french

English

 

دليل المواقع

برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations


عن أوضاع سجن الدكتور عبد الله الحامد وشقيقه عيسى في سجن مدينة بريدة العام

2008-03-19

 

  

الزملاء والزميلات،

وردتنا الشهادة الحية التالية من الدكتور عبد الكريم بن يوسف الخضر والدكتور متروك الفالح، لا نظن بأن هذا النقل الأمين والمؤثر بحاجة إلى أي تعليق لذا سنكتفي بتقديمه وثيقة وقراءة في ندوة التضامن مع المجتمع المدني وحرية التعبير في العالم العربي مساء السبت 22/3/2008

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تصريح إعلامي(2)***

للمنظمات الحقوقية والرأي العام

عن أوضاع سجن الدكتور عبد الله الحامد وشقيقه عيسى

في سجن مدينة بريدة العام

أولا : إذا أردت أن تزور سجين  في سجن بريدة – القصيم  ، كما هي  حالنا مع صاحبيّنا كل من الدكتور عبد الله الحامد و شقيقه عيسى، داعيتي  الحقوق والعدل و الشورى والدستور، فعليك أن تهيئ نفسك لتحمل متطلبات، لا بل مطبات ومشاق، هذه الزيارة،  ؛ 1- عليك أن تأتي مبكرا، لكي تستطيع أن تجد لك فرصة لحدوث الزيارة أصلا، وقد لا تتمكن من رؤية صاحبك في النهاية  : فالزيارة للرجال تتم في الأسبوع مرتان(الاثنين والجمعة)، ولمدة ساعتين  فقط في الزيارة الواحدة (بعد صلاة العصر و إلى المغرب، أي  من الساعة الرابعة عصرا وإلى السادسة مساء تقريبا) ، والتي يذهب أكثر من ثلاثة أرباعها في الوقوف في خطوط يصل طولها لأكثر من مائتين مترا ، لتصل إلى نقطة تفتيش كامل،  تجردك من كل شيء  من جميع الحاجيات الشخصية بما في ذلك جهاز الجوال والأقلام، بل حتى ورق التنشيف !!! وحتى المفاتيح، بما في ذلك مفاتيح سيارتك التي تجبر في وضعها على طاولة خارجية بشكل عشوائي، ودون ترقيمها، مع مئات من أمثالها، ولا تستغرب أن خرجت و لم تجد مفاتيحك، ويكون أحد الأشخاص اختطفها قصدا أو خطأ!! 2- و إذا تجاوزت تلك المراحل تمر بمرحلة ثالثة، وهي مرحلة طلب الإثبات والهوية ومن هو المطلوب للزيارة، وأنت بهذه المراحل تتقدم ومعك العشرات من طالبي الزيارة لاقرباءهم، وإذا ما انتهيت بسلام  تدخل إلى مرحلة أخرى من التفتيش النهائي، لتدخل، إن نجحت في التفتيش، إلى حوش داخلي للسجن لتدخل ما يسمى  منطقة مشبكه  للزيارة، هي الأقرب إلى  حظيرة دجاج فعلية،   والتي تصعقك نفسيا و جسمانيا، لتشعر بقدر من الاهانة والإذلال، ذلك انك ومئات غيرك يدخلون في وقت واحد في مساحة مستطيلة مشبكه من جميع الجهات بشبك بقلاوة،  بطول 25م تقريبا وبعرض لا يتجاوز 1,25 م وارتفاع 4م ، يقابلها من ناحية السجناء،  شبك آخر مواز بنفس المواصفات، ولكن  على بعد متر واحد من شبك الزوار، والسقف من أعلى مغطى بالزنك والصفيح. متى ما أن تدخل شبك الزيارة سوف ترى انك بالفعل في حظيرة للدجاج، والتي الأصوات فيها شيء لا يطاق، فضلا عن أن يترك لك مجالا أن تسمع أو تفهم ما تسمعه إن سمعته.   انك من كثرة الزوار في تلك المنطقة الضيقة والمحدودة، وكل يبحث عن صاحبه وينادي عليه أو بصارخ عليه، وعلى كل واحد أن يرفع صوته عاليا، وكأنك بالفعل في منطقة حراج مكثفة الأصوات والميكرفونات بحيث لا تكاد تفقه قولا، فضلا عن أن يسمعك صاحبك السجين، هذا أن وجدته و بصعوبة شديدة وبعد أن يضيع معظم الوقت المتبقي  لدرجة أن البعض قد ينتهي وقت الزيارة وصاحبه لم يظهر أو لم يعثر عليه، و إذا ما تم العثور عليه  كان ذلك  في آخر اللحظات لتعلن نهاية الزيارة .هذا في جانب الزوار من الرجال، ويذكر أن الحال نفسها في الجانب الأخر( ألزائرات  من النساء)!!!

