french

English

 

دليل المواقع

برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations


  سؤال الكفاءة الداخلية للتعليم في المغرب  - المصطفى صوليح

2008-02-20

 

 

 

* El Mostafa Soulaih

 

أولا ــ الإشهاد على التردي

 

1.1 ـ سواء تعلق الأمر بتوصيات صادرة عن اليونسكو أو عن مؤسسات دولية للدعم المالي أو التقني في مجال التعليم  و التربية المدرسيين، أو بغيرها من التقارير، فإن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يضع المغرب في المرتبة 126 من أصل 177 بلدا على صعيد التنمية البشرية و التعليم المدرسي ، و إن التقرير الأخير للبنك الدولي ذا الصلة يصنف المغرب مقارنة مع بلدان تنتمي إلى شمال إفريقيا و الشرق الأوسط في الرتبة 11 من أصل 14 دولة شملها التقرير ، أي في أضعف خانة إلى جانب جيبوتي و العراق و بقياس يبدو فيه قطاع غزة في درجة أفضل.

1.2 ــ و هكذا ، فرغم توارد المزاعم الرسمية خلال العقدين الأخيرين ، و خاصة خلال الفترة الحالية المسماة بـ " العهد الجديد " في شأن الإعمال لإرادة سياسية حقيقية لإصلاح قطاع التربية و التعليم المدرسيين تقطع مع إستراتيجية " دعه يلقى مصيره " المتبناة سابقا من قبل الملك الراحل، و التي تتوجت بإصدار " ميثاق التربية و التكوين " ( توافقي دون سند قانوني ) ، و إقامة المجلس الأعلى للتعليم ( مؤسسة دستورية )، فإن الحالة لا تزداد إلا سوء . و رغم أن عشرية الميثاق إياه تسير نحو خاتمتها و رغم أن هذه الخاتمة تتزامن الآن مع خطة ملكية تسمى " المبادرة الوطنية للتنمية البشرية " فإن التردي ، كما تؤكده التقارير إياها ، هو الذي يطبع كل الميادين المستهدفة بهما .

   

ثانيا ــ مدى الكفاءة الداخلية للتعليم و التربية المدرسيين في المغرب

 

2.1 ــ إذا كان اكتساب المعرفة يعتبر حجر الزاوية في التنمية البشرية ، فإن التعليم يحتل الصدارة في مجال بناء القدرات البشرية لاكتساب المعرفة و لذلك فإن جودة التعليم تعني حسن الكفاءة الداخلية للمنظومة التربوية التعليمية و لإدارتها    و تقويمها ، و اتساق ناتج هذه المنظومة مع سوق العمل و مستوى التنمية ، و قدرتها على توفير متطلبات تنمية المجتمع.

و في هذا الصدد ، هناك ثلاثة أسئلة رئيسية هي : سؤال الكفاءة الداخلية للمنظومة التربوية التعليمية في بلدنا ، و سؤال التدبير المالي  و الإداري لهذه المنظومة ، ثم سؤال تقويم مدى اتساق المنظومة إياها مع باقي عناصر التنمية البشرية للبلاد بما فيها التنمية القيمية للأفراد  و المجموعات .

2.2 ــ باستثناء المعطيات الرقمية التي دأب وزراء التربية الوطنية على تقديمها عند مطلع كل موسم دراسي ، و خاصة منذ الشروع في تطبيق ميثاق التربية و التكوين ، و بموازاة مع الغياب التام للوكالة الوطنية للتقويم ، يجب التأكيد على قلة الدراسات الوطنية ذات المصداقية التي تخص منظومة التربية و التعليم و التكوين من الداخل لكن الدراسات القليلة المتوفرة تمكن ، مع ذلك، من توفير دلائل ، إلا أنها كلها تشير إلى تناقص الكفاءة الداخلية للتعليم في المغرب ، منها :

 أ ــ أنه في غياب الأرقام المدققة حول مزاعم وزراء القطاع بخصوص تجاوز نسبة تسجيل الأطفال الذين هم في سن التمدرس 90% ، يكفي الإشارة إلى التقلص السنوي في عدد الحجرات الجديدة و في عدد الخريجين الجدد من المعلمين، كما تكفي الإشارة إلى عشرات الآلاف من أولئك الأطفال الذين لا يلتحقون بالمرة بالمدارس ، و خاصة منهم الأطفال الإناث ، و غيرهم الذين يعيشون بالمجموعات أو فرادى في الشوارع ، أو يتم تشغيلهن في البيوت كخادمات أو يعملن كـ " متعلمات " أو أجيرات و أجراء في المشاغل و الأوراش المهيكلة أو غير المهيكلة أو يجوبون المقاهي       و الحانات و المطاعم الشعبية و الأسواق و الساحات العمومية كباعة متجولين أو ماسحي أحذية أو كمتسولين أو مرافقين لمتسولين .

