التقديم :-
أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا
المؤتمر الخاص بمناهضة العنف ضد الأطفال والذي
أعتقد أن سيعمل وبشكل جاد على رفع مستوى الوعي
بخطورة العنف الموجة ضد الأطفال وكذا سيعمل وبشكل
جاد على رفع القدرات المؤسسية والحكومية في هذا
المجال عبر الخبرات التي سيتم تشاركها داخل ذا
المؤتمر وكذا المعلومات التي يتم تداولها بين
المتقدمين في هذا المجال واللذين ما يزالون في أول
الطريق .
وأخص بالشكر هنا إدارة المجلس الأعلى للأمومة
والطفولة ممثلة بالدكتورة / نفيسة الجائفى الأمين
العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وكذا منسقة
الشبكة الوطنية لمناهضة العنف ضد الأطفال .
والشكر موصول لكل أعضاء الشبكة الوطنية لمناهضة
العنف ضد الأطفال من مؤسسات مجتمع مدني محلية
ودولية ومانحين وحكومة مشاركين في هذا اللقاء
المهم .
مقدمة :-
كيف بداء العنف بعامة .. هذا هو السوأل الذي
يتبادر إلى الذهن عند أول احتكاك بمفهوم العنف
بعامة أهو عند بداية أول عملية قتل في التاريخ ..
أهو عند أول لحضه احتياج للطعام والبحث عن فريسة
لالتهامها من قبل الإنسان .
وإذا كان العنف قد يعتبر مفهوما في سبيل البحث عن
الغذاء في إطار الحفاظ على الحياة والحرب في إطار
الدفاع عن النفس فأين يكمن الفهم والقبول في العنف
ضد الأطفال .
إن الأطفال بما هم كذلك يجعل من المفترض أن
يكون العمل على حمايتهم من العنف والاستغلال
والإساءة من الأولويات ضمن أي نطاق سواء كان نطاق
الأسرة أو نطاق الشارع والمدرسة أو نطاق المجتمع
بشكل عام .
ويعانى الأطفال من الكثير من أوجه العف الموجة
ضدهم والناتج عن قيم ثقافية وسلوكية واجتماعية
وحتى سياسية واقتصادية .
فكل هذه القضايا أو المشاكل أو السمات الاجتماعية
تساهم بشكل كبير إما في تفشى العنف أو في مناهضته
.
وبالنسبة لأطفال الشارع فأن هناك العديد من أوجه
العنف الموجة ضدهم سواء كان ذلك من المجتمع
المحيط بعهم وخصوصا في نطاق الأسرة أو من حلال
الشارع وعنف الأقران أو حتى من خلال المدرسة وكذا
المؤسسات الرعائية والعقابية التي تحتضن هؤلاء
الأطفال لتحميهم ولكنها تقع في نفس المحظور الذي
تناهضه وهو العنف ضد الأطفال .
إن العنف ضد الأطفال بعامة والعنف ضد الأطفال في
الشارع والأطفال المتسولين يقع بشكل كبير في
الكثير من الجهات التي يفترض بها أن تقدم الرعاية
والحماية للأطفال وهذا ما يشكل مشكلة حقيقة
تستدعى الحلول الفورية .
وبالنسبة لأطفال الشارع فأن أنماط العنف الموجة
ضدهم تتمثل أول ما تتمثل في بقائهم في الشارع
أساسا بما يشكله الشارع من قيم وعادات قد تصيب
الطفل بأشكال متنوعه من الإصابات النفسية
والجسدية وحتى السلوكية والعقلية .
وكذا فأن عدم ذهاب أغلب أطفال الشارع إلى المدرسة
يعتبر في شكل من أشكاله عنفا يترتب علية ضياع
مستقبل الطفل ويمكن إعتبارة من أنواع العنف
المتمثل في المعاملة بإهمال أو بمعاملة تنطوي على
إهمال .
وكذا فأن ما يقع من عنف عل أطفال الشارع متمثلا في
الاستغلال من قبل الكبار سواء كان هذا الاستغلال
اقتصاديا من عبر العمل في مهن هامشية أو ذات
خطورة على الطفل ولساعات عمل طويلة يعتبر وبشكل
كبير عنف موجة ضد الأطفال .
ويصبح الاستغلال ا:ثر خطورة على حياة الطفل
ومستقبلة إذا كان موجها نحو جنس الطفل واستغلال
جسده من قبل بعض الكبار والذين يعتقدون بسهولة
انتهاك جسد الطفل فقط لأنة بلا حماية مدركة من
قبلهم وهذا من الممكن أن يكثف من تكرارات
الانتهاك و ديمومته وتكثيف خطورته على الطفل .
وإن العمل على حماية الطفل يعتبر من الأولويات
التي يجب أن تعتمدها كل دولة وكل مجتمع بما فيه
مؤسسات المجتمع المدني وعل رأسها مؤسسات المجتمع
المدني الخاصة بالطفولة .
وإن العنف ضد الأطفال في الشارع والأطفال
المتسولين يأتي أيضا من خلال المشكلات الصحية
ومدى تفاقمها عل الطفل وإهمال صحة الطفل في الشارع
وكذا إحداث عاهات في بعض الأحيان للطفل وخصوصا إذا
كان سيعمل في التسول لاستدرار عطف المجتمع وهذا
يعتبر من ناحية من أفظع الانتهاكات و العنف الموجة
ضد الأطفال .
إن أطفال الشارع يجب أن يتمتعوا بأقصى قدر يمكن
بلوغه من الحماية لأجل حياتهم ولأجل أن لا يكونوا
في المستقبل عاهة مجتمعية ومجرمين يعيثون في الأرض
فسادا وهذا هو جزاء التجاهل والإهمال للطفل في
الشارع والأطفال المتسولين .
