بثت قناة الجزيرة برنامجاً* وثائقياً، حول اعترافات العميل بالقسم الاقتصادي بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون بيركنز، يحكي فيه اعترافاته حول أساليب المخابرات الأمريكية في تدمير اقتصاديات البلدان النامية، وخاصة البترولية منها، وكيف تنهب ثرواتها؟ وتقع تحت طائلة ديون لا نهاية لها لصندوق النقد الدولي .
وشرح بيركنز دوره في إفساد رؤساء تلك الدول، بعرض مبالغ مالية طائلة كرشاوى، فإن رفض تبعث وكالة المخابرات الأمريكية فرقة خاصة بالاغتيالات أسماها* ''الجاكالز*''،* وكانت مهمة بيركنز على وجه الخصوص،* هي* توجيه التحذيرات لرؤساء الدول كجيمي* رولدوس رئيس الإكوادور،* وعمر توريخوس رئيس بنما* ''اسمعا إذا دخلتما في* لعبتنا فبإمكاني* جعلكما وأسرتكما من أثرى أثرياء العالم،* أما إذا رفضتما لعبتنا وناوأتما مخططاتنا ومشروعاتنا،* فسيكون مصيركما مصير اللنبي* في* تشيلي،* وأريفنز في* جواتيمالا،* ولوموبا في* الكونغو*''. وتطرق لموضوع العراق والقائد صدام حسين،* حيث قال إن صدام لم* يبتلع الطعم،* ورفض أن* يساومهم،* فأرسلوا فرق* ''الجاكالز*'' لاغتياله فلم* يتمكّنوا،* لأنه كان لصدام عدة نسخ،* حتى إن حراسه الشخصيين لم* يكونوا* يعلموا إذا كانوا* يحرسون صداماً* أم شخصاً* آخر،* فأرسلوا الجيوش لمحاربته،* وقال* ''أولاً* يساومونك فإن فشلوا أرسلوا* ''الجاكالز*'' لاغتيالك،* فإن فشلوا أرسلوا الجيوش لمحاربتك*''.
وفي* كتاب صدر قبل 7 أعوام حول نفس الموضوع، يحكي بيركنز سيرته من خادم متحمس للإمبراطورية، إلى نصير مخلص لحقوق المقهورين والمقموعين، وكانت قد جندته سراً وكالة الأمن القومي الأمريكية، وعمل معها تحت غطاء عمله في* شركة استشارية دولية،* وأتاح له عمله بهذه الشركة،* أن* يجوب العالم،* فزار إندونيسيا وبنما والإكوادور وكولومبيا والعربية السعودية وإيران وغيرها من الدول المهمة على الصعيد الاستراتيجي،* وكانت مهمته تطبيق السياسات التي* تخدم مصالح تحالف أمريكي* يضم الحكومة والمصارف والشركات الكبرى،* وفي* الوقت ذاته تعمل على تسكين الفقر بإجراءات ظاهرية،* أي* السياسات التي* أثارت عداء العديد من الأمم،* وأدت في* نهاية المطاف إلى أحداث* 11* سبتمبر،* وتنامي* الكراهية للولايات المتحدة*.
كان جون بيركنز، مؤلف الكتاب، عمل من سنة 1971* إلى 1981* لدى شركة استشارات دولية تدعى ''تشارلس . تي . مين ''، حيث احتل منصب كبير الاقتصاديين ومدير الاقتصاد والتخطيط الإقليمي، ولكنه كان في* الواقع سفاحاً اقتصادياً،* واستمر في* مهمته السرية تلك تحت* غطاء عمله بالشركة المذكورة،* حتى وقوع أحداث* 11* سبتمبر* *,2001* حيث أقنعته هذه الأحداث بضرورة الكشف عن هذا الجانب الخفي* من حياته*.
