قال
الجيش الامريكي (حسب وكالة رويترز في العراق يوم
الاثنين 17 مارس 2008)، ان عدد المحتجزين
والمعتقلين العراقيين لديه يزيد على أكثر من 23
الف شخص في سجن كوبر غربي العاصمة
بغداد وسجن بوكا في محافظة البصرة الجنوبية.
وقال الجيش الامريكي في بيان "يوجد اكثر من 23 الف
محتجز عراقي معتقلون في
موقعين للجيش الامريكي هما معسكر كوبر غربي بغداد
ومعسكر بوكا في محافظة البصرة
الجنوبية."
ويقع معسكر كوبر للجيش الامريكي قرب مطار بغداد
غربي العاصمة واشتهر باسم سجن
المطار بينما يقع معسكر بوكا في محافظة البصرة
الجنوبية التي تقع على مسافة 550
كيلومترا من بغداد وعرف باسم سجن بوكا وهو اكبر
سجن تستخدمه القوات الامريكية ويضم
العدد الاكبر من المعتقلين العراقيين.
واضاف البيان "عدد المعتقلين الذين اطلق سراحهم
منذ بداية العام الحالي بلغ حتى
الان 2901 معتقل بينما بلغ عدد المعتقلين الذين
اطلق سراحهم العام الماضي 8952
معتقلا."
وقال البيان ان الجيش الامريكي قام يوم السبت
باطلاق سراح 266 معتقلا من سجن
معسكر المستقبل بحضور السياسي العراقي وعضو
البرلمان صالح المطلك وعدد آخر من
الشخصيات السياسية.
وأضاف البيان ان عملية اطلاق سراح المعتقلين التي
تجري مرة كل شهر تأتي في اطار
الجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية وقوات
التحالف لتعزيز عملية المصالحة
الوطنية.
وكان البرلمان العراقي قد صوت في نهاية يناير
كانون الثاني على قانون العفو
والذي يتوقع ان يتم بموجبه اطلاق سراح الاف من
المعتقلين في سجون الحكومة
العراقية.
وبموجب القانون الجديد تخضع جميع ملفات السجناء
والمعتقلين لعملية تقييم جديدة
سيتم بموجبها اطلاق سراح المعتقلين باستثناء الذين
ارتكبوا جرائم قتل او المتهمين
بالتورط في عمليات ارهابية ادت الى القتل او
التسبب بحدوث عاهة وجرائم المخدرات
والاغتصاب وجرائم الفساد الاداري والاشخاص
المعتقلين لدى المحكمة الجنائية العراقية
العليا.
وأعلن عبد الستار البيرقدار المتحدث باسم مجلس
القضاء الاعلى ان اللجان القضائية
التابعة لوزارة العدل باشرت منذ اكثر من اسبوعين
عملية مراجعة لجميع ملفات
المعتقلين.
وقال البيرقدار ان عدد الذين تقرر اطلاق سراحهم
بلغ حتى يوم امس الاحد 3245
معتقلا.
ورغم ان قانون العفو ينص على وجوب اطلاق سراح كل
الذين تقرر اطلاق سراحهم دون اي
تاخير الا انه لم تسجل حتى الان اي عملية اطلاق
سراح من السجون العراقية.
في العراق الجديد.. الجنس مقابل الحياة
كتب
عفيف سرحان
بغداد - كانت الثامنة صباحا عندما استيقظت فادية
(اسم مستعار) على طرق شديد لباب منزلها، نهضت
وفتحت الباب لتجد أمامها شخصا غريب الأطوار يخبرها
بأن زوجها اختطفه مسلحون.
فادية -السيدة الحاصلة حديثا على شهادة جامعية في
علم الأحياء- نزل الخبر على مسامعها كالصاعقة، أما
الطارق فواصل حديثه بالقول إنها يجب أن تدفع عشرة
آلاف دولار أمريكي لإطلاق سراح زوجها.
لكنه أخبرها أيضا بأنه عليها زيارة شخص ما يريد أن
يشرح لها الخطوات التي ستتخذها لإنقاذ حياة زوجها.