الأهداف الخاصة بالورقة :-
1- تحديد مفهوم العنف بالنسبة للأطفال بعامة
وخصوصا بالنسبة في الشارع والأطفال المتسولين
2- تحديد مفهوم ودور الثقافة المجتمعية في انتشار
وتكاثر أطفال الشارع
3- تحديد بعض أنماط وأعمال أطفال الشارع من خلال
تجربة مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع
4- تقديم بعض التوصيات الخاصة بحماية أطفال الشارع
والأطفال المتسولين
المحاور الخاصة بالورقة :-
1- تعالج الورقة محور حماية أطفال الشارع
والأطفال المتسولين من العنف والانتهاك
والاستغلال وسؤ المعاملة والإهمال .
2- تعالج الورقة محور العنف المكرس ضد الأطفال في
الشارع والمتسولين عبر معرفة مفهوم العنف كعنف .
3- تعالج الورقة محور الثقافة المجتمعية ودور ها
في تكثيف والإسهام في تفاقم قضية أطفال الشارع
ودورها في حل هذه القضية .
4- تعالج الورقة محور تقديم بعض أشكال العنف
الممارس ضد أطفال الشارع .
4- تعالج الورقة محور المعرفة بأشكال أو ببعض
أشكال عمل الأطفال في الشارع وكيفية عيشهم من خلال
تجربة مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع مع هذه الفئة
.
5- تعطى الورقة بعض التوصيات الخاصة بحماية
الأطفال المتسولين وأطفال الشارع
المحور الأول :-
حماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين من العنف
والانتهاك والاستغلال وسؤ المعاملة والإهمال .
يعتبر أطفال الشارع والأطفال المتسولين من أهم
الفئات التي تحتويها قضايا الطفولة وتهم النشطين
في مجال حقوق الطفل وهى الفئة التي تتعرض لكم
كبير من الانتهاك والعنف والاستغلال وذلك لظروفها
التي دفعتها إلى الشارع والى كونها تعنى بأطفال
مما يزالون دون السن الذي تتيح لهم معرفة جوانب
الخير والشر كما أنهم في سن لا تتيح لهم معرفة ما
يضر وما ينفع بشكل دقيق وذلك بالنسبة لمستقبلهم
بشكل كبير .
وندرك ذلك من خلال استعمال أو استغلال الأطفال في
العديد من الأنشطة التي تعرضهم للمرض و الجهل
والفقر كجوانب تساهم في تقديم فرد فاسد إلى
المجتمع على المستويين المتوسط والبعيد .
ويتكاثر أطفال الشارع بأعداد متزايدة كل يوم
تدفعهم إلى ذلك الفقر والهجرة من الريف إلى
المدينة وشدة الازدحام في البيت أو حتى التمرد على
بعض قيم وأوامر البيت وصولا إلى المعاملة العنفيه
أو المعاملة بإهمال أو حتى المنطوية على إهمال
التي تمارس ضدهم في البيت .
وتعتبر المدرسة أيضا من الأماكن التي تساهم في نشؤ
هذه الظاهرة إلى حد بعيد وذلك عبر الكثير من
المدارس ما زالت تأخذ رسوما على خدماتها التعليمية
حتى مع مجانية التعليم وكذا بسبب العنف في
المدارس سواء من قبل المدرسين أو القائمين على
العملية التعليمية في المدرسة وصولا إلى العنف بين
الأقران وانتهاء بالزحام الشديد في المدارس وسؤ
المنهج التعليمي بحيث تكون المدرسة بيئة طاردة
للطفل ويتكون لدينا طفل شارع حتى من دون علم أهلة
اللذين يعاملون قضية تواجد الطفل في المدرسة أو
عدمها بإهمال ولا يوجد متابعة للأطفال وخصوصا في
السن التي تمتد ما بين 12-18 عاما .
ويوجد الأطفال في الشارع إما بغرض اللعب والترفية
بعيدا عن رقابة الأهل وبعيدا عن العنف في المدرسة
في ظاهرة هي أقرب إلى التسرب من التعليم ولكنه
تسرب بقرار فردى من الطفل وهو تسرب غير منهجي
بالضرورة إلا إذا تحول إلى قرار نهائي من قبل
الطفل أو من قبل الأهل اللذين يبعدون الطفل عن
المدرسة ودفعه إلى العمل أو التسول الخ ..
وغالبا ما يعمل الأطفال في الشارع بسبب من الأهل
أو حتى من قبل الكبار بعامة وذلك لرخص تكلفة عمالة
الأطفال وعدم وجود آليات لحماية حقوق الطفل
العامل وضعف بنية الرقابة في هذا المجال .
ورغم أننا تحدثنا على أن ورقة العمل ستتخصص في
أطفال الشوارع والأطفال المتسولين إلا أننا عرجنا
رويدا رويدا إلى عمالة الأطفال وحقوق الطفل في
التعليم والرفاة والحماية لما لكل هذه القضايا من
ارتباط يجعلها تتمركز في نقطة بؤرية واحدة وهى
الطفل فالعنف ضد الأطفال يوجد في كل تصنيفات
الطفولة الحالية ابتداء من الأطفال في النزاعات
المسلحة وانتهاء بالأطفال في البيت أو الشارع أو
المدرسة بما بينهما من عمالة الأطفال وتهريب
الأطفال الخ .
فكل قضايا الطفولة مترابطة وإن كان لكل قضية
خصوصيتها إلا أن هذا لا ينفى أن كل هذه القضايا
يربطها خيط واحد وهو في نظري يعنى الثقافة وإن كان
يعنى في نظر آخرين ربما الاقتصاد أو الحالة
السياسية للبلاد الخ إلا أنة ومن وجهه نظري تعتبر
الثقافة المجتمعية هي عقدة المشكلة والتي أن فكت
تنفك المشاكل التي ترتبط بالطفولة وسيؤتى هذا ضمن
محاور الورقة التالية .
