سيدي دولة الرئيس
كل عام وأنت وزملاءك ونحن إن جاز لنا الأمر بخير بمناسبة العام الهجري والميلادي الرسمي والميلادي الغربي والميلادي الشرقي, وعيد انطلاقة الثورة وانطلاقة فتح وانطلاقة حماس وانطلاقة الجبهة الشعبية والديمقراطية وكل أنواع الجبهات والأحزاب والحركات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية فنحن نفرخ أحزابا وحركات وفصائل تماما كما تفعل الأرانب, حتى أننا لم نعد نتقن تعدادها ولم نعد نحفظ من تواريخ نهايات العام وبدابات العام وبوابة العام نفسه أكثر من هذا واعتقد جازما أنه لا ينقصك تواريخ ولا عناوين لحفظها, ولذا لن أطيل على دولتكم حتى لا أصبح مملا كروتين يومي, لكن السؤال الذي يقلقني يا دولة الرئيس, هو لماذا هذا الكم من التواريخ التي نحتفي بها وتتجمع كلها في نهاية العام أو بداية العام؟, ألاننا موسميين بكل شيء فحين يقترب العام من نهايته نخشى أن يذهب دون أن نفعل شيئا؟, فنسارع لفعل سريع آني لتسجيل الموقف لا أكثر, وحين يبدأ العام القادم نتفاءل به خيرا فنفعل كما فعلنا في نهايته ثم نعاود النوم حتى اقتراب نهايته لنصحو لتوديعه بفعل شكلي ما لتسجيل الموقف لا أكثر.
المهم يا سيدي أنني تابعت خطواتكم وإعلانكم عن تأسيس البنية التحتية المؤسسية للدولة خلال عامين وتوقعت أن تقوم عليكم الدنيا ولا تقعد من عمداء الثورة وأبطال التاريخ وأصحاب الأعناق بلا ياقات من كثرة تبديلها وتلوينها, فكيف يجرؤ رجل مثلك لم يتربع معهم يوما في حرش ولم يكتب يوما بيانا ناريا وليس لديه القدرة على التباهي بما لهم من قدرة على صياغة خطابات الثورة والغد والأحلام وفرم الكلمات بين الأنياب تماما كما تفعل أمهاتنا بأوراق الملوخية لتتحول إلى شكل وطعم آخر لكنه طيب بعكس إنتاج أنيابهم, والله يا سيدي الرئيس فانا من محبي الملوخية وكنت تمنيت لو أن بالإمكان إقامة تمثال ما لها في مكان ما لولا أني تذكرت أنها لا تدوم وتخرج من الإنسان من مكان لا يليق بالتماثيل.
على اثر إعلانكم وحتى قبل أن يقرئوا وثيقتكم تفتقت أذهان البعض خشية أن تكون قد اقتنصت منهم موقف ما وراحوا يتسابقون عن إيجاد مفردات وأدوات لغوية جديدة عن قول الإعلان عن الدولة متناسين أننا أعلناها منذ الحاج أمين الحسيني باسم حكومة عموم فلسطين مرة ومنذ المرحوم ياسر عرفات مرة باسم إعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر, ومنذ قيام السلطة وحتى الآن نكرر إعلانها في كل عام في ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال حتى أن البعض اختصارا للوقت والحروف أسموه بعيد الاستقلال وأضفناه إلى قائمة الاحتفالات التي يصرف عليها من أموال في كل عام وعام ما يكفي لتثبيت مؤسسة ما على نحو أكثر معقولية أو يكفي لتقديم مائة ماكينة خياطة لمائة زوجة أسير أو شهيد أو جريح أو فقير معدم أو حتى يكفي لشراء طاولات الزهر أو ورق اللعب لإشغال أمثالي العاطلين عن العمل وصرف وقت العمل في استهلاك الماء والكهرباء والهاتف والمشروبات والانترنت – للمدراء فقط-.
وآخرون يا سيدي من الجهابذة تفتكت أذهانهم عن شعار أجمل لغة ولفظا وأكثر رونقا على شاشات التلفاز فأعلنوا عن أهمية تكريس واقع فلسطيني مقابل واقع إسرائيلي, وكلي أمل أن لا يكون احد ممن لا يعرفون الحال قد قرأ أو سمع هذا القول وإلا لاعتقد أن الأمر كذلك هنا " ند لند " وواقع مقابل واقع ولا احد يتفوق على احد وحال إسرائيلي مقابل حال فلسطيني ويبدو أن موسيقى الشعار أعمت صاحبه عن الأسئلة التي قد تتفتق أذهاننا نحن عنها لنوجهها له عن أي حال سيفرض في القدس ومن هو الذي سيفرض الحال هناك وأي حال ومن هو الذي سيفرضه في حواري الخليل وعلى أطراف عتبات بيوت قلقيلية.