تقول فادية لإسلام أون لاين: "غسلت وجهي، ارتديت
عباءتي، تركت أطفالي لدى جارتي دون أنطق بكلمة
واحدة"،
وتضيف: "كنت فى صدمة شديدة.. لم يكن ببالي سوى
زوجي"، ذهبت فادية مع رجلين إلى مكان قرب حي الصدر
ببغداد، لكن قبل اقترابهم من المكان بدقائق،
أجبراها على عصب عينيها والتمدد على مقعد السيارة
الخلفي.
وتحكي فادية: "حين توقفت السيارة تغير كل شيء..
فالطريقة التى كانا يعاملاني بها تبدلت من العطف
إلى العنف".
اقتيدت السيدة إلى منزل، وقبل أن يزيلا العصابة عن
عينيها، أخبرها أحدهم بأن عليها انتظار قدوم
الزعيم.
وتقول فادية: "كنت خائفة وزاد خوفي عندما ظهر رجل
قبيح المظهر، وسألني مباشرة إذا كان لدي طريقة
للحصول على المال لتحرير زوجي".
وتتابع بألم: "بدأت في البكاء وقلت لهم إننا من
عائلة بسيطة، وما نحصل عليه من العمل لا يكفي
لسداد فواتيرنا".
بعدها اقتيدت فادية إلى غرفة مجاورة لترى زوجها
يُضرب والدم يغطي وجهه، فصرخت طالبة النجدة، لكنها
تلقت صفعة على وجهها ونصيحة في أذنها بأن تخرس.
تقول والدموع تقطر على وجنتيها: "في هذه اللحظة
بدأت المأساة الحقيقية.. الرجل القبيح قال إن هناك
طريقة لتخليص زوجي وتخليص نفسي أيضا".
وبصوت متحشرج من شدة البكاء تتابع: "قال عليك أن
تخلعي ملابسك وتستلقي على الأرض. قاومته بقوة لبعض
الوقت لكن بعدها اكتشفت أنه ليس لدي خيار آخر..
أربعة مسلحين اغتصبوني، وبعد كل ما فعلوه من أمور
مثيرة للاشمئزاز جرى اقتيادي أنا وزوجي إلى
المنزل".
وكأن ما حدث لم يكن كافيا لتحويل حياة فادية إلى
جحيم، حيث طلقها زوجها بمجرد عودتهما إلى المنزل.
زوجها قال إنه يفضل الموت على أن يستمر فى الزواج
مع امرأة ملوثة. وتستجمع فادية الكلمات بصعوبة:
"أنقذت حياته، ولم أستطع إنقاذ نفسي بعد ست سنوات
من الزواج".
مرتان أسبوعيا
هالة (اسم مستعار) هي حالة أخرى تعد مثالا واضحا
على الاستغلال الجنسي المأساوي الشائع تحت وطأة
الاحتلال الأمريكي للعراق منذ مارس 2003.
زوجها هو الآخر كان قد اختطفه مسلحون لعدة شهور،
وخلال تلك الفترة تعرضت بشكل متكرر للاستغلال
الجنسي من جانب خاطفيه.
تقول هالة لـ"إسلام أون لاين.نت": "أخجل من التحدث
عن مشكلتي، لكن علي أن أنبه العالم ليساعد مئات
العراقيات اللائي يعشن نفس الظروف".
وبعين ملأتها الدموع تضيف هالة (31 عاما): "مرتان
في الأسبوع، يأتيني بعض الرجال ليضاجعوني على
الرغم من مناشدتي لهم أن يتوقفوا ويتركوني لحالي".
وتشير إلى أنه "إذا كان طفلاي بالمنزل، يتم
إجبارهما على المكوث في الحمام حتى ينتهوا مني..
تمر أيام ولا أستطيع رفع عيني فى وجههما".
في مقابل الجنس يسمح المسلحون لهالة بالتحدث
لزوجها المخطوف عبر الهاتف، وتوضح أن "الدليل
الوحيد على بقاء زوجي حيا هو أنه كل أسبوعين
يسمحوا لي بمحادثته هاتفيا".
"مجرد حيوانات"
ولا يعتبر نشطاء حقوق الإنسان حالتي فادية وهالة
استثناء، فهناك الكثير من النساء اللائي يتعرضن
للاستغلال الجنسي مقابل إنقاذ حياة أزواجهن.
