1. ترجمة دقيقة لمفهوم الدولة اليهودية
خطت العنصرية الاسرائيلية خطوة تصعيدية نوعية شديدة الخطورة. وبالامكان القول كذلك ان العنصرية المتراكمة في المجتمع الاسرائيلي سعت الى تحقيق رؤيتها باياديها هي. ففي الحي الشرقي من عكا وليلة يوم الغفران اليهودي وعلى مدار ايام ترجمت الجموع العنصرية بلغة الشارع الاسرائيلي كل معاني الدولة اليهودية ودولة اليهود ومخططات التهويد وكذلك لغة الدمغرافيا وما يسمى "الخطر الدمغرافي" ونزع الشرعية وتجريم العمل السياسي والمدني العربي الفلسطيني في البلاد.
وللحق يقال ان ترجمة الشارع العنصري المذكورة كانت دقيقة و"منطقية" تتناسب والواقع الاسرائيلي. التطهير العرقي المنظم هو تاريخيا في صميم المشروع الصهيوني والواقع الاسرائيلي وجوهرها الذي لم يتغير يوما وفي عكا هو نتاج الواقع الاسرائيلي.
وما جرى هو تحوّل الرأي العام العنصري من مواقف وسلوكيات واصوات وممارسة تعبر عنها عادة استطلاعات الراي العام او ملموسا جزئيا يتمثل باعتداءات وممارسات فردية، الى حركة عنصرية شعبية تحمل مشروعا للتطهير العرقي وفي هذه المرحلة في المدن الساحلية والمختلطة.
هذه الحركة تمارس مشروعها تحت اعين المؤسسة الاسرائيلية الامنية (الشرطة والمخابرات العامة - الشاباك) والمدنية على مستوى الوزاري والبلدي الرسمي وبدعم وتسويغ اعلاميين واسعين جدا. وعمليا خطت العنصرية الاسرائييلة الشعبية في عكا مرحلة تم فيها ازالة كوابح رسمية اساسية امام تحركها لتذكرنا بالعصابات الصهيونية قبل العام 1948 وان مثل هذه الممارسات ليست من ورائنا وان مواطنة دولة اسرائيل ليست امتيازا او حماية الا للمجتمع اليهودي، وما غير ذلك هو وهم يريدونا ان نسلك ضمنه ونضفي عليه الشرعية.
وقد اثبت جس نبض المؤسسة الحاكمة بأنها في نهاية المطاف وفي حال حدث توتر بين القانون المكتوب وبين الهجمات العنصرية فان تطويع القانون وارد وتوفير الحماية للعنصريين وذات الوقت حجبها عن الضحية وتجريم دورها هما النهج.
وفي حين تعامل رئيس بلدية عكا كرئيس لليهود وهاجم الجماهير العربية العكية، سعت الدولة ان تصوّر ذاتها بأنها طرف ثالث محايد في حين يوجد طرفان متصارعان يتحملان المسؤولية والدولة منها براء. وهذا عمليا ما عبر عنه في خطابه ذي النزعة الوصائية الكولونيالية المتهربة من المسؤولية رئيس اسرائيل شمعون بيرس عندما زار عكا في اعقاب العدوان العنصري، والانكى ان بيرس حاول تصوير العدوان وكأنه صراع ديني وان الحل هو من خلال حوار بين الاديان!! وبالطبع كما في اسرائيل فان الفرية الرسمية والشعبية والاعلامية ان العرب الفلسطينيين هم الذين استفزوا مشاعر اليهود. وان اليهود ضحايا السلوك العربي حتى وان كان التهجير والتطهير العرقي هو سلوك اليهود والضحايا هم العرب. ألا نذكر الرواية الاسرائيلية الاوسع بان النكبة الفلسطينية هي نتاج سلوك الفلسطينيين!!
لم يحضر المستوطنون من مجندي الخدمة التوراتية العسكرية في يشيفات ههسدير الى عكا وفق مخطط مسبق هم بادروا اليه، وانما احضرتهم الدولة وبلدية عكا ضمن مخطط الدولة ("تطوير") تهويد النقب والجليل والذي شكل عنصرا مركزيا في خطة شارون لفك الارتباط مع غزة. ان هؤلاء المئات الذين احضروا الى عكا وبالذات الى الاحياء حيث اقيمت من اجل اليهود ضمن حل جماعي ومشروع رسمي بلدي حكومي وعندما بدأت تنتقل اليها عائلات عربية بقواها الذاتية وضمن حل فردي لضائقتها الفردية والجماعية بدأت العائلات اليهودية تترك هذه الاحياء مفتشة عن احياء "افضل" اي يهودية صرف وفق المعجم الاسرائيلي. في حين تم احضار هؤلاء "طلاب" اليشيفاه الاشبه بالميليشيا من اجل وضع حد "للزحف" العربي الهارب من ضائقته القسرية ليس الا. وليس صدفة ان هذه المجموعات كانت جاهزة نفسيا وميدانيا وضامنة التغطية السلطوية من اجل تنفيذ مخطط التطهير العرقي معتمدة على الشرارة الاولى التي ابتدعتها في ليلة يوم الغفران.