والثقافة أيضا هي كما قلنا الحل الجذري لمشاكل
الطفولة والمجتمع بعامة والتي يجب العمل على أن
تعطى الكثير من البحث والدراسة ليس لواقع الطفل
فقط أو واقع أطفال الشوارع بمعنى أكثر خصوصية ولكن
بمعنى المجتمع ككل .
ومن هنا سيكون المدخل إلى محور هذه الورقة والتي
تحاول معالجة قضية حماية أطفال الشارع والأطفال
المتسولين من العنف والانتهاك والاستغلال وسؤ
المعاملة والإهمال .
إن تفعيل طرق ومفاهيم الحماية وكذا التوعية
بأساليب وطرق الانتهاك والاستغلال والعنف في
المحيط الخاص بالطفل ( الإباء – الأمهات – المدرسة
– الشارع ) هو حراك ثقافي في الأساس يستلهم من
القيم الإسلامية والعالمية بنوده ومواضيعه وعناصره
ومفاهيمه .
وإن تفكيك الثقافة المسيطرة وخصوصا الثقافة
المرتبطة بالأساليب العنيفة في التنشئة والتأديب
والتربية هو أيضا تفكيك لقيم ثقافية سلبية تحيط
بالمجتمع وتلقى قبولا كبيرا .
وإن وجود تقارير ودراسات وأبحاث إحصائية ونظرية
وتاريخية عن العنف وعن نشؤ ظاهرة وقضية أطفال
الشارع يدخل من باب التثقيف لكل من يحيط بالطفل .
فالحماية أولا والثقافة هي الأداة الرئيسية في
الحماية إما عن مفاهيم العنف والثقافة فسوف نفصلها
في المحاور التالية ولكن من المهم الإشارة إلى
دور الثقافة في حماية الطفل وخصوصا حماية طفل
الشارع مع الأخذ في الاعتبار إن الكثير من القيم
الثقافية المستوردة في مجال انتهاك الطفل يجب أن
تحاط بالدراسة والتفكيك والبحث عن حلول جذرية لها
.
إن الماضي ومفاهيمه وثقافته وإن المستقبل
وتنبؤاته وثقافته يحويان الكثير من أشكال العنف
والانتهاك والاستغلال ضد الأطفال وإن العمل على أن
يكون للثقافة الدور الأكبر في حماية الطفولة
بعامة وحماية أطفال الشارع بخاصة والأطفال
المتسولين هو العمل الأكثر جدوى.
المحور الثاني :-
محور العنف المكرس ضد الأطفال في الشارع
والمتسولين عبر معرفة مفهوم العنف كعنف .
ما هو العنف وما هو الاستغلال وما هو الانتهاك
كلمات ارتبطت بقضايا الطفولة وقضايا أطفال الشارع
بعامة ونحاول هنا أن نجد بعضا من التعاريف و
الشروحات الخاصة بهذه ا المفهوم .
فالعنف كلمة ارتبطت بالكثير من التعريفات التي
تحاول أن تفسر هذه الظاهرة إن صح التعبير وتقدم
لها حلولا .. حتى وأن كانت نظرية إلا انه تدعم
من مفهوم حماية الطفل .
فالعنف في التعاريف هو :-
عرفت الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل العنف الموجة
ضد الأطفال ب:-" كافة أشكال العنف أو الضرر أو
الإساءة البدنية أو العقلية أو الإهمال أو
المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة
أو الاستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية "
وقد عرفت منظمة الصحة العالمية العنف في تقريرها
العالمي حول لعنف والصحة بـ" هو الاستخدام
المتعمد للقوة و الطاقة البدنية المهدد بها أو
الفعلية ضد أي طفل من قبل أي فرد أو جماعه تؤدى
إلى أو من المرجح للغاية أن تؤدى إلى ضرر فعلى أو
محتمل لصحة الطفل أو بقاؤه على قيد الحياة أو نموه
أو كرامته "
كما أن للعنف تعريفات أكثر في العديد من الأدبيات
المعاصرة والتي حاولت أن تكشف عن مفهوم العنف من
جوانب مختلفة ومن هذه التعاريف أيضا تعريف العنف
بأنة " استخدام وسائل إكراهية لتحقيق الأهداف "
وكذا هو " القوة الجسدية التي تستخدم للإيذاء أو
الإضرار " وكذا يتم تعريف العنف على أنة " عدوان
متطرف يهدف إلى إحداث ضرر بالغ أو تحطيم للأشخاص
أو الأشياء أو التنظيمات "
ومن التعريفات المهمة للعنف أنة " نشاط تخريبي
يقوم به الفرد لإلحاق الضرر والأذى المادي أو
الجسدي أو المعنوي كالسخرية أو الاستخفاف "
وهو أي العنف " سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية
يصدر عن طرف فردا كان أو جماعة أو طبقة اجتماعية
أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف أخر في إطار
علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا واجتماعيا
وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو
معنوية أو نفسية لفرد أو جماعه أو طبقة اجتماعية
أو دولة أخرى" .
المحور الثالث :-
معالجة محور الثقافة المجتمعية ودور ها في تكثيف
والإسهام في تفاقم قضية أطفال الشارع ودورها في حل
هذه القضية .
ما هي الثقافة وما هو دورها في تكريس العنف ضد
الأطفال في الشارع بل والأطفال بعامة وهل هناك في
الثقافة الحديثة والمستوردة منها خاصة أشكال من
العنف الموجة ضد الأطفال وأطفال الشوارع عنف
واستغلال .
