أنهت بعثة المحاميين النرويجيين التابعة لفرع النرويج في التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب(إيكاوس) عملها ظهر اليوم الخميس الموافق 11 حزيران 2009، بعقد مؤتمرا صحفياً بقاعة مطعم لاتيرنا، بهدف توضيح طبيعة مهمة البعثة التي ضمت خمسة محاميين نرويجيين، وهم : لؤي ديب، بول هادلر، بنت أندرسن، جير هوان، هيرالد ستابل، شل بيرغ فيل، كما ضمت البعثة الدكتور هيثم مناع، المنسق العام للتحالف، الذي تمكن من الالتحاق بالبعثة بعد يوم واحد من وصولها قطاع غزة يوم الأحد الموافق 07 حزيران 2009.

استضافت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بعثة المحاميين بناءً على تنسيق مع التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب، حيث تعتبر مؤسسة الضمير من المؤسسات الراعية والمنشاة لهذا التحالف الذي يسعي لتفعيل مختلف وسائل وآليات القانون الدولي من أجل الانتصار لضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتجدر الإشارة بان التحالف الدولي يضم في عضويته من أكثر من 350 منظمة مدنية وحقوقية من كافة إنحاء العالم.

أعدت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان برنامجاً متكاملاً لزيارة البعثة ونسقت لجميع جولاتهم الميدانية وقدمت لهم كافه أوجه الدعم اللوجستي خلال فترة مكوث البعثة في قطاع غزة، حيث قام أعضاء البعثة بالتقاء مع الشخصيات الرسمية والسياسية، وممثلين عن منظمات المجتمع الدولي، وكما التقوا مع جميع ذوي الضحايا الذين وكلوا مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان لمتابعة قضاياهم بالتعاون مع التحالف وفريق المحاميين النرويجيين، هؤلاء المحاميين الذين تقدموا باسم هؤلاء الضحايا وغيرهم  بشكوى قضائية إلي هيئة الادعاء العام ممثلة بالمدعي العام الوطني النرويجي، وذلك بتاريخ 22 ابريل 2009، وهنا يجدر القول بان مؤسسة الضمير كانت قد سلمت بتاريخ 06 ابريل 2009 هؤلاء المحاميين وكالات قضائية لـ 19 ضحية، كان ذويهم قد أوكلوا المؤسسة بمتابعة قضياهم لدي المحاكم الوطنية صاحبة الولاية الجنائية العالمية والمحكمة الجنائية الدولية.

بدأت البعثة عملها فور وصولها إلي قطاع غزة مساء يوم الأحد الماضي، حيث استمعت بمقر مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان للأستاذ/ خليل أبو شماله، الذي قدم عرضاً تفصيلياً حول النتائج المؤلمة التي رتبها العدوان الإسرائيلي واستمرار الحصار على قطاع غزة، وأوضح رغبة المؤسسة في انتصار القانون الدولي لضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كما اطلع أعضاء البعثة على الجهود التي بذلتها ومازلت تبذلها المؤسسة في سبيل حماية حقوق الضحايا ، وفي صباح يوم الاثنين الموافق 08 حزيران 2009 عقدت البعثة عدت اجتماعات متتالية برفقة محامي المؤسسة الأستاذ سامر موسى، كان أولها في المجلس التشريعي بحضور كلا من : الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالنيابة، والنائبين صلاح البردويل، و أحمد أبو حلبية، والدكتور نافذ المدهون، ومن ثمة عقدت اجتماعاً ثان في مقر اللجنة المركزية للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وذلك بحضور القاضي ضياء الدين المدهون، رئيس اللجنة، والقاضي أشرف نصر الله، وفي ساعات ظهر اليوم الأول اجتمعت البعثة بالأستاذ محمد فرج الغول وزير العدل وذلك بمقر الوزارة المؤقت الكائن بوزارة شؤون الأسرى والمحررين، وفي ساعات مساء اليوم الأول عقدت البعثة اجتماعاً موسعا مع قيادات العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني وذلك بمقر مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، وفي آخر نشاطات اليوم الأول اجتمعت البعثة مع مسئوله المكتب المساعدات النرويجية في قطاع غزة.

في ثاني أيام زيارتها، نفذت البعثة جولة ميدانية برفقة طاقم البحث الميداني للمؤسسة، حيث زارت خلالها مقر شرطة الجوازات وتلقت شرحا مفصلا من قبل العقيد أبو عبيدة الجراح، مدير عام الشرطة، والرائد إسلام شهوان، الناطق الإعلامي للشرطة، حول الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الحربي بحق أفراد الشرطة المدنية، ومن ثمة انتقلت لزيارة مقر مجمع الوزارات المدمر، حيث التقت هنالك بالمهندس/ إيهاب الغصين، الناطق الإعلامي والرسمي لوزارة الداخلية، ومن ثمة تلقت شرحا عاما من قبل كلا من الدكتور كمالين شعت،رئيس الجامعة، والدكتور رفعت رستم، والدكتور رائد صالحة، والدكتور حسام عايش، حول نتائج العدوان على الجامعة الإسلامية وذلك مقابل مبني المختبرات المدمر، كما زار أعضاء البعثة مقر مستشفي القدس التابعة لجمعة الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث استمعوا من قبل الدكتور نبيل دياب، والدكتور بشار مراد، لحيثيات الاعتداء الإسرائيلي على المستشفي.

