حيث تتفاقم أحوال حقوق الإنسان في ليبيا يوماً بعد يوم، عاد فريق اللجنة العربية لحقوق الانسان من مهمة تقصي الحقائق التي قام بها الأسبوع الماضي وهو ينكب حالياً على إعداد تقريره بشأنها. في خضم هذه الأحداث المأسوية وردتنا مناشدة عاجلة بخصوص الصحفيين الليبيين إدريس المسماري وعاطف الأطرش الذين اختطفا في بنغازي قبل أيام ولم يعرف مصيرهما بعد.
كانت أفراد من اللجان الثورية وقوات الأمن الليبية قد اقتحمت منزل إدريس المسماري إثر مقابلة له مع قناة الجزيرة في 16 /2/2011 حيث علق على مايجري في بنغازي، كما وسار في مسيرة سلمية تطالب بالإصلاح السياسي في بلده. وبعد محاولة ميليشيات القذافي التهجم عليه خلالها رغم اعاقته في إحدى قدميه، جرى اقتحام بيته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل إثر عودته إليه واختطافه. كما تعرضت زوجته للضرب بسكين في يدها. لكنها استطاعت أن تتعرف على أحد الذين داهموا البيت وهو المدعو "ناصر الحسوني"، رئيس نادي الأهلي في بنغازي، ورئيس المكتب التنسيقي للجان الثورية في هذه المدينة. وقد هرب هذا الأخير إلى مصر ويبدو أنه ما زال متواجداً فيها. إدريس المسماري الذي تعرض للاعتقال عدة مرات سابقة بسبب نشاطه الصحفي يبلغ من العمر 65 عاماً، وهو متزوج ولديه صبي وابنتين. أصدر مجلة دورية تدعى" مجلة عراجين" التي تصدر من القاهرة وتهتم بالشأن الليبي في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية.
أما الصحفي الليبي الآخر عاطف الأطرش والذي يعمل في صحف محلية بمدينة بنغازي، فيبلغ من العمر 40 عاماً. وكان أول من تحدث إلى قناة الجزيرة بعد أحداث 15/2/2011 في بنغازي لتتوالى الاتصالات عليه من الجزيرة ووكالات أنباء أخرى شارحاً لها الوضع في المدينة، إلى أن قامت السلطات الليبية في 17/2/2011 بخطفه ليلاً على يد كتيبة أمنية وأرسلته إلى طرابلس حيث لم يعرف عنه شيئاً حتى الآن.
وإذ تطالب اللجنة العربية لحقوق الإنسان السلطات المصرية بالتحقيق مع السيد ناصر الحسوني لمشاركته في جرم اختطاف الصحفي المسماري، تذكر القوات التابعة للقذافي بأن الخطف المنهجي للأشخاص غير المشاركين في القتال هو جريمة ضد الإنسانية. كما أن عشرات الأبرياء الذين تم اختطافهم في الآونة الأخيرة يشكلون أركانا لجرائم تقع في نطاق التحقيق الذي باشرته المحكمة الجنائية الدولية. بالتالي، لن ينجو أي مشارك في خطف الصحفيين، وكل مواطن لم يشارك مباشرة في القتال، من الملاحقة القضائية الدولية. وعليه، نطلب اطلاق سراح كافة من تم القبض عليهم خلال الأحداث الأخيرة ومنهم إدريس المسماري وعاطف الأطرش تحت طائلة المحاسبة لمن يثبت تورطه بعمليات الخطف.
باريس في 8/03/2011
|
|