وهل الثقافة والقيم والمفاهيم الموجودة فيها تشكل
عاملا محفزا للعنف ضد الأطفال وأطفال الشوارع بصفة
خاصة أم جدارا عازلا ضد هذا العنف إن فهمنا لهذا
ينبع من فهمنا لمفهوم الثقافة بعامة وهو :-
توصف الثقافة في علم الانثروبولوجيا بأنها " ذلك
الكل المركب المتكون من القيم والمعايير والأعراف
والعادات والتقاليد والمعتقدات والشرائع والفنون
والآداب والوسائل المستخدمة في الحياة ليومية في
أي مجتمع من المجتمعات "
المحور الرابع :-
معالجة محور تقديم بعض أشكال العنف الممارس ضد
أطفال الشارع والأطفال المتسولين .
نستطيع القول أن العنف ضد الأطفال في اليمن منتشر
وبشدة في أشكال منه وغير منتشر من في الأشكال
الأخرى إلا من جانب غير منظور ولا يحتمل كونه
ظاهرة مجتمعية وينطبق هذا على نوع العنف ضد
الأطفال إذا كان عنف لفظي أو عنف جسدي أو عنف
جنسي .
العنف اللفظي في اليمن ضد أطفال الشارع والأطفال
المتسولين :-
اليمن دولة إسلامية وفى الغالب لا يوجد هناك
تكريس للعنف اللفظي ضد الأطفال ونقصد هنا العنف
اللفظي بشكل عام الذي يحتوى على ألفاظ جارحة أو
الداخلة في إطار القذف وكذا الأمر بالنسبة للألقاب
والتي تدخل في حال كونها ألقابا سلبية ضمن العنف
الموجة ضد الأطفال في الشارع إلا أنه في الغالب
يكون اللقب هنا إيجابيا ويأتي على سبيل المزاح أو
التحبب وخصوصا بين الأقران الذين يعشون في الشارع
وحتى بين المتسولين .
والعنف اللفظي هنا في اليمن لا يحدث في الغالب
داخل نطاق الأسرة بقدر ما يمارس في الشارع وخصوصا
بين الأقران واللذين يدخلون في عراكات سريعة
تتخللها ألفاظ مهينة لبعضهم البعض ولكنها تتميز في
الغالب كونها سريعة الاشتعال وسريعة الانطفاء
بالنسبة للأطفال فيما بينهم البين إلا فى حال أن
يكون هذا الطفل ضمن عصابة معينة ممن يعملون فى
الشارع فعادة ما تتطور الصراعات لتصبح أكثر قوة
وعنفا بين الأطفال بعضهم بعض وربما تكثر هذه
الأشكال من الصراعات بين الأطفال ما بين 15-18 .
وهناك ألفاظ تدخل في باب العنف تمارس على الطفل في
الشارع وخصوصا من الكبار وتأتى هذه الألفاظ
لأسباب ربما تأتى من الطفل نفسه كرفض الانصياع
لأمر ما أو العراك مع الأطفال الآخرين التابعين
إلى أحد الكبار في محيط الشارع .
وتتغير الألفاظ من بيئة إلى أخرى في الشارع
فالألفاظ في السوق قد تتغير عنها للأطفال في
الحديقة وتتغير أيضا نسبة إلى أصل الطفل الريفي
نفسه أو إذا كان قادما من بيئة غير البيئة التي
ينتمي إليها وهذا يحدث كثيرا في ظل الهجرة الضخمة
من الريف إلى المدينة.
وغالبا ما يكون العنف اللفظي في محيط أطفال الشارع
وخصوصا أثناء العراك جارحة جدا وفضائحية " إن صح
التعبير " بين الأقران أو بين الأطفال والكبار.
ولا تتغير نفس الألفاظ عند المزاح ولكن طريقة
استقبالها تختلف وكذا طريقة إرسالها من طفل لطفل
أو من كبير لطفل أو حتى من طفل لكبير ما .
وتكون الألفاظ هنا عبارة عن قذف الأمهات وفى
الغالب أو أن تكون كتبادل للألفاظ بين الأطفال
وأقرانهم وبين الأطفال والكبار عن ما يمكن تسميته
بالمداعبة اللفظية التي تحوى ربما على رسائل
مستقبلية للطفل .
ومن هنا تكمن خطورة العنف اللفظي في شريحة أطفال
الشارع حيث تعتبر كإهانة للطفل ومؤثرة جدا على
نفسيته وكذا تكمن خطورتها بصفتها رسائل من الكبار
إلى الصغار أو حتى بين الأقران قد تتحقق في
المستقبل مع تكررها ومحاولة تحقيقها .. لتتحول إلى
بداية انتهاك جسدي ولتصبح في النهاية استغلال
جنسي للطفل من الكبار في محيط الشارع .
وهذا أيضا يحيط الطفل بآثار ليس أقلها التعلم من
الشارع لألفاظ جارحة تدخل في نطاق القذف تظل معه
إلى النضوج ويستعملها حتى وهو ناضج ضم نطاق أسرته
أو مجتمعه .
ولا يقع العنف اللفظي ضد أطفال الشارع والأطفال
المتسولين من فبل الأقران والكبار من العاملين في
الشارع ولكنة أيضا يقع من جانب المحافظين على
الأمن أو حتى من قبل المحافظين على النظام في
لتقاطعات المرورية وكذا العنف اللفظي حتى من قبل
شرطة المتسولين .
ومن البديهي أن كل هذا العنف اللفظي الذي يحيط
بالطفل يجعل منه طفلا ثريا جدا في الكلمات المهينة
والجارحة والفضائحية مما يجعل منة فردا خطيرا في
المستقبل وخصوصا إذا تحولت الفاظة إلى أفعال .
