تتابع اللجنة العربية لحقوق الإنسان ببالغ الهول
والأسى المأساة الإنسانية الصارخة التي يشهد
فصولها في الأيام الأخيرة قطاع غزة المحاصر. إن
الظروف الماساوية التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي
على مليون ونصف إنسان، بحرمانهم من الغذاء والماء
الصالح للشراب والدواء والكهرباء والوقود، هي
ليست فقط انتهاكات بالجملة لأبسط حقوق الإنسان.
إنما ترقى لجريمة حرب بأتم معنى الكلمة، تقدم
عليها السلطات الاسرائيلية بكل صفاقة معتبرة أنها
فوق كل أصناف المحاسبة السياسية والقانونية.
إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان، التي تحمّل
القيادات العربية مسؤولياتها في التقاعس عن وضع حد
للحصار وللاعتداءات الإسرائيلية على شعب أعزل
وللتلكؤ في إغاثة المنكوبين وفتح المعابر وبخاصة
معبر رفح، تتوجه بهذا النداء العاجل إلى كل منظمات
حقوق الإنسان والديمقراطيين والشرفاء في العالم
للتحرك السريع ضد جريمة نكراء، تتمثل في ارتهان
الشيوخ والأطفال والنساء الحوامل والمرضى لتحقيق
أهداف سياسية مبنية على الاستيطان والتوسع والتنكر
لكل المعاهدات ووعود السلام.
ما تقدم عليه إسرائيل هو نفس السياسة النازية
التي طبقت على غيتو فارسوفيا أثناء الحرب العالمية
الثانية والذي حوصر بنفس الكيفية التي تحاصر بها
غزة اليوم، وحيث اعتبرت تحركات مقاومة تدافع عن حق
شعبها في الوجود ذريعة لعقوبات بالجملة. ما تفعله
إسرائيل هو ليس أقل من ضرب في الصميم لكل القيم
الإنسانية التي ندافع عنها جميعا مسلمين ومسيحيين
ويهود، ونسف لكل احتمالات تعايش سلمي في إطار سلام
عادل وشامل وحقيقي.
تدعو اللجنة العربية المجتمعات المدنية العربية
والدولية المباشرة بالتوجه عبر مصر إلى معبر رفح
للتضامن مع أهل غزة وكسر الحصار عنهم، كما تنادي
للشروع بحملة تبرعات لمساعدة هذا الشعب المنكوب.
كذلك بضرورة البدء برفع دعاوى ضد رئيس الحكومة
الاسرائيلية ووزير دفاعها ووزيرة خارجيتها في كل
المحاكم المتاح اللجوء لها ضمن الاختصاص الجنائي
الدولي لمحاكمتهم بجرائم الحرب التي ترتكب صبح
مساء في غزة خصوصا والأراضي الفلسطينية عموماً
والتي يعاقب عليها القانون الدولي أصلاً.
باريس 22-01-2008
|