وفي ساعات ظهر اليوم نفسه نفذ أعضاء البعثة زيارة ميدانية لكلا من شركة ومصنع بلبل للغاز، مقر الشركة الهندسية للباطون، ومن ثمة انتقلوا لمشاهدة مسرح جريمة قتل عدد كبير من أفراد عائلة السموني، واستمعوا خلال الزيارة لظروف قتل هؤلاء المدنيين بدم بادر من قبل قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، كما نفذت البعثة لزيارة لمسجد طه وتلقت هنالك شرحا موضحا حول سياسة دولة الاحتلال باستهداف دور العبادة من قبل الدكتور عبد الله أبو جربوع، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كما زارت البعثة  منزل والد الضحية الطفل محمد باسم شقورة، ومنزل عائلة ديب، باعتبارهم موكلين لأعضاء البعثة، وقد استمعوا منهم لظروف قتل ذويهم، كما نفذت البعثة زيارة ميدانية لمدرسة بيت لاهيا المشتركة، التي استهدفها القصف الإسرائيلي أثناء العدوان وقتل خلالها عدد من المدنيين النازحين لها.

وفي ساعات مساء اليوم نفسه اجتمع أعضاء البعثة برفقة الأستاذ خليل أبو شماله والدكتور هيثم مناع، بالسيد إسماعيل هنية، رئيس مجلس الوزراء في قطاع غزة، بحضور الوزير زياد الظاظا، والمستشار يوسف رزقة، حيث رحب الرئيس الوزراء بالبعثة وشكر جهود أعضائها،وقدم لها شرحا مفصلا حول نتائج وآثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما التقي أعضاء البعثة بكافه ذوي الضحايا الموكلين لهم ولمؤسسة الضمير، وتناقشوا معهم حول السبل القانونية والقضائية المتاحة لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام القضاء النرويجي، وفضلاً عن ذلك استمعوا لحيثيات قتل ذوي هؤلاء الموكلين.

في ثالث أيام الزيارة، في ساعات الصباح منه تجول أعضاء البعثة في منطقة عزبة عبد ربه، وطلعوا عن قرب على جميع الآثار العدوان على المنطقة وبشكل خاص على شركة أبو عيده للباطون ومواد البناء، ومن ثمة عقد أعضاء البعثة اجتماعاً مع الأستاذ سمير زقوت وذلك بمقر مركز الميزان لحقوق الإنسان، كما عقدوا اجتماعيين متتاليين مع كلا من الأستاذ جميل المجدلاوي، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، والأستاذ المحامي يونس الجرو، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الضمير، وفي ساعات مساء اليوم نفسة التقوا بكلاً من الأستاذ تيسير محسين، والأستاذ عبد العزيز أبو القرايا، والأستاذ امجد الشوا وذلك بمقر شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية.

ومن المقرر أن يغادر أعضاء بعثة المحاميين قطاع غزة عبر معبر رفح البري ساعات عصر اليوم الخميس الموافق 11 حزيران 2009،  بعد أن أنهت البعثة عملها، الذي كان يهدف إلي استكمال التحقيقات في جرائم الحرب التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على غزة، من اجل تفعيل السبل القضائية المتاحة أمامهم قصد مسائلة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، كما كانت تهدف زيارتهم إلى قطاع غزة من اجل استكمال العمل على التقرير القانوني حول العدوان الإسرائيلي  والجرائم التي ارتكبت خلاله، والذي سيقدم في الاجتماع المزمع عقده بتاريخ 17 من الشهر الجاري، حيث أن التحالف الدولي لمسائلة مجرمي كان قد دعا جميع البعثات السابقة وعلى رأسها بعثة تقصي الحقائق المستقلة التي شكلها مجلس حقوق الإنسان إلى غزة، و لجنة تقصي الحقائق حول جرائم الحرب الإسرائيلية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، والبعثات الاخرى، وذلك لاستكمال العمل بشكل موحد في سبيل تقديم تقرير واف وكامل لمجلس حقوق الإنسان العالمي في جنيف.

ويذكر بان مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان قد سلمت عبر منسق برنامج المساعدة القانونية الأستاذ سامر موسى، الدكتور هيثم مناع منسق عام التحالف الدولي، 22 ملف لقضايا تتابعها المؤسسة تتعلق بضحايا قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي، تضم هذه الملفات 51 ضحية، مرفق معها تقريرا يوضح أسماء الضحايا وأعمارهم ومحل سكنهم، وأسماء الموكلين، والوقائع مختصرة، والسلاح المستخدم في الجريمة وفقا ادعاء ذوي الضحايا، ومكان وزمان وقوع الجريمة، وإفادة مقدم القضية " الوكيل "، وروايات الشهود، وكافة الأوراق الثبوتية والتقارير الطبية والوثائق الرسمية، وصور فوتوغرافية.

انتهى،،،

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان - غزة