مع ملاحظة أن لفظ أطفال الشارع نفسها تحتوى على
تحقير لهذه الشريحة وذلك حتى على مستوى المثقفين
والنشطين في مجال حقوق الطفل ويجب البحث عن مفردة
تعطى مفهوما دالا على هذه الفئة دون تقديمها بهذه
التسمية المهينة .
العنف الجسدي في اليمن ضد أطفال الشارع والأطفال
المتسولين :-
يعانى الأطفال في اليمن من العنف الجسدي بشكل
كبير وحتى غير مقنن سواء كان التقنين عن طريق
الدين أو الشرائع الوضعية وحتى عبر الأعراف
فالضرب الذي يصيب الأطفال في اليمن لا يحترم على
سبيل المثال الدين في نهى الدين عن الضرب المبرح
أو الضرب في أماكن معينة كالوجه على سبيل المثال
بل أن الفاعل هنا وهو الأب أو الأم فى حال أندمج
في تعنيف طفلة عبر التأديب الجسدي " مع التحفظ على
مفردة التأديب " يضرب كيفما أتفق وفى أي مكان حتى
يفرغ غضبة .
وهذا يشكل خطورة فعلية على للطفل وخصوصا إذا
كانت لبعض الضربات في بعض الأماكن نتائج سلبية على
الطفل وسلامته الجسدية .
وبالنسب للعنف في الشارع وهو هنا عنف الأقران
فغالبا ما يدخل كما قلنا سابقا في باب العراك بين
الأقران وهو في الغالب يخرج عن كونه جاعلا من
الصبي أو الطفلة مفعولا به إلى كونه فاعلا ومفعولا
بة ضمن العراك الذي يدخل فيه الأطفال بينهم
البين وهذا وإن كان يفرغ شحنات الغضب التي
يعانيها الطفل في الشارع إلا أن له أثارا سلبية
على الطفل من حيث زرع بذرة العدوانية في تنشئته
وكذا إفتقاده لقيمة الحوار السلمية في حياته
بمجملها وجعل العنف واحد من أهم الحلول لمشكلاته
المعاصرة وهو طفل ومشكلاته حتى عندما يصبح ناضجا .
وتكمن خطورة العنف الجسدي ضد الأطفال في الشارع
من جانب العديد من الأشخاص وهم هنا الأقران
والكبار من العاملين في الشارع وكذا رجال الأمن أو
أصحاب السيارات إذا كان الطفل في الشارع ويعمل في
تقاطع مروري .
وهذا ما يجعل من نفسية الطفل في الشارع عدوانية
بشكل كبير ومتحفزا للعراك لأسباب قد تبدو تافهة
فطفل الشارع يتميز في الغالب بالشغب والعدوانية
والعناد وكذا الاندفاعات الشديدة والتشتت العاطفي
.
وطبيعي أن العنف لا مشروعية له ولكن العديد من
العادات والسلوكيات المجتمعية التي جعلت من هذا
العنف الموجة ضد الأطفال ذو مشروعية مجتمعية .
العنف عبر الإهمال والمعاملة المنطوية على إهمال
:-
العنف هنا وهو القائم على الإهمال أو المعاملة
المنطوية على إهمال يمكن إثباته عبر العديد من
أطفال الشارع والأطفال المتسولين -)
فأن الإهمال في احتضان الطفل وحمايته من الشارع
والعنف المرتبط بة وقذفه إلى العمل أو إلى الجريمة
هو عنف وعنف مباشر ضد الطفل .
ومنذ الولادة غالبا ما يتعرض الطفل للإهمال الذي
يمكن تصنيفه كعنف ابتداء من أساليب الاعتناء
التقليدية بالطفل وانتهاء بأساليب النظافة
والاعتناء بالصحة وليس انتهاء بالحماية من الأمراض
الفتاكة عبر التحصين .
وإن إهمال الطفل في الشارع وما قد يتعرض له من
انتهاكات جسيمة جسديا يعتبر عنفا يضاف إلى العنف
المترتب عن الانتهاك نفسه .
وينبع العنف عبر الإهمال أو المعاملة المنطوية على
إهمال في فئة أطفال الشارع والأطفال المتسولين في
تواجدهم أساسا في الشارع .. وكذا تسربهم من
التعليم وفى كثير من الأحيان عدم دخولهم إلى
التعليم من الأصل.
وكذا يكمن العنف عبر الإهمال في عدم الاعتناء
بصحة هذه الشريحة من الأطفال والتي تعيش في الشارع
بكل ما يحويه الشارع من طقس وأجواء وبشر أرض.
وهذا مما يصيب أطفال الشارع خصوصا بالكثير من
الأمراض التي تصيبه وهى كثيرة نبدأها بالتعرض
بشكل كبير للشمس خلال ساعات النهار والتعرض
للبرودة اللافحة خلال الليل وكذا عدم النظافة
والاعتناء بالذات مع عدم وجود غذاء كافي وصحي إن
كان لدى أطفال الشارع فكرة عن الطعام الصحي
أساسا مما يجعل من أطفال الشارع والأطفال
المتسولين مصابون في الأغلب بفقر الدم والمشاكل
الجلدية والملا ريا بسبب تعرضهم للناموس وخصوصا
اللذين يعيشون في الشارع وكذا الإرهاق والتعب
وخصوصا في الصدر والعضلات وكذا الإرهاق النفسي
الناتج عن التحفز الدائم للخطر .
