french

English

 

دليل المواقع

برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations


رسالة إلى الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية

2008-01-30

 

  

من حسناء بنت علي أحمد الزهراني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

ها قد انقضى عام طويل وشاق ملئ بالألام والهموم ، لم يحق فيه حق ، ولم يفصل فيه برأي ، وضع فيه الأخيار في السجن ، وعملوا معاملة لا تليق بمثلهم ولعل جريمتهم الوحيدة أنهم وضعوا النقاط على الحروف المخيفة ، ونطقت ألسنتهم بما جال في نفوس الكثيرين من أبناء هذا البلد ، وطالبوا بأمور رغب فيها الكثيرون وتجمدت رغباتهم على شفاههم .

صاحب السمو الملكي اسمح لي أن أتكلم عن معاناة زوجي الدكتور سعود بن حسن مختار الهاشمي والتي استمرت عام كامل في سجنه ولنتجاوز الآن طريقة القبض عليه هو وممن كان معه والتي نفذت بطريقة عنيفة مهينة لأناس فضلاء ، وما تبعتها من تفتيش لمنزلنا من أناس أقل ما يمكن أن يقال عنهم أنهم مجهولون لا تصريح بالتفتيش لديهم , ولاندري من هم ؟و لأيّ جهة ينتمون ؟ وكيف انشقت عنهم الأرض وتكاثروا علينا من اللموزينات بأشكال وروائح كريهة , والمفروض أن تفتح الأبواب لهم ويدخلوا على النساء والأطفال بدون أيّ إذن تفتيش .

صاحب السمو الملكي قضى زوجي عام كامل في زنزانة ضيقة مسجونا سجنا انفراديا، لا أنيس ولا جليس ، عام كامل رغم أن الأعراف الدولية تمنع أن يتجاوز ذلك أسبوعا واحدا وتعتبره إجراما بحق السجين ، طوال هذا العام لم يعرض على محامي ولم توجه له تهمة رسمية ولم يقدم إلى محاكمة علنية عادلة .

قضى زوجي خمسة أشهر ونصف لا نعرف أين هو ولا نعرف عن حاله أيّ شيء. سمح لنا بالزيارة بعد هذه الفترة لمدة ساعتين في كل أسبوع ، ننتظر فيه الساعة والاثنتين حتى يسمح لنا بالدخول ويجلس معنا ضباط مع العلم أن كل ما يتم يصور ويسجل !!.

ثم منعنا بعد ذلك من الزيارة بعد احتكاك مع العاملين بالسجن بسبب سوء تعاملهم معنا وتفننهم في حرق أعصابنا .

سحبت منا بطاقة العائلة ولم ترجع لنا حتى هذه الساعة رغم حاجتنا الملحة لها, وفي كل مرة تطلب منا في السجن , فنذكرهم أنها معهم ثم نطالبهم بها ولا حياة لمن تنادي .

بعد ترددنا على مكاتب وزارة الداخلية مرات عديدة وفي كل مرة يتعذرون أن ذلك من صلاحيات مدير السجن الذي ساءه أن يدخل السجن من لا يلهج لسانه بالشكر, ويطأطئ رأسه للعاملين هناك .

سمح لوالدته بعد ذلك بالزيارة ولاثنتين من أقاربه ممن لم تحضرا المشكلة الأولى وأعتبر ذلك تكرما وتجاوزا عنا ومنعنا كلنا من أن نراه حتى أصغر أبناءه ذي الأربعة سنوات ، فالتأديب في السجن له أصوله وقوانينه ويسري على الجميع مهما صغر عمره أو حتى بلغ من العمر عتياً.

أخرج الدكتور إلى المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع عُومل فيها معاملة جيدة , وقيل له أنك لن تعود للسجن , وسمح لنا بزيارته ومرت الأسابيع الثلاثة سريعا ثم رد إلى السجن في نفس الظروف السيئة وعمنا حزن شديد وتساؤلات عديدة عن تغير المعاملة للأحسن ثم للأسوأ ما معنى ذلك !!! هل له تفسير سوى التلاعب بأعصابه ورفع التوقعات ثم تدميرها بقسوة محطمة ؟؟

عدنا لنفس المنع وانتظرنا مرة للدخول للزيارة ثمان ساعات كاملة يخرج في كل مرة أحدهم يتلو علينا قائمة المسموح لهم بالزيارة وقد تضمنت في أحد المرات أنه مسموح لوالده – رحمه الله المتوفى منذ 27 سنة – بالزيارة !!!

عاد لزنزانته الضيقة لايرى أحدا من أهله سوى ثلاثة أشخاص ثابتين لمدة ساعتين أسبوعيا هي وقت الزيارة فقط , لايتعرض للشمس ولا يمسح له بالمشي خارج الزنزانة , ولايسمح له أبدا الإتصال بنا .

زادت تعقيدات سجن ذهبان بجدة ووضعت ثلاثة حواجز خارجيه , ويتعين على الزوار الإنتظار خارجا لمدة تطول غالبا في البر خارج السجن لا غرف ولا دورات مياه ولا أنوار ولا احترام للنساء ولا رحمة بكبار السن مثل والدة الدكتور التي تقارب الثمانين عاما والتي تعاني الأمرين وقت الزيارة وهي تضطر إلى القيام من كرسيها المتحرك والمشي ولا يسمح لها الدخول بسيارتنا المناسبة لها والصعود في سيارة السجن العالية مما يرهقها , كما أن مكان الزيارة يخلو لأقل احتياجات كبار السن أو المعاقين, فتضطر الوالدة إلى تسلق الدرج عند الدخول ثم الزحف عند الخروج .

