصل عليها المهجرين والقادمين من إيران ودول أوروبا والذين وزعت عليهم الحكومة قطع أراضي سكنية ومنحت المستحقين منهم معاشات تقاعدية وأعطتهم الأولوية بشغل الوظائف........ أن حكومة الولايات المتحدة تتحمل المسئولية القانونية والإنسانية عن جميع الممارسات والإجراءات التي قامت فيها الحكومة الكويتية أثناء فترة تحرير الكويت لذلك فأننا نطلب المساعدة في إيصال هذه الحالة الإنسانية السيئة لهؤلاء المهجرين قسرا والبالغ عددهم 250ألأف إنسان إلى الإدارة الأمريكية والى جميع الجهات الفاعلة والمؤثرة لكي تقوم الإدارة الأمريكية في الضغط على الحكومة الكويتية من أجل أعادة جميع النازحين التي قامت بتهجيرهم قسرا إلى بلدهم الكويت وأعادتهم إلى مساكنهم السابقة والتي تمت مصادرتها من قبل الحكومة وأعادتهم إلى وظائفهم السابقة والتي كانوا يعملون فيها قبل 2/8/1990 وتعويضهم عما أصابهم من أضرار نتيجة للإجراءات والممارسات الغير إنسانية وغير القانونية والتي قامت فيها أجهزة الحكومة الكويتية كما يجب الضغط على الحكومة الكويتية لكي تحترم جميع المواثيق والعهود المتعلقة بالحقوق الإنسانية والتي وافقت عليها هذه الحكومة وتعهدت باحترامها والعمل بموجبها كما يجب أن تحترم الحكومة الكويتية بنود الدستور الكويت ويجب أن تراعي وتطبق القوانين الدولية التي تنظم قانون الهجرة وحق المواطنة ويجب عدم التفرقة والتمييز بين المواطنين ويجب أن لا تكون هناك سلطة مطلقة للدولة ويجب احترام حرية الرأي واحترام الملكية الخاصة لجميع المواطنين دون استثناء أو تمييز والمساواة أمام العدالة كما أن  هؤلاء النازحين والمهجرين قسرا سواء منهم من يعيش بصورة سرية في المزارع الممتدة على الحدود بين العراق والكويت أو ممن يعيش في العراق أو الأردن أو سوريا أو ممن أستطاع الهجرة الى دول أوروبا الغربية  يناشدون المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية وجميع منظمات مراقبة حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة المعنية  ووسائل الأعلام المرئية والمقروءة وخاصة في دول العلم الحر إلى الاهتمام بهذا الموضوع الإنساني والذي نجم عن قيام الحكومة الكويتية بأكبر جريمة إنسانية في حق شريحة واسعة من المجتمع الكويتي وأمام أنظار قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال فترة تحرير الكويت

لكم الشكر والتقدير...............          علي التميمي

 

 

 

C.A. DROITS HUMAINS -5 Rue Gambetta - 92240 Malakoff - France

Phone: (33-1) 4092-1588  * Fax:  (33-1) 4654-1913  *

Email:  achr@noos.fr

http://www.achr.nu

عودة إلى الرئيسة

 

بيانات

مقالات

دراسات

تقارير

حملات

كتب

وجهة نظر

أخبار

إصدارات

نشاطات

كتب سلسلة براعم

الدولة



 الأردن

الإمارات العربية المتحدة

البحرين

 تونس

 الجزائر

 السعودية

 السودان

 سوريا

 الصومال

 العراق

 عمان

 فلسطين

 قطر

 الكويت

 لبنان

 ليبيا

 مصر

 المغرب

 موريتانيا

 اليمن

أروقة لأعضاء اللجنة

هيثم مناع

منصف المرزوقي

فيوليت داغر

المصطفى صوليح

ناصر الغزالي

 
   

عودة إلى الرئيسة

 

أتصل بنا

الصفحة الرئيسية