وتقول ميادة الزهار الناشطة والمستشارة بوزارة
حقوق المرأة إنه "في تاريخ العراق لم يتم استغلال
النساء كما يحدث الآن".
وبحسب ميادة "فحتى تحت النظام الديكتاتوري، فإن
صدام حسين كان واضحا في دفاعه عن حقوق المرأة
وحمايتها، لكن الآن نحن مجرد حيوانات".
وتشدد على أن "استغلال النساء بالعراق يعد حطا من
قدر حقوق جميع نساء العالم، فالعراقيات يتخلين عن
أغلى ما لديهن لإنقاذ حياة أحبائهن، وغالبا لا يتم
تفهم ذلك" ممن يحاولن إنقاذهم.
بعد خمس سنوات من الغزو الأمريكي للبلد العربي
فقدت النساء في العراق حقوقهن، بدلا من اكتساب
مساحة من الحرية والاحترام، كما زعمت واشنطن
وحلفاؤها لتبرير الاحتلال.
ففي تقرير صدر بمناسبة الذكرى الخامسة، تقول منظمة
العفو الدولية: إن العنف ضد النساء والفتيات زاد
بشكل درامي، وتم إجبار العديد منهن على ترك
دراستهن ووظائفهن.
ويضيف التقرير أن النساء والفتيات معرضات لخطر
الاغتصاب من جانب الجماعات المسلحة وعناصر قوات
الأمن العراقية، كما زادت بالتبعية معدلات ما يعرف
بـ"قتل الشرف" والعنف المنزلي.
وبحسب مسح أجرته منظمة الصحة العالمية فى عامي
2006 و 2007 فإن 21.2% من السيدات في العراق تعرضن
للعنف الجسدي.
أبيع جسدي
وبجانب الإجبار على ممارسة الجنس لإنقاذ حياة
الأزواج، فإن أخريات دخلن عالم الدعارة من أجل
إطعام أبنائهن.
تقول هبة (اسم مستعار): "زوجي عاطل عن العمل ولدي
أربعة أطفال، عملت لسنوات كمديرة منزل، لكن
الأشياء أضحت باهظة الثمن، وكل ما أتكسبه شهريا لا
يكفي لتلبية حاجات المنزل سوى خمسة أيام فقط".
وتتابع: "أقول لزوجي إنني أنظف المنازل، لكن في
الحقيقة أنا الآن أبيع جسدي".
تذهب هبة إلى السوق المركزي كل يوم مرتدية عباءة
تغطي تحتها امرأة بكامل زينتها لا يراها سوى
"الزبون" المحتمل.
وتقول بنبرة تتسم بالجدية: "أتقاضى من خمسة إلى
ثمانية دولارات مقابل المرة الواحدة، وعادة ما
أضطر إلى إقامة علاقة مع رجلين في اليوم على الأقل
حتى أتمكن من شراء الطعام للمنزل".
هبة تدرك جيدا ما تفعله لكن لديها مبررا: "أعرف أن
ذلك مخالف لكل مبادئي الدينية والاجتماعية، غير
أنني لا أستطيع إبقاء المنزل دون مال منتظرة أن
يموت أطفالي جوعا، أنا أم وأيا ما يكون ما أضطر
لفعله لإنقاذ حياة أطفالي فسأفعله".
"الدموع لم تعد تنزل من عيني، لقد أزال الاحتلال
الأمريكي صدام حسين، لكنه جلب إلينا الكرب والألم
والمعاناة واليأس والموت"، هكذا تختم هبة حديثها
لـ"إسلام أون لاين.نت".
وطبقا لـ"يانار محمد" رئيسة منظمة حرية المرأة
بالعراق، فإن العديد من النساء يجبرن على بيع
أجسادهن.
وتقول يانار لـ"إسلام أون لاين.نت": "الحرب دفعت
النساء لخسارة روحهن وكرامتهن، صارت حياتنا هشة،
تعرضنا للعنف لم يعد يسترعي أحدا، وينظر لحياتنا
على أنها جزء من الغزو الأمريكي للعراق".
وتؤكد أنها أنشات جمعيتها الحقوقية "لمحاربة
الواقع المرير، ولمساعدة هؤلاء الضحايا، ومحاولة
فتح أبواب جديدة أمامهن".
|