مع ما يمكن أن يصيب أطفال الشارع من أمراض نتيجة
إكتساب عادات تقليدية أو مستحدثة من أشكال
الإدمان كإدمان القات في وقت مبكر و الشمة وهناك
الكثير من الأطفال حتى دون سن الثانية عشرة
يتناولن هذه المادة وأيضا إدمان السجائر وكذا
إدمان أو استعمال بعض المواد الحديثة مثل شم
الاصماغ آو البنزين الخ من هذه المواد التي دخلت
حديثا إلى عالم أطفال الشارع .
هذا عدا أن الإهمال في حماية أطفال الشارع
والأطفال المتسولين والعنف الموجه ضدهم سواء كان
الناتج عن عراك مع الأقران أو مع الكبار بالخدوش
والإصابات والسحجات السطحية منها والعميقة .
مع ما يشكله الإهمال في حماية الأطفال المتسولين
وأطفال الشارع من أمراض متعلقة بالجنس وخصوصا عند
تعرضه وبشكل تكراري ومن عدة أشخاص كبار على مدى
زمني طويل وتأتى على رأس هذه القائمة مرض نقص
المناعة المكتسبة .
وهكذا نعرف أنة يجب أن تتوفر للطفل أقصى درجات
الحماية والرفاة والتنمية لشخصيته وفكرة وعقليته
ومواهبه وأي تقصير في جانب من هذه الجوانب أو
إهمال يعتبر عنفا .
العنف عبر الانتهاكات الجنسية :-
لا ندعى هنا بأننا بلد محافظ وإسلامي فنحن كذلك
فعلا .. ولكن هذا لا يعنى أن نغض الطرف عن قضايا
الانتهاكات الجنسية التي تصيب الأطفال في
مجتمعاتنا نحن راكنون إلى أن الدين الإسلامي
والعرف الاجتماعي قد عمل على خلق مصدات حماية
للأطفال قد لا تتوفر لدى المجتمعات الأخرى .
بل بالعكس ففي أجواء السرية والكتمان تنشاء أفظع
الظواهر وتقوى لتصبح بعد فترات من النمو غير
قادرة على العلاج .
وبديهي أن الانتهاكات الجنسية هنا في اليمن قد
تعتبر اقل من مثيلاتها في بعض الدول ولكن هذا لا
يعنى انه لم تصل المشكلة إلى حد الظاهرة التي
تستوجب العلاج ولكن يجب الإسراع في علاجها قبل أن
تستفحل .
والعوامل التي تدفع إلى انتهاك الطفل جسديا في
الغالب وكما ذكرنا سابقا هي المعاملة بإهمال أو
المعاملة المنطوية على إهمال من جانب الآباء
والأمهات والأسر بشكل عام وكذا مقدمي الرعاية
والحماية للطفل في محيط الأسرة والمدرسة وكذا
المؤسسات الرعائية والعقابية لشرائح معينة من
الأطفال .
وكما تحدثنا سابقا فأن العنف الجنسي سواء كان
شذوذا أو اغتصابا موجود في محيط أطفال الشارع
ولكنة ما يزال يحتاج إلى الكثير من الدراسة
والتقصي والعمل على إيجاد طرق العلاج وحماية
الأطفال الآخرون من الاستغلال الجنسي .
وكما ذكرنا سابقا فأن أشكال العنف التي يعانى
منها أطفال الشارع بخاصة كثيرة و يمكن أن نجد
الكثير منها من خلال دراستنا لهذه التعاريف التي
صنفت مفهوم العنف وحاولت تفسيره فأطفال الشارع
يتعرضون على سبيل المثال لا الحصر إلى :-
1- الإيذاء البدني والاستغلال الجنسي
2- الاستغلال الاقتصادي وعمالة الأطفال
3- الحجز التعسفي في بعض الأحيان " الأطفال
المتسولين بصفة خاصة "
4- الانتهاك اللفظي من قبل العامة والأقران
والكبار ومقدمي الخدمات الأمنية والتنظيمية
5- عنف الأقران من نفس السن أو الأكبر قليلا
6- عدم الذهاب إلى المدرسة والعنف هنا يمكن تصنيفه
كعنف ناشئ عن إهمال
7- المشاكل الصحية بسبب البرد والشمس والمطر ونمط
الشارع اليمنى كشارع يفتقد إلى درجة نظافة عالية
8- استغلال الأطفال من قبل العصابات
وغيرها الكثير من أشكال العنف التي تصيب أطفال
الشارع والأطفال المتسولين والتي ما تزال إلى
المزيد من الدراسة والبحث والتقصي لتصبح أكثر
وضوحا وتصبح طرق معالجتها مدركة م قبل العاملين
في حماية هذه الفئة أو هذه الشريحة م الأطفال
المتسولين أو أطفال الشارع .
5- المحور الخامس :-
معالجة محور المعرفة بأشكال أو ببعض أشكال عمل
الأطفال في الشارع وكيفية عيشهم من خلال تجربة
مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع مع هذه الفئة .
بداية ما هي مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع :-
مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع مؤسسة ثقافية غير
حكومية وغير ربحية تأسست في 27/2/2002م بتصريح رقم
31 من وزارة الثقافة وتم إعادة الترخيص من وزارة
الشئون الاجتماعية والعمل برقم 41 للعام 2004م .
وتعنى المؤسسة بشئون الإبداع من خلال صقل مواهب
المبدعين في مجال الآداب والفنون وتمكينهم من
امتلاك خبرات مبكرة في مجالاتهم الإبداعية وتوجيه
تلك الطاقات الفنية للالتفات لقضايا الإنسان
والبيئة ومعالجتها إبداعيا إيمانا منها بقدرة
الآداب والفنون على تغيير المجتمع والارتقاء به .