سيدي دولة الرئيس
شخصيا قررت أن لا أقلد أباطرة السياسية في بلادنا وان لا أضع عصيا في الدواليب ولكني وعلى قاعدة أن الكل عندنا ديك و" ما حدا أحسن من حدا " قررت أن أضع كتاب استقالتي باسمي شخصيا وكل من هم على شاكلتي بين يدي دولتكم حتى أسهل مهمتكم وخشية أن أكون وأمثالي حجر عثرة في طريق بناء مؤسسات الدولة لا دولة المؤسسات, فقد تأتي المؤسسات بالدولة لكن الدولة لن تأتي بها أبدا, والمؤسسات هنا تشمل كل شيء بدءا من دوائر الصحة في البلدية وتنظيم عمال النفايات, وانتهاء بتداول السلطة في الثورة التي عجزت لغة ونسي رجالها أنهم شاخوا وان العمر يمضي وان عقودا مرت وهم متربعون على نفس الأحصنة الخشبية الهشة فالخشب يا سيدي يصيبه السوس أن لم يتم صيانته وتجديده ويبدو أنهم لا يسمعوا صراخنا من الم الظهور فالاحلسة " الحلس غطاء لظهر الحمار يستخدم للركوب على الحمير من قبل أصحابها- التي يستخدمونها منذ عقود اهترات وأدمت ظهورنا دون أن ينتبهوا لصراخنا, أن انزلو ا ولو قليلا لإصلاح الاحلسة حتى نحتملكم أكثر وذلك اضعف الإيمان.
بصفتي رئيسا غير منتخب من احد لمنظمة البطالة المقنعة ودون أن يعلم حتى أعضائها الذين سجلتهم فيها على غير رغبتهم أيضا قررت أن أقدم استقالتي وباسمهم أولئك المغيبين جميعا لأسهل عليكم مهمتكم, فلا يعقل أن تبنى المؤسسات بأمثالي فانا مثلا يا سيدي عينت منذ سنين وسنين وطبعا بالواسطة سائقا على إحدى المعدات ويشهد الله أنني لم أقد تلك الآلة الضخمة إلا ساعتين في كل هذه السنوات وقد أصابني الصدأ وإياها فنسيت قيادتها ونسينا أن حركتها ضرورية لاستمرارها في العيش, أما على صعيد ممارستي اليومية لوظيفتي فكل ما أفعله وزملائي أنني احضر يوميا إلى الدائرة من قريتي وادفع أجرة التاكسي التي يذهب معظمها إلى تضخيم فاتورتنا من الوقود يوميا بسببي وسبب أمثالي إلا مديرنا حفظه الله فهو لديه سيارة حديثة أصدقك القول أنها لا تشارك في تلويث البيئة كثيرا بسبب حداثتها وعدم استخدامها إلا للشؤون الشخصية وأصدقك القول أيضا أنني لا اعرف أين يلوث مديرنا فهو ي غلق باب مكتبه على نفسه بعد حفلة الإفطار ويتسمر أمام شاشة الحاسوب حتى انتهاء الدوام وقد يكون يتابع آخر الأخبار أو المكتشفات العلمية التي تخص دائرتنا أو يناقش بقضايا الوطن أو يتابع الأمور مع المدراء من أمثاله في محافظات الوطن وخصوصا في غزة فالسرية مطلوبة في هذه الحال ولا اعتقد ان مديرنا تعلم طوال تلك السنوات استخدام الانترنت لأمور لا يعلمها إلا الراسخون في علم الانترنت, أما نحن وأمثالي فنتقاسم استخدام الهاتف للاطمئنان على حال الوطن كل حسب طريقته وقد أقنعني احدهم أو قبلت الاقتناع بخباثة بان لا ضير من استخدام الهاتف كثيرا لأن شركة الاتصالات ملك للسلطة فنحن لا نحمل السلطة فاتورة الهاتف ولا فاتورة الماء ولا الكهرباء ولا ولا!!!.