ولادة القاتل الاقتصادي
وقال بيركنز ضمن البرنامج الذي* بثته الجزيرة العام الماضي* إن هناك طريقتين لقهر واستعباد أمة من الأمم،* الأولى بحد السيف،* والأخرى عن طريق الديون،* نحن القتلة الاقتصاديون مسؤولون حقاً* عن خلق هذه الإمبراطورية العالمية الأولى من نوعها،* ونحن نعمل بطرق مختلفة كثيرة،* لكن ربما كانت الطريقة الأكثر شيوعاً،* هي* أننا نحدد بلداً* لديه موارد تثير لعاب شركاتنا،* مثل النفط،* وبعد ذلك نرتب قرضاً* ضخماً* لهذا البلد من البنك الدولي،* أو أي* من المنظمات الحليفة،* ولكن المال لا* يذهب فعلاً* لهذا البلد،* وبدلاً* من ذلك* يذهب إلى شركاتنا الكبرى لبناء مشاريع البنية التحتية في* ذلك البلد،* محطات توليد الطاقة،* المجمعات والموانئ وسواها*. وأضاف أن هذه الأمور تعود بالنفع على قلة من الأغنياء في* ذلك البلد،* إضافة إلى شركاتنا،* ولكنها في* الواقع لا تساعد عامة الناس على الإطلاق،* ولكن هؤلاء الناس وكل البلد،* يُترك حاملاً* عبء دين ضخم من المستحيل سداده،* وهذا جزء من الخطة،* إنهم لا* يستطيعون سداده في* مرحلة ما،* نحن القتلة الاقتصاديون،* نعود إليهم قائلين* ''اسمعوا أنتم مدينون لنا بالكثير من المال،* لا* يمكنكم دفع ديونكم*.. حسناً،* بيعوا النفط الخاص بكم بسعر بخس لشركتنا النفطية،* اسمحوا لنا ببناء قاعدة عسكرية في* بلدكم،* وأرسلوا قوات لدعمنا في* مكان ما من العالم مثل العراق،* أو صوتوا معنا في* تصويت الأمم المتحدة المقبل لخصخصة شركات الكهرباء الخاصة بهم،* وشركات الماء والصرف،* وبيعها للشركات الأمريكية أو شركات دولية أخرى*''. وأكد أن هذا كله* ينمو ويتطور كالفطريات،* وهي* الطريقة الاعتيادية لعمل صندوق النقد الدولي* والبنك الدولي،* يُترك البلد حاملاً* عبء الدين،* وبعد ذلك تعرض إعادة تمويل الدين،* ودفع المزيد من الفائدة،* ويتطلب هذا مقابل ما* يُطلق عليه* ''المشروطية*'' أو* ''الحكم الصالح*''،* وهو ما* يعني* بالأساس أنه* يتوجب عليهم بيع مواردهم،* بما في* ذلك العديد من خدماتهم الاجتماعية،* وشركات المرافق،* وأحياناً* نظمهم المدرسية،* نظام عقوباتهم نظم تأمينهم،* إلى الشركات الأجنبية،* وبالتي* فإن ثنائي* ثلاثي* رباعي* الضربة،* طلائع* ''القتال الاقتصادي*'' بدأت حقاً* في* الخمسينات،* عندما انتخب* ''مصدق*'' ديمقراطياً* في* إيران،* وكان* يُنظر إليه كامل الديمقراطية بالشرق الأوسط وحول العالم،* وكان رجل العام بمجلة التايم،* ولكن أحد الأمور التي* جاء بها وبدأ بتنفيذها،* كانت فكرة أن شركات النفط الأجنبية* يجب أن تدفع للشعب الإيراني* أكثر بكثير ثمناً* للنفط الإيراني،* والشعب الإيراني* ينبغي* أن* يستفيد من النفط الخاص به،* ونحن لم* يعجبنا ذلك بالطبع،* لكننا كنا خائفين مما نقوم به عادة،* أي* إرسال الجيش،* وبدلاً* من ذلك أرسلنا عميلاً* لوكالة المخابرات المركزية كيرمت روزفلت،* نسيب تيدي،* ذهب كيرميت مع بضعة ملايين من الدولارات،* وكانت فعّالة جداً* جداً،* وفي* فترة زمنية قصيرة تمكنّا من الإطاحة بحكم مصدق،* وجلب شاه إيران ليحل محله،* كانت الخطة فعّالة للغاية*. إسقاط نظام الحكم بطهران وقال بيركنز إن ضباط الجيش كانوا* يصرخون أن مصدّق استسلم،* ونظامه الديكتاتوري* المفترض انتهى،* صور الشاه تستعرض بالشوارع،* وتعكس شعوراً* أن الشاه مرحبّ* به في* بيته* ''هنا في* واشنطن وفي* الولايات المتحدة عموماً،* نظر الناس للأمر وقالوا ممتاز،* كان سهلاً* ورخيصاً*'' وهو ما خلق طريقة جديدة للتلاعب بالبلدان،* وإنشاء الإمبراطورية مشكلة روزفلت الوحيدة،* هو أنه كان* يحمل بطاقة عميل وكالة المخابرات المركزية،* ولو تم الإمساك به لكانت عواقب الأمر وخيمة،* لذلك وبسرعة كبيرة في* تلك المرحلة،* تم اتخاذ قرار لاستخدام استشاريين من القطاع الخاص لتبييض الأموال عبر البنك الدولي،* أو صندوق النقد الدولي،* أو من وكالات أخرى من هذا القبيل،* لجلب أناس مثلي* يعملون لصالح شركات القطاع الخاص،* وفي* حال تم القبض علينا لن تكون هناك مضاعفات رسمية*.
