غوانتانامو قانون القوة لا قوة القانون بهذا
الشعار انطلقت الحملة الدولية لإغلاقه , هي محرقة
حقوق الإنسان ووجه أمريكا الأقبح, السابقة
الخطيرة في الاعتقال التعسفي والحرمان من الحرية
والتواصل بالعالم ,ثمة مقارنة بين غوانتانامو
والسجون العربية لكن ليست المعتقلات العربية
أمثولة للآخرين , تبقى سجون معتقلي الرأي والضمير
وبينها غوانتانامو نقطة عار سوداء في تاريخ كل
الدول التي اغتصبت حرية الآخرين رغما , لأنها
الجزيرة ولأنه سامي الحاج ولكونهم فوق أي اعتبار
*سلطة رابعة * كانت لقضيته بعدا آخر في التدويل
في هذا الجزء نستكمل الحلقة الثانية مع الدكتور
هيثم مناع عبر ملفين
أولهما
غوانتانامو وقضية مصور الجزيرة سامي الحاج
وفي الملف الثاني
معتقلي إعلان دمشق ودور المنظمات الحقوقية في
تفعيل القضيتين عبر الحوار التالي:
س:ثمة تنسيق عالمي لإغلاق معتقل غوانتانامو , من
هم عناصر هذا التنسيق الأساسية؟ هل يضم كل
المنظمات العاملة في هذا المجال وأين وصلت الحملة
اليوم؟
ج: التنسيق العالمي هو إحدى مبادرات التنظيم
الجماعي للحملات المختلفة من أجل إغلاق غوانتانامو
على الصعيد القاري، لذا فهو يضم نواب ومحامين
وأكاديميين ومثقفين من كل القارات، إضافة لأكثر من
أربعين منظمة غير حكومية، وهو جزء من تجمع كبير
تقدر منظماته الفاعلة بأربعمئة منظمة من اليابان
وأستراليا إلى شيكاغو وساوباولو. إنها تجربة غنية
وجد مفيدة، وإن كانت الإدارة الأمريكية قد جمعت في
غوانتانامو 774 معتقلا من أكثر من أربعين جنسية،
فقد فاق عدد الجمعيات والهيئات المستنفرة هذا
العدد وفاقت جنسيات المشاركين ستين جنسية. الأمر
الذي يبرز أهمية النضال المدني العالمي اليوم،
وقدرة المجتمعات على التعبئة ضد هذا المعتقل
البربري. وأريد في هذه المناسبة أن أشير إلى أن
المنظمات الإسلامية من هذه المنظمات لا تشكل سوى
عدد قليل وأن التضامن يتجاوز الدين والقومية
واللون والإيديولوجية. ومن المفيد القول أننا
استطعنا التأثير في منظمات بين حكومية أوربية
كالبرلمان الأوربي ومجلس الأمن والتعاون في أوربة
ومجلس أوربة أكثر منه في الجامعة العربية أو منظمة
المؤتمر الإسلامي. لأن المؤسسات الأوربية تأخذ
بالحسبان ضغط المجتمع المدني والرأي العام، في حين
أن مؤسسات كثيرة في بلداننا غير مستعدة لتحمل
تبعات موقف صارم من انتهاك جسيم لكرامة الإنسان.
س: لماذا هذا الاهتمام العالمي، هل بالفعل يوجد
نكبة حقوقية كما تسميها وما هي معالمها؟
ج:نحن في قاعدة عسكرية مستأجرة قبل 105 سنوات من
كوبا، ليست كوبية وليست أمريكية، هي منطقة حرة ليس
للبضائع وإنما للتعذيب والتنكيل بالسجناء، رصدنا
16 وسيلة تعذيب حديثة، أكثر من أربعين محاولة
انتحار، معاملة لا إنسانية وتحرش على الجسد
والمعتقد، الناس بدون محاكمة بدون زيارات إلا من
محامين تقبل بهم إدارة السجن. منعت كل منظمات حقوق
الإنسان بما في ذلك المفوضية السامية في جنيف من
زيارة أي سجين، فقط الصليب الأحمر الدولي يحمل
رسائل تحذف الرقابة منها أحيانا ثلاثة أرباع
الرسالة شطبا بالحبر. لدي شهادات معتقلين خارجين
وقارنتها بشهادات معتقلات عربية. الإدارة
الأمريكية أرادت معسكريا للإذلال والإرهاب
والتخويف، لذا لم تحترم عهدا ولا عقدا مع أحد، بما
في ذلك الأطباء العاملين في السجن.
