french

English

 

دليل المواقع

برامج وأنشطة

أخبار

الأرشيف

طلب مساعدة

عن اللجنة

الصفحة الرئيسية

Arab Commission for Human Rights
5, rue Gambetta
92240-Malakoff- France
Tel 0033140921588 Fax 0033146541913

e. mail achr@noos.fr

International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations


استراتيجية التواجد العسكري الأمريكي سياسة الخنق والقضم -  مهند العزاوي

2008-09-11

 

                                                                             

سعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية إلى تفعيل أسس الإستراتيجية العسكرية الأمريكية والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياسة الأمريكية الخارجية ، وتطبيق مفهوم (خطوط العمليات العسكرية المتقدمة) الذي يقضي بتوزيع القوات الأمريكية والأسلحة فـي المناطق الرئيسية فـي العالم عبر شبكات قواعد وتسهيلات عسكرية وما يسمى شبكات الدرع الصاروخية بقصد توسيع مدى عمل القوات المسلحة الأمريكية وتأمين السيادة الأمريكية فـي محاور الاهتمام العسكرية الرئيسية والثانوية وحسب أولويات الصراع ضمن أبجديات القرن الأمريكي ليحقق معه توزيع أفضل للقدرات العسكرية الأمريكية والحفاظ على حالة الاستعداد الهجومي وهو محور حيوي في الإستراتيجية العسكرية الأمريكية كما تتضمن مبادئ هذه الإستراتيجية سلوكيات الولايات المتحدة العسكرية تجاه حلفائها وأعدائها وفق القاعدة السياسية (لا صديق دائم ولا عدو دائم) وتمركزت إستراتيجية توزيع القوات الأمريكية حول العالم على افتراض مواجهة وردع عدو دائمي شيوعي أو إسلامي ذو سلاح نووي وله حلفاء حول العالم  و ما يسمى منظمات إرهابية وهذا ما جرى التدريب عليه مسبقا وهذا هدف استراتيجي تقليدي نصب العين, كما أن سياسة خطوط العمليات العسكرية المتقدمة هي محاور صراع سياسية وعسكرية تهدف لإنشاء وحفظ القواعد العسكرية على أراضي البلدان ضمن محاور جيواستراتيجية عسكرية وفق مسالك الصراع والأهداف المحورية ونقاط الإسناد ومراكز التجسس والمواقع العسكرية الاحتياطية للقوات الأمريكية المسلحة تمهيدا للهيمنة الكونية السياسية والعسكرية عبر تدمير الدول والأمم وإلغاء ثقافة الوطن والأمة في أي بقعة من الأرض.

خطاب (ترومان) فـي 9/8/1945م عندما قال (علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية من الاجتياح فـي حال حدوث أي خرق مستقبلي للسلام, ولهذا السبب تماماً فإن الولايات المتحدة عازمة، مع إنها لا تريد الحصول على أراضي أو أرباح أو امتيازات ضيقة كنتيجة لهذه الحرب على الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الضرورية للدفاع الكامل عن مصالحنا فـي العالم والقواعد التي يعتبرها خبراؤنا العسكريون ضرورية بصورة ملموسة لحمايتنا والتي ليست من ممتلكاتنا فسنمتلكها) بغية الحيلولة دون (انتشار) الشيوعية فـي الشرق الأدنى كمرتكز عسكري أساسي ضمن استراتيجية الصراع الكوني والحرب الباردة، وأعلن عن حق الولايات المتحدة فـي التدخل فـي الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى, وتطويق حقول النفط في الشرق الأدنى بـ (شبكة قواعد عسكرية) وفـي أواخر عام 1948م وأعلن عن قيام الكيان الصهيوني فـي فلسطين فسارعت إدارة ترومان إلى الاعتراف بهذا الكيان بعد عشرة دقائق من إعلانه؟ وبالتالي خطة الولايات المتحدة للانخراط فـي أحلاف عسكرية خارج حدود أوروبا فـي البلدان النامية وبهذا أصبحت سياسة تشكيل الأحلاف السياسية العسكرية والتحالفات المدعوة لإقامة السيادة الأمريكية على العالم إحدى أهم عناصر إستراتيجية الإدارة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية .

