أعيدوا
مئات المجلات والصحف التي كانت تصدر قبل إيقافها وإلغائها
حكم
البابا
باعتباري معيّناً منذ عشرين عاماً في جريدة
تشرين السورية بوظيفة صحفي كنت أتعرض كغيري من الزملاء الصحفيين إلى امتحانات في
وطنيتي في جميع المناسبات الحزبية التي تحتفل بها الدولة كل عام، وكانت الكتابة
الصحفية الاجبارية عن الانجازات جزءاً من هذا الاحتفال، وكان على الصحفيين
السوريين أن يناقضوا ماكتبوه طوال العام عن الفساد والهدر والتخريب في المؤسسات
السورية، لتصبح نفس المؤسسات أيام الأعياد الحزبية في سورية على صفحات نفس الصحف
وبأقلام نفس الصحفيين صروحاً شامخةً ويصبح فسادها انجازات وهدرها ربحاً، ولأن
أعداد الصحف التي تصدر في تلك المناسبات لم تكن تقرأ لاعلى المستوى الشعبي ولاعلى
المستوى الرسمي، إنما كان ينظر إليها باطمئنان كنظرة الراعي المطمئن إلى أن قطيعه
لايزال هادئاً يرعى الحشائش بسعادة غامرة، لجأ كثير من الصحفيين السوريين
العقائديين إلى إعادة نشر مقالاتهم الانجازاتية التي نشروها في المناسبة الماضية
نفسها مع تغيير تاريخ ذكرى المناسبة، وكنت واحد من قلّة من الصحفيين الذين يبحثون
عن أعذار للتهرب من الكتابة في تلك المناسبات، بالتغيّب مرة ، ومرة باختراع مشكلة
مع مسؤول تحرير قبل أيام من المناسبة لسبب آخر غيرها، لأن الزمن كان مرعباً
لايحتمل الاعتذار الصريح عن الكتابة في تلك المناسبات، فالطريق من الجريدة إلى
فروع المخابرات كان أسرع وأقصر الطرق، لأنه كان الطريق المستقيم الوحيد المعترف به
في تلك الأيام، حين كان مساعد في المخابرات يستطيع أن يحول أحلام رئيس تحرير جريدة
إلى كوابيس فما بالك بمحرر(!!)، ولم يكن أحد بحاجة حتى إلى تهمة ليترك بيت أهله
ويزور في بيت خالته (كما يدلّع السوريون عادةً أقبية المخابرات وسجونها ) لمدد
مفتوحة، فضلاً عن أني شخصياً لست بحاجة إلى تهمة، فكوني أنتمي لمدينة حماه السورية
كان بحد ذاته تهمة دامغة، ورغم كل هذه الظروف لم أكتب ولامرة في أي من هذه
المناسبات، لكن ذلك لم يمنع حلماً راودني في كل مناسبة حزبية عبرتها بسلام (بمعنى
أن رأسي بقي بين كتفي ورجليي بقيتا تسيران في الشوارع) بأن يوماً سيأتي وأكتب فيه
عن مناسبة من هذه المناسبات، وعن مؤسسة من هذه المؤسسات دون أن أكون شاهد زور،
وعلى مايبدو لي أن هذا اليوم أتى، وأجدها مناسبة للحديث عن الاعلام السوري بمناسبة
مرور 42 سنه على (الثامن من آذار)، ومن مساوئ الصدف أن يكون هذا الإعلام في هذه
المناسبة يعيش آخر امتحاناته الخاسرة في حادثة استشهاد الرئيس رفيق الحريري،
وماتلاها من تداعيات انتفاضة الاستقلال في لبنان .