 أنك أمام و ضع لا يقل عن وصف مزري  لحظيرة  الدجاج. بل أن حظيرة الدجاج في وضع أفضل كثيرا، ذلك أن حظائر الدجاج مكيّفة هذه الأيام، أما حظيرة الزيارة في سجن بريدة العام (ولا ندري أن كانت تلك أوضاع السجون العامة الأخرى في المناطق الأخرى)   فهي دون تكييف، ولذلك ستكون محظوظا أن كانت زيارتك في الربيع، أما في الصيف فلا شك انك سوف تنزف كل عرقك من شدة الحرارة وشدة الزحام. تلك الأوضاع المزرية لشبك حظيرة الزيارة، دارت  في  مخيّلة صاحبنا الدكتورعبد الله الحامد، وفعلت فعلها، فانتفض من خلف الشبك المزدوج،  ليقول  قصيدته الأولى في سجن بريدة،  والتي عنوّنها {شبك كمزرعة الدجاج}.

ثانيا : بعد أن تمكنا من رؤية الدكتور عبد الله  وشقيقه عيسى قبيل نهاية الزيارة بأقل من عشرة دقائق وبعد جهد جهيد وصراع مع المسئولين، وبعد أن غادر معظم الزوار، قدم لنا الدكتور عبد الله الحامد، والذي كانت آثار الإجهاد والإعياء قد بدأت عليه،  وشقيقه وصفا إضافيا للأوضاع المزرية لسجن بريدة من داخل السجن ( داخل العنابر):

1- ذكر الأستاذ الدكتور/عبد الله،عندما سئل  عن سبب الإجهاد و التعب البادئ عليه،  أن لسبب يعود في  ذلك إلى  بأنه لا يوجد أي عناية صحية في السجن، حيث لا يوجد في السجن طبيب، وقد أشار  إلى أذنه، من خلال إصبعه التي ادخلها فيها،  فإذا ببقع  دم عليها،   بسبب عدم العناية الصحية

2- وأفاد الدكتور بوجود مجموعة ملاحظات كلها تدل على أن هذا السجن يعتبر تحد صارخ وانتهاك واضح لحقوق الإنسان الذي كرمة الله وأن هذا السجن لا يمكن أن يليق بكرامة الإنسان ومن هذه الملاحظات:

أ- أن الطرق بين عنابر السجن والطرق المؤدية إلى شبك الزيارة مليئة بالوساخات والقاذورات وأن حالتها لا تليق بمستوى الكرامة والنزاهة البشرية ولقد عبر الدكتور  عبد الله عن وضع السجن بأنه مزرٍ  حيث أشار الدكتور عبد الله إلى أن يوجد عنبر من عنابر السجن يقبع فيه أكثر من  مائتي  سجين  ولا يوجد فيه سوى ثلاث حمامات، وكل ذلك مما يكون سبب رئيس في تفشي التمرد وإنتاج الأفكار السيئة وثقافة العنف وأنصارها.

ب- ذكر كل من الدكتور عبد الله الحامد وشقيقه عيسى، أنهم في عنبر، فيه حوالي ثمانية وثلاثين سجينا، مقسمين على أربعة غرف في كل غرفة تسعة سجناء على اثنين على  سريرين فوق بعضهما، وإن المساجين في عنبرهم هم من الذين عليهم أحكام بالأخلاقيات أو المخدرات أو القتل. وذكر الدكتور عبد الله انه لذلك الوضع يفضل،  بل ينام في المسجد الملاصق لعنبرهم. وذكرا أن كثير من الأحكام على المساجين هي لمدد طويلة !!! علما أن  الغالبية الساحقة منهم   هم من الشباب، وقد لفت انتباهنا أثناء تلك الزيارة أن معظم من رأيناهم هم من الشباب فعلا،  مما يعكس تحولات خطيرة في المجتمع وآثاره السلبية المتوقعة، إن لم تكن المحتومة، مستقبلا على الاستقرار للمجتمع و الدولة عموما.