ب - أن عدد الأميين ،أي الذين لا يقرأون و لا يكتبون ، يبلغ 10 ملايين ، 36% منهم ذكور ، و 64% من مجموعهم إناث ، و ذلك علما بأن هذه الحصيصات ترتفع بشكل كبير إذا ما تم احتساب الذين يرتدون نحو الأمية من مجموع الذين تمدرسوا أوهم في عداد المتمدرسين ، كما أن الـ 10 ملايين أمي تتجاوز ثلاثة أضعافها إذا ما تم احتساب الأمية التكنولوجية .

ج - أن نسب الرسوب في ارتفاع مسترسل ، و كذا الحال بالنسبة لنسب تكرار المستويات التعليمية ، الأمر الذي يؤدي إلى إهدار فترات زمنية أطول في مراحل التعليم المختلفة ، و ذلك رغم سياسة الانسياب التي اعتمدت منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي .

د - أن الشكاوي المتعلقة بتردي نوعية التعليم كثيرة و لا تتوقف ، و هو التردي الذي يجد تشخيصه في ثلاثة سمات تطبع ناتج هذا التعليم ، هي تدني التحصيل المعرفي ، ضعف القدرات التحليلية و الابتكارية ، و اطراد التدهور في هذه القدرات. أما النتيجة ، و على أعلى المستويات ، عدد ضئيل جدا من علماء البحث ، مقابل 466211 في الولايات المتحدة الأمريكية ، و إن الأمر هنا كما هو معلوم لا يتعلق فقط بالإمكانات المالية الهائلة لهذه القوة العظمى ، فالمملكة العربية السعودية هي أيضا وفيرة المال لكن عدد علماء البحث فيها لا يتجاوز 1915  و لا يفوت 362 في الجزائر ، بينما يصل إلى 11617 في الدولة الصهيونية.                                                                                                                                                                      

ه - أن الخلل بين سوق العمل و مستوى التنمية ، من جهة ، و بين ناتج التعليم ، من جهة أخرى ، تزداد هوته اتساعا ، مما يؤدي ، من ناحية ، إلى تفشي البطالة بين المتعلمين عموما كما بين حاملي الشهادات بدءا بالبر وفيه ، ثم الباكلوريا،  مرورا بالدراسات المعمقة و الإجازات ، وصولا إلى الدراسات العليا ، و الدكتوراه . و يؤدي ، من ناحية أخرى ، إلى تدهور الأجور الحقيقية للغالبية العظمى من هؤلاء المعطلين كلما أمكنهم إيجاد شغل . ز- أن الجانب الأكثر إثارة للقلق من جوانب أزمة نظام التربية و التعليم في المغرب هو عدم قدرته على توفير متطلبات تنمية المجتمع المغربي ، إذ بالإضافة إلى كونه لم يعد يوفر مدخلا للارتقاء الاجتماعي ، فإن نوعيته أضحت تعمق عزلة البلاد عن المعرفة و المعلوميات و التكنولوجيا العالمية، الأمر الذي قد تكون له عواقب وخيمة على مستوى التنمية الإنسانية و الاقتصادية إذا لم يتم تداركه بالإصلاح ، و ذلك بشكل مبكر ، و بالاستناد إلى آليات التفكير الاستراتيجي .

 

* كاتب و باحث من المغرب – عضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان ( باريس ، فرنسا ) elmostafa.soulaih@menara.ma

 

ظهر هذا المقال بجريدة القدس العربي اللندنية . عدد 5818 ليوم الاثنين 18 شباط ( فبراير ) 2008 ، ص 20         ( مدارات )

 

El Mostafa Soulaihالمصطفى صوليح

.

 

الصفحة الرئيسة

 

بيانات

مقالات

تقارير

دراسات

حملات

كتب

وجهة نظر

أخبار

إصدارات

نشاطات

كتب سلسلة براعم

   موريتانيا    


هيثم مناع

منصف المرزوقي

فيوليت داغر

المصطفى صوليح

ناصر الغزالي


 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي اللجنة العربية لحقوق الإنسان , إنما تعبر عن رأي أصحابها