س: أين وصلتم اليوم بالضبط في حملة إغلاق
غوانتانامو ؟
ج: كانت الذكرى السادسة في 11/1/2006 انتصارا
كبيرا لجميع المشاركين في الحملة الدولية، في
الولايات المتحدة وحدها رصدنا 78 تظاهرة وندوة
وتجمع في أكثر من خمسين مدينة أمريكية. لا يوجد
بلد واحد في العالم يسمح بحرية التظاهر لم يشهد
حركة احتجاج، في اليمن والسودان وموريتانيا
والكويت والبحرين والقائمة طويلة. اليوم لدينا 275
معتقل في غوانتانامو كلهم من خارج أوربة، 23 منهم
قيد الإفراج لبلدان غير بلدانهم للخوف من تعرضهم
للتعذيب في بلدانهم، ثلاث بلدان حتى اليوم قبلت
استقبال معتقلين سابقين كلاجئين سياسيين (ليتوانيا
واليونان وألبانيا) ونبحث عن بلدان أخرى. هناك
أيضا قائمة من قرابة ستين معتقلا قابلين للإفراج
في الأشهر القليلة القادمة. وهناك قرابة ستين
معتقلا يمكن القول بأنهم سيكونون كبش الفداء بالحق
أو بالباطل لأن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن
تعترف بأن سبعمئة شخص على الأقل من معتقلي
غوانتانامو أبرياء تماما من أية تهمة. كرئيس
للمكتب الدولي للجمعيات الإنسانية والخيرية أعتز
بأن مكتبنا قد نجح مع عدة منظمات ومحامين في
الإفراج عن كل المعتقلين العاملين في المجال
الإنساني والخيري، وهذا نصر كبير. أنا عائد من
السودان وسعدت كثيرا باللقاء مع عادل حمد وزميليه
الذين أفرج عنهم. هذا الرمز المعطاء الذي تفانى في
خدمة الشعب الأفغاني كعامل في المجال الخيري لم
يحمل في حياته سلاح. وقد برأته المحكمة العسكرية
في 2005 ولم يفرج عنه إلا قبل شهرين.
س: هل موقف الدول العربية من معتقليها في
غوانتانامو واحدة أم تختلف بين دولة وأخرى؟
ج: الفروق كبيرة جدا، دولة مثل تونس قامت بمحاكمة
اثنين من المفرج عنهم وحكمت عليهما تباعا بثلاث
وسبع سنوات. نحن نسعى للحؤول دون عودة عدد من
الجزائريين والتونسيين والسوريين والليبيين خوفا
من أن يخرجوا من سجن لآخر. في حين أن هناك بلدان
أخرى يمكن القول بأنها بالفعل مصدر اعتزاز،
السودان على سبيل المثال فيه اجماع وطني شمالي
وجنوبي، معارضة وسلطة، مجلس تشريعي وحكومة وقضاة
ومحامين ونقابات ومنظمات غير حكومية. بل لقد
أعطتنا الحكومة السودانية الإسبوع الماضي نوع من
التفويض بالتباحث مع كل المنظمات بين الحكومية
لإعادة مواطنيها السبعة ومنهم سامي الحاج. الكويت
بدأت تدرك ضرورة الوحدة الوطنية للإفراج عن
المعتقلين الأربعة المتبقين، سنزور موريتانيا بعد
إسبوعين لمتابعة وضع المعتقلين اللذين مازالا في
غوانتانامو مع الهيئة الشعبية لإغلاق غوانتانامو،
الحكومة المصرية تنتقد غوانتانامو ولكن لا يهمها
من أمر معتقليها شيئا، أما السعودية وبعد سوء
إدارة لأربع سنوات لهذا الملف ووفاة ثلاثة سعوديين
فقد خاضت مباحثات نتائجها جيدة فقد أفرج عن 117
سعودي ونتمنى أن يخرج ثلاثة عشر تبقوا هذه الأيام.
س: ماذا عن المعتقلين السوريين ؟
ج: يوجد تسعة معتقلين سوريين في غوانتانامو، لهم
محامين وندافع عنهم في كل محفل، لقد رفض المسؤول
عن الأمن القومي في حزب البعث تقديم أي تعهد بعدم
توقيف العائدين والتحقيق معهم ومن ثم تقرير مصيرهم
أحرار أم سجناء. لذا نفضل اليوم البحث عن دول لجوء
للمعتقلين السوريين خاصة وأن نشطاء المجتمع المدني
يعتقلون، فلا ضمان لهؤلاء هذا إن لم نقل أن أجهزة
الأمن السورية قد تحاول إرضاء الإدارة الأمريكية
بوضعهم في السجن. واسمحي لي بعدم إعطاء تفاصيل
أكثر عن مساعينا لدولة تستقبلهم.