وعندما أصبح أريفنز رئيساً* لغواتيمالا كانت البلاد لعبة بأصابع شركة الفاكهة المتحدة،* والشركات الدولية الكبرى،* وانتخب أريفنز بسبب مقولة* ''نريد إعادة الأرض للشعب*''،* وبمجرد توليه السلطة،* تبنى تنفيذ السياسات التي* تطبق إعطاء حقوق ملكية الأراضي* للشعب،* لكن الأمر لم* يعجب شركة الفاكهة،* لذلك استأجروا شركة علاقات عامة لإطلاق حملة ضخمة بالولايات المتحدة،* تسعى لإقناع الولايات المتحدة ومواطنيها وصحافتها والكونغرس الأمريكي،* أن أريفنز كان دمية بيد السوفييت،* وإذا سمحنا له بالبقاء في* السلطة،* سيكون للسوفييت موطئ قدم في* نصف الكرة الأرضية،* وفي* ذلك الوقت كان هناك خوف عظيم لدى كل شخص من الإرهاب الأحمر الإرهاب الشيوعي،* وباختصار نتج عن تلك الحملة التزام من جانب وكالة المخابرات المركزية والجيش،* بخلع هذا الرجل حيث أرسلنا الطائرات،* الجنود والضباع* ''عملاء مخابرات*''،* وأرسلنا كل ما* يلزم لخلعه من السلطة،* وخلعناه بالفعل،* وما إن أسقطنا حكمه،* تولى الرئيس الجديد إعادة كل شيء للمؤسسات الدولية بما فيها شركة الفاكهة*.
محاولات إفساد الرئيس الإكوادوري* وفي* الإكوادور ـ والحديث لبيركنز ـ ولسنوات عديدة كانت تحكم من قبل دكتاتوريين نسبياً،* مناصرين للولايات المتحدة الأمريكية،* ثم قرروا إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية،* للتأكد من استخدام موارد الأكوادور لمساعدة الشعب،* وفاز الرئيس جيمي* رولدوس حينها فوزاً* ساحقاً،* بعدد أصوات لم* ينلها أحد في* تاريخ الإكوادور،* وبدأ بتطبيق هذه السياسات،* للتأكد من أن الأرباح المتأتية من النفط تذهب لمساعدة الشعب،* لكن نحن لم* يعجبنا ذلك في* الولايات المتحدة،* وتم إرسالي* مع عدة قتلة اقتصاديين آخرين لتغيير وإفساد،* واستمالة الرئيس الجديد المنتخب،* لجعله* يدرك* ''كيف* يمكنه أن* يصبح* غنياً* جداً،* هو وعائلته،* إذا وافق على لعب لعبتنا*'' لكن إذا واصل تطبيق هذه السياسة التي* وعد بها،* فإنه سيرحل،* لكنه رفض الإصغاء وتم اغتياله،* وما إن تحطمت الطائرة حتى طوقت المنطقة بالكامل،* وسمح فقط بدخول الجيش الأمريكي* الموجود بقاعدة قريبة،* وعناصر من الجيش الإكوادوري* عندما تم التحقيق بالأمر،* مات اثنان من الشهود الرئيسين في* حوادث سيارات،* قبل أن تتاح لهم فرصة الإدلاء بشهاداتهم،* وترافق ذلك مع حدوث الكثير من الأشياء الغريبة جداً،* مع اغتيال جيمي* رولدوس،* أنا ومعظم من نظر في* تلك القضية،* لم* يكن لدينا أدنى شك،* إن ذلك كان اغتيالاً،* وبالطبع كوني* قاتلاً* اقتصادياً،* كنت دائماً* أتوقع حدوث شيء ما،* لم أعرف بالضبط ما إذا كان ذلك انقلاباً* أو اغتيالاً،* لكني* كنت متأكداً* أنه سوف* يخلع،* لأنه لم* يكن فاسداً،* ولم* يرضَ* لنفسه بالفساد كما أردنا إفساده*.
