حذرت
مجموعة حقوقية من خطورة الممارسات التي
ترتكبها سلطات الاحتلال الأمريكي في
العراق، وتحدثت عن خروق صريحة لاتفاقيات
جنيف. وشددت اللجنة العربية لحقوق الإنسان
على أنّ سلطات الاحتلال تنتهك القانون
الدولي على الأرض العراقية في أكثر من
اتجاه، بينما تقوم اللجنة بتحركات حقوقية
تهدف للتعامل مع هذه التجاوزات.
فقد
أكدت الدكتورة فيوليت داغر رئيسة اللجنة
العربية لحقوق الإنسان في تصريحات أدلت بها
لوكالة "قدس برس"
أنّ عدد المعتقلين من المسؤولين العراقيين
المدنيين من خارج قائمة التي تضم 55 اسماً
التي نشرتها قوات الاحتلال الأمريكية؛ هي
أكبر بكثير من الذين أعلن عنهم.
وأشارت
داغر على سبيل المثال إلى اعتقال وزير الصحة
السابق أوميد مدحت مبارك، وهو من كردستان
العراق، قبل أسبوعين، واعتقال الدكتور
سعدون حمادي، رئيس المجلس الوطني العراقي في
التاسع والعشرين من أيار (مايو)، وهو من
مواليد كربلاء، وبلغ 73 عاماً من العمر ومصاب
بالسكري.
وأوضحت
المسؤولة الحقوقية أنّ الزيارات تحظر على
هؤلاء المعتقلين في ظروف غامضة، بينما قيل
لعائلاتهم إنهم محتجزون في مطار بغداد.
وبحسب تأكيدات داغر؛ فإنّ الاعتقالات تشمل
شخصيات دينية أبرزها الشيخ أحمد
الباليستاني، علاوة على الذين تتهم سلطات
الاحتلال الأمريكي بالمقاومة المسلحة
والذين يتزايد عددهم بشكل يومي.
واستنتجت
الدكتورة فيوليت داغر، خلال حديثها لوكالة
"قدس برس"، أنّ
قوات الاحتلال الأمريكية لم تعد تعير أهمية
لعلنية الاعتقال أو إبراز الدوافع له، كما
لم يعد من المهم وجود قرار من لجنة إدارية
مختصة أو محكمة يقدم للمطلوب أو عائلته، حسب
ما تطالب به اتفاقية جنيف الرابعة قوات
الاحتلال في مادتها الثالثة والأربعين،
لافتة الانتباه إلى أنّ هذه القوات لا تراعي
أيضاً المادة الثالثة والثلاثين، التي تنص
بدورها على عدم جواز معاقبة أي شخص محمي
باتفاقية جنيف الرابعة عن مخالفة لم يقترفها
هو شخصياً.
(العراق
- انتهاكات أمريكية - يتبع قسم ثانٍ وأخير)
009
- باريس/ "خدمة التقارير
والأبحاث" العراق - انتهاكات
أمريكية (2 من 2)
الأربعاء
4 حزيران (يونيو) 2003 (11 : 11 ت غ)
وقد
علمت وكالة "قدس برس" أنّ اللجنة
العربية لحقوق الإنسان تعدّ تقريراً
لسيرجيو فييرا دي ميلو، ممثل الأمين العام
للأمم المتحدة في العراق، عن انتهاكات قوات
الاحتلال للقانون الإنساني الدولي.
كما
شددت رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان
على أنّ إجراءات التسريح الجماعي من العمل
التي قامت بها سلطات الاحتلال في العراق؛
تتعارض مع المادة الرابعة والخمسين من
اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر تغيير وضع
الموظفين من قبل دولة الاحتلال. وقالت "الحقيقة
أننا لم نعد نفاجأ بشيء صادر عن الولايات
المتحدة الأمريكية، فقد رفعت هذه الحصانة
الدبلوماسية بشكل كامل في العراق، واعتقل
نجاح عبد الرحمن وسبعة معه من سفارة فلسطين،
كذلك من هو محمي بالقانون الأمريكي تم
التعرض له، كالسيد محمد عباس (أبو العباس)
الذي اعتقلته قوات الاحتلال الأمريكي في
بغداد"، مشيرة إلى أنّ "أبو العباس"
هو عضو في المجلسين المركزي والوطني لمنظمة
التحرير الفلسطينية، وأمين عام جبهة
التحرير الفلسطينية، وقد وضعته اتفاقيات
أوسلو والمادة 16 من اتفاقية طابا، والتي جرت
كلها برعاية الولايات المتحدة، خارج أية
محاسبة. كما جرت تبرئته بقرار من وزارة العدل
الأمريكية عام 1996، ومع ذلك تم اعتقاله بتهمة
الإرهاب، حسب ما تشير داغر.
ومن
جانبها؛ فقد طالبت فيوليت داغر منظمات حقوق
الإنسان بالعمل جدياً على متابعة الملف
العراقي بشقيه، خلال حقبة الحكم البائد وما
بعده، "حرصاً على مبدأ المحاسبة، ولكي لا
يصبح العنف الوسيلة الوحيدة عند المواطن
العراقي للدفاع عن حقوقه وكرامته"، كما
قالت.
(العراق
- انتهاكات أمريكية - انتهى)