بروكسل (20 آذار/ مارس) وكالة (آكي) الإيطالية
للأنباء
أكدت رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتورة
فيوليت داغر، أن وضع حقوق الإنسان في مصر "يتدهور
بشكل فظيع" في الآونة الأخيرة وأن تقارير الأمم
المتحدة والمنظمات المختصة تؤكد أن هناك "انتهاكات
خطيرة متكررة وممتدة في الزمن" لهذه الحقوق.
ورأت داغر في مقابلة أجرتها معها (آكي) الإيطالية
للأنباء اليوم على هامش قيام اللجنة العربية لحقوق
الإنسان بتنظيم ندوة خاصة في بروكسل حول حقوق
الإنسان في مصر، أن "هذا التدهور يستدعي التدخل
واتخاذ إجراءات قصوى من طرف الأمم المتحدة لتردع
سلطات مصر عما تقوم به، خاصة أن الأخيرة عضو منذ
شهر نيسان/أبريل الماضي في مجلس حقوق الإنسان
ولمدة ثلاث سنوات وبموجب هذه العضوية التزمت بعدة
معايير وواجبات لم تلبها بعد، بل وعملت ما يتناقض
معها تماماً، على حد تعبيرها.
وأثارت رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان موضوع
"الاعتقالات الواسعة النطاق التي طالت كوادر من
جماعة الإخوان المسلمين ونخب المجتمع المصري في
الآونة الأخيرة"، مؤكدة أن السلطات المصرية "تخشى،
مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية، أن يحقق أفراد
الجماعة نفس الانتصار الذي حققوه في المرة الماضية
رغم ما مورس عليهم من تضييق". وتابعت "اليوم
يكملون على الآخرين، عبر منعهم من الترشح وإدخالهم
إلى السجون بحجة أو بأخرى"، مضيفة "أن السلطات
المصرية تهدف إلى النيل من كل القوى المعارضة لها
ولكل من يقول لا لتوريث الحكم"، على حد وصفها.
وعن دفاعها عن جماعة الإخوان المسلمين، قالت "نحن
نعتبر أن من واجبنا الدفاع عن كل الأشخاص دون
تمييز حسب العرق أو الدين"، فـ"هذا لا يعني أننا
نؤيدهم في أفكارهم، نحن ندافع عنهم كما ندافع عن
أي إنسان يتعرض للظلم وتنتهك حقوقه، من هذا
المنطلق لا أرى مبرراً للخوف"، على حد وصفها.
وتابعت
"ما
نريد أن نقوله بالضبط إنه لا يجوز لا في مصر ولا
في غيرها حرمان إنسان من حقه في الترشح للانتخابات
وخوضها، ولا يجوز أن يلقى بالناس في السجون بسبب
تهم لم تثبت عليهم وأن يعاملوا بطريقة مهينة"، فـ"نريد
أن نقول ليس بهذه الطريقة يعامل الناس، ليسوا
قطعاناً، بل مواطنين". وأكدت داغر أن "الشعوب التي
يداس على كرامتها وإنسانيتها من قبل حكامها سوف
تعجز عن التحرك ومقاومة الأجنبي" القادم من
الخارج.
وقالت من هذا المنطلق، "نحن ندافع عن حقوق الإنسان
في مصر وغيرها من الدول العربية، هذا هو دورنا،
وليس لنا أغراض أخرى". من وراء هذا العمل.
وحول النظرة العربية والغربية لمسألة الإسلاميين،
رأت داغر أن "الإسلام بات الآن عنصر تخويف، ومجال
استخدام سياسي متعدد الجوانب، فالدول الغربية
عندما تريد أن تضغط على العرب تحرك مسألة
الإسلاميين، وحتى يبقى الحكام في أماكنهم، وهم
يريدون هذا بأي ثمن، يقولون إن الإسلاميين يمارسون
العنف وسيلجأون إلى الإرهاب لو تسلموا السلطة،
وبالتالي يبررون ما يقومون به من اضطهاد وانتهاكات
تطال كل المعارضين باسم الحرب على الإرهاب
والإسلاميين"، وفق قولها.
وأردفت داغر، إنه "على الرغم من ذلك، فإن هناك
مسؤولين أوروبيين من أصحاب الضمائر يجب التوجه
إليهم، كما أن السياسة الأوروبية ليست واحدة،
وهناك مستويات مختلفة، كما أن هناك تعاطف من قبل
هيئات المجتمع المدني الأوروبية مع قضايانا
العادلة" بشأن حقوق الإنسان.
كما تطرقت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم
المتحدة، فأكدت أن اللجنة العربية لحقوق الإنسان
قالت منذ البداية إن "لا أمل يرجى من مجلس كهذا
لأنه ضم دولا أعضاء تنتهك حقوق الإنسان على نطاق
واسع، ولكن هذا لا يمنع أصحاب النوايا الطيبة هناك
من العمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان" على
المستوى العالمي.
وأبدت أسفها للحالة السياسية العامة، فـ"هناك
عولمة حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية، هناك
سجون سرية وتعذيب بدون تهم مثال غوانتانامو،
والتحركات ليست كافية ولكن علينا أن نقاوم، ونقيم
صلات وندوات مع كافة هيئات المجتمع المدني في
العالم العربي لإسماع صوتنا"، على حد قولها.
وأخيراً تحدثت عن دور الإعلام في إيصال الصوت
"الآخر" للعالم، مؤكدة أنه "مع مرور الوقت سيساهم
في إيصال هذا الصوت والدفاع عن حقوق الإنسان
وبالتالي المساهمة في تحسين الحالة العامة للحريات
وحقوق الإنسان سواء في العالم العربي أو في أي
مكان" من العالم.
|