أمس.. حلت الذكرى الثانية والأربعون لنكسة يونيو 67. وفي مثل هذا اليوم من العام نفسه كانت القوات الإسرائيلية تقترب من احتلال القدس الشرقية وأولى القبلتين. لم ينم سكان المدينة المقدسة مع أول أيام العدوان الذي نال من ثلاث دول عربية في آن وهي دول المواجهة مع إسرائيل. تابعوا في مساء الخامس من يونيو ما حدث، ولم تكن بيانات الحرب الصادرة عن الجانب العربي تكشف الحقيقة في اليوم الأول من العدوان.

الموقع الالكتروني لمؤسسة القدس الدولية يشير في مقال للدكتور زكريا إبراهيم السنوار إلى أنه قبل منتصف ليلة 5/6 يونيو، بدأ قصف مدينة القدس، وتدمير المواقع العربيّة، وتقدّمت كتيبة من جهة الشمال مهاجمةً حيّ الشيخ جراح، ويذكر الإسرائيليون أنّ القوات الأردنية قاتلت قتالاً شرساً على مدى أربع ساعات، وبعدها اقتحمت القوات «الإسرائيلية المدينة، وسيطرت فجْراً على المنطقة الواقعة بين سور المدينة وجبل سكوبس وتل أوغستا فيكتوريا المواجهة لسور المدينة القديم. وفي اتجاهٍ آخر كانت قوات لواء «هريئيل» تحتلّ منطقة النبي صموئيل، لتعزّز الوجود «الإسرائيلي» على طريق القدس- رام الله. وأصبحت قوات (مردخاي غور) جاهزة للمعركة الأخيرة في القدس، ووصل القائد الأردني العميد عطا علي قائد اللواء 27 (مشاة)، إلى الاقتناع بأنه من غير الممكن مواصلة القتال، فبدأ بسحب قواته بشكلٍ تدريجي. فيما كانت القوات الإسرائيلية تتقدّم نحو البلدة القديمة، وأفشلت أيّ إمدادٍ أردني لها، ووصلت طلائع هذه القوات إلى حائط البراق الساعة العاشرة من صباح السابع من يونيو ودخلت ساحات المسجد الأقصى، واحتفلت بهذا (النصر التاريخي) وعربد الجنود، وشربوا الخمر في ساحات الأقصى المبارك احتفالاً واحتفاءً. وظهر وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه ديان وفي صحبته رئيس أركانه اسحق رابين ليقول على الملأ: «لقد استولينا على أورشليم ونحن في طريقنا إلى بابل».وهكذا أصبح المسجد الأقصى المبارك، منذ ذلك اليوم السابع من يونيو 1967 تحت الاحتلال الإسرائيلي. ولا ننسى أنه في عام 1980 أعلنت الحكومة الإسرائيلية القدس بشطريها العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل. وفي عام 1993 أعلنت الدولة العبرية عن مخطط القدس الكبرى التي تمتد على مساحة 600 كم2 (10% من إجمالي مساحة الضفة الغربية) لتمتد من بيت شيمش غربا حتى أريحا والبحر الميت شرقا ومن كفار عتصيون جنوبا (الحدود الشمالية لمحافظة الخليل) حتى رام الله شمالا. وتم بناء 34 مستوطنة يهودية في القدس الشرقية. وتشكل هذه المستوطنات حزامين حول القدس، الأول الحزام الداخلي في داخل القدس الشرقية وعدد مستعمراته 16 والثاني الحزام الخارجي خارج حدود القدس الشرقية وعدد مستعمراته 18 وتحتل المستوطنات ما مساحته 38 كم2. بالإضافة إلى ذلك فقد تم إنشاء 18 موقعا استيطانيا عشوائيا خلال الفترة من 1996 حتى 2005. ويبلغ طول الطرق الالتفافية التي أقيمت في داخل وحول القدس لربط هذا المستعمرات ببعضها حوالي 91 كم. ويتسبب هذا الوضع بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني وقطع الضفة الغربية إلى نصفين. بالأرقام، يمكن معرفة بداية ما لحق بالمدينة المقدسة منذ قيام الدولة العبرية. يقول تقرير لمركز أبحاث الأراضي (القدس)، في نهاية الانتداب البريطاني عام 1948 كانت مساحة القدس 5. 19 كم2. وفي حرب 1948 تم تدمير 38 قرية فلسطينية في القدس الغربية وتهجير 80 ألف فلسطيني مقدسي من بيوتهم وممتلكاتهم. وبعد اتفاقية الهدنة في عام 1949 قُسمت المدينة. فضمت إسرائيل 16 كم2 للمناطق المحتلة سنة 1948 (82% من المساحة الإجمالية). وبقي من حدود القدس 5. 2 كم2 ضمن حدود الضفة الغربية تحت الحكم الأردني (12% من المساحة الإجمالية) وإعلان 1 كم2 منطقة حرام تحت سيطرة قوات الأمم المتحدة (5% من المساحة الإجمالية). ثم قامت إسرائيل بتوسيع حدود القدس الغربية خلال الفترة من عام 1948 حتى عدوان يوينو 1967 لتبلغ 38 كم2. وفي 28 يونيو 67، قامت إسرائيل بضم ما مساحته 71 كم2 من أراضي القدس الواقعة في الضفة الغربية إلى القدس الغربية لتصبح المساحة الإجمالية 109 كم2. وخلال عدوان 67، تم تدمير القرى العربية الثلاث المتبقية في القدس الغربية وهي عمواس وبيت نوبا ويالو وترحيل سكانها. كما تم تدمير حي باب المغاربة ( حوالي 125 مسكن ومسجد واحد) في البلدة القديمة وتهجير سكانه إلى مناطق أخرى خارج أسوار البلدة القديمة لبناء ساحة حائط المبكى والحي اليهودي. الأرقام تقول أيضا، أن عدد الفلسطينيين في القدس الشرقية في 1967 حوالي 70 ألف نسمة. وبلغ عدد المستوطنين اليهود في القدس الشرقية قبل عدوان 67 صفرا. وفي عام 2005 بلغ عدد الفلسطينيين 251 ألف نسمة. وبلغ عدد المستوطنين اليهود في 218 ألفاً. وحاليا هناك خطة إسرائيلية شاملة «القدس الموحدة إلى عام 2020». جاءت هذه الخطة لمواجهة الازدياد السكاني الفلسطيني في المدينة. وهدفها استمرار هيمنة اليهود على القطاع الشرقي وضمان أغلبية مطلقة لليهود في المدينة بنسبة تزيد على 70%. أي 70 يهوديا مقابل كل 30 عربيا.

 

جريدة البيان الاماراتية