تُأسِس وزارة الخارجية الإسرائيلية فريق سري متخصص بمراقبة الإنترنت على مدار 24 ساعة ونشر أخبار إيجابية عن إسرائيل، ومكون من (أفردا إسرائيليين) متخرجين حديثاً، وكذلك جنود أنهوا الخدمة العسكرية، ويجيدون اللغة العربية، حيث يقدم أعضاء الفريق أنفسهم كمستخدمين إنترنت عاديين من غير أن يكشفوا أنهم إسرائيليون، أو انهم أعضاء في فريق خاص جند لغاية إختراق شبكات الإنترنت العالمية.
هذا الفريق جزء من قسم كبير تحت مسمى (حسبارة) ومعناها ( توضيح جماهيري/ والمعنى الحقيقي/ بروبغاندا)، والقسم إضافة لمهمته في إنشاء علاقات عامة للحكومة، فهو يتصل أيضاً بالتعامل السري للوزارة مع كثير من المنظمات والمبادرات الخاصة التي تعمل لأجل ترويج صورة إسرائيلية جيدة في الإعلام، سواء في الإعلام المكتوب أو المرئي ( تلفزيون وإنترنت).
نائب مدير قسم (حسبارة) أسمه إيلان شتورمان، وهو المسؤول عن الفريق السري في الإنترنت، كشف عن وجود ( فريق عمل حربي/ أون لاين على الإنترنت) وخصص له جزء من ميزانية وزارة الخارجية الإسرائيلية (2009/2010)، وأول دفعة لهذا الفريق تبلغ 150 ألف دولار والتي من الموتقع أن تزيد هذا العام.
وقد أجرت جريدة ( كلكاليست) وهي جريدة إقتصادية إسرائيلية مقابلة مع إيلان شتورمان، حيث يعترف شتورمان في هذه المقابلة أن فريقه سيعمل بشكل سري، فيما سيقدم أعضاء الفريق أنفسهم على الإنترنت، وسيكتبون مشاركات و إجابات والتي تبدوا أن تكون شخصية، وإنما هي حقيقةً مبنية على قائمة رسائل تم إعدادها من قبل وزراة الخارجية (الإسرائيلية) وستنشر هذه الرسائل في:
1- الأقسام المتخصصة بالتعليقات على مواقع الإنترنت
2- منتديات الإنترنت
3- مدونات
4- تويتر/ وفيس بوك
في حين بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية بصياغة وإستخدام (ممارسات العلاقات العامة هذه)، وبشكل خاص في الحرب على غزة، ففي أثناء الحملة خلال الحرب على غزة، كانوا يوجهون دعوات للمجتمعات اليهودية في الخارج، وبمساعدتهم فقد تم تجنيد عدة ألاف من المتطوعين بالإضافة لمتطوعين إسرائيليين، والذين عملوا بواسطة مواد ووسائل معلوماتية من مشروع (حسبارة) والتي منحناهم إيها (والقول لـ إيلان شتورمان) وأرسلناهم كي يقدموا وجهة النظر الإسرائيلية، وللتصويت في إستطلاعات الرأي على الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك فإن الجيش الإسرائيلي قد أنشأ من أكثر مواقع الفيديو كليب على (اليوتيوب) مشاهدة، ويقول شتورمان: أثناء الحرب على غزة ركزت الوزارة على المواقع الأوروبية، بالإضافة إلى بي بي سي أون لاين(BBC online)، وكذلك المواقع العربية.
