بيان عاجل خاص بالوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة   

   مؤسسة لجان العمل الصحي

 

 

لليوم الرابع على التوالي تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي باجتياح وقصف ومحاصرة قطاع غزة، وتسعى بذلك إلى تدمير النظام السياسي الفلسطيني وإلغاء شرعية الحكومة والمجلس التشريعي المنتخب، في وقت تستمر وبشكل همجي بتدمير البنى التحتية كشبكات المياه والكهرباء والطرق، تحت ذريعة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي.

إن مؤسسة لجان العمل اصحي تعبر عن قلقها العميق لتدهور الوضع الصحي والإنساني، وتنظر ببالغ الخطورة لانقطاع التيار الكهربائي عن 22 مستشفى في قطاع غزة، و التي بدأت بالاعتماد على المصادر البديلة للتزود بالكهرباء، رغم أن احتياطي الوقود آخذ في النفاد في غرف العناية المركزة والإنعاش والعمليات وغرف الخدج والمختبرات وأجهزة غسيل الكلى والحاضنات وغيرها، كبنك الدم وثلاجات التطعيمات، فيوميا هناك أكثر من 50 عملية جراحية طارئة، و200 عملية جراحية روتينية مسجلة، وأكثر من 250 مصاب بالفشل الكلوي وكل هؤلاء حياتهم مهددة، أضف لذلك أن إنتاج الأوكسجين للمستشفيات والمراكز الطبية والمنازل التي تحوي مرضى يعانون من أوضاع صحية صعبة، وخاصة مرضى الربو من الأطفال (2500 حالة) ، غدو في وضع حرج حيث لا يمكن إنتاج الأوكسجين دون كهرباء، وهناك أكثر من 112 ألف مواطن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان والدم وأمراض القلب والسكري والكبد والرئتين يحتاجون إلى متابعة ورعاية طبية، وأغلب الأدوية ومواد المختبر وغيرها تحتاج إلى درجات حرارة مناسبة، وهي بالآلاف، بما فيها المنتجات الغذائية التي تحتاج إلى أجهزة تبريد، وخاصة الحليب ومشتقاته، وتتعرض النساء الحوامل والولادات إلى ولادة غير آمنة للام ولطفلها، وهناك يوميا في القطاع حوالي 235 ولادة، حوالي 30 منهم تعاني من حمل خطر، وما لا يقل عن 50 تحتاج إلى عملية قيصرية وهذا يؤدي إلى حرمانهم من البرنامج الوطني للصحة الإنجابية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وخاصة أن جزءا من الأطقم الطبية في قطاع غزة، وجزء في الضفة الغربية لا يستطيع الوصول إلى العيادات والمراكز الطبية، وهناك ما لا يقل عن 30 ألف طفل يعانون سوء التغذية المزمن نتيجة ارتفاع نسبة الإسهال جراء تلوث المياه والأغذية في قطاع غزة حسب مصادر مركز الإحصاء الفلسطيني، ويتوقع أن ترتفع نسبة الوفيات الناجمة عن الولادة المبكرة، وخاصة مع استمرار الحصار والقصف ونقص الأغذية والاقتحامات، وفقدان مصادر الترفيه وقضاء وقت الفراغ للأطفال خاصة أنهم  في العطلة الصيفية... كل ذلك سيعرض أكثر من 150 ألف طفل إلى المعاناة النفسية والمعنوية، وإلى صدمات الخوف من الإصابة أو الموت وإلى فقدان الأمن وحسب مركز الإحصاء فإن حوالي 50 ألف طفل يعانون من كوابيس وقلق وانعزال وخوف شديد، عدا عن حالة الفقر قبيل الاجتياح, والتي تجاوزت ثلثي الأسر في قطاع غزة، بالإضافة إلى وجود 2500 شخص عالقون على معبر رفح لا يستطيعون العودة، ويقيمون في ظروف إنسانية صعبة، علما أن قوات الاحتلال أجبرت العديد من العائلات الفلسطينية القاطنة في منطقة الشوكة/رفح على مغادرة منازلهم.

إن مؤسسة لجان العمل الصحي تدعو المجتمع الدولي و الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لإلزام دولة الاحتلال بفك الحصار، واحترام الاتفاقية وتطبيقها، حيث أن الصمت يدفع دولة الاحتلال لمزيد من التمادي في خروقاتها، وانتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني، حيث إننا في لجان العمل الصحي :

  1. ندعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة لتوفير الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل، وإرسال لجنة تحقيق دولية.
  2. ندعو المجتمع الدولي وحسب المادة 146 من اتفاقية جنيف الرابعة إلى اعتبار عدوان دولة الاحتلال جريمة حرب، وفقا لقواعد القانون الدولي.
  3. ندعو مؤسسات الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية، والنقابات الطبية والإنسانية بالوقوف إلى جانب الأطقم الطبية والإسعافية لحمايتهم وفق ما تنص عليه المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب.
  4. تقديم مساعدات عاجلة وفورية للمستشفيات والمراكز الطبية وللمؤسسات الأهلية ووزارة الصحة من تقنيات وإمدادات فورية لتلبية الاحتياجات الصحية للشعب الفلسطيني وخاصة للأطفال والنساء وذوي الأمراض المزمنة والإعاقة والصعوبات.
  5. ندعو مؤسساتنا الطبية والصحية إلى التكافل والتعاضد والتنسيق، وتفعيل دور لجان الطوارئ في المحافظات والمدن لمواجهة الكارثة الصحية والإنسانية.

 

 

مؤسسة لجان العمل الصحي

                                                              مدير عام المؤسسة

                                                            د. أحمد مسلماني

1/07/06