زميل آخر لي عين مرافقا لقائد توفاه الله فظل هو في منصبه وانتقل الرجل للسكن في مدفنة قريته فافتتح دكانا بجانب المقبرة يرافقها تبريرا لأجره, وآخر عين سائقا فرحل معلمه وتلفت السيارة فظل يلف في شوارع المدينة التي يسكنها ممارسا لمهنة السائق ولكن على قدميه, لكن المصيبة في ابن الشهيد الذي عين في إحدى البلديات في نفس المهنة التي كان يشغلها والده حين استشهد فعلا وهو على رأس عمله وحين ارتأت تلك البلدية تصحيح الحال كان أول من تخلصت منهم ذلك الرجل الذي لا أوراق ملونة لديه بهذا اللون أو ذاك, لا لون فصيل ولا لون زعيم ولا لون عشيرة فشهادة والده لم تكن ممهورة بختم احد بل باسم وظيفته, وهكذا وجد ابنه المعيل للأسرة نفسه في الشارع ضحية حملة سموها تطهير فطهرت المدينة منه وأبقتهم أبقاهم الله ... بينما أصبح هو عاطلا عن العمل فعلا وحين طرق الأبواب باحثا عن واسطة لحالته بات كل الناس لا يؤمنون في الواسطة أبدا, وان ال شعار الصحيح هو الرجل المناسب في المكان المناسب وان الجميع مناسب إلا هذا الشاب وأسرته فما رأيكم يا دولة الرئيس أن غيابي وأعضاء منظمتي مفيد لبناء المؤسسة تماما كإعادة هذا الشاب إلى مكان والده حارسا ليليا يمارس الحراسة فعلا لأملاك المدينة لا لأملاكه فلا أملاك تركها له الحارس الشهيد.
سيدي دولة الرئيس
لا أخفيك يا سيدي الرئيس أنني أوقع كتاب استقالتي ويدي ترتجف لأسباب عدة منها أنني أخشى أولا أن تستجيب لطلبي فتقع براسي وحدي ولا تطال سواي فأصبح بطلا على طريقة الشهيد الحارس الفعلي لأملاك المدينة, فسنين مهنة البطالة جعلتني لا أتقن عملا ولا أطيق العمل من أصله, فلقد امتهنت التنبلة والخمول فمن أين ستاتيني القوة للعودة للعمل فعلا وقد طابت لي حياة العبث واستلام الراتب دون جهد, حتى أبنائي باتوا يتندرون علي متسائلين عن سبب وجود راتبي الشهري وأظنهم في جوهر الأمر يتعلمون مني وينتظرون ومن مثلهم دورهم للحلول مكاني في مهنة التنبلة الرسمية هذه فبمن ستحارب معركتك التي أعلنت ببناء مؤسسات الدولة الموعودة إذن إذا كان جيشك من التنابلة أمثالي وأمثال من يعتبروني مثلهم الآعلى غدا أنا وغيري من اعضاء فصيلي العاملين بمهنة البطالة الضارة والمكلفة على خزينة السلطة اكثر من العاملين فعلا والأخطر يا دولة الرئيس ان موظفيك التنابلة من زملائي ل ا يكتفون بتنبلتهم بل هم يشكلون خطرا حتى على من يرغبون في العمل فيعيقوهم ويحبطوهم ويدفعونهم للانضمام لفصيلهم فمن ذاك البطل الذي سيواصل العمل وهو يتعثر اينما ذهب بنا وبأمثالنا.
سيدي دولة الرئيس
قبل أيام كتبت البطلة الجزائرية الرمز جميلة بوحيرد رسالة إلى الرئيس الجزائري قالت فيها " "أطلب منكم أن تتوقفوا عن إهانتنا، وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضئيل، وذلك حتى نُكمل الوقت القليل الباقي لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الأدنى من الكرامة", وكم أخشى يا سيدي أن يكون هذا الحال غدا نصيب مناضلينا أيضا ممن لم تصلهم يوما الأوراق الملونة ولم يحظوا بالمناصب التي وزعت بالجملة وبقوا هم عرضة لكل عوز والكارثة أن بعضهم وصل سن الشيخوخة دون أن يجد من يهتم لأمره وهو من كان قدم زهرة عمره في سبيلنا فأي مؤسسات تلك التي قد تكون وهؤلاء يفتقدون رغيف الخبز وعلبة الدواء, ألا تخشى يا سيدي أن يأتي ذلك اليوم الذي سيصرخ به مناضل فلسطيني بصرخة جميلة بوحيرد ولا يجد من يغيثه, جميلة بوحيرد وجهت أيضا رسالة استغاثة إلى شعبها قالت لهم فيها "أجد نفسي اليوم في وضعية جدّ حرجة. مريضة. نصحني الأطباء بإجراء ثلاث عمليات جراحية. صعبة ومكلفة. لكن لا أستطيع تحمّل تكاليفها. منحة التقاعد ومعاش الحرب المتواضع لا يغطيان احتياجات العمليات الجراحية", ثم تتابع طالبة منهم "مساعدتي ضمن إطار إمكاناتكم", وأنت