ج – ذكرا، أيضا أن هناك سجينان مصابان بمرض " الايدز "ودون" حراسة طبية "، مما يشكل خطرا حقيقيا  ليس فقط على السجناء، وإنما حتى على الحراس- العسكر  أنفسهم.

د - وفيما يتعلق بالطعام المقدم للسجناء فقد قال الدكتور أنه لا يليق بالبشر حيث يفتقر إلى أدنى درجات النظافة والاهتمام وأنه يقدم بصورة تتقزز منها النفوس البشرية.   وعند سألناه عن إدارة السجن وتعاملها معه  قال: إن إدارة السجن لم يحصل منها قصور تجاهي لكنها لا تستطيع أن تعمل شيئا تجاه تلك الانتهاكات والتجاوزات، لأنها إنما هي  نتاج الثقافة والإجراءات القمعية التي تتخذها وزارة الداخلية المسئولة عن إدارة السجون والتي لم تهتم بالسجون ولا بالسجناء وأن السجناء في ثقافة وزارة الداخلية يعتبرون أشخاص بلا حقوق ولا كرامة،  مخالفة بذلك المواثيق الدولية والعربية التي وافقت و/أو صادقت عليها الحكومة السعودية بما في ذلك الميثاق العربي لحقوق الإنسان (2004م) و إلي بدأ سريانه فعليا يوم 16-3-2008م !!!، و كذلك مخالفة الأنظمة المحلية والتي كانت وزارة الداخلية نفسها  وراء إصدارها، بما في ذلك نظام الإجراءات الجزائية ونظام السجون، فضلاً عن أحكام الشريعة الإسلامية السمحة. من هنا ليس غريبا أن تسمع عن شكوى متكررة، ومنشورة في عدة مواقع الانترنت، من سجناء سجن بريدة، كما هي من بعض السجون العامة في عدد من المناطق، كما في سجن عرعر قبل أسابيع  قليلة !!! 

وفيما يتعلق بالسؤال حول إمكانية تحسين وضعه  في السجن، أشار الدكتور أنه لم يطالب ولا يمكن أن يطالب بشيء له وحده من أجل تحسين وضعه في السجن،  ولكنه يطالب بالعدل وتحسين أوضاع السجناء جميعاً بغض  النظر عن قضاياهم،  حفظاً لكرامتهم البشرية ومعاملتهم كما يليق بهم.

وأضاف الدكتور، معبرا عن حيرته ودهشته،  قائلا: أني لأعجب كيف تنفق ملايين الريالات على الملاعب الرياضية وساحات الاحتفالات فضلاً عن الصفقات وعقودها ومرفقاتها، وبالمقابل لا يصرف جزء يسير على هذه السجون المتهالكة والتي أصبحت مهترئة ومتصدعة.

 وبالفعل فإن من ينظر إلى السجن العام في بريدة  من الخارج مع سوءه واهترائه، سيصل إلى نتيجة واحدة هي، أنه من الخارج  أفضل بألف مرة مما يشاهده في  مظهره الداخلي.

هذه حال سجن بريدة وأوضاع صاحبيّنا فيها، فما بال وحال السجون العامة الأخرى، والمساجين فيها ، في باقي  المدن والمناطق الأخرى ؟؟؟

 

                  ***  أ. د. عبد الكريم بن يوسف الخضر(رئيس فريق الدفاع)

                       أ. د. متروك الفالح (وكيل شرعي)

--------------------------------

***صدر في بريدة والرياض: 18/3/2008م

 

الصفحة الرئيسة

 

بيانات

مقالات

تقارير

دراسات

حملات

كتب

وجهة نظر

أخبار

إصدارات

نشاطات

كتب سلسلة براعم

   موريتانيا    


هيثم مناع

منصف المرزوقي

فيوليت داغر

المصطفى صوليح

ناصر الغزالي


 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي اللجنة العربية لحقوق الإنسان , إنما تعبر عن رأي أصحابها