سعى (نيكسون)  إلى وضع إطار واسع يحدد اتجاه سياسته الخارجية، فـيما أصبح يعرف باسم (مبدأ نيكسون) ومع احتلال فـيتنام تدهور الوضع العسكري والهزيمة الأمريكية فـي فـيتنام ورافقت تلك الهزيمة تحول من انهيار استراتيجي شامل مما أدى إلى التحول إلى الخطط البديلة -إستراتيجية (المشاركة الإقليمية والحروب بالإنابة) توفر الولايات المتحدة الدعم العسكري والاقتصادي لأي من تلك الدول فـيما لو تعرضت لعدوان من نوع آخر كما يجري الآن بعد انهيار قواتها في العراق خلال خمس سنوات الحرب الماضية من جراء عمليات المقاومة العراقية المتصاعدة، وعلى أساس هذه السياسة سعت الولايات المتحدة إلى زيادة دعمها العسكري والاقتصادي للدول المتحالفة معها بالإضافة إلى احتفاظها بقوات عسكرية على أراضي تلك الدولة لتصبح منطقة الشرق منطقة الاهتمام الأول فـي السياسة الأمريكية بعد هزيمتها فـي فـيتنام وخسارتها لمواقع مهمة فـي جنوب آسيا, وسحبت جيوشها من فـيتنام فـي 29 نيسان 1973م، بخسائر بشرية بلغت (56550) قتيلاً، و (336622) جريحاً، وبنفقات بلغت 150 مليار دولار.

استخدم العرب سياسة الخنق باستعمال النفط كسلاح ردع استراتيجي في حرب تشرين 1973 لذا قررت الدوائر الحاكمة فـي الولايات المتحدة الأمريكية أن تعود بالعالم إلى عهود الاستعمار المظلمة وتنفذ أكبر عملية استعمارية جديدة وجديّة خلال الثلث الأخير من القرن العشرين وفرض سيطرتها العسكرية والسياسية على كامل منطقة الخليج وتكثيف تواجدها العسكري فـي منطقة الخليج بشكل لم يسبق له مثيل معلنة إياها (منطقة المصالح الحيوية الأمريكية) ونقطة انطلاق هامة للصراع ضد الاتحاد السوفـيتي وتشير المخططات الأمريكية إلى (إعادة استعمار المنطقة عسكرياً)  بالاستفادة من الحرب العراقية الإيرانية عام1980  كمبرر للولايات المتحدة فـيما يخص سياسة التواجد العسكري (مرحلة أولى) فـي المنطقة وتمكنت من تأمين شبكة قواعد وتسهيلات عسكرية في المنطقة وبالقرب منها, فانتشرت تلك القواعد على الجزر وفي المحيطين الهادي والهندي، وأحكمت التسهيلات البحرية والجوية من خلال قاعدة (ديغوغارسيا) فـي المحيط الهندي، ومن خلفوهما الشاطئ الغربي لاستراليا، والشاطئ الشرقي لجنوب أفريقيا ليشكل منظومة قواعد بأسلوب القضم وباتجاه المعسكر السوفيتي سابقا  ليشكل مثلث اهتمام بمقتربات بحرية تجيز لها المناورة العسكرية والدعم اللوجستي لقواتها جنوب المحيط الهندي ويعتبر بمثابة خط الهجوم المتقدم. وخط الدفاع الأول رأس يتمركز حول سيناء ونقطة ارتكازه الخلفـية هي عمان وباب المندب ويكمل ذلك خط أمامي هو بمثابة خط إنذار مبكر يمتد من إيران فالبحرين فالجزيرة فقبرص وتسنده من الخلف (إسرائيل)  وتؤمن قواعد الانطلاق والتسهيلات البحرية والجوية فـي المنطقة , حرية المناورة والهجوم للقوات خاصة (التدخل السريع) التدخل العسكري الأمريكي فـي الوقت المناسب وبالحجم المطلوب وسعت الإدارة الأمريكية إلى تحقيق سرعة الحركة للقوات الأمريكية وذلك ببناء أسطول من طائرات نقل حديثة يمكن نقل فرقة عسكرية مدرعة إلى أي موقع بالعالم.