س: من وجهة نظر حقوقية كيف تقارنون السجون العربية
ومعتقل غوانتانامو؟
ج: غوانتانامو كان ومازال سابقة خطيرة جدا في
الاعتقال التعسفي والحرمان من الحرية والتواصل
بالعالم. احترم كثيرا آلام كل سجين في المعتقلات
العربية، ولكن في بلد راكم حقوقا مدنية للسجناء
منذ استقلاله، وصار هناك مجموعة ضوابط أهمها قانون
الإحضار واختيار محام بحرية والقدرة على التواصل
مع العالم الخارجي والأهل، عندما يشطب على هذه
الانجازات بقرار غير قضائي، عندما يمر على
الولايات المتحدة ثلاث وزراء عدل يؤمنون بطرق
ضرورية في التحقيق تسمى في القانون الدولي تعذيب،
عندما يوضع السجين في منطقة حرة بالمعنى القانوني
لا ضابط ولا حسيب عليها، نعود لأيام تازمامارت
وتدمر, بالتأكيد هناك ظروف لا إنسانية في السجون
السعودية والمصرية والعراقية والسورية والتونسية
والليبية.. لكن هذه السلطات ليست أمثولة لأحد، ولا
يأخذ أحد على محمل الجد خطابها حول الحريات
والحقوق. الولايات المتحدة التي ضغطت باتجاه توقيع
اتفاقيات هلسنكي التي تنص على قضايا تتعلق بالحقوق
الأساسية للأشخاص، فهي اليوم المثل الأسوأ بين
البلدان 35 التي وقعت عليه. غوانتانامو سيبقى نقطة
عار في تاريخ الولايات المتحدة، إن شاركها الرئيس
التونسي أو مسئول عربي آخر بحصة فحجم دوره وقدره
لا يتعدى أحد منظفي القاذورات في ملعب الأمم.
س: لماذا يتم التركيز بقوة على مصور فضائية
الجزيرة
سامي الحاج ألا يساوي غيره بالمعاناة أم لكونه
إعلاميا ومدعوما من مؤسسة ضخمة اثيرت
الضجة الكبيرة لاعتقاله
ج: عندما نقول السلطة الرابعة، نتحدث عن قوة ضغط
حقيقية. والحقيقة أن قناة الجزيرة كتقليد تلتزم
أخلاقيا ومعنويا وماديا بصحفييها الذين يقعون في
مظلمة بسبب قيامهم بدورهم المهني. شاهدنا ذلك مع
أسرة الشهيد طارق أيوب وفي قضية تيسير علوني وقضية
سامي الحاج. وهذا تقليد نتمنى أن تسير عليه كل
وسائل الإعلام العربية.
عندما اختطفت
الصديقة فلورنس أوبيناس في العراق كان سيرج جولي
رئيس تحرير صحيفتها (ليبيراسيون) يسافر معنا في
حملات التضامن، في الغرب هذه قضية عادية.
لقد انعكست قضية سامي الحاج على المعتقلين إيجابا
وسمحت باستنفار عدد كبير من الإعلاميين من أجل
إغلاق غوانتانامو، أنا اعتبر هذا رحمة وعون
للآخرين. نحن اليوم نناقش مثلا الحزمة السودانية
كاملة للإفراج عن السبعة السودانيين المتبقين وليس
فقط سامي، وبالتأكيد لسامي ومحبيه دور في أن يوضع
ملف كل السودانيين على طاولة النقاش لإفراج نتمنى
أن يكون قبل النيروز. تأخر اعتقال سامي أيضا بشكل
أو بآخر هو الضريبة التي يدفعها لهذا الدعم الذي
حصلنا عليه كحملة دولية سمحت لمواطن قروي في منطقة
نائية بأن يستمع لمركز الحقوق الدستورية وريبريف
وأكرو وغلوبال كووردينيشن وغيرها من أسماء عرفت
الناطقين بالعربية بمأساة غوانتانامو بشكل جيد.