فهذا الاعلام الذي تديره عقلية منغولية،
ويشتغله صحفيون منغوليون، يعتقدون أنهم يتوجهون من خلاله لشعب منغولي، وصفه أحد
أبرز أدواته التنفيذية المزمنة الدكتور فائز الصايغ مدير عام جريدة الثورة
وملحقاتها في افتتاحية الجريدة بتاريخ 23/8/2004
بأنه (يشهد تطوراً ذاتي الدفع وفق منظومة أخلاقية وطنية وقومية ملتزمة، وقد شرع
أبوابه وصفحات صحفه وشاشاته لأصحاب الرأي والاجتهادات والمواقف حتى المتباينه
منها) لم يستطع أن يقدم لقارئه ومشاهده صورة عمّا يجري في بلد أكثر من مجاور له،
وكان وسط الحدث المتلاحق أشبه مايكون بالطفل الباكي التائه عن أهله في حديقة عامة،
فعاد إلى أسلوبه القديم الأثير في النواح على الأموات، والزغردة في الأعراس،
والشتائم في المشاجرات، وعليهم ياعرب.. فألغت صحفه بسرعة مثيرة للاعجاب كل الفوارق
بين الصحافة المطبوعة وجرائد الحائط ، وتماهى تلفزيونه وإذاعته بطريقة مدهشة
بالإذاعات التوجيهية للمدارس الابتدائية، واصطف صحفيوه المعتمدون أرتالاً في
الطوابير باعجاز يجب أن يدرس كما لو أنهم طلاب مدرسة يرددون النشيد في الاجتماع
الصباحي، وبدأت فرقتهم النحاسية بعزف سمفونية الضجيج التي تشكلت على النحو
التالي.. فترة صمت لازمة ومعتادة في الإعلام السوري لتبييت الاستخارة وانتظار نزول
الوحي، تلاها عزف بوقي نُواحي _بدون مبالغة طبعاً_ لاغتيال السيد الحريري رئيس
وزراء لبنان السابق، ومن ثم ضرب على الطبل رداً على افتراءات المعارضة اللبنانية
واتهاماتها التي سمع المواطن السوري الردود عليها دون أن يسمعها، مع نفخات منفردة
على الأبواق تصدر من عدة عازفين تطالب بسحب الأموال السورية من البنوك اللبنانية
وتبتكر مؤامرات وتخوّن في من يخالف نظامها المنضم، وأخيراً صمت كل الفرقة دفعة
واحدة وبدون مقدمات بسبب اللخبطة غير المعقولة والمقبولة (ليس محلياً بالطبع بل
عربياً ودولياً) إلاّ من ضربة على طبل هنا، ونفخة في بوق هناك، لعازفين غير
منتبهين لعصا المايسترو التي تعلن نهاية المقطوعة .
وفق هذه الخطة الاستراتيجية التي يعتبر طائر
النعام مبتكر ريادتها قاد الإعلام السورية حملته الاعلامية، على هدى خطة
الدبلوماسية السورية في مواجهة الأزمات، والتي عبر عنها الوزير فاروق الشرع سابقاً
باعتبار القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي قراراً بشأن أمر تافه، وليس فيه
مايخص سورية أو لبنان، ثم وخلال الأزمة بتصريح صادر عن وزارة الخارجية السورية
يكتشف فيه أن القرار 1559 قرار مبيت، وكأنه يكتشف لأول مرة مايجري في العالم،
وناسياً أن هناك من قدّم له السبب والذريعة، مما يشير إلى طريقة تفكير تبحث عن حجج
ومسوغات في الماضي، لتبرير أخطاء عدم التعامل بجدية مع العالم من حولنا، بدلاً من
البحث عن حلول لمواجهة تحديات المستقبل .
