إعلان
بيروت ـ دمشق.. إعلان
دمشق ـ بيروت
مثقفون
سوريون
ولبنانيون
يدعون إلى
علاقات خارج
مشاريع الضمّ
والاستعلاء
والقطيعة
تشهد
العلاقات
اللبنانية
السورية
تدهوراً متسارعاً
بات يهدِّد
بتكريس شرخ
عميق بين
البلدين الجارين
والشعبين
الشقيقين. لقد
بدأ هذا
التدهور منذ
إجراء عملية
التمديد
للرئيس
اللبناني إميل
لحود
امتثالاً
لأمر القيادة
السورية، في انتهاك
لروح الدستور
اللبناني
واستهتاراً برأي
أكثرية
اللبنانيين،
ثم تصاعد
التدهور، بوتائر
شديدة
الخطورة، مع
ارتكاب جرائم
الاغتيال السياسي
التي أودت
بحياة شخصيات
سياسية وحزبية
وإعلامية أو
طاولتها وفي
المقدمة منها
جريمة اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري.
شعوراً
بالقلق
الشديد من هذا
التدهور
الخطير،
تداعى عدد من
أصحاب الرأي
في سورية
ولبنان لعقد
سلسلة من
النقاشات
والحوارات،
خلال شهري
شباط وآذار،
توافقوا
خلالها على
ضرورة العمل،
قولاً وفعلاً،
من أجل
التصحيح
الجذري
للعلاقات
السورية
اللبنانية
بما يلبِّي
المصالح
والتطلعات المشتركة
للشعبين في
السيادة
والحرية والكرامة
والرفاه
والعدالة
والتقدم.
لسنا
بغافلين عن
أنَّ
العلاقات بين
سورية ولبنان محمَّلة
بعدد من
المشكلات
تراكمت
مفاعيلها عبر
عقود منذ قيام
الكيانين
السياسيين
ابتداءً من
العام 1920. وقد
جاء تدخل
النظام
السوري في
الحروب
اللبنانية (1975 ـ
1990) والوصاية
التي مارسها
على لبنان
فترة ما بعد
الحرب،
وتحكُّمه
الأمني بقرار
لبنان السياسي
والاقتصادي،
لتزيد تلك
المشكلات حدَّةً
وتعقيداً.
نعتقد أن تلك
التجارب
المريرة
تحتاج الى
وقفات تأمُّل
ونقاش
ومراجعة
نقدية مشتركة
على شتى الصعد،
ونحن نعلن،
هنا،
استعدادنا
الكامل
للمساهمة في
الاضطلاع
بتلك المهمة.
لكننا نود، في
حيِّز هذا
الإعلان، أن
نستعيد أيضاً
ما يختزنه
تاريخ شعبينا
من نضالات
وتضحيات
مشتركة،
متذكِّرين، في
هذا الصدد،
شهداء ساحتي المرجة،
في دمشق،
والبرج، في
بيروت، خلال
العامين 1915 و1916،
والانتفاضات
الوطنية
والشعبية ضد
الانتداب
الفرنسي،
عندما كانت
المدن
اللبنانية تقفل
وتتظاهر
ويتلقى
شبّانها
الرصاص
بصدورهم
تضامناً مع
انتفاضات
المدن
السورية
والعكس
بالعكس. ولقد
توقفنا أمام
المسؤولية
الكبرى التي
تتحمَّلها
الطبقات
الحاكمة في
البلدين في
الدفع نحو
القطيعة
الاقتصادية
عام 1950 ووأد
الحلم المشترك
لروَّاد
الاستقلال في
تأسيس دولتين
مستقلتين
تقيمان أوثق
العلاقات
الاقتصادية والاجتماعية
والسياسية
والثقافية
بينهما. على
أن طغيان تلك
المصالح
الضيِّقة لم
يمنع الشعبين
من تجديد
نضالهما
المشترك من
أجل قضية فلسطين
وضد الأحلاف
العسكرية
الدولية
والإقليمية
وصولاً إلى
تضامنهما،
خلال العقود
الأخيرة، في
التصدي
للعدوان
الإسرائيلي
عليهما
واحتلاله لأجزاء
من أراضيهما.