حرب النجوم أو ما يسمى (مبادرة الردع الاستراتيجي) هي سياسة استعمارية كونية تسعى لاستعمار العالم باستخدام القوة العسكرية, وشكلت قيادة مركزية تعتمد على التوافق الاستراتيجي وهيمنتها المطلقة على الأنظمة الحليفة والحصول على تسهيلات للقوات الأمريكية وربط بلدان المنطقة بمعاهدات ومواثيق للتوافق الاستراتيجي (توزيع القوات العسكرية بين منطقتي حلف الناتو والخليج )على أساس أن هاتين المنطقتين مترابطتين من وجهة نظر الاستراتيجية الأمريكية وانطلاقاً من معطيات الإستراتيجية العسكرية الأمريكية وتوفـير القوة التي يمكنها تنفيذ عمليات عسكرية أساسية ( حرب) في أعماق البحار, أعلنت تحركها وفعاليتها في 19 بلداً بمناطق جغرافـية تمتد من المحيط الأطلسي وحتى شواطئ الخليج وبات العراق محور الربط الاستراتيجي قبيل غزوه ولذا تسعى الولايات المتحدة عبر ممثليها في العراق ما بعد الاحتلال إلى توقيع ما يسمى اتفاقية تواجد القوات وتأمين, القيادة والسيطرة والدعم اللوجستي وتمويل الحروب القادمة باتجاه روسيا-إيران-تركيا-الصين-كوريا الشمالية-أوربا وهي المحور الأخير ضمن استراتيجية الاستعمار الكوني الأمريكي .

تشير المصادر أن سيناريو حرب الخليج الثانية أعد منذ عام 1989 م أي قبل اجتياح العراق الكويت، حيث عكف فريق (بوش الأب) وأقرب مستشاريه على دراسة القيام بعملية عسكرية فـي الخليج تمهيداً للتدخل ضد العراق، وكان الجنرال كولن باول ونورمان شوارزكوف على علم بهذه الخطة، التي كانت تتضمن حشد آلاف العسكريين الأمريكيين, وفـي أكتوبر 1990 م قال الجنرال باول شوارزكوف بمراجعة الخطة الموضوعة، واتخذ الرئيس الأمريكي قراره بزيادة عدد القوات الأمريكية فـي الخليج يقول اريك لوران: كانت الأجهزة العملاقة تعمل يومياً وعلى مدار الساعة فـي مقر قيادة (شوارزكوف) العامة فـي (ماك ديل) وهي تستلم دون انقطاع المعلومات الجديدة، وكان قيد الإعداد مخطط معلوماتي، ذو أسم رمزي غامض ((TPFD)) ( انتشار Deployment قوة Force. مرحلة Phase. وقت Time)، تدربوا فـيه أكثر من مليون عنصر, ووضعت خطط لجميع الاحتمالات منها متطلبات الدفاع الجوي ، وأجهزة الاتصالات الضرورية والتفاصيل اللوجستية المتعلقة بالرجال والعتاد والمياه والسكن وطرق تسييرها لتنسيق هذه العملية وفقاً للصحراء (السعودية) وحمل هذا البرنامج رقم الرمز 1002 / 90 وتسمية    (Tip Fiddle) وكانت العمليات تجري بسرية تامة باستثناء البنتاغون كان يعرف بوجود هذه الأعداد,