وقد عملت المؤسسة ضمن أعمالها وبرامجها المتجهة
نحو مناهضة العنف ضد الأطفال بعامة في البيت
والشارع والمدرسة وذلك عبر مساقات الثقافة
والفنون والآداب التي تضم فيما تضم المسرح والفن
التشكيلي والأغنية .
وقد عملت المؤسسة على شريحة أطفال الشارع من خلال
التعاون مع مؤسسات شريكة محلية ودولية في مجال
البحث وصنع قاعدة معلومات عن أطفل الشارع في محيط
المؤسسة الجغرافي .
ومما يميز موقع المؤسسة الجغرافي وقوع مقرها
ونشاطها على تقاطع من أهم تقاطعات العاصمة اليمنية
صنعاء ويتواجد فيها الأطفال بكثافة وكذا وقوعها
بجانب سوق من أكبر أسواق العاصمة .
وتأتى أهمية موقع مؤسسة إبحار من خلال أنه تقع على
مقربة شديدة من أكبر حدائق العاصمة بكل ما يتواجد
فيها من أطفال شوارع وعاملون في مجال تقديم
الخدمات لزوار الحديقة وبكل ما تحويه الحديقة على
اتساعها من إمكانات لاختفاء اى حالة انتهاك لهؤلا
الأطفال .
وتلخيصا يمكن أن نخبر بعض الخدمات التي تقدمها
المؤسسة لهذه الشريحة والتي تتنوع ما بين تعليم
مبادى القراءة عبر مكتبة المؤسسة وكذا القيام بورش
عمل تدريبية لهؤلا الأطفال في مجال الفنون
التشكيلية ومبادئ مسرح الدمى .
ويصنف أطفال الشوارع ضمن محيط المؤسسة إ لى عدة
تصنيفات حسب موقع أعمالهم . هذه المواقع التي
تكرس خصوصيتها نمط عمل الطفل ما بين أعمال خفيفة
وأعمال لا يستطيع الطفل القيام بها ولكنة يقوم
بعملها مما يشكل خطورة على صحة الطفل وحتى إلى
أعمال تشكل خطورة على المستوى الاخلاقى للطفل .
فالأطفال في الشارع الرئيسي وعند التقاطع يغلب
عليهم بيع المنتجات التي يحتاجها أصحاب السيارات
من مناديل ومناشف وأوراق دعائية مما يعلق على
مراءة السيارة والتي تكون في الأغلب الأعم دعاء
السفر .. كما يبيع الأطفال المطويات التي تحتوى
على الأدعية والنصائح المتعلقة بالدين أو سور
قصيرة من القران الكريم وبيع المياه المعدنية
والشوكولا القريبة الانتهاء وانتهاء بوزن المارة
عبر موازين أرضية بالمسح السريع للسيارات والتسول
المقنع أو المكشوف .
وينبع الاختلاف بين الأطفال في الشارع الذين
يعملون في التقاطع الرئيسي وفى السوق هو أن السوق
يحتاج إلى أطفال اكثر قوة من الناحية الجسدية
واللذين يعملون في الأغلب في نقل مشتريات
المتسوقين إلى البيوت على عربات اليد وكذا نقل
بضائع أصحاب المحلات من سيارات النقل إلى المحلات
مع ما يتطلبه هذا العمل خصوصا من قوة عضلية قد لا
تتوفر لدى الطفل ومع ذلك يقوم بعملها .. وأيضا
يعمل الأطفال في السوق على بيع المأكولات المحلية
الخفيفة والتي يحتاجها المتسوق بشكل سريع مثل
البطاطا المسلوقة والبيض المسلوق كذلك .
وتكمن الخطورة الفعلية في السوق هو نشؤ نوع أخر
من البضائع التي بداء يروج لها في السوق المحيط
بالمؤسسة بشكل خاص وهو بيع أقراص الحاسب الالى
والتي تحتوى على الأفلام العربية والأجنبية والتي
يتم بيعها في الأغلب من أخر النهار إلى ساعات
متأخرة ليلا وغالبا ما يقوم ببيعها الأطفال ما
بين الثانية عشرة والثامنة عشرة والكبار أيضا
ولكن الخطر هنا أن الكثير منهم يصنع ما يمكن
تسميته بسوق سوداء مصغرة لبيع وترويج هذه الأفلام
المستعملة وكذا الأفلام التي تصنف للكبار فقط
يقوم ببيعها أطفال مع ما يشكل هذا من عنف شديد
موجة إلى الطفل واخلاقة وكذا طريق يمهد لاستغلال
الطفل جنسيا في المستقبل .
ولا يختلف الأطفال في الحديقة عن الأطفال في
التقاطع حيث يعملون في بيع الأشياء الخفيفة
للزوار التي لا تخرج عن كونها أطعمة خفيفة وكذا
بعض الألعاب الخاصة بالأطفال والمياه المعدنية .
الخلاصة والتوصيات :-
إن الطفولة هي المستقبل وحماية الطفولة هي حماية
للمستقبل وإن وجود شرائح كبيرة من الأطفال يعانون
من أشكال قديمة وجديدة ومتطرفة م أشكال العنف
والاستغلال والانتهاك يعنى أنة ما يزال هناك
الكثير من الأعمال التي يجب العمل عليها بالشرعة
القصوى وبالقدر المناسب وبالتخطيط والتنسيق
اللازمان لنجاح أي فكرة ومنها فكرة الحماية لهذه
الشرائح وذلك قد لا يكون تنفيذا للشرائع الوضعية
فقط ولكنة يكون أساسا تنفيذا لشرائع سماوية فعمل
الأطفال في النهاية استغلال وقد نهى عن الرسول
الكريم حيث قال :- لا تكلفوا الصبيان الكسب فأنكم
متى كلفتموهم لكسب سرقوا"
وإن التوعية بشكل جاد ومحوري وعملي للأسر من
الإباء والأمهات والمدرسة والشارع وعلى محيط مقدمي
الرعاية والحماية للأطفال بحماية الطفل من
الاستغلال وعلى أن وضع لطفل الطبيعي هو في أسرة
سعيدة وعلى مقاعد الدراسة هو أيضا من الأعمال
المهمة التي يجب أن تأخذ حيزا من اهتمام أي ناشط
في هذا المجال حقوقيا كان أم تنمويا .
