بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي  من المعتقلين السياسيين بالمغرب

: أحمد شهيد واحمد الشايب

 

إننا نحن المعتقلين السياسيين أحمد شهيد وأحمد الشايب، المتواجدين رهن الاعتقال السياسي بالسجون المغربية منذ صيف سنة 1983، والرازحين في عذابات ومهانات هذا الاعتقال السياسي منذ ما يقرب من 24 سنة، والمستثنيين ظلما من الإفراج الذي استفاد منه كل المعتقلين السياسيين المغاربة، بمقتضى العفو الملكي، ومنذ التسعينيات، مع بدء مسلسل إنهاء ظاهرة الاعتقال السياسي بالمغرب.

وفي الوقت الذي كنا ننتظر تحقيق الوعد الرسمي بتصفية ملف اعتقالنا السياسي، والإفراج عنا، استجابة للمطلب المشترك بين المحافل الحقوقية الوطنية والدولية، والتي تتبنى قضيتنا، وانسجاما مع متطلبات والتزامات إعلان الدولة المغربية القطيعة مع الماضي وطي صفحته، ونهجها تبعا لذلك، سياسة المصالحة والإنصاف، بسن التشريعات الملائمة، وتأسيس الهيئات المختصة، وتعويض ضحايا الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

وفي غمرة الاستعداد للاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بتاريخ 10 ديسمبر 2006.

في هذا الوقت بالذات، نفاجأ بالهجوم علينا - صبيحة يوم الاثنين 27 نوفمبر 2006، ونحن لا زلنا في زنازننا بمصحة السجن، وبملابس النوم – من طرف عناصر أجنبية عن السجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء، والانقضاض علينا، وتعريضنا للشتم والضرب، وجرنا أمام السجناء والموظفين وزوار السجن، ومن بينهم عائلاتنا، في وضع مهين ولا إنساني، مصفدين ومكبلين، من أجل تنفيذ أوامر مفاجئة للإدارة العامة للسجون تقضي بترحيلنا إلى السجن المحلي بسلا، قسرا وتعسفيا وإرهابيا، وبدون سابق إعلام.

ونفاجأ أيضا، بتشتيت أمتعتنا وكتبنا وملابسنا وإتلافها، وتعريض بعضها للسرقة والانتشال، فيما يذكرنا بأساليب الأيام الخوالي لسنوات القمع والرصاص.

ونفاجأ كذلك، وبعد اختطافنا بهذه الطريقة الذليلة الشنيعة، بترحيلنا إلى سجن سلا ورمينا في زنزانة أشبه بـ "الكاشو"، ولا تتوفر على أدنى الشروط الحياتية للإنسان، وفرض العزل والحصار علينا، وحرماننا من كل حقوقنا وأوضاعنا التي عشناها مع المعتقلين السياسيين طيلة 23 سنة وما يزيد، واكتسبناها بعد خوضنا للعديد من الإضرابات اللامحدودة عن الطعام، وحرماننا أيضا من أمتعتنا وأدويتنا، ونحن اللذان نعاني من الأمراض المزمنة والمستفحلة التي ورثناها من الاعتقال المديد طيلة 23 سنة، ومنعنا أيضا من حقنا في زيارة عائلاتنا وأقاربنا وزوارنا.

إننا إذ نطلع الرأي العام الوطني والدولي على وقائع هذا التنكيل المفاجئ بنا، والمنافي لأبسط حقوق الإنسان والأخلاقيات والضمانات، وعلى هذا الترحيل التعسفي والإرهابي، وما صاحبه من انتهاكات، والذي يعد جريمة من جرائم التعذيب الجسدي والمعنوي، تضاف إلى سجل ما عشناه بعد أزيد من 23 سنة من الاعتقال السياسي.

نناشد الرأي العام وطنيا ودوليا، وهيئات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام، وقوى المجتمع المدني والهيئات السياسية، ومجموعات الاعتقال السياسي المفرج عنهم، وأولي الرأي والقرار، بالتدخل فورا، وإنقاذنا من التعذيب المعنوي والجسدي الذي فوجئنا به، ويمارس ضدنا الآن بوحشية، وبالعمل على إرجاعنا إلى مصحة السجن المحلي عكاشة بالدار البيضاء، حيث الوضع المناسب لأحوالنا الصحية المتدهورة، لمتابعة تداوينا وعلاجاتنا، والملائم لتقريبنا من أبنائنا وآبائنا العجزة المتجاوزة أعمارهم الثمانين سنة، وإرجاع كل أمتعتنا المسلوبة، وكل حقوقنا المشروعة وأوضاعنا المكتسبة، كحالة مؤقتة في انتظار إنهاء ملف اعتقالنا السياسي، والإفراج عنا.

ونطالب بالتحقيق وكشف الخلفيات الرامية إلى تعريضنا للتعذيب النفسي والجسدي والقرار التعسفي باختطافنا وترحيلنا إلى سجن سلا، والذي هو امتداد لسجن " لعلو" الذي سبق وأن قاسينا فيه ستة أشهر من التعذيب الفظيع معلقين على الجدران سنة 1987.

ونعلن أننا في حالة مأساوية من الجوع واشتداد المرض، منذ يوم الاثنين الأسود،  وأننا بصدد الدخول في إضراب لا محدود عن الطعام، دفاعا عن حياتنا، ابتداء من يوم الاثنين 4 ديسمبر 2006، مناشدين التضامن معنا في محنتنا. 

السجن المحلي بسلا بتاريخ الاثنين 04 ديسمبر 2006

المعتقل السياسي أحمد شهيد: رقم الاعتقال 40773

المعتقل السياسي أحمد الشايب: رقم الاعتقال 40764