french

English

 

دليل المواقع

برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations


حر أنت في زنزانتك وسجانك عبد أوهامه رسالة إلى المناضل محمد الأشقر -  حبيب عيسى

2008-05-13

 

   

ألأخ العربي محمد الأشقر...

تحية عربية معطرة برائحة الياسمين الدمشقي....

             أما بعد...

إن أهلك في الأقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة يقرؤونك السلام ،ومن خلالك إلى رفاقك المناضلين في الزنازين المجاورة.وإلى الأهل الصابرين في الأقليم الجنوبي...

محمد الأشقر ، أيها الأخ الحبيب ، في سنوات خلت رفعنا معاً راية القومية     العربية ، راية دولة الوحدة العربية الاشتراكية الديمقراطية ، حيث الأرض محررة من عصابات الاستغلال في الداخل ، وحيث قوى الهيمنة، والاستغلال الدولي،وعصابات الأستيطان خارج حدود الأمة ، وحيث الشعب العربي يعيش بما يملك ، يضع يده على ثروات وطنه وينميها ، ويوزعها بالقسط على أبناء الأمة ... وحيث لكل مواطن عربي كامل الحقوق الأساسية ، ويتحمل سائر الواجبات ، وحيث الحريات العامة مصانة ، يمارس من خلالها الإنسان العربي جدله ، ويمارسه داخل مجتمعه جدلاً اجتماعياً يفعِِّل من خلاله قانون التطور الإنساني ، يصد العدوان ، ويساهم في التطور البشري باتجاه الأنسنة ، ويواجه مع أحرار العالم سائر أشكال التوحش الاقتصادي والأثني ، ويواجه عصابات السطو ، ويساهم في بناء نظام قانوني عالمي عادل ، يضمن المساواة لسائر بني البشر بدون تمييز ، بدون إقصاء ، بدون استئصال ، بدون هيمنة من أي نوع ...

                 عندما كنا نقول ذلك يا أخي، كنا نواجه بأصوات من أقرب الناس لنا .. أننا حالمون ، وأن السياسة كما ينظرون لها هي فن الممكن ، والممكن بنظرهم أن نكون واقعيين ، والواقعية كما يفهمونها، أن نقبل الواقع كما هو .. وأن علينا  الكف عن رفع الشعارات الكبيرة والتعامل مع الأزمات التي ينتجها النظام الإقليمي العربي كل يوم ، من أزمة الخبز ، إلى أزمة السكن ، إلى أزمة النفط ومشتقاته ، إلى أزمات حياة بكل تفاصيلها ... وعندما كنا نواجه ذلك ... بأن تلك الأزمات هي نتاج طبيعي لمشكلات قومية على مستوى الأمة ، وأن حلها لن يكون إلا بالحل القومي كانت الأصوات ترتفع بمواجهتنا ...

                 الآن ، يا أخي محمد ، أيها العزيز الوفي لمبادئك ، لأصالتك ، وبعد تلك العقود العجاف من السنوات المأساوية يقف النظام الإقليمي في الوطن العربي يناور ، وينافق ، ويسوف ، ويكذب ، فقط يرفض أن يعلن أنه فشل في شتى المجالات ...فقط يرفض أن يرحل ...

                 منذ ثلاثين سنة أعلن عراب هذا النظام الإقليمي في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، الرئيس المؤمن محمد أنور السادات .. أن شعب مصر ضحى من أجل الأمة العربية بما يكفي ، وأن أزمات شعب مصر مصدرها الوحيد أنه يحارب المستوطنات الصهيونية ، وأنه عندما يعقد صفقة مع الصهاينة ، سيغمر شعب مصر العربي بالمن والسلوى ... وحكام الأمة من المحيط إلى الخليج ، يرددون بصيغ مختلفة ما قاله عرابهم ... فمنهم من أعلن صفقاته مع الصهاينة ، ومنهم من يتهيب ، لكنه يبحث عن منفذ لذلك ...

                 الآن ، وبعد ثلاثين عاماً على كامب ديفيد ، كيف هي حال الشعب العربي في مصر ؟! الآن بعد ثلاثين عاماً تجد نفسك يا أخي محمد الأشقر في معمعة الأزمات التي يصطنعها النظام الإقليمي في الوطن العربي ، .. وفي زنازنيه ، لكن          لا بأس ... لقد علمنا عصمت سيف الدولة كيف نعدم السجان ... وأني على ثقة أنك تعدمه الآن ، وفي كل لحظة ، .. حر أنت في زنزانتك يا محمد ... قوي ، وصلب ، وصادق ، وهادئ ، ومتواضع ، نحن على حق، وهذا الباطل السافل سيمضي ... بوجود، وإصرار، وصمود أمثالك ..وأمثال رفاقك المناضلين، والمشكلات القومية ستجد حلها في إطارها القومي، والجيل العربي الجديد سيعرف كيف ينتصر حيث أخفقنا ، وإذا كان البعض قد تهكم على ما أعلناه من السقوط الأخير للإقليميين في الوطن العربي منذ ثلاثين سنة .. هانحن نعلنها ثانية ،الآن بالضبط الآن ،فنعيدها،ونقول: انه السقوط الخير للإقليميين في الوطن العربي، سقوط شامل في امتحانات تحرير الأرض ، في امتحان تلبية الحاجات الأساسية للمواطن العربي ، في امتحان الاقتصاد ، في امتحان الثقافة ، في امتحان الحرية والديمقراطية ، في امتحان مواجهة الهيمنة الخارجية ، في امتحان حتى الاستقلال الإقليمي ، إنه سقوط شامل في شتى المجالات ، وبالتالي فإن الدعوة لتحرير الثروات العربية من إخطبوط الاحتكارات العالمية ، ومن عصابات الأنظمة وزبانيتها ، هي ذاتها الدعوة لدولة الوحدة العربية الديمقراطية والحرة والمستقلة فعلاً ...

                 فلتهنأ في زنزانتك يا أخي محمد لأن الأيام أثبتت ، وتثبت كل يوم أننا على حق ... وهذا هو المعيار الحقيقي للحرية ، حر أنت في زنزانتك يا محمد ، وسجانك سجين أوهامه ، وتبعيته وصفقاته ...

                 فقط ، ما يحز في نفسي يا محمد أنني مشتاق إليك ،وأنني كنت على وعد منك بأن أراك بعد تلك السنوات التي مرت ، وأنا ممنوع عليّ

 أن ألتقي بالأحبة ، وأنت على رأسهم ، الآن فقط نتبادل المواقع، فأنا الآن حيث كنت أنت ...وأنت الآن حيث كنت أنا،وستكتشف أنه لافرق بين الزنازين خلف قضبان السجون،وبين الزنازين خلف مخافر حدود تجزئة امتك العربية ، لكن ثق   يا محمد أن هذا الليل الدامس سينجلي،وأنها محنة وتمضي ، وأن أعيننا ستلتقي على أفق عربي ، يجّب ما قبله ...

                 لن أقول إلى اللقاء ... فأنا معك دائما يا محمد ، وأنت في قلبي ..

دمشق : 6/5/2008

o              حبيب عيسى

 

الصفحة الرئيسة

 

بيانات

مقالات

تقارير

دراسات

حملات

كتب

وجهة نظر

أخبار

إصدارات

نشاطات

كتب سلسلة براعم

   موريتانيا    


هيثم مناع

منصف المرزوقي

فيوليت داغر

المصطفى صوليح

ناصر الغزالي


 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي اللجنة العربية لحقوق الإنسان , إنما تعبر عن رأي أصحابها