هيثم مناع: خدام
لن يوحد
المعارضة
السورية - باريس-
هادي يحمد-
إسلام أون
لاين.نت/
15-1-2006
شكك
المعارض
والحقوقي
السوري
البارز
الدكتور هيثم
مناع في حوار
خاص مع شبكة
"إسلام أون
لاين.نت"
في قدرة نائب
الرئيس
السوري
السابق عبد
الحليم خدام
على تشكيل
حكومة منفى،
وعلى جمع المعارضة
وتوحيدها من
أجل تغيير
ديمقراطي في
سوريا، واتهم
خدام بـ"الفساد"
والعمل فقط
على تحقيق
أغراضه الشخصية.
وكان
خدام قد أعلن
-في مقابلة مع
مجلة "دير شبيجل"
الألمانية
نشرتها السبت
14-1-2006- أنه يسعى
لتشكيل حكومة
في المنفى،
معربا عن
اعتقاده في أن
الرئيس بشار
الأسد سيرغم
على ترك
السلطة هذا
العام.
وفيما
يلي نص
المقابلة
التي أجراها
مع هيثم مناع
مراسل إسلام أون لاين.نت مساء
السبت 14-1-2006 في
باريس:
*
ما تقييمكم
للوضع السوري
بعد تصريحات
نائب الرئيس
السوري
السابق خدام؟
- بدون
مبالغة، لا
أظن أن
المجتمع
السوري أعطى
عمليات القتل
خارج الأراضي
السورية حقها
كما حصل عند
اغتيال رفيق
الحريري.. كان
هناك تأثر
حقيقي وتعاطف
شعبي واسع فوق
الطوائف
والمناطق
والألوان
السياسية،
هذا التعاطف
بدأ يتراجع مع
صعود خطاب معادٍ
لسوريا، ومع
المبالغة
الكلامية
واتهامات
مسئولة وغير
مسئولة تحول
الأمر إلى رد
فعل في
الاتجاه
المعاكس.
لم
تتنبه الطبقة
السياسية في
سوريا ولبنان
إلى أن
المجتمع
السوري
بأغلبيته
-التي اعتدنا
على تسميتها
بالصامتة- غير
صامت اليوم،
هذه الأغلبية
تعبر عن مخاوف
جدية من
الفوضى
والعنف
والمجهول،
وقد خلقت
الأحداث
اللبنانية
ردود فعل
سورية متطرفة
مضادة لصيحات
(سوريا اطلعي
بره) عند
الشارع
السوري، عززها
الاعتداء على
عمال سوريين
دون استنكار يوازي
هذا الحدث،
بجانب مبالغة
وسائل الإعلام
اللبنانية
المناهضة
للسياسة
السورية بشكل
لا سابق له في
قضية الحريري.
هذه الشوفينية
العفوية (وليس
المنظمة من
الأمن كما
يقول البعض)
تصل إلى حد
الكره
لشخصيات
سياسية
لبنانية حجت
طويلا لدمشق
وتحج اليوم
لعواصم أخرى،
وعبارات حادة
في موضوع
الحريري (من
نمط: الملك
فيصل ما صار
له هيك!!).
هذه الأغلبية
الجديدة لن
تكون مع خطاب
السيد خدام،
ولن ترى بعين
الرضا أي
تحالف أو
تقارب بينه
وبين
المعارضة،
كما أنها لا
تنسى أن خدام
هو المدافع عن
مجزرة حماة
ومجازر
السلطة خلال
ثلاثة عقود،
وهو من كان
يبرر
الاعتقال
السياسي
للمعارضين.. من هنا لا
أظن أن قنبلة
خدام ستخلق
حوله تيارا شعبيا
بقدر ما تثير
الاستنكار.
*
ولكن ما
الدوافع
الحقيقية
برأيك لهذه
التصريحات
القوية؟
-
من المهم وضع
كل كلمة في
سياقها
التاريخي البسيط،
خدام خرج من
اللعبة
السياسية في
مؤتمر الحزب
الحاكم
الأخير (صيف 2005)،
وهو مصاب بجرح
نرجسي عميق،
فهو يعتبر
نفسه الأقرب
من الجنرال
الراحل (حافظ
الأسد)،
وبالتالي
الأحق بالحديث
عن ميراثه
ووراثته، أو
على الأقل أن
يكون في موقع
متميز.