تعلم يا سيدي ضآلة المعاش الغير مضمون الذي يتلقاه الأسرى المحررون ممن لم يحالفهم الحظ بخطف منصب أو رتبة, فكيف تتصورون حالهم غدا والى من سيكتبون وهل سيصيبهم ما أصاب بوحيرد وما أدراك ما بوحيرد بطلة العرب ورمز مناضلي الأرض في سبيل الحرية بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو معتقدهم, هذا هو حال جميلة اليوم ونحن نعيش حالة الخوف من أن يصيب مناضلينا ما أصابها فلا مؤسسات دون الإنسان ولا دولة إن لم تكن كرامة البشر عنوانها ولا استقلال إن لم يعش من كافحوا في سبيله أيام عجزهم بكرامة وإلا لما صرخت جميلة برسالتها بالقول " الجزائر التي أردتها مستقلة " وكأن جميلة اليوم بعد نصف قرن على استقلال الجزائر تشكك بحقيقته لان الاستقلال ليس وثيقة ولا إعلان ولا رموز ورقية بل حقائق حي ة على الأرض تعلوها كرامة أهلها, وأي كرامة وأنا التقيت قبل سنين بأحد رموز ثورة 1936 يعمل مساعدا لسائق احد الباصات العامة " كنترول " على خط عمان الزرقاء, وأي كرامة يا سيدي يمكن أن تكون وسيدة من الضفة تنوح على مرأى ومسمع من كل العالم لان أطفالها في غزة لا تستطيع احتضانهم, ولان أبا في غزة لا يدري حال ابنته في الضفة, ليس للأمر علاقة بالرؤى السياسية والخلافات العقائدية والمنهجية بين هذا الفصيل وذاك, بل بنا نحن بني البشر الذي تقول أوراق حقوق الإنسان أن لنا الحق بالعيش الكريم وتأسيس الأسر والعمل والتنقل والسكن بحرية فأين هي هذه الحرية يا سيدي ونحن نضع فوق طوق الاحتلال أطواق وأطواق تطال الفقراء وعامة الناس فقط.
أسالك بالله يا سيدي أن تجيبني على سؤال بمن سنحقق الاستقلال على الأرض وبمن ستبني المؤسسات إن لم يتحرر إنساننا أولا من كل ما علق به من دمار فالمعلم الذي أتقن يوما كيف ينافق تلميذه ليحصل على رضاه بالعلامات وتسريب الأسئلة أم بالتلميذ الذي أتقن النجاح الكاذب أم بالموظف أمثالي الذي لم يتقن عملا يوما لأنه أتقن فن أن لا يعمل, من لغة الشحدة التي بات غالبيتنا يتقنها أكثر من اسمه, بمن ستؤسس للدولة القادمة؟, بأمراء الفصائل العشائر وأعضاء هيئاتهم ولجانهم المركزية ومكاتبهم السياسية الذين يزيد تعدادهم عن عدد مواطني بعض الدول وهؤلاء يدركون جيدا أن اليوم الأول للاستقلال على الأرض هو نفسه اليوم الأخير لإماراتهم فهم يفضلون أن يأتي الاستقلال بعد رحيلهم عن الأرض قطعا, بمن ستبني إذن بوكلاء الأجانب من كل لون وشكل والذين تفوق طلباتهم للعمل كوكلاء كل طلبات التوظيف على مكتبكم ومكاتب زملائكم الوزراء مجتمعين, لا شيء يمكن ان يبنى بمرتزقة وعا طلين عن العمل بالوراثة الأخطر وهي وراثة الثورة ففي بلادنا فقط يتباهى المرء براتبه دون مقابل بل ويبحث عن أكثر من مصدر لأكثر من راتب ويعددها علنا وعلى رؤوس الأشهاد ودون خجل, وفي بلادنا فقط جرؤ البعض مثلا أن يطالب بالسماح بالسيارات المسروقة بل ويطالب رسميا بإيجاد البديل لها إن تم سحبها أو منعه من تشغيلها كتاكسي عمومي ويخرج متظاهرا بيافطات تتحدث عن قوت أبناءه وبلغة ثورية يعجز عنها جيفارا رحمه الله الذي ارتاح من العيش في زمن كان سيسمع به ما اكتبه إليك اليوم.
سيدي دولة الرئيس
أرجو أن تكون قد هدأت قليلا من صدمة تقديم استقالتي وان لا تكون قد أخذت الأمر على محمل الجد فلا مهنة أتقنها عدى مهنة التسول هذه وان فعلت وقبلت استقالتي فسيعني ذلك أن أغفو كل صباح حتى الظهيرة, وان لا عمل لدي وأنني سأتنازل عن فعل التحدث المجاني بالهاتف يوميا وتقديم النموذج الأسوأ لكل شاب قادم بروح مقبلة على الحياة والعمل ولذا اقترح على سيادتكم حلا لازمتكم بنا وهو أن يتم عزلنا -فالقتل حرام وأنا لست بطل لأضحي بحالي- في معازل خاصة حتى يتوقف تأثيرنا السيئ والفاسد على الجيل القادم ونترك لمن يرغب بالعمل على الأرض فعلا حيا أن ينجح, وشكرا.
|