تأسيساً
عليه، وفي زمن
تتكاثر فيه
العوامل
الضاغطة من
أجل المباعدة
بين السوريين
واللبنانيين،
نعلن إصرارنا على
الحوار
والتضامن
والعمل
المشترك من
أجل التصحيح
الجذري
للعلاقات بين
البلدين والشعبين
وفاقاً لرؤية
وطنية
مستقبلية
مشتركة هذه
بعض مكوناتها:
أولاً: احترام
وتمتين سيادة
واستقلال
سورية ولبنان
في إطار
علاقات ممأسسة
وشفافة تخدم
مصالح
الشعبين
وتعزز
مواجهتهما
المشتركة
للعدوانية
الإسرائيلية
ومحاولات
الهيمنة
الأميركية.
وإننا ندعو في
هذا المجال الى إرساء
تلك العلاقات
على أسس نابذة
لمشاريع الضم
والإلحاق
والاستتباع
من جهة
والاستعلاء
والتقوقع
والقطيعة من
جهة أخرى.
في هذا
الصدد، يطالب
المشاركون
السوريون
بضرورة
الاعتراف
السوري
النهائي
باستقلال
لبنان
ومغادرة كل
تحفظ ومواربة
في هذا
المجال. ويعلن
المشاركون
السوريون
واللبنانيون
معاً تمسُّكهم
الحازم بمنع
أن يكون لبنان
أو سورية مقراً
أو ممراً للتآمر
على البلد
الجار
والشقيق أو
على أي بلد عربي
آخر. وإننا
معاً نرى أن
الخطوات
الأولى في هذا
الاتجاه
تتمثَّل بترسيم
الحدود
نهائياً
والتبادل
الدبلوماسي
بين البلدين.
ثانياً: نعلن
تمسكنا بحق
سورية في
استعادة كامل
أراضيها
المحتلة في
الجولان
واستعادة لبنان
أرضه التي لا
تزال محتلَّة
في مزارع شبعا
وتلال كفرشوبا
بكافة
الوسائل
المتاحة بعد
الإعلان
الرسمي السوري
عن لبنانيتها
تحت مظلة الشرعية
الدولية، كما
نؤكِّد
تمسكنا بحق
الشعب الفلسطيني
في إقامة
دولته
المستقلة
وعاصمتها
القدس وبما
يضمن
لفلسطينيي
الشتات حق
العودة الى
وطنهم
تنفيذاً
للقرارات
الدولية.
ثالثاً:
نؤكِّد أنَّ
الاختلاف في
الأنظمة السياسية
والاقتصادية
والاجتماعية
بين بلدينا
قابل لأن يكون
مصدر غنى
وتنوّع
وتكامل لا
يحول إطلاقاً
دون التعاون
والتنسيق
والتكامل
بينهما. على
أن هذا يشترط
إجراء تصحيح
تلك الأنظمة
بناءً على
مراجعة نقدية
شاملة
للتجارب
الماضية في البلدين
معاً. وإننا
نعلن في هذا
الصدد عن اقتناعنا
العميق بأنَّ
البلدين
قادران على ابتكار
رؤية للتنسيق
والتكامل
بينهما بما يحقِّق
تزخيم
الطاقات
والإمكانات
والمزايا
التفاضلية التي
يزخران بها
خصوصاً في
مواجهة
التحديات
المتعددة
التي تطرحها
العولمة
والآفاق
الواسعة التي
تفتحها.
رابعاً:
نطالب بضرورة
احترام
وتنمية
الحريات
العامة
والخاصة
وحقوق الإنسان
وبناء دولة
القانون
والمؤسسات
والانتخابات
الحرة وتداول
السلطة ووحدة
الدولة وبسط
سلطتها على
كامل ترابها
الوطني.
ونؤكِّد على
الأهمية
الاستثنائية
التي تكتسبها
مسارات
التحوُّل
الديمقراطي
في حماية
الاستقلال
وتعزيز قدرات
شعبينا في
معاركهما
الوطنية
والقومية. بل
نصرُّ على
أنَّ سيادة
نظم
ديمقراطية في
البلدين يشكل
أفضل ضمانة
لقيام ورسوخ
علاقات متكافئة
وسليمة
بينهما. لكننا
نتمسَّك، في
الآن ذاته،
بحق الشعبين
في أن يختارا،
وبكامل الحرية،
النظام
الاقتصادي
والاجتماعي
والسياسي
الذي يتلاءم
وتطلعاتهما
من دون أي
إكراه.