لم
يكن هذا هو
الحال بسبب
العلاقة
الجيدة بين
بشار الأسد
والسيد فاروق الشرع.. جاء
ملف الحريري
ليفسح لخدام
المجال
لمواجهة
مفتوحة مع هذا
الثنائي
بغطاء دولي.. لا يمكن
لعبد الحليم
خدام أن ينسى
أن موافقة حافظ
الأسد على
القرار 242 كانت
حاسمة في
اعتراف دولي
به عام 1970 على
حساب يسار
الحزب، ولذا
يسعى للعب
ورقة الموافق
على قرارات
مجلس الأمن
المتعلقة بسوريا
ولبنان كبديل
لقمة السلطة
في دمشق. وهو
يظن من أن
التاريخ يمكن
أن يتكرر
وينسى أنه يتكرر
بمهزلة حينا
وتراجيديا
أحيانا أخرى.
* هناك من
يقول بأن خدام
استعمل من قبل
أطراف خارجية
أو كان ضحية
استعمال
غربي؟
-
الإنسان
مسئول عما
يفعل كما يقول
"جان بول سارتر"،
وقد دخل السيد
خدام معترك
السياسة قبل ولادة
الدكتور بشار
الأسد، لذا لا
يمكن قبول فكرة
أنه خدع أو
تورط أو كان
ضحية.. لقد
وصل خدام إلى
باريس
وهواجسه
الأولى ليست
قيام الديمقراطية
في سوريا،
وبالتالي من
الطبيعي أن
يلتقي أسماء
تثير الشبهة
قبل أن يفكر
بلقاء قيادات
المعارضة
الوطنية
الديمقراطية.
*
ما رأيك
بمطالبة
السيد خدام
بتحالف
المعارضة
السورية
لإسقاط
النظام في
دمشق؟
- هناك من
اعتاد حياة
السلطة
والثروة ولا
يعرف معنى المعاناة
والنضال
الطويل
والشاق من أجل
الحرية.
لست
ممن يعتقد بأن
من حق أحد تسييج
وتأميم
المعارضة،
ولكن لا يمكن
للمعارضة الديمقراطية
أن تتحول إلى
قمامة تضم كل
من يسقط من
قطار الفساد
والاستبداد
لسبب أو لآخر. الأسئلة
الحقيقية
المطروحة على
المجتمعين
المدني والسياسي
في سوريا ليست
في إذا ما كان
لخدام دور في
قيادة المعارضة
أم لا؟.
*
مثل ماذا على
سبيل المثال؟
- أول هذه
الأسئلة: هل
تعتبر هذه
المعارضة
الديمقراطية
اغتيال
الحريري
بمثابة 11
سبتمبر
إقليمي يمكن
أن يترتب عليه
زلزال كبير
يشمل تغييرا سياسيا
في قمة السلطة
في سوريا إن
لم نقل للسلطة
وقمتها؟ إن
كان الجواب
نعم، يصبح حرق
كل المراحل
طبيعيا، هنا
نقصد
بالمراحل أي
عملية حوار أو
عمل مشترك
للتغيير مع
الجبهة
الوطنية
التقدمية الحاكمة.
أما إذا
كان الجواب
لا، فليس من
المنطقي قطع
كل الخيوط مع
أحزاب الجبهة
من أجل رأس
محروق حقوقيا
وليس بذي تاريخ
سياسي يصب في
منطق
المعارضة
الديمقراطية.
المعركة
التي يخوضها
خدام هي معركة
قطع رأس وليس
فقط كسر عظم
بينه وبين
رئيس
الجمهورية
ووزير الخارجية
(على أقل
تقدير). ومن
البديهي أن
يرفض الدكتور
بشار الأسد
الحوار مع أي
طرف يمد اليد
إلى خدام؛
باعتباره
سيصبح في صف
الأخير الذي
يتهمه مباشرة
بجريمة
اغتيال الحريري؛
أي يريد
تحويله إلى
مجرم قبل بدء
المحكمة.
* عدت إلى
دمشق قبل
عامين ونيف في
زيارة بعد
غياب ربع قرن،
وعلى حد علمي
لم تعد مرة
أخرى، هل يعود
ذلك لأسباب
أمنية أم
سياسية؟ وهل
هناك احتمال
لزيارة قريبة
لدمشق؟
-
لا يوجد أي
عائق يحول دون
زيارتي
لبلدي، هذا حق
طبيعي لكل
مواطن سوري،
عندما سمعت
بالإفراج عن صديق
طفولتي عبد
العزيز الخير
والعزيزين علي
العبد الله
ومحمد رعدون
رغبت في
زيارتهم
للتهنئة، كنت
أتمنى أن يفرج
عن كل معتقلي
ربيع دمشق من
أول عارف
دليلة إلى
رياض الدرار،
وعندما يتم
ذلك سأتشرف
وقتها
بالعودة
لإلقاء محاضرة
في منتدى جمال
الأتاسي
(الحقوقي).