بسم الله الرحمن الرحيم


وثيقة مبادئ سياسية

 صادرة عن الحركة الفلسطينية الأسيرة
في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي


نحن الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال نؤكد في وثيقة المبادىء السياسية هذه على جملة من المبادئ، وهي كما يلي:

أولا: أن قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية سياسية من الدرجة الأولى ناتجة عن مرحلة التحرر الوطني والاستقلال، وبالتالي فهي كلّ لا يتجزأ من الناحية السياسية.

ثانياً: نحن الأسرى الفلسطينيين نؤكد على إن ملف الأسرى هو ملف موحد لا معايير فيه أو تقسيمات جغرافية، وأن لا مرحلية في التعاطي السياسي معه، وأن المعيار الوحيد الذي يصب في هذا الاتجاه هو حرية الأسرى دون معايير.

ثالثاً: أن وحدة ملف الأسرى الفلسطينيين دون التطرق لأي تصنيف سياسي أو تنظيمي هي أصلاً قضية التعاطي مع شعب كامل، فلا تميز بين أسير وأخر بسبب توجهات سياسية أو أخرى.

رابعاً: كما أن الأسرى الفلسطينيين كلّ لا يتجزأ من حيث الأحكام التعسفية التي قضتها محاكم الاحتلال المختلفة، وبالتالي لا تعاطي مع الأحكام والمدة من الناحية السياسية، سيما وأن محاكم الاحتلال هي نتاج إفراز احتلالي مرفوض وباطل سياسياً.

خامساً: أن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال هي قضية وطنية من الدرجة الأولى، سيما وأن قضية الأسرى هي قضية الشعب الفلسطيني برمته، وفي مختلف أماكن تواجده، وبالتالي فهي قضية إجماع وطني لا فرق بينها وبين أي قضية أخرى إن لم تكن أكثر حساسية وأهمية.

سادساً: مما سلف نؤكد على عدم تهميش أو تأجيل أو التعاطي المرحلي المجزأ مع ملف الأسرى في أية مفاوضات سياسية أو التعاطي مع أية مقترحات سياسية، ومن هنا فإن قضية الأسرى هي قضية مبدئية لا يمكن لأية مفاوضات أو مقترحات سياسية أو حلول أو تسويات أن تتم بدون هذه القضية المبدئية وإيجاد حل جذري لها.

سابعاً: بناءً عليه فإن الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال إذ يدعون كافة فئات وقطاعات الشعب الفلسطيني جماهيرياً ومؤسساتياً وكافة ممثليه على اختلافهم في م، ت، ف والسلطة الوطنية الفلسطينية وكافة الحركات والمنظمات الفلسطينية في الداخل والخارج وكل ما ينتج عن هؤلاء من مؤسسات واتحادات وجمعيات ووزارات ومجالس وفروع ونقابات وتشكيلات ميدانية متنوعة ولجان وغير ذلك التعاطي مع قضية الأسرى بتلك الروحية وبنفس وذات المسؤولية التاريخية والوطنية التي تفرضها قضية الأسرى الفلسطينيين.

ثامناً: على الجهات المذكورة أعلاه، وعلى جماهير شعبنا الفلسطيني بمختلف الانتماءات السياسية تحمل المسؤولية والعمل الجاد والدؤوب على هذا الصعيد، وكذلك بذل الجهد لإحياء هذه القضية والالتفاف حولها، وعدم التعاطي مع حلول أو مقترحات تستثنيها أو تجزأها، بل التركيز على وحدانية هذه القضية وحلها جذرياً.

تاسعاً: أن الأسرى الفلسطينيين هم الطليعة الأولى الذين حملوا الراية وتبنوا أهداف وغايات وطموحات وأماني شعبنا الفلسطيني لكل فئاته وعملوا على تنفيذها، وبالتالي فهم رسل هذا الشعب ومقاتليه في سبيل كنس الاحتلال وإنجاز الاستقلال الوطني، وبالتالي فحرية الأسرى هي جزء لا يتجزأ من حرية الشعب واستقلاله.

عاشراً: على قيادة الشعب الفلسطيني ومنظماته وممثليه، وكذلك الأمر على الشعب الفلسطيني وكل مؤسساته رفض أي حل مجزوء لقضية الأسرى، والاستفادة من عبر المفاوضات والاتفاقيات السابقة من مدريد وحتى طابا، وليكن المبدأ والمعيار في التعاطي مع مثل هذه الحلول أنه لن يكون أي اتفاق أو سلام دون إطلاق سراح كافة الأسرى دون تمييز.

حادي عشر: إن الأسرى الفلسطينيين إذ يؤكدون على حقهم المطلق والغير قابل للمساومة بالحرية كما هو الحال فيما يتعلق بمقاومة الاحتلال، وبالتالي فإن مسؤولية تحريرهم وانعتا قهم من سجون ومعتقلات الاحتلال هي واجب مقدس للشعب الفلسطيني بكل تنظيماته وتشكيلاته المختلفة، فعلى القيادة السياسية أخذ العبر مما مضى.

ثاني عشر: إن تجارب الماضي السياسية على صعيد قضية الأسرى وخلال سنوات طويلة أثبتت فشلها في التعاطي السياسي مع هذه القضية، وقد أتضح لكل ذي بصيرة إن إنهاء قضية الأسرى لم تتم إلا بممارسة كل أشكال الضغوط السياسية والميدانية عربياً ودولياً، ومن هنا فإتباع أسلوب نضالي على حساب أساليب أخرى لن يجدي نفعاً على هذا الصعيد.

ثالث عشر: إن قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية قائمة وحية وفاعلة بحد ذاتها، لا يمكن بأي حال ربطها بأية قضية أخرى، سيما وأنها تتعلق ببشر ومناضلين وأسر ومجتمع، ومن هنا يجب أن لا يتم إدراج ملف الأسرى بحسن نوايا أو لبناء الثقة،سيما وأنه لا مجال هناك التعاطي مع حياة بني البشر بحسن النية، وكذلك لا يمكن أن تكون هنالك ثقة بمن يسعون لقتلهم ليل نهار.

رابع عشر: إن على شعبنا الفلسطيني قيادة وسلطة ومنظمات ومؤسسات وحركات وجمعيات واتحادات ونقابات ولجان وتشكيلات الإدراك والفهم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال حل قضية الأسرى داخل سجون ومعتقلات الاحتلال بالشكل التفاوضي التجريبي فقط، وعلى القوى الفلسطينية الفاعلة والحية بشعبنا فهم تجارب الشعوب الأخرى، بل أن قوانا الفلسطينية المختلفة مدعوة أن تصل لمستوى الحدث.

خامس عشر: وعلى ضوء ما سبق وبناءً عليه ندرك، بل على شعبنا الوصول لقناعة مفادها: إن تحرير الأسرى هو واجب شعبنا المقدس أولاً، وأن الاعتماد بالأصل على شعبنا وقواه الحية والفعالة بكل مكان، وأن المطلوب هو أن تغير قوانا ومنظماتنا وقيادتنا استراتيجيتها على هذا الصعيد نحو الحل الجذري لقضية الأسرى وهو إطلاق سراح كافة الأسرى دون تمييز.

الحركة الأسيرة في سجون ومعتقلات
الاحتلال الإسرائيلي 30/4/2003