في سياق جرائمها
المتصاعدة في قطاع غزة استهدفت قوات
الاحتلال سيارة إسعاف وبداخلها طاقمها
الطبي لتقتل طبيباً ومسعفاً وتصيب
سائق سيارة الإسعاف. وتشير حصيلة
الضحايا والخسائر الأولية التي رصدها
مركز الميزان لحقوق الإنسان منذ بداية
العدوان وحتى الساعة 11:30 من صباح
اليوم الأربعاء الموافق 31/12/2008
إلى أن قوات الاحتلال قتلت (315)
شخصاًَ من بينهم (41) طفلاً و(9)
سيدات، وأن عدد الجرحى بلغ (939)
جريحاً من بينهم (85) طفلاً و(52)
سيدة. وأن عدد المنازل التي دمرت
كلياً أو شبه كلي بلغ (112) منزلاً
وأن أكثر من (3500) منزل لحقت بها
أضرار جزئية متفاوتة، وبلغ عدد دور
العبادة التي دمرت (7) مساجد، المنشآت
التجارية والصناعية والزراعية المدمرة
(38)، والمراكز الأمنية (20) والمراكز
الحكومية (16) والمؤسسات الأهلية (9)
والسيارات الخاصة (8)، والمدارس (16).
وتواصلت الهجمات الجوية المكثفة التي
استهدفت أنحاء متفرقة من قطاع غزة على
مدار الساعة. ويشار إلى أن عشرات
الصواريخ استهدفت مناطق خالية وسط
أحياء سكنية مكتظة بالسكان، كما تضررت
عشرات المؤسسات الأهلية والدولية جراء
قصف أهداف حكومية مدنية قريبة منها.
وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية
فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية بصاروخ
واحد على الأقل عند حوالي الساعة 1:50
من فجر اليوم الأربعاء الموافق
31/12/2008 سيارة إسعاف يستقلها طاقم
مؤلف من ثلاثة أفراد وهم الدكتور
إيهاب عمر المدهون، (33 عاماً) وهو
مدير عيادة الزيتون في مدينة غزة،
والمسعف محمد سعيد أبو حصيرة، (30
عاماً)، والسائق حشمت عجور، (30
عاماً). وكان الطاقم الطبي متوجهاً
إلى منطقة جبل الريس الكائنة في شمال
شرق مدينة غزة حيث وردت أنباء عن سقوط
قتلى وجرحى في المكان، وعند وصولهم
إلى المنطقة وبمجرد ترجلهم من السيارة
استهدفهم صاروخ مما تسبب في مقتل
المسعف أبو حصيرة على الفور فيما فارق
الدكتور المدهون الحياة متأثراً
بجراحه صباح اليوم الأربعاء فيما وصفت
جراح السائق عجور بأنها خطيرة، وتم
إخلاء الشهيد والمصابين وتم نقلهم إلى
مستشفى كمال عدوان شمال القطاع. هذا
وتفاقمت معاناة القطاع الصحي بسبب عدد
الجرحى الكبير وفي ظل استمرار نقص حاد
في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب
الإغلاق الإسرائيلي المتواصل، المفروض
على الأراضي الفلسطينية المحتلة،
الأمر الذي هدد بوقف العمل في الكثير
من المرافق الصحية، وضاعف من معاناة
وآلام عدد كبير من الجرحى والمرضى
وأسهم في تدهور الحالة الصحية لعدد
كبير منهم. مركز الميزان لحقوق
الإنسان يجدد تأكيده - استناداً إلى
أعمال المراقبة التي يواصلها - أن
قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جرائم
حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويشدد على
أن قوات الاحتلال تركز في قصفها على
الأعيان المدنية وتستهدف الطواقم
الطبية ولا تكترث لحياة المدنيين بل
وتتعمد إيقاع القتلى والجرحى في
صفوفهم. ويشير المركز إلى أن قوات
الاحتلال تنتهك بشكل منظم قواعد
القانون الدولي الإنساني التي تنطبق
أثناء النزاع المسلح، ويرى في سلوك
هذه القوات خلال العدوان الحالي
انتهاكاً فظاً لاتفاقية جنيف الرابعة
المخصصة لحماية المدنيين في وقت
الحرب، التي أولت في موادها (15، 16،
17، 18، 19) اهتماماً خاصاً في عمليات
تنظيم خدمات الرعاية الصحية، وعمل
المستشفيات، فيما شددت المادة (20)
ضرورة احترام وحماية الأشخاص
المشاركين في البحث عن المدنين
والجرحى والمرضى والعجزة وحالات
الأمومة وفي إخلائهم ونقلهم والعناية
بهم. كما تجيز المادة (63) لجمعيات
الإغاثة كالهلال الأحمر أن تباشر
أنشطتها تحت حماية القانون الدولي.
عليه وأمام استمرار حالة الصمت الدولي
فإن المركز يطالب الأطراف السامية
الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة
بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب
الإسرائيلية المتصاعدة ضد السكان
المدنيين في قطاع غزة، ويدعو الأطراف
إلى عقد اجتماع عاجل للنظر في
التدابير الواجب اتخاذها إزاء تحلل
دولة الاحتلال من التزاماتها بموجب
الاتفاقية. كما يشدد المركز على أن
الدول الأطراف لا يجوز لها أن تكتفي
بالنداءات بل عليها اتخاذ خطوات فعلية
لوقف جرائم الحرب المتصاعدة وحماية
المدنيين. والمركز إذ يجدد إشادته
بالفعاليات الجماهيرية التي تحركت -
ولم تزل - للتضامن مع الضحايا في قطاع
غزة، فإنه يدعو مؤسسات المجتمع المدني
والنقابات إلى تفعيل جهودها الضاغطة
والرامية إلى دفع حكوماتها للتحرك
العاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكب
في القطاع ولاسيما وأن هذه الدول
عليها واجب قانوني للتحرك. انتهى