وكانت البداية مع وزير الإعلام السوري
الدكتور مهدي دخل الله الذي كاد أن يحمّل الشهيد رفيق الحريري مسؤولية موته بسبب
انسحاب القوات السورية من أماكن تواجدها السابقة، وفنّد تصريحات أمين عام جامعة
الدول العربية عمرو موسى الخارج من لقاء مع الرئيس بشار الأسد، لكن موسى الذي لم
يسكت له، اضطره فيما بعد إلى فقدان سماع
أسئلة المذيعة شذا قيس عمر في برنامج (الحدث) على الفضائية اللبنانية، والتي حاولت
التوجه إليه أكثر من مرّة خلال البرنامج، وكان رده الوحيد هو إشارته بإصبعه إلى
السماعة في أذنه، ثم لم يسمع له أحد تصريحاً بعدها، وهو ماحدث مع أغلب مسؤولي الصف
الثاني من أعضاء مجلس الشعب السوري أو رؤساء تحرير الصحف السورية الذي كان الواحد
منهم يظهر لمرة واحدة على فضائية ليقول جمله الانشائية ثم يختفي نهائياً، إلى الحد
الذي جعل مقدمة حصاد اليوم الاخباري في قناة الجزيرة تعلن في إحدى الأمسيات أن
القناة اتصلت بأكثر من شخصية في دمشق للتعليق على مايحدث لكنهم لم يتلقوا ردّاً من
أحد، وحتى أكون منصفاً يجب أن أعترف أنه لم يصمد على شاشات الفضائيات إلاّ المحلل
السياسي أحمد الحاج علي بمفرده ليرد على كل (الهجمات الشرسة)، حسب أحد التعابير
المقدسة في قاموس الإعلام السوري .
أما على جبهة تلفزيون الأستاذ معن حيدر فقد
جمع السيد نضال قبلان في برنامجه الحواري على الفضائية السورية (دائرة الحدث)،
وعلى مدار حلقات عديدة، عدة معلقين سياسيين (بأسماء معروفة وأسماء مجهولة) من
سورية ومصر ولبنان وعبر الأقمار الصناعية ظهر رئيس تحرير جريدة الأهالي المصرية
نبيل زكي، ومواطنه رئيس تحرير جريدة الأسبوع مصطفى بكري (صاحب الصوت العالي الذي
ساهم في دفع الرئيس العراقي السابق صدام حسين إلى الهاوية)، والدكتور رفعت سيد
أحمد، وقنديلي لبنان النائب السوري في البرلمان اللبناني ناصر وشقيقه غالب قنديل،
ونائب الحزب القومي السوري مروان فارس، ورفيقه في الحزب غسان الشامي ، والدكتور
فائز الصايغ رئيس تحرير جريدة الثورة السورية، والعلامة الدكتور عماد فوزي
الشعيبي، ليقول هؤلاء جميعاً رأياً واحداً لايختلفون فيه على شيء أو موقف أو تحليل
مفاده أننا نضع الحقيقة كلها في جيبنا، وكان يمكن توفير المبالغ المدفوعة لحجز
القمر الصناعي أو للاتصالات الهاتفية بالاكتفاء بآخر الأسماء التي ذكرتها وحده،
باعتباره يمثل خلاصة الفكر التبريري لكل الأخطاء، والتكفيري لكل رأي آخر، مادام
البرنامج الحواري مهنياً في عرف الإعلام السوري هو سماع صدى صوته.
أما في خندق الصحافة الورقية السورية فقد
اجتهد معلقوها السياسيون في نبش كل المفردات والتعابير والمصطلحات من مدافن قاموس
الإعلام السوري، واشتغلوا كفرقة زجل كل منهم يرد على الآخر ويضيف له ويثني عليه
ويفرش له ويشد من أزره وينام على يده، بحيث أصبحت تعليقاتهم كمن يسير في جنازة في
الفقرة التي يمرون فيها على استشهاد الرئيس الحريري، وكمن يمشي في زفة عريس في
الأسطر التي ترد فيها كلمة المواقف الثابته، وكمن يشتبك بالأيدي في مشاجرة في حال
تطرقوا للمعارضة اللبنانية، ولاأجد أنه من المفيد للقارئ ذكر أسماء هؤلاء المعلقين