إيلون غيلات وهو رئيس الفريق الخاص على الإنترنت صرح لنفس الجريدة (كلكاليست): كثير من الناس إتصلوا بوزارة الخارجية الإسرائيلية لعرض خدماتهم لنشر وجهة النظر الإسرائيلية في الحرب على غزة، وطلبوا معلومات من الوزراة لنشرها على الإنترنت، والوزارة لاحظت إنهم نشروا بالفعل تلك المعلومات بشكل واسع، ومن هنا جائت فكرة توسيع هذه العملية والمضي في مشروع الفريق المدفوع، وفي تلك الأثناء تعاونت عدة وزارات وتحديداً وزارة الهجرة، حيث وفرت تلك الوزارة آليات التنسيق والإتصال مع المهاجرين اليهود الجدد إلى (إسرائيل)، للكتابة والنشر على الإنترنت بلغتهم الأصلية وتقديم وجهة النظر الإسرائيلية في الحرب على غزة.
ومن المفروض أن يعزز هذا الفريق التنسيق العميق بين الوزارة وبين مجموعة (Giyus.org/ أعطِ لإسرائيل دعمك) وهي مجموعة خاصة لدعم وترويج وجهة نظر إسرائيل، وتتصل تلك المجموعة بـ 50 ألف ناشط يعملون على تنزيل برنامج إسمه (Megaphone) يبعث بتحذير على الكمبيوتر لمستخدميه، ففي حالة أول ما يتم نشر مقالة نقدية ضد إسرائيل، يقوم أولئك النشطاء بالرد والتعليق على المقال لصالح (إسرائيل).
يقول ناصر ريغو الناشط في مجموعة (إيلام) في الناصرة والتي تعنى في مراقبة الإعلام الإسرائيلي، أن مجموعات (حسبارة) تستهدف ضمن نشاطاتها المختلفة، تشويه شخصيات ومنظمات عربية في (إسرائيل) بوسيلة (إغتيال الشخصية)، وتهدف أيضاً إلى تشويه أي شخص أو مجموعة تعمل من أجل حقوق الإنسان والعدالة للفلسطينيين، بالإدعاء بأن هذا الشخص، او المجموعة في وضع المشبوه، ويخشى ناصر ريغو أن الفريق الجديد سيعمل بنفس النهج ولكن بإحتراف أعلى.
جريدة (The National) إتصلت بوزارة الخارجية الإسرائيلية لتأكيد هذه المعلومات، ولكن أنكر ناطق رسمي بإسم الوزارة بوجود مثل ذلك الفريق، وأكد بنفس الوقت أن الوزارة بشكل عام (تزيد من إستخدام وسائل الإعلام الجديد)، ويضيف الناطق الرسمي، أن (أقوال شتورمان وغيلات) تم تقديمها بشكل غير صحيح في الإعلام العبري، ولكن بدون توضيحات عن ماهية الصحة أو الخطأ في التقديم.
ويوضح شتورمان بأن موظفيه سيحاولون إستخدام مواقع إنترنت لتحسين صورة إسرائيل كدولة متطورة تساهم في جودة البيئة والتقدم الإنساني، حيث تم إقناع مسؤولين إسرائيليين من خلال أبحاث السوق بأن المفروض على( إسرائيل) نشر أخبار أكثر عن نجاحها في مجالات الإعمال التجارية، والمجالات العلمية، والطبية والتي شاركت بها إسرائيل.
______
تقديم: يحيى أبوصافي ـ القاهرة
ملاحظة
1) هذه المقالة كتبها الصحفي البريطاني المقيم في الناصرة والمتخصص بشؤون الشرق الاوسط جونثان كوك:
المقال بعنوان: Israel deploys cyber team to spread positive spin
وقد نُشر في 21 يوليو 2009 في جريدة (The National) البريطانية، وتجدونه على الرابط التالي:
http://thenational.ae/apps/pbcs.dll/article?AID=/20090721/FOREIGN/707209856&SearchID=73392744291774
2) تم تقديم مضمون المقال بشكل تفصيلي دقيق، ولكنه ليست ترجمة حرفية، وللإطلاع على المقال الأصلي باللغة الإنجليزية أنظر للرابط المشار اليه.
المصدر: موقع "كنعان":
http://kanaanonline.org/ebulletin-ar
|