حول إعلان دمشق بيروت   

حسين العودات: نطالب بتطبيق كل ما ذكر في إعلان دمشق- بيروت

 

صدى سوريا :  يكاد لا يخلو خبر أو مقال يتناول الأوضاع  في سوريا دون  التطرق للمعارضة السورية بنشاطاتها و بياناتها وانقساماتها وانطلاقا من مبدأ الموضوعية والمصداقية في نقل الآراء المطروحة على الساحة السورية وإمعانا بمبدأ أن ليس كل معارضة تندرج تحت تسمية  "المعارضة الغير الوطنية" كان لنا هذا اللقاء مع الصحفي والكاتب  الاستاذ حسين العودات كبير مستشاري اللجنة العربية لحقوق الانسان عضو مجلس إدارة منتدى جمال الأتاسي.

 

في البدء ونقلا عما كتبه الأستاذ هيثم مناع تعليقا على إعلان دمشق- بيروت  " بمجرد أن يتحول التفكير السياسي المعارض من البحث في إعادة صياغة هذه الجملة أو تلك عدة مرات، إلى اتفاق على دينامية للوحدة في حق التباين والاختلاف، تتسطر حقبة جديدة للنضج السياسي"

هل إعلان دمشق- بيروت يعتبر نضجا سياسيا للمعارضة السورية ؟ وإن كان كذلك فهل لك أنت توضح لنا ما هو هذا الإعلان ؟

هو ليس خطوة للمعارضة ولسنا في صدد تقيم نضجه بل هو مبادرة من المثقفين ومجتمعات المجتمع المدني ودعوة من الناشطين والعاملين بالشأن العام والمجتمع المدني في سوريا ولبنان لإيجاد علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين بعد كل التوتر والاستفزازات التي حصلت والدعوة للإفراج عن المساجين في كلا البلدين، وذلك من منطلق أننا لسنا متفرجين بل علينا جميعا أن نلتقي ونعمل لإيجاد صيغ جديدة لأن البلدين بلد واحد بيننا مصالح وآمال وتاريخ واحد ولا يجب أن نترك الأمر للسياسيين الذين مارسوا خلال  ثلاثين سنة في لبنان ما لم يجب أن يمارس ، كما أنه يجب محاسبة كل من أساء.

 

 لقد تردد كثيرا في الآونة الأخير أن إعلان دمشق بيروت ليس إلا نشاط للمعارضة ولا يمثل أمزجة كافة الشرائح السياسية في البلد هل هذا الكلام صحيح و من هم المشاركين في إصداره ؟

هذا الإعلان لم ينطلق  من باب المعارضة و بأي حال لا يمكن إطلاق صفة نشاط معارضة أو موالاة عليه، وإنما هو تعبير عن رأي وموقف تجاه العلاقات بين البلدين بعد كل الذي جرى فالأنظمة السياسية كل يوم تزيد المشاكل بين الشعبين لذلك ننادي بلقاءات وعلاقات أخرى .ومن جانب آخر  فإن الإعلان مطروح ومنذ البدء  للتوقيع من قبل الجميع، وحتى الآن وقع عليه مثقفون عدة  ليس جميعهم من المعارضة بل هناك مستقلين ومن أحزاب لا تعتبر معارضة  أما عن الأسماء فسوف يتم إعلان عنها  بعد الانتهاء من التوقيع، وللإشارة فقد أصبح عدد الموقعين في سوريا 150 شخص وهناك لجنة من خمسة عشر عضوا  تضم ممثلين عن جميع الأحزاب المعارضة في سوريا .

 

إلى ماذا تتطلعون من هذا الإعلان و ما هي النتائج المتوقعة بعد نشره ؟

 ليس له نتائج متوقعة وكل ما في الأمر أنه تعبير عن الرأي" رأينا ورأي الناس".هو بيان للمثقفين وغير المثقفين في بلدهم، ولا يحمل طابع السرية فهو ليس دعوة لتأسيس حزب أو جبهة ضد أحد.

 

كم عدد الأحزاب المعارضة في سوريا وهل صحيح أن بعضها لا يضم أكثر من شخصين أو ثلاث.

هناك ما يعادل الخمسة عشر حزبا معارضا  منها ستة أحزاب كردية و ستة أحزاب للتجمع الوطني هذه أثني عشر حزبا.

 

هل تمتلك هذه الأحزاب قاعدة شعبية  ؟

ليس مهم"لماذا هل المسألة في عدد الرؤوس"، المهم هو ماذا يقول الحزب وهل يمثل مصالح الشعب.

