تأكد للجنة العربية لحقوق الإنسان تدهور الوضع
الصحي للأسير السوري سيطان الولي، المعتقل في
السجون الإسرائيلية منذ 1985. فوفق معلومات من
محامين عرب وأطباء مختصين ومن المركز العربي
لحقوق الإنسان في الجولان، أجريت في 2008-05-
12 للأسير سيطان الولي عملية جراحية لاستئصال
ورم بحجم 12 سنتيمتراً من الكلية اليمنى. وذكر
الدكتور وجدي الصفدي أنه تم تحديد الورم خلال
الزيارة التي قام يوم 2007-07-30 لمعتقل نفحة
الصحراوي ومعاينته لسيطان، حيث أجرى له على
وجه السرعة تصويرا بالأمواج فوق الصوتية "اولترا
ساوند". وبعد هذا التاريخ بسبعة شهور، أكد
التصوير الطبقي المحوري في 2008-03-02 وجود
الورم السرطاني، وأثبتت التحاليل الطبية أن
الورم من النوع الخبيث وفي مراحل متقدمة، مما
استدعى استئصاله.
يذكر أن سيطان الولي من سكان الجولان السوري
المحتل، مولود عام 1965، واعتقل عام 1985 مع
بشر سليمان المقت وشقيقه صدقي وعاصم محمود
الولي حيث حكموا بالسجن 27 عاما، بقي عليهم
منها أربع سنوات.
ويقبع سيطان الولي وثلاثة عشر أسيرا من
الجولان في السجون الإسرائيلية مع عدد كبير من
السجناء الفلسطينيين والعرب ممن تتخذ إدارة
السجون بحقهم نهجا عقابيا وانتقاميا. بما يشكل
انتهاكا جسيما للقواعد النموذجية الدنيا
لمعاملة السجناء لعام 1977، ولمجموعة المبادئ
المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون
لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن الذي
اعتمدته الجمعية العامة في 9 كانون الأول/ديسمبر
1988، والتي تنص على ضرورة نقل السجناء الذين
هم بحاجة لعناية متخصصة إلى سجون متخصصة أو
إلى مستشفيات مدنية، وإجراء الفحوصات الطبية
لهم وتوفير الرعاية الصحية والعلاج كلما دعت
الحاجة. خاصة وأن مأساة الفقيد الأسير هايل
حسين أبو زيد مازالت ماثلة في الذاكرة.
تعتبر اللجنة العربية لحقوق الإنسان استمرار
اعتقال سيطان الولي، وخاصة في الظروف الصحية
الحالية التي يحتاج فيها لحماية أفضل وعلاج
أنسب تسمح بوقف انتشار السرطان، قرارا من
السلطات الإسرائيلية بالقضاء على معتقل أصبح
رمزا لمقاومة الاحتلال والصمود في السجون. لذا
تطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتدخل
العاجل لإنقاذ حياته، باعتبار الإفراج عنه
الضمان الوحيد لعلاجه في ظروف إنسانية مقبولة.
باريس 2008-06-04