من معالم العنصرية
وسنظلم الحقيقة لو أحلنا العنصرية فقط الى المستوطنين من الضفة الغربية وغزة سابقا، لان العنصرية الاسرائيلية كما الكولونيالية ليستا وليدتي احتلال العام 1967 او المشروع الاستيطاني الذي تلاه في الضفة والقطاع وانما هما في صميم المشروع الصهيوني وجوهر اسرائيل والمجتمع الكولونيالي من جانبي ما يسمى الخط الاخضر. ويكون من المفيد ان ننظر كيف يتعامل المجتمع الاسرائيلي مع المستوطن في القدس او باقي انحاء الضفة الغربية، فالمستوطن ليس خارج حدود المواطنة الاسرائيلية بل هو تعبيرها الامين. فهو مواطن يحمل رسالة ولا تختلف رسالته عن المستوطن داخل اسرائيل في كرمئيل او معالوت او نتسيرت عيليت التي اقيمت جميعها في الخمسينات وحملت ذات الاهداف الدمغرافية ونهج السيطرة وحتى اسلوب المصادرة للارض العربية المقامة عليها. وللحقيقة ايضا فان استطلاعات الراي العام الاسرائيلي تدل باستمرار ان حوالي السبعين بالمائة من الاسرائيليين يؤيدون او يتفهمون مواقف عنصرية وعدد المستوطنين في انحاء الضفة بما فيها القدس هو اقل من 10% من الاسرائيليين. فمن اين باقي الستين بالمائة.
انني اسوق هذا الكلام لمواجهة محاججات عربية ويسارية اسرائيلية بأن المشكلة العنصرية محصورة بالمستوطنين وحدهم، فمن قام باحضار المئات منهم الى عكا لتغيير الميزان الدمغرافي المائل اصلا، ليس الجيش الاسرائيلي بل الجهاز المدني والاسكاني الاسرائيلي. فالامن القومي الاسرئيلي ليس مسؤولية الجيش وحده بل كل القطاعات الاسرئيلية العسكرية والمدنية بما فيها القضائية والاكاديمية والاقتصادية والاعلامية والتعليمية وغيرها.
ثم ماذا بشان التصعيد العنصري الاشبه بفورة الدم العنصرية وشعارات الموت للعرب والاعتداءات الدموية في المدن الساحلية والمختلطة والدعوات لطرد الفلسطينيين العرب من حيفا ويافا ونتسيرت عيليت ومعالوت واللد والرملة وكرمئيل والمصحوبة في العديد منها بمشاريع استيطانية في ذات المدن وفي قلب الوجود العربي فيها, فبطبيعتها هي تشبه العنصرية الكولونيالية وتشبه حملات التطهير العرقي في القدس والخليل وغيرها.
ان ما يلفت النظر ان العنصرية الاسرائيلية الشعبية وان اصبحت تحمل مشروعا تهجيريا للتطهير العرقي فانها لا تزال في بداية تنظمها، وستكون اخطر بكثير فيما لو استكملت تنظيم ذاتها جماعيا او كمجموعات كبيرة. وهذا ما تقوم به هذه الايام وهذا ما يجدر ان نأخذه في حساباتنا بنظرة آنية ومستقبلية. كون المؤشرات كثيرة لاعتداءات منظمة وفردية يجري الاعداد لها بشكل مجاهر. ولا نستطيع بعد اليوم ان نقول ان هجمتها القادمة ستفاجئنا لا في التوقيت ولا الموقع ولا الحجم، وجاهزيتنا يجب ان تكون لهذا النوعي من التحدي.
2. التفاعل الفلسطيني الواسع والعربي الاقليمي
ما جرى في عكا ليس نهاية المطاف بل بداية طوفان عنصري جديد, عنصرية الشارع المنظمة والهادفة وصاحبة المشروع التهجيري الدموي. والتي ضمنت عمليا في عكا ان لا يقف امامها رادع من الدولة.
في نظرة الى رد الفعل الشعبي والقيادي والمؤسساتي العربي فلا بد من الاشادة برد الفعل الشعبي للاهل في عكا والتصدي والدفاع عن النفس وعن الوجود. ومن حق وواجب كل المؤسسات العطية السياسية والاهلية والدينية ان تحشد الناس وتنذرها بالخطر الداهم ودعوتها للدفاع عن وجودها. وكذلك برز التنادي السريع لقيادات ومنظمات وحركات واحزاب قطرية. وكان مبعث راحة المزاج العام للناس وحملتهم القطرية بالتنادي السريع الى عكا من النقب والمثلث والجليل والساحل. وكان دور بارز فيه للمنظمات الاهلية والحزبية.
