كثيرة هي القضايا والإشكالات المتداخلة فيما بينها في وطني العربي المترامي الأطراف إلى الحد التي تغيب في لحظة ما أولويات هذه القضايا لأنها كلها مهمة
ولا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها ولقد عبر المشروع النهضوي العربي ببنوده الستة عن تكامل القضايا فيما بينها وحددها ب:
التجدد الحضاري
الوحدة العربية
الديمقراطية
التنمية المستقلة
العدالة الاجتماعية
الاستقلال الوطني والقومي
إذا مضمون المشروع النهضوي العربي واضح المعالم ولكن هناك عنصر مهم ومهم جدا وهو غياب الإنسان العربي
(المواطن) الذي سيقوم بهذه المهمة ومن اجله يقوم هذا المشروع
المشكلة الرئيسية في وطني العربي هو كيف تستعيد إنساننا ونستعيد ارتباطه بوطنه
الإنسان العربي يعيش انفصاما في الشخصية فهو ضد المشروع الأمريكي الصهيوني
انه ضد المشروع لكنه يحب الحياة وثقافة الحياة
هذه الثقافة تحتاج إلى مناخ من الحريات نفتقدها في وطني العربي جميعا بإستثاء لبنان والذي يحاول الجميع شرقا وغربا لخنقه وإعادته إلى أشقائه العرب؛..........
أولوية مشاريع الوطن العربي يجب أن تنصب حول مفهوم الحرية الفردية والاجتماعية وضرورة ترسيخ أساليب تليق بكرامة الإنسان ووجوده الإنساني
هذه الأولوية تضع اللبنة الأساسية
لمقاومة مشاريع الهيمنة
منذ عام 1948 ونحن نحاول التصدي للمشروع الصهيوني بأساليب متعددة سواء بالجيوش النظامية أو المقاومات الشعبية
تاريخ الصراع العربي الصهيوني يشهد على هذه السلسلة من المعارك الدائمة والتي بدأت منذ وعد بلفور
لابد من الاستمرار في معارك ساخنة مع هذا العدو ولكن هذا لا يمنع بل يفرض ضرورة وجود معايير واضحة لمفهوم الوطنية والقومية
1-هل استمرار حالة الطوارئ المفروضة في أقاليمنا العربية ومنها سوريا تنسجم مع الدعوة للوقوف ضد المشروع الأمريكي الصهيوني
2-هل اعتبار 7ايار يوما مجيدا في لبنان ينسجم مع بطولات حرب تموز؟
3-هل دعم حزب الله وحماس وحركات مقاومة أخرى تكفي عن ضرورة وجود مقاومة وطنية عندنا في سوريا ما دامت أراضينا محتلة
4-هل ينسجم خطاب إيران تجاه فلسطين مع استمرار احتلالها للاحواز والجزر الإماراتية الثلاث واعتبارها خط احمرا حوار فيه
5-هل ينسجم دور قطر في المصالحات العربية وجمع شمل العرب مع وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها
6-هل ينسجم عقد مؤتمر في دمشق لمناقشة العلاقات السورية اللبنانية مع بقاء معتقلين في السجون السورية اعتقلوا على أرضية رؤيتهم لطبيعة ما يجب أن تكون هذه العلاقة ؟.............
المفارقات كثيرة وأكثر مما تحصى وكلها دليل صارخ على ضرورة معيار واضح لتحديد الوطنية فالشعارات الكبيرة بل وحتى الأفعال الكبيرة من أجل فلسطين وحدها لا تكفي .................
فانا من تيار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة....................
ولكن هل يمكن أن تكون هناك معركة لتحرير فلسطين والمواطن العربي مغيب؟ ؟..................
الأولوية هو تحرير الإنسان وإعادة مفهوم المواطن له كي يستطيع الفعل
هل سنحتاج إلى عقود عربية أخرى كي نتخلص من الشعارات ونعمل من اجل واقع حر مستقل عادل فالشعارات مرتبطة ببعضها الحرية أولا ....الحرية أخيرا
لم يعد مقبولا أن يظل المشروع الأمريكي الصهيوني فزاعة للإنسان العربي تمنعه من مناقشة مشروعه النهضوي وأولوياته.
- قد تختلف الرؤى وقد تصل إلى حد الصدام ولكن لابد من الصبر على بعضنا فنحن جميعا من الوطن وإلى الوطن واختلاف الرؤى لايعني وجود خائن ووطني.
- الخائن هو من يدعي الحقيقة معه فقط وعلى الآخرين الالتحاق به
- الوطن يحتاج إلى طرح ونضال كل التصورات والرؤى فليس هناك من ثوابت أنبل من إنسان حر على أرضه ووطنه...
سوريا