 

ألا تعتقد أن رصيد أي حزب هو في قاعدته الشعبية ؟ 

نعم هو في قاعدته ومبادئه وبرامجه، "ومن يجرأ في بلادنا للانتساب إلى أحزاب المعارضة "

 

ما هي أبرز مطالبكم وهل تطالبون بتغيير الحكم و هل هناك شخص محدد في الحكم ؟

نطالب بتطبيق كل ما ذكر في إعلان دمشق بيروت، من إجراء إصلاحات  فصل السلطات  وإطلاق الحريات وإلغاء جميع القوانين العرفية وقانون الطوارئ الذي استغل بصورة وحشية.

 

 أما عن الحكم فنحن لا نسعى للحصول على الحكم بانقلاب عسكري أو ما شابه نحن نسعى للتغيير الديمقراطي كما أننا نطالب بتغيير السياسات قبل تغيير الأشخاص.

والحق يقال  نحن لا نعرف من يتخذ القرار في سوريا" أي من يحكم "  لذلك ما نطلبه هو تصحيح سياسات وليس تبديل أشخاص وبقاء على نفس السياسة 

 

 بناءا على ما ذكرتم هل تنتظرون الانتخابات؟

طبعا ولكن نحن الآن نعمل ونناضل من أجل إقناع النظام بإجراء حوار ديمقراطي وخلق مناخ ديمقراطي. و نمد يدنا للنظام .

 

ما رأيك بحملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت بعض الشخصيات على خلفية انتسابهم للتيار الديني وذلك حسب ما جاء في بعض وسائل الإعلام العربية ؟

 

لا معنى لها وليست ضرورية وتسيء لسوريا البلد وسوريا النظام، إنها مجرد إجراءات أمنية بلا معنى، كما أن  ليس جميع المعتقلين  من التيار الإسلامي فهناك أعضاء من حزب العمال ومن مختلف التيارات حيث تمت اعتقالات في السلمية (السلمية إسلامية أنت بتعرفي !!) واعتقالهم لم يكن لأي سبب فليس لهم تنظيم ولم يقوموا باعتصامات ولا مظاهرات ولا أي إجراء ضد النظام على حد علمي.

 

ماذا تقول عن المنظمات المعنية بحقوق الإنسان التي تحاول التجمع اليوم وما هو دورك فيها ؟

أنا لا أنتمي لأي من هذه المنظمات و ليس لي رغبة في المشاركة في أحداها  كعضو ولكن من الممكن أن أشارك في بعض النشاطات ذات الطابع الوطني.

 وبرأي هناك بعض من هذه الجمعيات والمنظمات ذات طابع جاد ويسعى لتحقيق أهداف نبيلة لكن بعضها الآخر ليس كذلك.

 

يقال أن الهدف من تجمع بعض منظمات حقوق الإنسان  الحصول على دعم مادي من الخارج ما تعليقكم؟

بعضها ربما يحاول الحصول على تمويل مادي صحيح،  ولكن بعضها الآخر مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان  التابعة للمنظمة العربية في القاهرة ( لا تأخذ أموال)

 

 حضرتكم عضو في لجان إحياء المجتمع المدني هل لديكم آليات معينة لإحياء المجتمع المدني في سوريا على حد تعبيركم وماذا تقدمون للمواطن السوري ؟

نحن نعمل على إقامة ندوات ومحاضرات ولكن تم منعنا من مواصلتها وكان منها منتدى الأتاسي الذي تم إغلاقة واعتقالي بسبب محاضرة كنت ألقيها فيه أطالب فيها بالإصلاح هذه هي آلياتنا سلمية وثقافية نحاول من خلالها المشاركة في النشاط المجتمعي والتعبير عن الرأي الشعبي بالقضايا التي تحدث على الساحتين الداخلية  والخارجية .

  .

هل توقفت نشاطاتكم اليوم ؟

لا ما زلنا نصدر بيانات نعبر فيها عن آراءنا، كما أننا نشارك أيضا في الاعتصامات   والنشاطات الأخرى

 

 

هل تشجع فكرة حصول منظمات" حقوق الإنسان" على تراخيص من قبل الحكومة ولماذا  ؟

أنا أطالب أشد المطالبة اليوم وكل يوم بالترخيص لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية وهناك أكثر من منظمة حقوقية في سوريا حاصلة على تراخيص لماذا لا يتم منح التراخيص للجميع  سواء كانت مع النظام أم لم تكن  معه.

 

ألا يمكن أن تسيء هذه المنظمات في حال تم الترخيص لها وخصوصا أنك أنت قبل قليل قلت أن بعضها غير جاد ويمكن أن يكون هدفه فقط الحصول على الدعم المادي الخارجي ؟

نحن نطالب بالترخيص للجميع لأن ذلك يجعلها علنية وبالتالي يمكن معرفة عدد المنتسبين إليها ومعرفة من أين تمويلها وتستطيع الدولة أن ترسل لهم التفتيش ومحاسبتهم على أخطائهم علنا وعليه تستطيع الدولة تبيان الأهداف الحقيقية لها أما مسألة بقاءها سرية فيه إساءة لأن كل جماعة تستطيع أن تدعي ما تريد.