وكانت تحركات وبيانات شعبنا في قطاع غزة ومن ثم الضفة والشتات ووفد التضامن من القدس المحتلة، وكذلك اصوات التضامن والمناصرة العربية الاقليمية ودور الفضائيات والاعلام العربي ذات دلالات جوهرية. وهي تأكيد على التعامل الفلسطيني الشعبي الواسع مع فلسطينيي ال48 كجزء من جوهر القضية الفلسطينية وليس فقط كجزء من الشعب الفلسطيني الذي يستخدمه البعض من باب الوصفية لا الموقف. وهذا شكّل توجها نقيضا لاتفاقيات اوسلو وما تلاها من نهج تجزيئي. وهذا ايضا تعبير عن التعامل العربي الاقليمي من باب كون فلسطينيي ال48 ليسوا قضية اسرائيلية داخلية. وفي العالم العالم العربي تم التعامل مع فلسطينيي ال48 خارج حدود مواطنتهم وبشكل يناقض تعامل تلك الانظمة التي رأت بهم كاحتياطي اسرائيلي للتاثير على الخارطة السياسية الاسرائيلية ودورهم هو تغليب المركز على اليمين الاكثر تطرفا، اي من اجل تسهيل مهام تلك الانظمة المتقاعسة عن القيام بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وهذا تحوّل التفتت اليه جماهيرنا في الداخل والتفتت اليه اسرائيل ايضا لكن في مسعى لقطعه. وتخوفت من هذا المدى الجديد الفلسطيني والعربي لنضال فلسطينيي ال48 والذي سعت اسرائيل الى قطعه على مدار ستين عاما. لقد تم التعامل عربيا مع احداث عكا بصفتها تعكس خطرا وجوديا على الوجود العربي الفلسطيني. وهذا التفاعل فيه ابعاد استراتيجية ويجب ان ترعاه وتضمن استدامته كل القوى المعنية محليا واقليميا.
وجديرة ايضا اصوات المناصرة والتضامن الدولية حيث من الملفت ان ما جرى ويجري استثماره منذ سنوات في وضع قضايا فلسطينيي ال48 ضمن القضية الفلسطينية وعلى المحافل الدولية بدأ يؤتي مردودا، وحركات التضامن التي كانت تتعامل مع فلسطين كما لو انحصرت في الضفة الغربية وقطاع غزة اصبحت لديها خارطة تعامل جديدة تشمل كل فلسطين.
3. "التعايش" مرة اخرى
والتعايش هو مشروع دولة ومؤسسات رسمية وشبه رسمية وخطاب استعلائي عنصري يتطرق الى سلوك الفلسطينيين العرب وحدهم – اي الضحية، فلم يحدث ان تمت مخاطبة المجتمع الاسرائيلي اليهودي بلغة التعايش، او ان ربطت السلطة المركزية او البلدية التعايش او غيابه بسلوك اليهود. فالتعامل معه انه سلوك عربي في "دولة اليهود" والمقصود تعايش معها، لان الدولة تعتبر نفسها هي اليهود وبلدية عكا ورئيسها في هذه الحال تعاملا مع ذاتيهما كممثل اليهود وليس حتى العرب الذين منحوعه اصواتهم في الانتخابات الماضية.
لكن التعايش هو مشروع ترويض وفيه ابعاد لتفكير الامن القومي الاسرائيلي، لانه يحدد قواعد سلوكية للعرب، وفيما لو تجاوزوها لاعتبروا "متطرفين" على معادلة التطرف والاعتدال والتي هي ايضا تقيس سلوك العرب وحدهم وموقفهم من الدولة وقواعد لعبتها بتجلياتها القطرية والمحلية.
وفي هذا الصدد نتوقع تصعيدا عنصريا شعبيا من ناحية ضد الوجود العربي في عكا ومدن اخرى وفي المقابل نتوقع "هجوم" التمويل اليهوديي الصهيوني المنظم والهادف لاعادة العرب الى قواعد اللعبة الاسرائيلية الجديدة ويقبلوا بواقعهم وبدائل استسلامية بما فيها المسعى للتسليم ببقاء العائلات المهجرة في عكا خارج بيوتها التي احرقتها نار العنصرية في عام النكبة الستين.
ان هدف القمع السلطوي وعنصرية السارع الاسرائيلي واموال المنظمات الصهيونية سيكون متكاملا وهو فرض الواقع الجديد واخراج اهالي عكا العرب وجماهيرنا من معادلة الصراع الحقيقية التي تجلت في عكا.
