تونس:
حمادي الجبالي يدخل في إضراب مفتوح عن
الطعام
علمت
اللجنة العربية لحقوق الإنسان بأن السيد
حمادي الجبالي، القيادي في حركة النهضة
التونسية المحظورة، والمعتقل
منذ سنة 1991 لقضاء
عقوبة 15 سنة سجن، قد دخل في إضراب مفتوح عن
الطعام في سجن برج
الرومي شمال مدينة تونس.
ويدخل
هذا الإضراب في إطار الاحتجاج المتواصل على
ظروف اعتقال المساجين السياسيين في تونس
والذي شهدت فيه سجون تونس أطول إضراب عن
الطعام في القارة الإفريقية في التسعينات
قبل عامين.
يعيش
حمادي الجبالي منذ أكثر من عشر سنوات في
الحبس الانفرادي أسوة بإخوانه من قيادة
النهضة المعتقلين مثل السيدين علي العريض
والصادق شورو وغيرهم، مما يشكل عقوبة إضافية
لعقوبة السجن. ونظرا لخطورة العزلة التامة
على الصحة النفسية والجسدية للسجين خاصة إذا
تواصلت كما هو الحال هنا، وكون الحبس
الانفرادي تعذيب نفسي بأتم معنى الكلمة
ولهذا يخضع لمواد
الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، فإن
اللجنة العربية لحقوق الإنسان تدين بمنتهى
الشدّة هذا الإجراء. وهي تحمل السلطة
التونسية مسؤولية هذا الخرق الجديد لبنود
الاتفاقية التي تتبجّح بالتوقيع عليها في
حين أن لها سجلّ
حافل في خرقها. وهي تحتفظ لنفسها بحق متابعة
وزير الداخلية التونسي ووزير العدل بموجب
مواد هذه الاتفاقية.
إن
صرخة الاحتجاج والألم التي تأتينا من خلف
قضبان سجن برج الرومي هي صرخة السجناء
السياسيين التي تكتظّ بهم
سجون تونس، وهي تستصرخ كل مناضلي حقوق
الإنسان في العالم والوطن العربي لرفع صوت
الاحتجاج عاليا على سياسة لا تكتفي بسجن
معارضيها وإنما تصرّ على التنكيل بهم حتى
داخل السجون .
إن
اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي طالبت
دوما بإطلاق سراح المساجين السياسيين في
العالم العربي، تعرب عن تضامنها التام مع
السيد حمادي الجبالي ورفاقه المعزولين
وبقية المساجين السياسيين وعائلاتهم التي
لا ننسى أنها هي الأخرى تقاسي الأمرّين
وتتعرض لتعذيب نفسي آخر. كما إنها تضم صوتها
لصوت كافة منظمات المجتمع المدني التونسي
المطالبة بالعفو التشريعي العام، مستنكرة
بشدّة موقف السلطة التونسية التي يعبر صمتها
وتغاضيها عن هذا المطلب الشعبي المتواصل منذ
سنين عن انقطاع الصلة بينها وبين الشعب الذي
تدّعي تمثيله.
باريس في 15/1/2003