اشتكى اللاجئون الفلسطينيون المتواجدون في
مخيم التنف الصحراوي بين الحدود السورية
العراقية من سوء أوضاعهم المعيشية, وأكدوا
خلال اتصالهم بالمكتب الإعلامي للجنة
إغاثة فلسطينيي العراق على أن أوضاعهم في
تدهور مستمر وأن بوارد مجاعة بدأت تلوح
على مقربة من مخيمهم جراء تقصير المفوضية
السامية لشؤون اللاجئين
(UNCHR)
في تأمين احتياجات المخيم.
وأكدت لجنة المخيم أن المواد الغذائية
المقدمة لهم من قبل المفوضية السامية لا
تسد حاجة اللاجئين وأن الكميات المخصصة
لكل فرد أسبوعيا بدأت تنخفض وفي أحيان
كثيرة لا تسلم المساعدات في أوقاتها.
أيضاً اشتكى اللاجئون من نقص الكهرباء حيث
توجد في المخيم عدد من مولدات الطاقة
الكهربائية باستطاعات منخفضة لا تستطيع
توفير الطاقة الكهربائية اللازمة, علاوة
على أن بعض المولدات عاطلة, كما تنقطع
الكهرباء عن المخيم فترات طويلة خلال
اليوم, وفي أكثر الأحيان يعود السبب إلى
عدم توفر مادة "المازوت" التي تعمل عليها
مولدات الطاقة مما يجبر اللاجئين على طلب
مادة المازوت من السيارات والعربات
المسافرة على الطريق الدولية بغداد دمشق.
كل ذلك بالإضافة إلى نقص كميات المياه
التي يتم تزويد المخيم بها والتي لا تسد
حاجة الأسرة الفلسطينية التي تستخدمها في
الشرب والغسيل وتشغيل المكيفات الصحراوية
حيث يخصص لكل عائلة "برميلين " وهذا ما
يزيد من معاناة الفلسطينيين هذه الأيام مع
ارتفاع درجات الحرارة خلال النهار والتي
تزيد عن 40 درجة مئوية.
ولا نستغرب من قيام اللاجئات الفلسطينيات
باستجداء المياه من السيارات على طريق
بغداد دمشق.
وبالرغم من الوضع الصحي المتدهور في
المخيم فانه يفتقر للكادر الطبي ذو
الكفاءة,حيث يوجد في المخيم مستوصف تابع
لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ويديره
طبيب واحد كل أسبوع, حيث أشتكى اللاجئون
من أن معظمهم بحاجة للعلاج داخل المشافي
وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية
ويواجهون صعوبات جمة للحصول على موافقة
للدخول إلى سورية والعلاج في مشفى فلسطين
والذي يمارس انتهاكات حقوق الإنسان بحق
اللاجئين الفلسطينيين.
كما لا يستطيع طبيبين أن يسدا جاجة أكثر
من 700 لاجئ يعيشون في بيئة صحراوية تحف
بالمخاطر والأحوال الجوية السيئة إذ
ارتفعت نسبة الأمراض بين اللاجئين جراء
عدم توفر العانية الطبية و المعدات
العلاجية التي تتلاءم مع طبيعة الحياة في
صحراء جرداء لا تصلح للعيش الحيواني.
كما طالب اللاجئون مكتب المفوضية السامية
لشؤون اللاجئين في العاصمة دمشق بأن
يتحملوا مسؤولياتهم بوصفهم مؤسسة إنسانية
تعنى بشؤون اللاجئين وتوفير كل مستلزمات
مخيمهم ومحاسبة المقصرين, كذلك طالبوا
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بوقف
الانتهاكات بحق اللاجئين داخل مشفى فلسطين
وزيادة عدد الأطباء في المخيم والمعدات
الطبية.
كما توجهوا إلى الرئاسة الفلسطينية وحكومة
الوحدة الوطنية بضرورة إنقاذهم من الصحراء
ومخاطبة الدول العربية المعنية بحل قضيتهم
واستضافتهم بدلاً من العيش على حدود الدول
العربية.
وفي سياق متصل فقد توفي يوم الأحد
29-6-2008 لاجئان فلسطينيان في مخيم
الوليد الواقع في صحراء الأنبار العراقية
جراء الوضع الصحي المتدهور, حيث توفي
اللاجئ (عاطف محمد رشيد ) بعد نقله للعلاج
في العاصمة العراقية المحتلة بغداد إثر
تعرضه لسكتة دماغية مما يزيد عدد الوفيات
في مخيم الوليد.
وهنا تهيب لجنة إغاثة فلسطينيي العراق
بالجهات المعنية المسارعة لإنهاء مأساة
فلسطينيي العراق الممتدة منذ الغزو
الصهيواميريكي للعراق, ونتساءل أما آن
للفلسطيني أن يهنأ بموطئ قدم ويستنشق أريج
الراحة والأمان..؟ بعد معاناة طويلة من
القتل والاختطاف في بغداد إلى الموت
البطيء في الصحراء..!!
مـاهـر حجـازي
لجنـة إغـاثة فلسـطينيي العراق
مخيم التنف – الحدود السورية العراقية
1-7-2008
|