4. تدارك نقاط ضعف
رغم كل نقاط القوة لكن غاب العمل الجماعي الفعلي على المستوى القيادي.. فلا يزال غياب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كهيئة مدويا في عكا. وان كان من برر ذلك بالحكمة وعدم الرغبة في التصعيد فاننا امام غياب الهيئة المتوخي ان تكون القيادية العليا عن القيام بدورها. والجنة المتابعة كهيئة لو انعقدت في عكا للدفاع عن عكا لاختلفت عن حضور مركباتها كل على حدة. فمثلا القيادات الوطنية السياسية والدينية من القدس المحتلة تظاهرت جماعيا وبحضور معنوي هام جدا بينما غابت لجنة المتابعة كهيئة. وكذلك الامر بالنسبة لاجتماع اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات في عكا خلال الاحداث والذي شكل ايضا عملية شحن معنوي متبادل مع العكيين. وتاريخيا فان الحركة الصهيونية واسرائيل اعتمدتا مبدأ الاستفراد وضمان رد فعل عربي موضعي. وهذا ما نادى به قائد الشرطة العام الذي كرر عدة مرات ان احداث عكا محلية ويريد ان يراها كذلك.
وهنا ايضا المكان للاشارة الى الصوت الاعلامي والخطاب الاعلامي والمعنوي ووجود بعض الاصوات العربية المحلية التي تساوقت الى حد ما مع الادعاء بأن الهجمة العنصرية جاءت كرد فعل على السائق العربي الذي دخل الحي الشرقي وروّجت لفكرة الاعتذار التي فرضها العنصريون وفرضتها الدولة والاعلام العبري كأجواء عامة. وهذا ايضا أثّر على لهجة بعض الفضائيات العربية في نقل الصورة. ففكرة اعتذار العرب هي تجريم للضحية وتبرئة للمجرم، وهي ضمن الخطاب الاستعلائي الموجه للعرب وحدهم والذي ينال من كرامتهم الفردية والجماعية. وقد علمتنا تجربة الصراع في الوطن وحول الوطن انه ليس التراجع هو ما يردع العنصريين او عنصرية الدولة بل مواجهتهما بادوات كفاحية هي التي تردعهم.
وهذا امر سيرافقنا لاننا نتوقع اكثر ملاحقة سياسية واكثر تصنيفنا الى ما يسمى "متطرفين" و"معتدلين" ونتوقع اكثر هجمات عنصرية قد تكون شرارتها مناسبات خاصة مثل يوم الغفران وايام الذكرى خاصتهم لجنودهم وغيرها من مناسبات وطقوس الموت الاسرائيلي.
مهام ملحّة
ان المهمة الاكثر الحاحا على مستوى القيادة العكية والقطرية هو ضمان عودة العائلات المهجّرة الى بيوتها وحمايتها دون التفتيش عن حلول بديلة، لانه وفي حال تراجعنا في هذه المعركة فاننا نكون قد سلّمنا بتحقيق العنصريين هدفهم وبكون التطهير العرقي ممكنا.
ان دعم وتعزيز الصمود العربي في عكا هو تدعيم للوجود العربي في عكا لكن في كافة انحاء الوطن ايضا. واذ راينا الكثير من هذا الا انه من الضروري الاستمرار بالدعم والمناصرة الهادفين سواء على صعيد الحياة الثقافية ام الاقتصادية ام السياسية والمؤسساتية.
وان كان هدف المشروع العنصري في الشارع هو التخلص من الوجود العربي في الاحياء ذات الاغلبية اليهودية، فان مشروع بلدية عكا والدولة وشركة عميدار الاستيطانية هو ابن الستين عاما وهو تفريغ البلدة القديمة من اهلها وتهويدها الزاحف بمساعدة رأسمال يهودي عالمي. وانقاذ مرافق وبيوت عكا التريخية هي مسؤولية شعبنا الفلسطيني كله بجزئه في الوطن وجزئه في الشتات. وامكانيات العمل كثيرة.
الجانب الجوهري الاخر هو رفع مستوى الجاهزية الجماهيرية القيادية والمؤسساتية والشعبية الى اعلى الدرجات الممكنة. فالهبة العنصرية الشعبية والرسمية المرحلية تستهدف الوجود العربي الفلسطيني في المدن الساحلية والمختلطة، ولن يكون هذا مستقبلا نهاية المطاف العنصري في حال شعرت العنصرية الاسرائيلية بامكانية تحقيق المزيد. وهذا النهج الاقتلاعي التهجيري لا يرتدع الا بمدى تصدينا له جماعيا وموحدين. ولدى جماهير شعبنا طاقات اكبر بكثير مما هو مأطّر ضمن الاطر المختلفة. ومعالم الهجمة واضحة ومخاطرها كذلك. ان الافكار المتراودة بعقد مؤتمر وطني وخطة عمل لحماية وجودنا في وطننا هي لسان حال شعب يريد الحياة.
25/10/2008