منذ أكثر من ربع قرن، أصل أكراد سورية تقليدا
بالتجمع السلمي وفي أماكن أصبحت معروفة لأجهزة
السلطة والمجتمع، عشية النيروز، يقوم على إضاءة
الشموع مع أو بدون يافطات تطالب بالديمقراطية
لسورية واحترام حقوق الشعب الكردي. وقد كان تصرف
أجهزة الأمن متفاوتا من هذه التظاهرات، بين
اعتقالات تسبقها أو ترافقها أو تتبعها، التفريق
بوسائل عادية أوعنيفة وأحيانا إطلاق عيارات نارية
لفض هذه التجمعات. ومن المعروف أن توجيهات الحركة
السياسية الكردية والمنظمات السورية المتضامنة
معها حقوقية كانت أم سياسية، تركز على عدم الرد
على الاستفزاز الأمني وتجنب الشعارات التي يمكن أن
توظف من السلطة أو استخدام أي شكل من أشكال العنف
بما في ذلك التحريض الكلامي. في حين لم تتصرف
أجهزة الأمن بالحكمة نفسها، وغالبا ما اعتبرت هذه
المناسبة فرصة للتذكير بقدرتها على تقييد ومحاصرة
أي نشاط في المجتمع مهما كانت طبيعته.
ومنذ المجزرة التي وقعت في القامشلي في 2004، صارت
مسئولية الأمن أكبر بكثير، كما أن الحذر السياسي
لقوى المعارضة من أي تصعيد واضح للعيان.
مساء أمس الخميس 20/3/2008 وإبان إضاءة الشموع
احتفالا بعيد النيروز في منطقة الحي الغربي في
مدينة القامشلي، حاولت أجهزة الأمن بداية تفريق
المحتفلين عبر رشهم بالمياه وإطلاق الغاز المسيل
للدموع، ولما لم تفلح في تفريقهم لجأت إلى إطلاق
الرصاص الحي على المتجمهرين (في رواية أخرى وردتنا
من منظمتين سوريتين لحقوق الإنسان حصلت مشادة سبقت
إطلاق الرصاص بين المحتفلين وبعض أفراد دورية
أمن). ما أدى إلى مقتل ثلاثة شبان برصاص الأمن، هم
محمد زكي رمضان (25 سنة) ومحمد محمود حسين (18
سنة) ومحمد يحيى خليل (36 سنة). وتشير المعلومات
المتوفرة إلى وجود أكثر من خمسة جرحى عرف منهم
الناشط الشاب كرم إبراهيم اليوسف وقد غادر مشفى
فرمان. إضافة إلى محمد خير حاج خلف ومحي الدين
جميل عيسى (35 سنة).
وقد تأكد لنا اعتقال أكثر من عشرة أشخاص على
الأقل.
إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تشجب بشدة هذه
الجريمة التي أودت بحياة ثلاثة مواطنين وتعتبر
الرد على حمل الشموع بإطلاق الرصاص تصرف غير مسئول
يستتبع ملاحقة جنائية للفعلة، وكون مطالباتنا
السابقة بتكوين لجان تحقيق مستقلة في سورية لم تكن
تؤتي ثمارها، فقد قررنا إرسال بعثة تحقيق عربية
مستقلة تقوم بتوثيق وتدقيق المعلومات فيما حدث،
كون النشطاء من بلدان عربية لا يحتاجون إلى تأشيرة
دخول. وسيعلن عن نتيجة التحقيق ومن قام به بعد
الإنتهاء منه.
وتود اللجنة العربية أن تشيد بموقف الحركة
السياسية والمدنية المسئول عندما قررت إعلان
الحداد ووقف الاحتفال بالنيروز تجنبا لأي اصطدام
أمني مع أجهزة لم يعد التصرف المسئول من صفاتها.
باريس مساء 21/3/2008
|