حاول إنقاذ بلاده فقتل وأكد بيركنز أن عمر توريخوس رئيس بنما،* كان أحد أكثر الناس المفضلين لدي،* أحببته حقاً،* كان ذو شخصية كارزماتية،* أراد حقاً* مساعدة بلده،* وعندما أحاول رشوته أو إفساده كان* يقول لي* ''انظر* يا جون*'' كان* يلقبني* بـ*''خوانيتو*'' انظر* يا خوانيتو،* أنا لا أحتاج للمال،* ما أريده لبلدي* أن نُعامل معاملة منصفة،* أريد أن تسدد الولايات المتحدة ثمن كل الخراب الذي* أحدثته هنا،* أحتاج إلى أن أكون في* وضع* يمكنني* من مساعدة بلدان أخرى في* أمريكا اللاتينية لنيل استقلالها،* وتتحرر من هذا الوجود الفظيع في* بلدان الشمال،* أنتم تقومون باستغلالنا بشكل سيء للغاية،* أريد أن تعود قناة بنما لسيطرة الشعب البنمي،* هذا ما أريد،* لذا اتركني* بحالي* لا تحاول رشوتي،* وكان عمر واعياً* بهذا،* لذلك جمع عائلته وقال لهم أنا هو التالي* على الأغلب،* لكن ليست تلك بمشكلة،* لأنني* فعلت ما أتيت هنا لفعله،* أعدت التفاوض على القناة هي* الآن في* أيدينا،* انتهينا لتونا من التفاوض على معاهدة جيمي* كارتر،* في* يونيو من نفس العام،* بعد مجرد شهرين قتل هو أيضاً* في* حادث طائرة،* ونفذها بدون أدنى شك* ''الضباع*'' التابعة لوكالة المخابرات المركزية،* وهناك كم هائل من الأدلة التي* تشير إلى أن أحد حراسه الأمنيين أعطاه في* آخر لحظة صعد فيها إلى الطائرة جهاز صغير* يحتوي* على قنبلة*. إنه أمر مثير كيف أن هذا النظام استمر بالعمل بشكل كبير بالطريقة نفسها لسنوات وسنوات،* ماعدا أن القتلة الاقتصاديين تحسنوا أكثر فأكثر،* ثم وجهنا إلى فنزويلا عام* *,1998* بعد انتخاب هوغو شافيز رئيساً* للبلاد،* بعد سلسلة طويلة من الرؤساء الفاسدين جداً* الذين حطموا اقتصاد البلاد،* وانتخب شافيز في* خضم كل ذلك،* ووقف بوجه الولايات المتحدة الأمريكية،* وفعل ذلك بالمقام الأول مطالباً* أن* يستعمل النفط الفنزويلي* لمساعدة الشعب الفنزويلي،* لكن لم* يعجبنا هذا في* الولايات المتحدة،* وفي* عام* 2002* تم ترتيب انقلاب،* ولا شك لدي* ولدى معظم الناس أن وكالة المخابرات المركزية كانت وراء الانقلاب،* الطريقة التي* كان بها* يحرض على هذا الانقلاب كانت مشابهة للغاية لما فعله كيرمت روزفلت في* إيران،* من دفع المال للناس لتخرج إلى الشوارع،* لتشاغب لتحتج لتظهر أن شافيز لا* يحظى بشعبية،* أنت تعرف إذا كنت تستطيع جعل بضعة آلاف من الناس* يفعلون ذلك،* يستطيع التلفاز جعلها تبدو وكأن البلد كله كذلك،* وأن الأمور تتفاقم،* ما عدل في* حالة شافيز كان ذكياً* كفاية،* وكان الناس* يؤيدونه بقوة،* حتى إنه تخطى الأمر،* وكانت تلك لحظة تاريخية في* تاريخ أمريكا اللاتينية*.
