خرجت البارحة الاثنين 7/3/2011 في بغداد والمحافظات العراقية مظاهرات سلمية في ما سمي بيوم الندم تأكيداً على ندم أهل العراق على مشاركتهم في الانتخابات التي جرت قبل سنة من الآن. وكان قد سبق ذلك أيام أخرى منذ 25 فبراير منها جمعة الكرامة في 4/3/2011، كما سيتبعها يوم الجمعة 11/3/2011 للإصرار على مواصلة الثورة ضد الاحتلال وحكومته.
الشعارات التي رفعت والهتافات التي اطلقتها حناجر العراقيين طالبت بالقضاء على الفساد ومحاكمة الذين أهدروا أموالاً طائلة لبلد غني بثرواته النفطية، ونادت بكشف شهادات العديد من المسؤولين السياسيين المزورة وإنهاء الاستبداد السياسي والمحاصصة الطائفية والحزبية في إدارة شؤون الدولة. كما عرجت على إطلاق الحريات وتحسين مستوى الخدمات الضرورية وايجاد فرص للعاطلين عن العمل وغيره من المطالب المشروعة والملحة.
وإن كانت هذه الاحتجاجات تدخل في خانة حرية التعبير عن الرأي، التي كفلتها المواثيق الدولية والدستور العراقي في مادته الثامنة والثلاثين، والتي عبرت عن مطالبها بشكل مسؤول وراقي، فقد جوبهت بالقوة المفرطة لتفريق المتظاهرين وبالاعتقالات الواسعة الاستباقية التي شملت المئات من منظمي التظاهرات الذين اتهموا بانهم بقايا فلول النظام الســابق وبعثيون وتكفيريون وغيره من تسميات. كذلك تم التصدي للمحتجين بمنع التجوال في عدة محافظات وتجوال المركبات والدراجات في بعضها الآخر وإقامة الحواجز في اماكن عدة من العاصمة لمنع المتظاهرين من بلوغ ساحة التحرير. أيضاً جرى الاعتداء بالضرب على اعلاميين والتحقيق مع بعضهم ومصادرة معداتهم واتلاف بعضها الآخر. علاوة على اطلاق الرصاص لتفريق المتظاهرين، بحيث توفي العشرات وجرح المئات واعتقل عدد كبير من المحتجين والناشطين السياسيين والحقوقيين.
وإذ تدين اللجنة العربية لحقوق الإنسان هذه الممارسات القمعية للسلطات العراقية ضد التظاهرات السلمية في كل من محافظات العراق واقليم كردستان، تحذر من اللجوء للسلاح والعنف لمواجهتها وتدعو لاحترام حق التظاهر السلمي والتجاوب مع مطالب المحتجين. كما تطالب باطلاق سراح سائر المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي بمن فيهم من اوقفوا على خلفية هذه الاحتجاجات. الأمر الذي يستتبع معاقبة ومحاكمة كل من تورط في أعمال العنف هذه وتعويض الضحايا على الضرر الذي لحق بهم جراء الممارسات القمعية لأجهزة نظام انتقلت لها عدوى الخوف من شعب يتحرك لاسترجاع حقوقه ولا يتوانى عن التضحية بالحياة لاسترداد الكرامة المهدورة.
باريس في 8/03/2011
|