يفتقد العاملين هناك لأدنى مهارات التعامل مع الآخرين ، وفنيات الاتصال مع الزوار , فيحدثنا بعضهم وهو ينفث دخان السجائر في وجهنا , ويهدد البعض , ويسمح لنا البعض بالدخول إلى غرفة بجوار غرفة زيارة زوجي حتى نسمع صوته ويسمع صوت عياله وبناته ثم نُخرج وتمنع زيارتنا .

لك أن تتصور يا صاحب السمو حالة أبنائي نتيجة هذه المعاملة , وهم يتسألون دائما لماذا يفعل بنا ذلك , وكم.. وكم أنتظرنا أن نراه في رمضان أو في أحد العيدين أو نسمع صوته لكن ذلك لم يتم إلا في مناماتنا .

نتيجة لهذه الضغوط رفض زوجي الزيارة وأعلن الإضراب حتى تحسن المعاملة , ويسمح لنا بزيارته ورؤية عياله من 2ذو الحجة , وبدأت الوساطات داخل السجن وأستعين بمن يلعب دور الناصح الرحيم ووعد بتنفيذ طلباته وحقوقه , وأنهى إضرابه 2. ذو الحجة بناء على ذلك إلا أن الوعود تلاشت كالعادة .

سمو الأمير إن الحاجات الإنسانية لزوجي هي حقوق له وليست منح ولا تكرم , هذه الحقوق يكفلها الإسلام حتى للمجرمين والقتلة فلماذا يعتبرها سجن ذهبان منح وجوائز توهب لمن يخضع لهم ويعتذر ؟؟ بل حتى المصحف يمكن أن يساوم عليه ويمكن أن ينتزع من بين يديّ السجين !! .

هل يجوز سمو الأمير أن لا يسمح للسجناء بالزيارة فترة العيدين وحتى نهاية إجازة العيدين بحجة إجازة موظفين السجن !!!

لقد كانت من أهم مطالبه أن يسمح له بصلاة الجماعة وخصوصا في رمضان ولم يتحقق له ذلك فلا فرق بين رمضان وغيره هناك ولا سماع لصلاة التراويح ولا التهجد , ولكن للعيد بهجته رغم ذلك, فرفعت أصوات أغاني العيد ليلة العيد بأعلى صوت لمدة ثلاث ساعات والويل لمن يعترض كما أعترض زوجي .

و لم يسمح لزوجي محادثتنا في رمضان ولا عيد الفطر وعيد الأضحى !!! أتسأل سمو الأمير لماذا هذه القسوة التي يمارسها سجن ذهبان مع زوجي ففيما نقل جميع السجناء إلي سجن خاص – ما عدا الدكتور سعود والدكتور موسى القرني – ولقد شملت الرعاية لرفاقه إعطائهم بعض وسائل الاتصال كالتلفزيون والصحف , ويسمح لأهاليهم بزيارات متعددة , ويسمح لهم بجلب كل ما يحتاجونه وبدون تحديد , وهذا يسعدنا ولكن لماذا لم يلحق زوجي بهم ؟؟

مؤخرا أصاب زوجي بألام شديدة وتلوى من الألم أمام سجانيه ونظرا لإنه إستشاري فقد شخص ذلك أنه حصوة في المرارة , ولم يتخذ معه أي إجراء حتى إشتكينا مرارا إلى الداخلية , وذهب إخوانه أمام السجن , وطالبوا بعلاجه , وفعلا عندما نقل إلى المستشفى شخصت حالته كما شخصها هو سابقا , ونصح الطبيب بإجراء عملية فورية إلا أنه نقل إلى السجن مرة أخرى دون ان تجرى العملية !! فمتى تجرى له ؟؟ وماذا لو تكرر هذا الإهمال وكانت نتائجه خطيرة ؟؟ وهل يتطلب الإهتمام بصحة السجناء كل هذا الجهد والإلحاح من أهليهم !!

سمو الأمير لقد خوفت كثيرا من تقديم هذه الشكوى , فربما زادت من سوء معاملة السجن ولكنكم انتم ولاة أمرنا , وأنتم من لكم السلطة العليا على إدارة السجن ولا ينبغي أبدا أن تطلق أيديهم هكذا , أنتم وأنتم فقط بعد الله سبحانه وتعالى من تستطيعون ردعهم عن ظلمهم لزوجي فليس السجن أبدا امبرطورية الحاكم بأمره . وأنتم من تستطيعون إنهاء الظلم وكل التجاوزات التي تنتهك حقوق الإنسان في هذا البلد الكريم .

إنني مواطنة في هذا البلد معنية بأمر الإرهاب ويهمني القضاء عليه وإن هذه التصرفات العنيفة و سجن ذهبان وأمثاله لهو من روافد الإرهاب لما يولده من كراهية وحقد من قبل السجناء وأهاليهم, وإن لم يردع عن ذلك فإنه سيكون محضننا من محاضن الإرهاب , فقد يدخل إليه الأبرياء الأنقياء وبسبب سوء المعاملة يتحولون إلى شخصيات ناقمة وحاقدة ويمكن ان يستغلوا من قبل من لايخافون الله ولا يريدون الخير لبلادنا .

ها أنا ذا وضعت الأمر بين أيديكم لتحكموا فيه اليوم بما ولاكم الله من أمرنا , وسائلكم عنه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون , وفقكم الله لرضاه ولتحقيق العدل الذي فيه النجاة والفوز في الدنيا والأخرة .

                                                           

الصفحة الرئيسة

 

بيانات

مقالات

تقارير

دراسات

حملات

كتب

وجهة نظر

أخبار

إصدارات

نشاطات

كتب سلسلة براعم

   موريتانيا    


هيثم مناع

منصف المرزوقي

فيوليت داغر

المصطفى صوليح

ناصر الغزالي


 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي اللجنة العربية لحقوق الإنسان , إنما تعبر عن رأي أصحابها