يعتبر زواج المسيار من القضايا الاجتماعية الهامة التي اهتم بها علماء الدين والاجتماع وعلماء النفس والتربية, لما لها من آثار كبيرة على الفرد والأسرة والمجتمع. فقد عرضت الزميلة سحر الشريدي بجريدة الرياض - ملخصا لدراسة ميدانية اشتركت فيها الدكتورة سلوى الخطيب والدكتورة هناء الصقر من جامعة الملك سعود – تلقي الضوء على هذه الظاهرة, وتهدف إلى معرفة التغيرات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع السعودي والتي قد تكون سببا في ظهور هذا النمط من الزواج. وعرضت الباحثتان بعض نتائج مقياس اتجاهات كل من المرأة والرجل نحو زواج المسيار فكانت هناك بعض آراء النساء وتختلف نسبهم ف74,6% يرين أن هذا الزواج فيه إهدار لحقوق الأطفال, و71.5% يقررن فيه خداع للزوجة الأولى إذا كان الرجل متزوجا, و70% قلن انه يعطي نماذج سيئة للأبوة والأمومة, بينما 70.4% اعتبرنه استغلالا لضعف المرأة, و 67.4% ضياع لحقوقها, و67.5% تهديداً لكيانها, و63.8% إهانة لكرامتها, بينما يرين 58.1% من ذلك الزواج انه زواج قائم على المصلحة, بينما 53.6% اعتبرنه تهديداً لاستقرار المجتمع, والبعض من النساء اللاتي بلغت نسبتهن 40.2% يرين أنه مناسب لبعض حالات وظروف المرأة, كما أن 9.1% اعتبرنه حلا لمشكلة المطلقات والأرامل. إلى جانب ذلك أظهرت الدراسة بعض اتجاهات الرجل السعودي نحو زواج المسيار وبنسب متفاوتة: 42.5% يرون أنه يحمي من الوقوع في الرذيلة, بينما 36.6% يذكرون بأنه سهل الزواج على غير القادرين, و32% اعتبروه إشباعا لنزوة الرجل, بينما 30.7% قالوا بأنه يشبع فضول الرجل ورغبته في التغيير, كذلك 25.2% يمنح الرجل الحرية في الاختيار, واعتبر32.9% الزواج قائما على المصلحة, بينما اعتبره 12.2% زواجا ناجحا ومثمرا. ولاحظت الباحثتان أن هناك نوعين من زواج المسيار أحدهما زواج مطلقات أو أرامل مقتدرات ماديا برجال في مثل أعمارهن أو أصغر، ويتخلى الرجل عن تحمل أي تكاليف وهذا هو الشائع, والأخر زواج نساء صغيرات من رجال أغنياء أكبر منهن سنا، ويعتبر قليلا جدا لأن المرأة الصغيرة عادة ترفض زواج المسيار وتفضل الرسمي, لكن بعض أولياء الأمور يدفعهم الطمع في هذا الزواج رغبة في المال. كما أظهرت نتائج الدراسة أن زواج المسيار وإن كان يحقق مصالح للرجل أو المرأة إلا أنها في الغالب مصالح آنية وقتية اجلها قصير, وأهم الجوانب التي أدت إلى انتشاره بقوة في المجتمع السعودي الجانب المادي وسيطرة الغرائز على سلوك الأفراد والتأثير في اتجاهاتهم وآثاره السلبية الكبيرة على المرأة والأطفال والأسرة والمجتمع على المدى البعيد. وأوضحت الدراسة أن المسؤولية مشتركة بين الأسرة والدولة، وذلك لما يترتب عليها من انحلال أخلاقي واستغلال لظروف المرأة, وترى الباحثتان أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المؤسسات الاجتماعية والدينية التي لم تقدر خطورة هذه الظاهرة على البعد الاجتماعي ولم تقدر مخاطر شيوع الانحلال الأسري على التماسك المجتمعي إذا ما أصبح المسيار هو القاعدة والرسمي هو الاستثناء. كما أوصت الباحثتان بإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول زواج المسيار، وخاصة على مستوى مناطق المملكة وحصر العوامل التي تؤدي إلى تزايده باختلاف المناطق, كذلك الاهتمام بالزواج والأسرة من حيث المفهوم والتطبيق وتصحيح المفاهيم الخاطئة, والعمل الجاد على علاج المشاكل الاقتصادية ورفع مستويات الدخل وتحقيق الاستقرار الوظيفي والعائلي, إلى جانب توعية المجتمع نساء ورجال بمخاطر زواج المسيار, بالإضافة إلى إدخال مادة الإرشاد الأسري من ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات لتوعية الطلبة والطالبات بأسس العلاقة الزوجية الناجحة وحقوق وواجبات كلا الجنسين.
مدار برس- 20-10-2010
|