وإن العمل على أن تكون المدارس أماكن جذب لا أماكن
طرد هو من الأشياء المهمة التي يجب أن تقوم لها
الحكومة وذلك بالعديد من الأعمال والنشاطات التي
تتعلق بحماية الطفل من العنف داخل حرم المدرسة .
وإجمالا فأن العمل على أن تكون الطفولة بجميع
شرائحها من الأطفال الموهوبين إلى أطفال الشارع
والمتسولين سعيدة وتتمتع بمستوى عال من الصحة
والرفاة هو أيضا تنمية للبلاد وبناء لها فالأطفال
كما يتحدثون دائما هم نصف الحاضر وكل المستقبل .
وإجمالا يمكن أن تتقد الورقة بالتوصيات التالية
:-
1- عمل دور رعاية لأطفال الشارع في المدن التي
تتواجد فيها الظاهرة بكثافة لحمايتهم من
الانتهاكات وإعادة تأهيلهم ليكونوا أفرادا فاعلين
في المجتمع
2- القيام ببحث إحصائي عن عدد أطفال الشارع في
اليمن لمعرفة أماكن تواجدهم والطرق المنهجية
لصناعة الخطط البعيدة المدى لاستئصال هذه الظاهرة
.
3- العمل على إنهاء كافة أشكال العنف المشروع ضد
الطفل وخصوصا في المدرسة عبر إصدار القوانين
وتنفيذها
4- العمل على أن تكون بيئة المدارس بيئة محفزة
للطفل بالتواجد فيها وذلك عن طريق :-
أ- العمل على تجويد المنهج التعليمي
ب- العمل على تنفيذ لمشاريع جديدة
لمدارس أو توسعه المدارس الحالية لتجنب الازدحام
والذي يعتبر بيئة طاردة للطفل إلى الشارع .
ج- معاقبة العنف ضد الأطفال من قبل
المدرسين ومحاولة الأخذ بأساليب جديدة في التأديب
داخل المدارس
د- العمل على تقديم ضمان إجتماعى لأسر
أطفال الشارع في مقابل سحب الأطفال من الشارع
وإعادتهم إلى المدرسة " مكانهم الطبيعي "
5- عمل دراسات عن نشوء ظاهرة أطفال الشارع في
اليمن
6- عمل دراسات نظرية عن خصوصيات فل الشارع وطرق
العلاج لها والترويح لهذه الدراسات .
7- التشبيك ما بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني
في مجال لحماية أطفال الشارع والأطفال المتسولين .
8- تقديم العون المادي والمعنوي للمؤسسات التي
تقدم الرعاية أو التعليم لأطفال الشارع
9- عمل شروع قومي لحماية أطفال الشارع يضم حكومة
ومجتمع مدني وما نحين بحيث يهدف إلى د يد الحماية
والتنمية لكل الأطفال المتسولين وأطفال الشارع .
10- إنشاء صندوق وطني للطفولة خاصة يعمل على حماية
وتنمية الطفولة .
11- العمل على تكثيف كم القوانين التي تهدف إلى
حماية الطفولة بعامة وأطفال الشوارع بخاصة والعمل
على بحث آليات تفعيلها .
12- تعزيز برامج محو الأمية للأطفال الذين لم
يدخلوا إلى المدارس
13- تعزيز الجوانب الصحية لأطفال الشارع والأطفال
المتسولين عبر تقديم بطاقات مجانية لفحصهم في
أوقات متقاربة .
14- تقديم الحماية السريعة والعلاج بالسرعة القصوى
للأطفال الذين يتعرضون للانتهاك الجنسي من قبل
الكبار
15- بناء القدرات للعاملين مع أطفال الشارع من
موظفي الحكومة أو من متطوعي مؤسسات المجتمع المدني
وصولا إلى الإعلاميين والخطباء وغيرهم الكثير
16- العمل على النزول إلى الأسواق ومعرفة ما يبيع
أطفال الشارع ومعاقبة من يستغلهم بالاتجار في
المواد المنافية للآداب .
17- توعية أعضاء الشرطة الخاصين بالمتسلين بكيفية
القبض على الطفل وعدم معاقبته أو أهانته لفظيا أو
جسديا أو حتى جنسيا وفى حال تم ذلك فيجب أن تكون
العقوبات رادعة ولا يجب بأي حال من الأحوال أن
تكون قضية " إفلات من العدالة " هو الغالب الأعم
في عمليات استغلال الأطفال وانتهاكهم من قلل الأسر
أو المعلمون اومقدمى الرعاية لهم أو حتى مقدمي
الحماية لهم وهم الشرطة .
وختاما فلنكن مهتمون بتنمية قدرات الأطفال بعامة
وأطفال الشارع والأطفال المتسولين بخاصة ولا
متهمين لأهانتهم وانتهاكهم فالتاريخ قد يغفر حرب
كبار بعضهم ببعض بأساليب شتى من التبرير والأعذار
ولكن الحرب على الأطفال وانتهاكهم بهذا الشكل
المقزز والغير قابل للتصديق في الحقيقة لا يوجد
مبرر له حتى في كتب التاريخ التي ستوجد في
المستقبل وعندها سنتعرض لمحاكمات من أحفادنا فهل
جهزنا إجاباتنا .
|