س: كيف تتابعون كلجنة عربية لحقوق الإنسان واقع
الحريات في سورية، ما هي مبررات النظام في
الاعتقالات والاستجوابات ؟
ج: الملف السوري من أهم مشاغلنا خاصة منذ ديسمبر
الماضي. لو كان لدى السلطات مبررا منطقيا للاعتقال
لتلقى المعتقل دعوة من جهة قضائية لا من أمن
الدولة. ولما جرى عزل المعتقلين ومنهم مناضلة ابنة
مناضل كبير (اختنا فداء الحوراني) لمدة شهر عن
العالم، ولما تخبط الكبير والصغير في الحكم عندما
قدمت لهم وفود عربية تطالبهم بالإفراج عن فداء ومن
معها. أظن أن هناك معركة كسر عظم جديدة ليس بين
السلطة والمعارضة ولكن بين أجهزة الأمن وأجهزة
الدولة والجبهة الحاكمة. الأمن يقول للجميع أنتم
هنا بفضلنا نحن الشرعية الوحيدة في عصر قانون
القوة، آخر وفد عربي اتصل بي بالأمس قلت لهم
حاولوا أن توصلوا رسالة لأمن الدولة والمخابرات
العامة وشركائهما بأن كل اعتقال وتعذيب وسوء
معاملة ستكون موضوع محاسبة لا تزول بالتقادم.
بالإمكان محاسبتهم على المعاملة اللا إنسانية
والتعذيب الذي تعرض له بعض المعتقلين في أي مكان
على سطح البسيطة. لدينا اليوم برنامج خصب للتعبئة
من أجل وقف هذه المهزلة التي ستسمى محاكمات. كل ما
أتمناه أن تتجمع الأصوات الحقوقية والسياسية في صف
واحد في قضية الاعتقالات وأن لا تدخل في المنطق
العصبوي الضيق ومنطق "اشتم أخاك ظالما كان أو
مظلوما" الذي دخل للأسف عالم المعارضة السورية.
س: ماذا عن قضية الرأي العام السوري ( إعلان دمشق
) هل تغيرت وجهة نظركم للإعلان في بدايات تأسيسه
والآن( كيف تقرأ تشكيلة الإعلان هل هو فسيفساء
سوري متكامل أم فتحت عضوية الترشيح للإعلان دونما
متابعة، سيما يضم الإعلان قوى تتعامل مع أمريكا ؟
ج: باختصار شديد، الإعلان كان حدث استقطابي، لم
يكن إعلانا ممتازا. ولكن التوافق باستمرار عنصر
إضعاف لأي نص. وقد حقق تحالفا عريضا لا سابق له.
كانت جبهة الخلاص أول طعنة في صدره، وبدأ الترويج
لفكرة أن هناك عنصر دينامي حي فاعل للتغيير وهناك
حرس قديم تقليدي يعيق ذلك. هذه الفكرة شكلت ثاني
معول هدم للإعلان. وتجلت نتائجها في مؤتمر
ديسمبر. كانت أمنيتي أن يكون إعلان دمشق بوتقة
لتنمية فكر سياسي نقدي متقدم يسمح بإعادة انتاج
حقيقية لحياة سياسية جديرة بالتسمية، عقلية
الحانوت عند البعض وتصفية الحسابات التاريخية وغير
التاريخية تركت بصماتها على الإعلان. وكما سبق
وقلت نحن في مفترق طرق، وعلينا العمل بروح الوحدة
لحماية المركب أولا، أي دعوة الحزبين الأكبر في
سورية لقيادة الإعلان اليوم قبل الغد، وتكوين
جماعة متابعة مختصة لحملة طويلة الأمد من أجل
إغلاق ملف الاعتقال التعسفي في سورية وليس مجرد
فقاعات أنترنيت. سأخبرك بقصة مؤلمة، لقد كنت يوم
الاعتقالات في أمستردام وطلبت معلومات لأتحرك بها
من محرر النداء، وأخذت القطار لبروكسل من أجل
المعتقلين، لم أحصل حتى على أي رد. قلت لنفسي ربما
تحرك الشباب فورا، اتصلت بجنيف لم يكن قد تحرك
أحد. كان ذلك قبل رسالة التجميد وحاولنا ثانية ولا
أحد. مناضل حقوقي اتهم بأنه عميل سلطة هو الذي
أرسل لي استمارات المعتقلين كاملة مدققة فقدمتها
لفريق العمل الخاص بالاعتقال التعسفي. هل هذا وضع
صحي؟ معروف أن السلطة تريد قتل مشروع الإعلان ولكن
هناك من يساعدها بوعي أو بدون وعي.