أطلق "شوارزكوف" فـي بداية شهر شباط 1990 م،  عملية صورية واسعة بواسطة المعلوماتية( لعبة حرب)، ليقيِّم فاعلية المعطيات التي تجمعت بهذا الشكل وإمكانية اشتغالها كان السيناريو المختار والمسمى بتمرين Exercises مركز Post قيادة, قيادة C. P. E Command، بنفس الوقت باشرت الدوائر السياسية والأستخبارتية والإعلامية الأمريكية لتهيئة مناخ الصراع ومبرراته واختلاق المحاور لتعظيم الاختلاف بين البلدين العربيين الشقيقين وصولا للصراع المسلح والحرب, وبأقل من ثلاثة أسابيع لاحقة أصبحت هذه اللعبة واقعاً حقيقياً وقد استدرجت القيادة العراقية إلى الوقوع فـي منطقة القتل التي عينتها لها الولايات المتحدة, فبعد توقف الحرب مع إيران كان العراق مثقلا بهموم الحرب الطويلة  وكيفية التخلص من أثارها فوجئ بالمسرحية الاستراتيجية الأمريكية عبر فصولها -الاختلافات العراقية الكويتية-أبار وأسعار النفط-الديون- أعطت ضوءاً اخضراً لاحتلال الكويت سفـيرة الولايات المتحدة فـي بغداد (ابريل غلاسبي) التي قابلت الرئيس الراحل صدام حسين فـي بغداد قبل الاجتياح ( فخ استراتيجي), سارت الأمور كما رسمتها الإدارة الأمريكية ففـي 2 أب 1990 م اجتاحت قوات الحرس الجمهوري الكويت لتبدأ المرحلة الثانية من استراتيجية التواجد, حاولت الإدارة الأمريكية فـي بداية الأمر أن توحي للعراق أنها معنية فقط بأمن النظام السعودي وسارت الأمور كما خطط لها فبدأت أسراب الطائرات الأمريكية المتطورة تتوافد على مطارات الجزيرة متزامنة مع قدوم القوات البرية والبحرية فـي عملية نقل وتحشد للقوات لم يشهد لها العالم منذ الحرب العالمية الثانية لتكون الحرب العالمية الثالثة بجميع المقاييس باستثناء أن العراق وحده يحارب بدلا من دول المحور, يقول أريك لوران لقد مدّ البنتاغون جسراً جوياً حقيقياً باتجاه (المملكة العربية السعودية). ففـي كل خمس دقائق كانت تحط طائرة عملاقة من طراز (141 C) فـي القواعد (السعودية) لإفراغ العديد والعتاد, إذاً كانت المسرحية التي كتب السيناريو لها البنتاغون الأمريكي قد أنجزت أهم وأقدم هدف كانت تسعى له الولايات المتحدة وهو التواجد العسكري المباشر وبهذه الكثافة.

ارتكزت الاستراتيجية الأمريكية فـي المنطقة بعد إخراج القوات العراقية من الكويت على إدامة وجودها، وأكد تشيني خلال زيارته المصادف يوم 9 مايو 1991 م بأن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهم عام حول تخزين الأسلحة وخطوات أخرى للإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد فـي المنطقة وأن هناك تفاهماً على خطوط عريضة لاتفاق على قواعد إقليمية للتعاون بين الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها. و بدت هنا فكرة غزو العراق أمرا منطقيا قابل للتنفيذ يوازي حجم الأطماع والهيمنة الامريكيه على المنطقة والعالم , وفي عام 1992  كان ديك تشيني وزيرا للدفاع في عهد بوش الأب حاول الإقناع لغزو العراق ولاكن وجد صعوبة في التنفيذ واستمر يخطط لفكره الغزو حتى عام 2000 عندما تمكن من حشد الموارد وتهيئة المبررات الكاذبة وتبوء المناصب الهامة والحساسة من قبل دعاة القرن الأمريكي الجديد  لوضع الخطط حيز التنفيذ والسيطرة على مراكز ألصناعه  والاقتصاد لتهيئة إدارة أمريكية جديدة تنفذ مشروع القرن الأمريكي الجديد لتطبيق تلك الفلسفة خدمة الشركات النفطية وأمن إسرائيل وتحويل المنطقة قاعدة عسكرية دائمة للولايات المتحدة , وتحت عنوان (كسر نظيف) إستراتيجية جديدة لتأمين مملكة (إسرائيل)" تم صياغة الوثيقة في العام 1996، ، تضمنت مشروعاً استعمارياً واسعاً للشرق الأوسط ، وقد هيئت من قبل فريق من الخبراء جمعهم ريتشارد بيرل ثم أعطيت لبنيامين نتنياهو وباختصار فإنها تمثل أفكار وأطروحات الصهيوني فلاديمير جابوتينسكي، إذ دعت الوثيقة إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو للسلام، والقضاء على الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وضم الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الإطاحة بصدام حسين لزعزعة استقرار سوريا ولبنان في سلسلة من الأحداث. وتفكيك العراق وإقامة دولة فلسطينية على أراضيه.واستخدام إسرائيل كقاعدة تكميلية لبرنامج حرب النجوم الأمريكي

