تستعين الإدارة الأمريكية لتنفيذ مشروعها الإمبراطوري الإستعماري في العالم بعدة منظمات عاملة في مجال حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية ومن هذه المنظمات منظمة "فريدم هاوس" أو بيت الحرية التي أسستها زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت السيدة ألينور روزفلت سنة 1941 تحت شعار: "أولوية الديمقراطية وحقوق الإنسان في تشكيل السياسة الأمريكية" وساعدها في ذلك المحامي الأمريكي والمرشح السابق لمقعد الرئاسة الأمريكية ويندل ويلكيلي ووضعت لها عدة أهداف ظاهرها براق بينما هي تحمل بين طياتها السم الزعاف من ذلك مساندة الديمقراطية وإنشاء مؤسسات الديمقراطية علي مستوى العالم، الدفاع عن سيادة القانون ، تشجيع مساءلة الحكومات من قبل مواطنيها ، تشجيع حرية التعبير والاعتقاد ،احترام حقوق الأقليات والنساء...
وتتلقى منظمة "فريدم هاوس" التي يسيطر عليها الآن المحافظون الجدد واللوبي الصهيوني الكثير من التمويل من الحكومة الأمريكية وخصوصا منNational Endowment for Democracy NEDالوقفية القومية للديمقراطية) إذ بلغت ميزانيتها سنة 2004 حوالي 8.5 مليون دولار لتقوم بعد ذلك بدفع تلك الأموال لاحقا للعديد من الأفراد والمنظمات والهيئات القومية والمحلية الأخرى في دول العالم لتنفيذ أو الترويج لسياسات محافظة يمينية ولإيديولوجيا "حداثة الصهيونية " ويرئسها جيمس وولسي، رئيس الاستخبارات الأميركية السابق، والذي نادى من قبل بحرب عالمية رابعة والذي كتب عن العرب في 13 أفريل 2003 يجريدة "جلاسجو ساندي هيرالد" إبان الحملة المسعورة للعدوان على العراق وإحتلاله:"الخوف فقط سوف يعيد الاحترام العربي لنا...نحن نحتاج إلى بعض الميكيافيلية". ويضم مجلس أمناء المنظمة أقطاب المحافظين الجدد واليمين المتصهين وفي مقدمتهم صموئيل هنتغتون صاحب نظرية "صراع الحضارات " وتصدر تقارير سنوية تعتبر فيها أن دولة العدو الصهيوني هي الدولة الحرة والديمقراطية الوحيدة في المنطقة (التقرير السنوي للمنظمة لسنة 2008) ضاربة عرض الحائط بكل التقارير الدولية الأخرى والتي تتحدث عن جرائم الحرب التي إقترفها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين وآخرها عدوانه على غزة مما دفع مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» نهاد عوض للقول :" إن مؤسسات بحثية مثل” فريدم هاوس” لا تتمتع بمصداقية بحثية وسياسية حتى تسبب الازعاج".
ورغم إنكشاف الطبيعة الحقيقية لمنظمة "فريدم هاوس " أمام الجميع وجدت موطئ قدم لها هنا في تونس وبالتحديد في قطاع المحاماة عبر مشاركة وفد من المحامين في بعض الدورات التدريبية التي نظمتها المنظمة سنة 2007 في كل من المغرب وكندا التي مكثوا فيها أكثر من شهرين ،والمفزع الذي يجعلنا ندق ناقوس الخطر ويستوجب تدخل هياكل مهنة المحاماة والمحامين عموما لإيقاف هذا التمشي السرطاني هو عمل هذه المجموعة على إستقطاب المحامين المتمرنين والشبان وحتى لا تفتك قلاع المحاماة الحصينة من الداخل .
وإذا أردتم معرفة من هم هؤلاء المحامون المتعاملون مع منظمة فريدم هاوس فلن تتعبوا أنفسكم كثيرا فقط هناك خيط سميك يجمعهم :
فهم من جماعة اللاءات الثلاث ،لا طعم لا لون لا رائحة أو بالأحرى فهم ليسوا شيوعيين ولا إسلاميين ولا قوميين ولا حتى تجمعيين ..فهم أعداء السياسة والإيديولوجيا كما تشبعوا من أستاذهم المحافظ الجديد فرانسيس فوكوياما صاحب "نهاية التاريخ وخاتم البشر ".
بعضهم وشح صدره بصورة باراك أوباما بعد فوز هذا الأخير في إنتخابات الرئاسة الأمريكية ومشى مشية المنتصر في شارع باب بنات..
هم من تخصص في ترويج الإشاعات المقززة التي تقشعر منها الأبدان داخل قطاع المحاماة ،ولا يتورعون عن كتابة المقالات غير الممضاة أو الممضاة بأسماء مستعارة والتي تقطر إبتذالا وإسفافا إذ ليست لهم الجرأة والشجاعة ليعبروا عن أرائهم مباشرة بل يتسترون وراء يافطات براقة كما تتستر الإدارة الأمريكية والمحافظين الجدد وراء منظمة "فريدم هاوس " وأهدافها البراقة التي تبهر الأبصار... ،وحين حاولوا تمرير عريضة ضد هياكل المهنة قبل الجلسة العامة السنوية الفارطة خارج الأسلوب الديمقراطي المتعارف عليه داخل قطاع المحاماة لم يتحصلوا سوى على 37 إمضاء !!من أصل أكثر من ستة آلاف محامي تونسي.
هم من دافع في المعركة الأخيرة حول مشاركة بعض المحامين في البرامج التلفزية الصفراء عن الإعلام الأصفر وعن التشهير بزميلهم وإفشاء أسرار ملفات التأديب وخرق القانون والضرب عرض الحائط بأخلاقيات مهنتي المحاماة والصحافة...
البعض منهم يخشى الصندوق الإنتخابي للمحاماة ويهابه ولا يقترب منه ترشحا ومن ترشح منهم لهياكل المهنة أو لجمعية المحامين الشبان كان عدد الأصوات التي يتحصل عليها تعادل عددهم فيلفظهم الصندوق الديمقراطي كما تلفظ النواة ..
وهم إذا تكلموا في الجلسات العامة للمحامين علا صوتهم بالسب والشتم والذم والكلام البذئ تجاه كل من خالفهم الرأي وتجاه هياكل مهنة المحاماة ،تشبعوا من سياسة الفوضى الخلاقة التي تمارسها الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية فيسعون جاهدين لنقل هذه الأجندة لتونس وبث هذه الفوضى بقطاع المحاماة ..
هم من دافع عن المحامي المتصهين سهيل فتوح صاحب الباع الطويل والمقالات في الدفاع عن العدو الصهيوني وعن عدم إحالته على مجلس التأديب بدعوى أنه يعبر عن رأيه المؤيد للصهيونية ولا داعي لنجعل منه ضحية وبطلا وبدعوى أن إتخاذ أي إجراء ضده سيثير حفيظة منظمات حقوق الإنسان والحريات الغربية وفي مقدمتها "فريدم هاوس " ضدناويتهمون المحاماة التونسية بمعاداة السامية ... وهذا ضوء أحمر ...فقف !
هل عرفتموهم ؟؟؟؟ .