ليس استهانة بهم لاسمح الله ، إنما لأني أود إحالة القارئ إلى أرشيف الصحف السورية
الثلاث لمراجعة الأعداد الصادرة لمدة خمسة عشر يوماً عقب استشهاد الرئيس الحريري،
وليقوموا بتجربة بسيطة بحيث يضعوا اسم معلق سياسي على مقال لمعلق سياسي آخر،
ويستمروا في تبديل الأسماء والمقالات ليتأكدوا أن ماكتب خلال تلك الفترة مقال واحد
بأسماء مختلفة . لكن هذه الصحافة الورقية لم تخل من مقالات تجدر الاشارة إليها
بالاسم وإضاءة بعض مايحيط بها تحاول تزوير أحداث ولي عنقها لخدمة غاية كتابها
البرئية ومنها مارآه السيد حسن م.يوسف في مقالة كتبها السيد أحمد تيناوي (جريدة
المبكي20/2/2005) عن سبب عودته من أمريكا، وورد في ذكر الوطن عدة مرات وبطريقة
توحي بأنه سبب عودته، ليضع السيد يوسف اكليلاً من الغار على رأس كاتب المقال
إكراماً لوطنيته (جريدة تشرين السورية 5/3/2005)، متجاهلاً مايعرفه القاصي والداني
عمّا يسمى بـ(ضرب الكريدت) وهي مسألة يدرك كنهها بعض العرب الذين يعيشون في أمريكا
بدون إقامة نظامية حين يستولون بطرق غير شرعية على أموال من البنوك الأمريكية عبر
بطاقات الإئتمان، وهو مافعله كاتب مقال جريدة المبكي مرتين عاد بينهما مرة إلى
سورية ليبدل جواز سفره ويغيّر حرفاً في اسمه باللغة الانكليزية حتى يستطيع العودة
إلى أمريكا بسجل مالي جديد ونظيف ويعيد (ضرب الكريدت)، وهكذا تحول الفساد إلى نوع
مشرّف من الوطنية في عرف السيد يوسف الذي أسف لعمل كاتب مقال جريدة المبكي في
كازية خلال وجوده في أمريكا، وكأن الأخير كان يحمل شهادة في علوم الكومبيوتر،
لاشهادة الدراسة الاعدادية فقررت أمريكا عدوة الشعوب ضرب الحائط بعلومه العليا،
ولم يكتف السيد حسن م.يوسف بترويجه للفساد، بل روج للاستبداد (جريدة تشرين السورية
9/3/2005) حين روى (قيلاً عن قال) عن أم لبنانية قلقها من الطبخة الأمريكية التي
تعد للمنطقة، لأن ابنها الأكبر يمضي معظم وقته في اعتصام ساحة الشهداء لقاء عشرين
دولاراً في اليوم إضافة لوجبة طعام دسمه، مذكراً بأن الأمريكان يحاولون تكرار
سيناريو أوكرانيا حيث كانوا يقدمون للمعتصمين إضافة للمال والطعام الملابس السميكة
بسبب تدني درجات الحرارة هناك. وفي نفس الاتجاه غير المسؤول في الكتابة ظهرت بعض
الأقلام تطالب بعقاب اقتصادي لللبنانيين ، فعلى الرغم من أن شعارات العروبة لاتزال
سارية المفعول في سورية، ومصطلحات من قبيل شعب واحد في بلدين لم تنته صلاحيتها
رسمياً في توصيف العلاقة بين سورية ولبنان، إلاّ أن ذلك لم يمنع السيد أيمن قحف (جريدة
البعث السورية 2/3/2005) من مطالبته بدافع وطني بسحب الأموال السورية من البنوك
اللبنانية ، وإعادتها إلى سورية مشيداً بموقف غرفة تجارة وصناعة مدينة حمص
السورية، وهو يصب في نفس مانقله السيد عدنان عبد الرزاق في نفس عدد جريدة البعث
المذكور عن السيد غسان قلاع نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، وماطلبه صراحة السيد عبد
الفتاح العوض في أن يقول المال السوري كلمته، وأن يكون لرجال الأعمال السوريين
موقفهم (جريدة تشرين السورية 6/3/2005) وبطريقة تناقض كل التوجه القومي والعروبي
الذي يعتبره حزب البعث الذي يحكم سورية، جزءاً من الشرعية التي يبني عليها وجوده
