الأستاذ خالد السفياني
الأمين العام
للمؤتمر القومي العربي
صديقي العزيز،
تحية حقوقية طيبة وبعد
تشرفت
بالموافقة على حضور مؤتمر المنامه حتى الأيام الأخيرة، وحيث لم انته بعد من
فحوص طبية ضرورية هي ضريبة المرض والإعياء، سيكون من الصعب علي الالتحاق
بكم في مؤتمركم الهام في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ منطقتنا.
أكتب لك هذه
الرسالة باسم زملائي وزميلاتي في اللجنة العربية لحقوق الإنسان واللجنة
الدولية لمساندة ميشيل كيلو ومركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية
وموقع صدى للحقوق والحريات الذي تشاركنا في دراساته، لا لتذكيرك بموضوع هو
في قلبك وعقلك والتزامك، بل لأقول لك كم من القاسي أن لا يتمكن الدكتور
متروك الفالح (السعودية) والمحامي هيثم المالح (سورية) والشاعر علي الدميني
(السعودية) وعشرات المناضلين والمناضلات من العالم العربي من حضور المؤتمر،
لأن السلطات الأمنية قررت حرمانهم من السفر دون أي حكم قضائي. وكم من
القاسي أن يغيب عن المؤتمر المحامي محمد عبو (تونس) والصحافي والباحث ميشيل
كيلو (سورية) والمدون عبد المنعم محمود (مصر) والأستاذ عارف دليلة (سورية)
لداعي الاعتقال بجريمة التعبير السلمي عن الرأي.. وأن لا يحضر المؤتمر
عشرات المناضلين المحرومين من الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي في
فلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق..
لقد شاركت في
نقاشات مسودة المؤتمر حول النهضة، وأقول بكل أمانة بحثية ونضالية، هل يمكن
الحديث عن النهضة في مستنقع الخوف وأقبية التعذيب والحرمان من الأساسيات
وغياب أية قيمة اعتبارية أو أخلاقية أو قانونية للمواطنة؟
إن أهمية
المخاضات الجديدة في الحركة الوحدوية العربية، أنها تعتبر الديمقراطية شرطا
واجب الوجوب لتحقق السيادة والوحدة والكرامة. ومن الضروري وهي تنطلق من
الإنسان كقيمة عليا، أن تتذكر أن الإنسان يبدأ من الشخص الواحد، وأن الحرص
على حق الحياة والحرية والكرامة لكل إنسان هو في صلب الحرص على مفهوم
النهوض الجماعي.
لقد دخل العرب
التاريخ في رسالة تبدأ بإقرأ وتكرم الإنسان، غايتها إقامة العدل ومعيارها
القيمي اعتبار قتل إنسان واحد جريمة إبادة جماعية. ولكي نعود اليوم لتاريخ
يشتاق لدور حضاري جديد، لا يمكن لنا إلا أن نضع كرامة الإنسان فوق أي
اعتبار، وحرياته وحقوقه طريقا ومنهجا للخلاص الجماعي للأمة.
أتمنى لمؤتمركم
التوفيق والنجاح، وأرجو أن يكلف المؤتمر وفدا من أعضائه لزيارة دمشق من أجل
طرح ملف معتقلي الرأي والتحول الديمقراطي، ليس فقط دفاعا عن الحقوق
الأساسية للأشخاص في بلد عربي، بل وكضرورة من ضرورات الأمن القومي
والإقليمي.
خالص محبتي
وشوقي وتحياتي لكل المشاركين والمشاركات في المؤتمر
باريس في
18/4/2007 |