اللجنة العربية لحقوق الإنسان

ARAB COMMISSION FOR HUMAN RIGHTS

COMMISSION ARABE DES DROITS HUMAINS

 

 

نعم لمحاكمة عادلة للجناة، لا لمنطق الحرب

 

مساء السابع من نوفمبر 2001 بدأ الرد الأمريكي البريطاني على الاعتداءات التي تعرضت لها واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر الماضي. بشّر دعاة الحرب في البلدين أنها ستكون جراحية، مؤنسنة وقليلة الخسائر بين الأبرياء. بين تبشير بوش بحرب صليبية وتصريحات برليسكوني عن تفوق الغرب على الإسلام وربط جوسبان سببية الإرهاب بالعقيدة، دخلت الديماغوجية المنطق السياسي وأصبحت المزاودة مادة الإرضاء الأساسية لخيار الحرب.

بدأت الحملة على كل صوت نشاز للموسيقى الأمريكية الرسمية تجتاح العالم وتطال فيمن تطال محطة "الجزيرة"، الفضائية العربية، حيث لا يتورع أكثر من تلفزيون غربي عن توجيه أصابع الاتهام لهذا الصوت الخارج عن النظم بالتعامل مع ابن لادن (كذا)‍‍‍‍ ؟. "الديمقراطية الغربية" تتوقف على ما يبدو عند ماء البحر المتوسط، حيث ليس من حق العرب وأبناء الجنوب التعرف إلى الرأي والرأي الآخر.

ليس من المؤكد أن استراتيجيي الولايات المتحدة قد درسوا جملة الاحتمالات المترتبة على ضرب أفغانستان، لكن من المؤكد أن هذه الحرب تشكل مادة خصبة لاضطراب السلام الأهلي ليس في أفغانستان وحسب، وإنما في دول المنطقة بأسرها. ولا شك بأن نتائجها المأساوية ستترك آثارا بعيدة المدى على الحقوق الإنسانية الأساسية.

إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان، التي أدانت بحزم جرائم نيويورك وواشنطن، ترفض السقوط في منطق فاعليها الذين لا يرون في غير العنف وسيلة للعلاقات بين الإنسانية وأسلوبا لمعالجة الجرائم وعقابها. لذا فهي تذكر كل الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بمسلمات أولية يبدو أن جعجعة الحرب قد أضاعتها:

1-  رغم فظاعتها ونتائجها المدمرة على البشرية والطبيعة والحياة، مازالت للأسف الحرب مقبولة من حيث المبدأ في منطق الدول. في حين أن الإنفاق من أجل التسلح يكفي لحل المشكلات الاقتصادية والإنسانية الكبرى في بلدان الجنوب. إن ثمن الطائرة الواحدة من القاذفات الأمريكية B2-Bomber التي شاركت في قصف أفغانستان بالأمس يفوق مجموع الدخل الاجتماعي الصافي لهذا البلد.

2-   ليس من ظرف أنسب لكل الديكتاتوريات في العالم من استثمار حالة الحرب بشكل لا أخلاقي لضرب حقوق الناس والتخلص من الخصوم وشل المبادرات المجتمعية.

3-   إن الحرب التي نقاسيها ليست ممكنة الاستمرار إلا بفضل تضافر كل قوى الارتداد. إنها تعني أيضا، ضرب الحوار الثقافي بين الشعوب الذي تحبطه القوى المهددة من أنسنة الوضع البشري تهديدا لها.

4-   يبقى الحديث عن حرب عادلة مسألة سهلة، أما تجنب ارتكاب ما تنتجه من جرائم حرب فقضية أخرى.

بدأ ميثاق الأمم المتحدة بعهد بين شعوب الأرض على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب. وما من مدافع عن حقوق الإنسان يعتقد بوجود حرب نظيفة. لكن هل يمكن لقوى السلام والحرية في العالم اليوم أن تناضل من أجل وقف حرب لا يمكن لاستمرارها إلا أن يعزز العنف ويعيد له الاعتبار على حساب قيم العدالة والكرامة الإنسانية ؟                                                                      باريس  8/10/2001

C.A.DROITS HUMAINS -5 Rue Gambetta - 92240 Malakoff - France

Phone: (33-1) 4092-1588  * Fax:  (33-1) 4654-1913  *

 Email:  cdfdh@compuserve.com

http://home7.swipnet.se/~w-79939 & www.come.to/achr