س: ثمة نشطاء معتقلين الآن يكثرون المديح لأمريكا
؟ هل تدافعون عنهم ؟
ج: أرجو أن تتذكري دائما أنني ضد ثلاثة: التكفير
والتخوين واليأس. بالتأكيد القوانين السورية
العادية وقوانين الولايات المتحدة نفسها تنظم
الاتصال بدولة أجنبية. بالتأكيد كان تصرفا في غاية
السذاجة السياسية أن يزور كمال اللبواني مثلا
البنتاغون. ما علاقة رامسفلد بالمجتمع المدني
السوري؟ لكن اللبواني هو ابن حالة الطوارئ التي
أنجبت عقما سياسيا وقتلت الثقافة المدنية
والسياسية في سورية. لذا يفترض محاكمة الدكتاتورية
التي حرمت الناس من ممارسة حقوقهم بشكل طبيعي
وامتلاك نضج سياسي عالمي. الدفاع عن الإدارة
الأمريكية موقف سياسي يحرم من يقوم به من التواصل
مع الشعب. صحيح فيه مكاسب شخصية من منح الدراسة
لتمويل المؤسسات المحلية. ولكنه شكل مقتلا للعديد
من منظمات حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية
وإفريقيا التي تسكعت على أبواب مؤسسة انده وأسبن
والمعهد الأمريكي للسلام (الذي سوّق لحربين
مدمرتين في أقل من ثلاث سنوات). اليوم هذه
المنظمات معزولة في مجتمعاتها ويوجد منظمات مدنية
حقا لا مرتهنية فعلا. أتمنى أن تتعلم المعارضة
السورية من تجارب الشعوب الأخرى.
س:ثمة جهات فاعلة انسحبت من الإعلان لأسباب كيف
ترونها انتم هل هي مقنعة أم لا؟
ج: هناك أسماء أكن لها كل التقدير والاحترام مثل
صديقي حبيب عيسى وصديقي هيثم المالح وصديقي سليم
خيربيك لا يعني انسحابها من إعلان دمشق انسحابها
من النضال من أجل المشروع الوطني الديمقراطي وحقوق
الإنسان. وهناك حزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد
الاشتراكي جمدا عضويتهما. كذلك حال الثلاثي (ناصر
الغزالي،ماجد حبو وأنا نفسي). نحن نعتقد بأن هناك
فسحة لحل وحدوي جامع، لكن للأسف ثمة طرف متصلب
يصّعد من أجل حصر إعلان دمشق بفصائل محددة. أي
السلطة تضرب من فوق وهم يفرقون من تحت.
س: لنأتي إلى السيدة فداء الحوراني ضعنا في صورة (
نساء سجينات ) هل لديك ثمة معلومات عن الكيفية
التي يتعاملون مع سيدة معتقلة ؟ هل تختلف ظروف
اعتقالهم عما يتبع مع المعتقلين الرجال
ج: منذ التقيت فداء في جامعة دمشق، أي قبل ولادتك
ربما، كانت تلبس قميصا تشمر عن ساعدها وتحدثني في
ضرورة تحرير كل فلسطين وليس فقط أراضي 1967. تصورت
فيها رمزا من رموز العمل السياسي وخليفة لوالدها
الذي جمعتني به محبة شخصية وخاصة. لا أظن بأن
فداء تقبل معاملة خاصة كإمرأة، لأنها تدافع عن
المساواة بين الجنسين ودور المرأة الكامل في الشأن
العام. لكن بالتأكيد، وصمة عار في جبين هذه السلطة
أن تعتقل الدكتورة فداء ساعة فكيف بها تحتفظ بها
لمحاكمة جائرة رغم كل الوعود التي تلقيناها
بالإفراج عنها. ثمن اعتقال فداء غال وصاحب القرار
فيه يعتدي على الكرامة السورية وليس فقط على حقوق
مواطنة سورية.
س: صرح أعضاء الكونغرس الذين زارو سوريا بوعود
إطلاق سراح معتقلي إعلان دمشق ؟ لما تأخر إطلاق
سراحهم ؟
ج: نتسائل بعد الوعود لما انضم لركب المعتقلين
منذ ذلك تلك الوعود خمسة آخرهم النائب السابق
رياض سيف والفنان طلال أبو دان ؟؟؟!
عن الجزيرة توك
( ملاحظة )
الرابط التالي يحتوي على الحلقة الأولى من الحوار
مع الدكتور هيثم مناع
|