10/07/2006 

 

 

"نـداء عاجـل إلـى المجتمـع الدولـي رقـم 2"

 

تدخل اعتداءات دولة الاحتلال الإسرائيلي أسبوعها الثالث، وهذه الاعتداءات على وجه التحديد تتمثل في ارتكاب للمجازر الدموية وإرهاب الدولة المنظم وتدمير للبنية التحتية ومنع وصول الإمدادات الطبية والإنسانية والتموينية، واستمرار إغلاقها للمعابر، ما تسبب باستشهاد أحد المرضى قبل يومين على معبر رفح، واستمرار الحصار، وتهجير الآلاف من منطقة مطار رفح، وشمال قطاع غزة، حيث يقع كل ساعة شهيدا و 5 جرحى في الأيام القليلة الأربعة الماضية، وتتعرض أكثر من 50 امرأة في حالة ولادة للخطر، بسبب نقص الإمدادات الطبية، ونقص البنية التحتية من كهرباء ومياه على المرافق الطبية والصحية في قطاع غزة المحتل.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تعيد تأكيد المخاطر التي قد تترتب على انهيار النظام الصحي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب قصف المنشآت وحرمان المستشفيات والمراكز الطبية من الإمدادات الطبية والموارد البشرية والاحتياجات الأساسية، بما فيها إرهاب الأطقم الطبية والإسعافية.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تثمن عاليا قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تقصي حقائق، وإدانتها للعدوان، ومطالبتها بوقفه فورا، في نفس الوقت تؤكد على الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، بما فيها حماية دولية مؤقتة في القدس المحتلة.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تتطلع لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة العدوان والعمليات العسكرية الإسرائيلية، وإن يثير القلق والمخاوف التأخر في فرض قرار يلزم دولة الاحتلال بوقف عدوانها فورا، ما ينذر بكارثة طبية وإنسانية محققة وشاملة في القطاع المحتل، خاصة وقد بدأت المواد الطبية ومستلزمات المستشفيات والمراكز والعيادات بالنفاد، وتعبر المؤسسة عن خشيتها من حدوث وبائيات كانت قد انتهت، وظهورها من جديد أمرا أصبح وشيكا، كالكوليرا والديزنطاريا وأمراض الإسهال والجفاف وسوء التغذية الحاد وأمراض جلدية، ومضاعفات جراء الحرمان من العلاج والأدوية، وخاصة للأطفال... ما يعرض أكثر من ربع مليون طفل إلى أمراض وبائية حادة ومزمنة، ويعيق نموهم وتطورهم.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تتابع بقلق شديد تدهور الأوضاع الإنسانية وخاصة الصحية والغذائية، وتعرب المؤسسة عن خشيتها من انهيار النظام الصحي الفلسطيني الحكومي والأهلي، أضف لذلك توقف محطات الصرف الصحي لانعدام الكهرباء والوقود اللازم لتشغيلها، وهو ما ينذر بكارثة لا نستطيع عمل أي شيء إزاءها. إن المعلومات المتوفرة للمؤسسة، تؤكد أن الوضع النفسي والمعنوي للأطفال والنساء بسبب انقطاع التيار الكهربائي والغارات الجوية والقصف والتوغلات والقتل، بات يشكل تهديدا حقيقيا تشابه الوبائيات المرضية الأخرى، ولكنها أكثر تأثيرا في الحالة الإنسانية عامة.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تدعو المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال من أجل رفع المعاناة الإنسانية عن مئات الآلاف من أبناء القطاع، وممارسة كافة الوسائل للضغط عليها، وفتح المعابر لدخول وخروج المرضى والإمدادات الطبية والغذائية والإنسانية الأخرى، وإجبارها على احترام التزاماتها التعاقدية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تطالب المجتمع الدولي وكل القوى الخيرة في العالم إلزام دولة الاحتلال وفقا ً للمادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول ( الملحق باتفاقات جنيف لعام 77) والذي يحظر تجويع المدنيين ومهاجمتهم، أو تدمير منشآتهم والمرفق الإنسانية الغذائية والطبية وغيرها، بما في ذلك استخدام العقوبات الجماعية وفقا ً للمادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 .

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تدعو المؤسسات الطبية والإنسانية، المحلية والعربية والدولية، للتدخل العاجل لإنقاذ الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة بما فيها القدس، وتوفير الدعم الإنساني العاجل لمنع انهيار شامل للمؤسسات الطبية والإنسانية.

 

مؤسسـة لجـان العمـل الصحـي

10/7/2006