خامساً: ندعو الى إرساء
العلاقات
الاقتصادية
بين البلدين
على الشفافية
والعلانية
والتكامل بما
يراعي المصالح
الشعبية لا
جشع حفنة من
المتحكِّمين بالاقتصاد
والسلطة. على
أن هذا
يستلزم، أول ما
يستلزم،
تحرير اقتصاد
البلدين من
النهب المنظَّم
الذي كانت
تمارسه، وما
تزال، مافيات
مشتركة لثروة
البلدين
ومواردهما
مستفيدة من
مواقع حماية
وانتفاع في
سلطة البلدين.
سادساً: ندين
الاغتيال
السياسي بما
هو وسيلة جرمية
للتعامل مع
المعارضين
وحل النزاعات
السياسية،
ونشدِّد على
ضرورة تسهيل
مهمة لجنة
التحقيق
الدولية من
أجل كشف
المحرِّضين والمنظِّمين
والمنفِّذين
في جريمة
اغتيال الرئيس
رفيق الحريري
ورفاقه وفي
الجرائم الأخرى
وتحميلهم
المسؤولية
الجزائية
والسياسية
على جرائمهم
وإنزال
العقوبات
التي يستحقونها
أمام القضاء
الدولي
والرأي العام.
ونرفض، في
مطلق
الأحوال، أي
محاولة لفرض
العقوبات
الاقتصادية
وسواها على
الشعب السوري.
سابعاً:
نستنكر أشكال
التمييز
والعنف التي
تمارس ضد
العمال السوريين
في لبنان. وفي
هذا الصدد
ندعو الى
تعقُّب
المتَّهمين
بجرائم
الاعتداء على
هؤلاء العمال
وصولاً الى
القتل وكشفهم
واعتقالهم
وتقديمهم الى
المحاكمة
ليلقوا
الجزاء الذي يستحقون.
ثامناً: لسنا
بغافلين عن
المشكلات
التي يثيرها
وجود العمالة
المتبادلة
بين البلدين
وخاصة
العمالة
السورية في
لبنان وما
تتركه من آثار
على أوضاع
الفئات
العاملة ولا سيما في
موضوع الأجور
والضمانات
الاجتماعية
ما يتطلب
ضرورة سن
قوانين تنظم
انتقال
العمالة واستخدامها
بين البلدين
لضمان مصالح
العمال واحترام
حقوقهم.
تاسعاً: نعرب
عن استنكارنا
الشديد
لاستمرار السلطات
السورية في
احتجاز عشرات
المواطنين
اللبنانيين
في السجون
والمعتقلات
السورية
وتمنُّعها عن
كشف مصير
أعداد أخرى من
المفقودين.
نضم أصواتنا
بحزم الى
المطالبين
بالإطلاق
الفوري
لهؤلاء
المساجين
والمعتقلين
والكشف
النهائي عن
مصير
المفقودين.
عاشراً:
إنَّ العمل
المشترك على
تصحيح
العلاقات بين البلدين
وتحقيق
استوائها على
مقام الندية والثقة
والاحترام
المتبادل
يستدعي
مراجعة مجمل
الاتفاقات
والمعاهدات
الموقعة بين
سلطات البلدين،
اختتاماً
لمرحلة
منقضية
وافتتاحاً
لأخرى تقوم
على التكافؤ
والتعاون
والمصالح
المشتركة.
قالت مصادر في
دمشق أن عشرات
من المثقفين
اللبنانيين
والسوريين
وقعوا
الإعلان
بينهم حسين
العودات وميشيل
كيلو وفايز
سارة ونائلة
الأطرش وهيثم
مناع وناصر
الغزالي
وفاروق سبع
الليل ونوار عطفة من
سوريا، وحبيب
صادق وفواز طرابلسي
وعبد الله رزق
وزهير حطب
وجاك قبنجي
وسليمان تقي
الدين وفيوليت
داغر من
لبنان.