كشف النائب العمالي موردخاي بن بورات احد المتحدرين من يهود العرا ق والباحث في مركز ارث يهود بابل الواقع قرب تل أبيب عن شراء اسرائيل لعدد من المخطوطات الاثرية الثمينة من عناصر المليشيات التي رافقت القوات الامريكية اثناء غزو العراق عام 2003 .
وكانت خلايا لأحمد الجلبي والبيشمركة الكردية قد سيطرت على مستودعات الاشياء الثمينة في المخابرات العراقية ومديرية الأمن العامة .
وقال موردخاي حسب صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان مسؤولين عراقيين قاموا باهداء اسرائيل بعضا من تلك النفائس اليهودية .
واضاف اننا تمكنا من الحصول على تعليق نادر لسفر أيوب نشر سنة 1487 وقسم من كتب الانبياء المنشورة في البندقية سنة 1617من مخازن حصينة لأجهزة الأمن العراقية في عهد صدام حسين وأوضح موردخاي انه ليس صعبا الحصول على اي شيء من اللصوص الذين ظهروا في اعقاب احتلال العراق . وقال مصدر من خبراء الأثار العراقية من داخل بغداد أنه حتى الان يجري البحث عن كنوز آثارية ويجري تهريبها الى دول العالم، وقال انه علم ان عددا من افراد الاسرة الحاكمة في الامارات حصلوا عن طريق وسطاء على بعض من هذه الكنوز العراقية القديمة. وأردف ان الاسرائيليين يتحركون بجدية في داخل الامارات لتتبع اثار يهودية لم يتمكنوا منها وتسربت الى الخليج .
وقال الخبير ان جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تمكن من السيطرة على أكبر مكتبة يهودية أثرية في العراق، كانت محفوظة في دائرة المخابرات العراقية السابقة.
وذكر أن فريقا متخصصا من الموساد قام بعد أيام من سقوط النظام العراقي السابق، بالتعاون مع ضباط من وكالة الاستخبارات الأمريكية بالسيطرة على المكتبة اليهودية القديمة في بغداد، التي كانت تخضع لإشراف المخابرات العراقية. وتضم المكتبة تحفا نادرة لا تقدر بثمن من كتب التوراة “والتلمود” و”القبالة” و”الزوهار”، المكتوبة على لفائف البردي وجلد الغزال، ويعود تاريخها إلى أكثر من 2500 سنة، وبقيت في العراق منذ السبي البابلي لليهود، إذ قام كتبة يهود في ذلك الوقت بحفظ الكتب اليهودية في العراق.
وقال المصدر إن القوات الأمريكية كانت قد اكتشفت الشخص المسؤول عن هذه المكتبة بعد احتلال العراق، وقامت باصطحابه إلى موقع المكتبة في قبو بدائرة المخابرات العراقية، حيث تم الغوص في الماء للوصول إليها بعد انفجار أنابيب المياه الثقيلة في القبو، وجرى انتشال الكتب من الماء، وكانت بحالة جيدة، ثم تم نقلها بوساطة طائرة في رحلة مباشرة من بغداد إلى تل أبيب.
وكان أسامة ناصر النقشبندي أكبر خبراء المخطوطات العراقية قد قال ان مسؤولين أميركيين نقلوا الى بلادهم مجموعة من المخطوطات العراقية منها لفائف جلدية لأسفار التوراة بعد سقوط بغداد في ابريل (نيسان) 2003، غير مبالين بتحذيرات العراقيين من سعي اسرائيل لحيازتها.
واضاف ، ان القوات الأميركية عثرت بعد احتلال بغداد على كمية من المخطوطات والكتب منها لفائف جلدية لأسفار التوراة موضوعة داخل اسطوانات خشبية في أحد مخازن جهاز المخابرات السابق «فاستولت عليها ووضعتها في شاحنة كبيرة مكيفة».
وأكد النقشبندي الذي تولى منصب مدير عام المخطوطات العراقية منذ تأسيسها عام 1988 حتى عام 2002، أن خبراء من دار المخطوطات والمتحف العراقي قدموا تقريرا الى هيئة الآثار شدد على أنها «مواد تراثية يشملها قانون الآثار ويجب أن تسلم الى هيئة الآثار والتراث»، ولم يبال بهم أحد.
وقال في دراسة عنوانها (استهداف المخطوطات في العراق خلال الحرب 1991 ـ 2003) ونشرت الدراسة في العدد الجديد من مجلة «تراثيات» نصف السنوية التي يصدرها مركز تحقيق التراث في دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، ان ممثل وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الدكتور اسماعيل حجارة، وهو أميركي الجنسية «أرسل من أميركا للاشراف على هيئة الآثار والتراث كان وراء نقلها الى أميركا فحاولت اقناعه بعدم الموافقة لأن اسرائيل تسعى للاستحواذ على الاسفار اليهودية منذ السبعينيات، وهي بأقلام مشاهير الخطاطين اليهود في بغداد فلم يكترت... ونقلت هذه المجموعة خلسة الى نيويورك». وأضاف أنه بعد مرور شهر على نقل لفائف التوراة الجلدية الى أميركا «طلب مني الكولونيل مكدونس قائد مفرزة القوات الأميركية التي أرسلت لحماية المتحف العراقي بعد أن نهب، الكشف على المخطوطات الموجودة في الملجأ، فطلبت منه حضور بعض الفضائيات العربية والأجنبية لتصوير عملية فتح الملجأ والكشف عن صناديق المخطوطات المحفوظة فيه.
واطلعوا على الكمية الهائلة من المخطوطات. تم تصوير بعضها للتأكد من أنها مخطوطات وليست صواريخ أو ما شابه ذلك لحماية الملجأ من التعرض للدمار ».
وروى النقشبندي كيف استطاع الاهالي بحس فطري واع التصدي لمحاولات الاميركيين شحن المخطوطات بعد أن أوضح لهم أنها «تمثل تاريخهم وتراثهم الفكري والحضاري ومن بينها مصحف كريم نسبت كتابته للامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهاجت الجموع وبدأوا بالاحتجاج والهتاف».
وقال ان «الكولونيل أصر على نقل هذه المخطوطات التي تبلغ نحو 50 ألفا الى مقرهم، وعجز خبراء المخطوطات العراقيون عن منعه، وأحضر الاميركيون خمس شاحنات كبيرة وعددا من الدبابات والآليات العسكرية وعشرات الجنود الأميركيين، و تجمع أمام الملجأ مئات العراقيين، وأبدوا معارضتهم لتسليم المخطوطات الى الاميركان، فعرض الكولونيل مبلغ خمسة دولارات لكل شخص يشارك في نقل صندوق فرفض المواطنون.».
15 آذار (مارس) 2010
دون توقيع
|