وحكمه، ثم ألم يسأل أي من كتّاب هذه الدعوات أنفسهم أن قارئهم _لو وجد_ سيتساءل عن
السبب الذي جعل رجال الأعمال السوريين يودعون أموالهم في البنوك اللبنانية،
وسيتساءل أيضاً أنه لو حدث وسحبوها أين سيودعونها برأيهم ؟ وسيتساءل من جديد هل
هذه الدعوة لسحب الأموال السورية موجهة لرجال الأعمال السوريين وحدهم، أم هي موجهة
أيضاً للمسؤولين السوريين وأبنائهم(!!). وهذا ماحدث من تعامل الأقلام التي سمعت
صوت النفير الإعلامي ولبته من جديد في قضية تصريحات وزير خارجية الأردن هاني
الملقي، الذي طالب بتنفيذ فوري للقرار 1559 (وهو بالمناسبة موقف سورية الرسمي
الآن)، فالتقطت أقلام الصحافة السورية شيفرة النداء وفكتها، وبدأت بالصراخ ولطم
الخدود و(فرشت له الملاية) على حد تعبير اخوتنا المصريين، ولعنت سنسفيل أبو الأردن
وساسته وسردت تاريخ خياناتهم، على الرغم من أن حبر باقة من الاتفاقيات التي وقعها
رئيسي وزراء سورية والأردن لم يجف بعد، ونفس الإعلام الذي رحب بهذه الاتفاقيات
وأصوات تهليله لها لاتزال في آذاننا، ينقلب 180 درجة بالطريقة الغوغائية التي كف
العالم كلّه عن الكتابة بها أو السماع لها.
كل هذا حدث في الإعلام السوري المقروء
والمشاهد ، لكن لو سألت مواطناً افتراضياً لم يقرأ سوى الصحف السورية ولم يشاهد
إلا التلفزيون السوري خلال الخمسة عشر يوماً التي أعقبت استشهاد الرئيس الحريري
ماالذي حدث في لبنان والعالم ، لما استطاع أن يجيب بأكثر من القول بأن (الرئيس
رفيق الحريري استشهد وهناك عصابة تتاجر بدمه مستعينة بالدعم الخارجي ، لكن الشعب
اللبناني معنا ومع مواقفنا المبدئية الثابته) فهل هذا الذي حدث حقاً !؟!
لاأفهم حتى اليوم لماذا يصر الاعلام السوري
أن تكون المواقف الوطنية عدوة لدودة للمهنية وللحرفة الصحفية، ولماذا يجب بالضرورة
في رأي هذا الإعلام أن يكون استرجاع الحق المغتصب مناقض للحرية ولأي رأي مختلف أو
متباين أو آخر، ولماذا ينجح الشقيق الأصغر لبنان في أن يصبح عبر إعلامه (إضافة
طبعاً لإرادة الحرية) أكبر من مساحته الجغرافية وحجمه السياسي، في حين تصبح شقيقته
الكبرى سورية عبر إعلامها (بالإضافة إلى لونها الواحد) أصغر من حجمها الجغرافي
والسياسي؟
أعود إلى
البداية فبمناسبة مرور 42 عاماً على (الثامن من آذار)، وبمناسبة آخر التحديات التي
تعرض لها الإعلام السوري، وخرج منها خاسراً بالضربة القاضية لو استعرت مصطلحات
الملاكمة، وبإيقاف المباراة لعدم التكافؤ لو استعرت مصطلحات كرة القدم، خسارة
ولاخسارة يابان الحرب العالمية الثانية أقول: اتخذوا أهم قرار إصلاحي في الإعلام
بإغلاق التلفزيون والصحف السورية الثلاث، وأعيدوا مئات المجلات والصحف التي كانت
تصدر قبل إيقافها وإلغائها، واتركوا الناس تتدرب وتتعلم وتخطئ وتصيب وتفشل وتنجح
ليعود الصحفي السوري الذي ذوبتموه (وأنتم اليوم أحوج الناس إليه) لصالح أسماء
خسّرتكم هذه المعركة الإعلامية الأخيرة وستخسركم معارك إعلامية قادمة، فيما لو
استمرت هذه السياسة الإعلامية والعقلية التي تديرها لاسمح الله طبعا !!
نشر في جريدة النهار
اللبنانية 21/3/2005 بعنوان لماذا يصبح لبنان أكبر وسورية أصغر