العراق وتجربة الحل الثالث*
وعن التجربة العراقية* يتابع بيركنز،* في* الواقع هو نموذج مثالي* للطريقة التي* يعمل بها النظام كله،* حيث إننا نحن القتلة الاقتصاديون نشكل أول خط للدفاع،* نذهب إلى هناك لنحاول إفساد الحكومات،* وحملهم على قبول القروض الضخمة،* التي* نستعملها كدافع لامتلاكهم،* وإذا فشلنا كما فشلت أنا مع عمر توريخوس في* بنما،* ومع خايمي* رولدوس في* الإكوادور،* الرجال الذين رفضوا أن* يكونوا فاسدين،* ثم* يأتي* الخط الثاني* للدفاع،* وهو إرسال* ''الضباع*''،* ويقوم الضباع إما بإطاحة الحكومة أو الاغتيال،* وما أن* يحدث ذلك وتشكل حكومة جديدة،* فإنها تطيع الأمر،* لأن الرئيس الجديد* يعلم،* ما الذي* سيحدث إذا لم* يفعل*. وفي* حالة العراق كل هذه الأمور فشلت،* القتلة الاقتصاديون لم* يستطيعوا الوصول لصدام حسين،* حاولنا بشدة عقد صفقة معه لكنه لم* يقبل،* لذلك أرسلت الضباع للإطاحة به ولم* يستطيعوا فعل ذلك،* لأن أمنه الشخصي* كان جيداً* جداً،* فهو على كل حال في* وقت ماض كان* يعمل لوكالة المخابرات المركزية،* حيث تم التعاقد معه لاغتيال رئيس سابق للعراق ولكنه فشل،* وكان* يعرف النظام لذلك في* عام* 1991* قمنا بإرسال الجنود وانتصرنا على الجيش العراقي،* لذلك افترضنا في* ذلك الوقت أن صدام حسين سيأتينا،* بالطبع كان باستطاعتنا قتله في* ذلك الوقت،* لكننا لم نرد ذلك،* لأنه كان ذلك الرجل القوي* الذي* نريد،* يمكنه السيطرة على شعبه،* وكنا نعتقد أنه* يمكنه السيطرة على الأكراد،* ويبقي* الإيرانيين ضمن حدودهم،* ويحافظ على ضخ النفط لنا،* وأنه بمجرد ما بدأنا العملية العسكرية سيأتينا،* لذلك عاد القتلة الاقتصاديون في* التسعينات بلا نجاح،* ولو نجحوا لكان صدام لايزال* يدير البلاد،* ولكنا نبيع له كل المقاتلات النفاثة التي* يريدها،* لكنهم لم* يستطيعوا ولم* ينجحوا،* لم تستطع* ''الضباع*'' الإطاحة به مرة أخرى،* لذلك أرسلنا الجيش مرة أخرى،* وهذه المرة قاموا بعملهم بالكامل،* وأطاحوا به،* وفي* تلك الأثناء خلقنا لأنفسنا بعض صفقات إعادة الإعمار المربحة جداً* جداً* لإعادة إعمار البلد،* التي* قمنا بتخريبها،* وهي* صفقة مربحة جداً،* إذا كنت تملك شركات كبيرة متخصصة بإعادة الإعمار،* لذلك أظهر العراق المراحل الثلاثة،* فشل القتلة الاقتصاديون هناك،* فشل الضباع هناك،* وكحل أخير قمنا به أرسلنا الجيش*.
المصدر: مجموعة عرباوي 4/07/2011
|