بعد أحداث 11/9/2001 جرى تسريع تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية السياسية والعسكرية من خلال توظف تلك الأحداث وبدء الحروب الإستباقية وإطلاق مصطلح (الحرب على الإرهاب) وهو مصطلح إعلامي سياسي عسكري جعلت منه الولايات المتحدة راس الرمح في جميع مناوراتها السياسية والعسكري والإعلامية لغزو واحتلال البلدان, وتبرهن أجندة "لجنة الخطر الداهم" على ما أشار إليه (ليندون لاروش) المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الذي يرأس "لجنة لاروش" للعمل السياسي ففي مذكرة إستراتيجية كتبها، يقول لاروش إن هدف الآفة المسماة إدارة بوش تشيني هو إزالة كل ما يتعلق بوجود الدولة القومية ذات السيادة، وذلك باستخدام أداة "الحروب الأبدية". وكتب لاروش مخاطبا بشكل خاص أولئك الذين يعتقدون في دول العالم وداخل الولايات المتحدة أن بمقدورهم العيش مع فترة رئاسية جديدة لبوش وتشيني، ما يلي "إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيا كمستعمرات، بل إزالة جميع المعوقات التي تقف في طريق النهب الحر للكوكب (الأرض) ككل إن نيتهم هي ليست فتح أراضي جديدة، بل تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر إلى أقل من مليار نسمة فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين، بل إزالة أمم قومية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمارويعطي انطباعا لمذهب عسكري جديدي اتبعته هذه الإدارة هو موائمة العمل العسكري مع العمل ألمخابراتي من خلال( حرب الأشباح) وهي استراتيجية مخابراتية عسكرية ذات طابع مخفي وتنفذ أهداف قذرة تصب بالمحصلة في المكاسب السياسية لها مما اطل فترة بقاء قواتها الغازية في العراق وأفغانستان وإذكاء النزاعات في المنطقة والعالم.

ألقى غزو أفغانستان والعراق واحتلالهم بضلاله على الإستراتيجية العسكرية الأمريكية وفرض عليها انعطافات كثيرة غير محسوبة ولا مرغوبة وفقا للمعطيات العسكرية المختلفة والتي برزت في ميدان الصراع المسلح في البلدين المحتلين, وبالرغم من اختلاف القدرة العسكرية والتواجد والهدف الإستراتيجي العسكري ونوع القوات وعددها في كل بلد ولكن  يبقى المخطط الإستراتيجي الأمريكي ينظر إلى كليهما بنفس المنظور ويراقب سير التنفيذ ويسخر الكثير من المعاهد ومراكز الدراسات لتقويم تلك الاستراتيجية  وتعزيزها بمقومات التفوق وفقا للهدف الإستراتيجي فمثلا الهدف من أفغانستان أسلوب القضم للوصول إلى العدو والغريم التقليدي روسيا ومن يتحالف معها كمحور واحتلال العراق هو تامين قاعدة لوجستية عسكرية متطورة من خلال الهيمنة على الثروات والمنطقة ومسك عقدة التبادل والمواصلات ما بين أسيا وأوربا والمتوسط وإعادة تشكيل شبكة القواعد العسكرية وما يسمى الدرع الصاروخي الذي يشير نشره لأغراض دفاعية ولاكن في حقيقة الأمر استخدمت  وسائل التضليل الإعلامي واللف والدوران وعبارات الخطاب المزدوج لتسويق هذا المفهوم وهو في حقيقته للهجوم وتهيئة الوسائل للمرحلة القادمة من الصراع الكوني, وهي المرحلة ما قبل الأخيرة ضمن أبجديات الهيمنة الكونية لغرض كسب الوقت والاستمرار بسياسة القضم السياسي والعسكري وتنفيذ استراتيجية الاقتراب المباشر بالاعتماد على مرتكزات الصراع العسكري-الجيش الذكي- حرب النجوم وتطوير الصواريخ والقنابل الذكية-الهيمنة المطلقة على الفضاء- حرب الأشباح- شبكة القواعد والتسهيلات العسكرية في أعماق البحار,وتعزيز الاتفاقيات السياسية والعسكرية مع إسرائيل وبريطانيا وحلفائها والعودة لدول المحور وخوض الحروب العالمية بصيغة الحروب الإستباقية كمحاور الاندفاع والتخطيط لغزو العالم وما يسمى الحرب الكونية أو القرن الأمريكي الجديد.

 

 رئيس مركز صقر للدراسات

مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية-قسم الدراسات العسكرية

Saqr_v@yahoo.com

   

 

 

الصفحة الرئيسة

 

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي اللجنة العربية لحقوق الإنسان , إنما تعبر عن رأي أصحابها