 

هل تعتبرون عبد الحليم خدام في صفوف المعارضة، وهل هناك أي شكل من أشكال التعاون والتحالف معه ؟

 هو من وضع نفسه في صفوف المعارضة وليس هناك أي نوع من التحالف أو التعاون بيننا حتى الآن لكن لا أحد يعلم ما يحدث في المستقبل.

 

ما رأيكم في الإصلاحات الجديدة التي يتم الإعلان عنها يوميا من قبل الحكومة وفي مجالات متنوعة  كالناحية الاقتصادية والتعليمية وغيرها  ؟

 

"كذب كل ما تقوله الحكومة كذب، حكومة مبنية على الكذب من أولها إلى آخرها"

مثلا قطاع السياحة نسمع عدة تصاريح متناقضة لنفس الشخص حتى أن أحد الصحفيين في الخارج قال لي لماذا لا توحدون الكذب، وبرأيي أن السبب هو عدم وجود حرية للصحافة وإلا لما حدث هذا،  أما ما يصدر من قوانين فهي جميعها تصب في خدمة مصالح الأغنياء الجدد (ما يسمى طيور السمك ) وليس الشعب،

 مثلا المصارف الجديدة ماذا يستفيد منها الشعب"لكثرة الدولارات لديه؟؟؟؟"

الإصلاح الاقتصادي لا يكون بفتح مصارف إنما بتشغيل المليونين العاطلين عن العمل وبتحسين دخل الفرد الذي لا يزيد عند البعض عن الدولار. وعلى المستوى السياسي أن تبدأ بفصل السلطات، والمهم قبل كل شيء أن تبدأ باكتشاف الأخطاء 

 

 أستاذ حسين كنتم أحد الأشخاص الذين تولوا إدارة وكالة الأنباء السورية (سانا) ماذا تغير منذ تلك الفترة حتى الآن؟

عن الفترة التي كنت فيها مدير عام  وكالة سانا، كانت الدولة في مرحلة تحول و كنا نأمل منه الخير والأكثر من ذلك كنا نحن مصدقين أن التحسن قادم !!!

والآن الفساد أكثر استشراء والفاسدين أكثر صفاقة.

 

هل مازلت  تؤمن بأفكار حزب البعث  الذي فصلت منه ؟

طبعا أنا مؤمن بمبادئ الحزب لكن ليس بتطبيقاته أو ممارساته ولا حتى هيكليته كما هي الآن، ورغم هذا  حقق  الحزب في فترة ماضية الكثير من الأشياء الإيجابية، وفصلت منه لأن أفكاري منحرفة على حد تعبيرهم.

 

برأيك ما هي دواعي التشديد الأمني اليوم ؟

هذا التشديد سببه وجود قانون الطوارئ الذي مازالت تتعامل به أجهزة الأمن وبرأي أن ليس هناك من داعي لهذا التشديد

 

منذ فترة تناقلت أوساط شعبية وصحفية قصة ضرب طلبة التعليم المفتوح من قبل أجهزة الأمن على أثر أتصال من رئيس مركز التسجيل ما تعليقكم ؟

هذا سببه "نظام الدولة الأمنية" التي تستخدم عناصر الأمن بدل استخدام النظام العام في حل مثل هذه القضايا وهذا ما حدث أيضا في الإعتصامات التي حدثت أمام قصر العدل حيث جلبت عناصر الأمن

 طلاب ربما بعثيين ليواجهوا المعتصمين في حين وقفت عناصر الشرطة والأمن في موقف المتفرج وهذا أمر خطير فهم يؤسسون للعنف بين أفراد الشعب

 

ما هي آفاق التغيير في سوريا من خلال قراءتكم للواقع ؟

الوضع بشكل عام قلق فهناك ضغوط خارجية من إسرائيل وأمريكا وأوربا وحتى بعض الدول العربية، إضافة للمشاكل الداخلية والاحتقان الداخلي بين الناس والظروف صعبة.

 

برأيكم ومن منطلق الواقع هل هذا الوقت المناسب للمطالبة بالتغيير ؟

نحن نطالب بلحمة وطنية للوقوف في وجه الخارج والتغيير من الداخل  ولكن أن نقول يجب عدم المطالبة بالتغيير في هذه المرحلة العصيبة فهذا الكلام نسمعه  منذ عام 1963 .

 أما بالنسبة للواقع فشيء بديهي أن الحكومات في فترة الراحة والأمان لن تصغي لمطالب المعارضة ولا حتى لأي صوت ينادي بأي تغيير أو لإصلاح والتغيير الذي نطالب به هو إيجاد مواقف جادة وحازمة ووحدة وطنية و ليس قمع وتشرذم.

 

 

 

أجرى اللقاء لموقع صدى سورية : غصون أبو الذهب – أروى الشمالي