اللجنة العربية لحقوق الإنسان

ARAB COMMISSION FOR HUMAN RIGHTS

COMMISSION ARABE DES DROITS HUMAINS

 

محمد علي البدوي يباشر إضراب جوع في تونس

دخل اليوم بمدينة دوز في الجنوب التونسي السيد محمد علي البدوي في إضراب  جوع للمطالبة باسترجاع حقه العمل أو حق السفر للخارج بعد أن ضيقت عليه السلطة التونسية كل سبل العيش منها من العمل والسفر والحركة.

 والسيد علي البدوي هو عضو المجلس الوطني للحريات المحظور وعضو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور أيضا ولكن جلّ ما يتعرّض له من اضطهاد ناجم بالأساس من كونه  أخ الدكتور منصف المرزوقي أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان.  وهذه الصفة جعلت منه رهينة النظام التونسي يتشفى فيه مباشرة ويستعمله كأداة  ضغط وانتقام من كل تحرّك يقوم به أخوه . ففي سنة 1993 أبان معركة استقلالية الرابطة التي كان يقودها المرزوقي اكتشفت السلطة فجأة أن محمد علي البدوي "أمير من الجماعات الإسلامية"  وحكمت عليه ظلما  بسنتين سجن وخمس سنوات إقامة تحت الرقابة الإدارية. وبعد أداء العقوبة طرد البدوي من عمله كأستاذ في المدارس الثانوية وهو العمل الذي كانت  تقتات منه عائلة بستة أفراد. وفي سنة 1998 أمام تنامي نشاط  المعارضة الديمقراطية حكم على محمد علي بستة أشهر سجن بتهمة عدم إمضاء المحضر اليومي عند الشرطة للمراقبة الإدارية والحال أن الشرطة هي التي طلبت منه الكفّ عن الحضور . وفي سنة 1999 عشية إعلان المرزوقي عن ولادة المجلس الوطني للحريات أعيد سجن محمد علي البدوي ستة أشهر أخرى  بنفس التهمة الباطلة باستخفاف تام بالقانون الذي يقضي بعدم عقاب الشخص مرتين بنفس التهمة.

منذ خروجه من السجن لثالث مرّة والبدوي ممنوع من العمل والسفر. وأخيرا منحته السلطة جواز سفره لتمنعه من استعماله حيث لم تسمح له السلطة خلافا لكل الشخصيات التونسية بحضور مؤتمر المعارضة في مدينة أكس جنوبي فرنسا  في شهر ماي/أيار المنصرم .

إن مأساة محمد علي البدوي وإن كانت قطرة من بحر  المآسي التي تسبب فيها الدكتاتورية  فإنها  تطرح قضايا بالغة الخطورة تتعلق بأسلوب السلطة الاستبدادية من ارتهان الأقارب والتنكيل بالأبرياء والتشفي الرخيص بالخصوم  وتفويض القضاء للتغطية على المظالم الصارخة. وإن كان اختفاء كلّ هذه الأساليب رهن باستتباب النظام الديمقراطي فإن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تؤمن  بمبدأ ''مظلمة واحدة فإذا بنا كلنا في خطر، تطالب السلطات التونسية بالسماح لمحمد علي البدوي بالسفر للعمل بعد أن أغلقت بوجهه مسارب العيش داخل وطنه، ووضع حد لسياسة ربط حرية الحركة بالموقف السياسي وتفريد المسؤولية القانونية في أي ملف كان. وهي توجه الدعوة لنقابات المعلمين في العالم للتدخل للدفاع عن حق زميلهم بالعمل والسفر.

باريس في 18/7/2003

C.A. DROITS HUMAINS -5 Rue Gambetta - 92240 Malakoff - France

Phone: (33-1) 4092-1588  * Fax:  (33-1) 4654-1913  *

Email:  achr@noos.fr

http://home7.swipnet.se/~w-79939 & www.come.to/achr